إن الإساءة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليست حديثة العهد، ولا وليدة اليوم، وإنما هي قديمة منذ بعثته صلى الله عليه وسلم، إلا أنها تختلف باختلاف الزمكان، وكذا باختلاف الوسائل والتقنيات.. وهذه الإساءات والرسومات هي مهينة للأمة الإسلامية جمعاء، وليس لرسول صلى الله عليه وسلم وحده، وكما هو معلوم أن هذه الخرجات المسعورة والندوات المكذوبة لرئيس فرنسا ماكرون الخبيث ليست المرة الأولى التي أساء فيها للإسلام والمسلمين.. بل هي خرجات تتعقبها خرجات متتالية لا منتهية، بمساعدة الصحيفة اللعينة شارلي إيبدو التي بدروها ناصرت ودعّمت رئيسها في الإساءة لنبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم، في نشر وإعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة له صلى الله عليه وسلم، والمهينة للإسلام والمسلمين.
وقد كانت قبلها الصحيفة يولاندس بوستن الدنماركية في 30 سبتمبر 2005، وبهذا أدعو الله تعالى أن ينتقم منهم، وأن يشتت شملهم، وأن يزلزل دولتهم تحت أقدامهم، وأن يجعل كيدهم في نحورهم، وفي هذا الصدد يقول الحق سبحانه وتعالى: (إنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّه وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا) [سورة الأحزاب الآية: 57].
وهذه الأفعال الذّميمة والسلوكيات الخطيرة التي لا تمت إلى الحضارة بصلة، وليست من احترام الأديان في شيء، وإنما هي أقوال وخُزعبلات على الأوراق، فلابد من التصدي لها، وذلك بتوحيد صفوف المسلمين، وإعلاء كلمتهم، والرجوع إلى مكانتهم.
والنصرة الحقة لا تأتي بمقاطعة البضائع والمنتوجات الصغيرة، بل تأتي بطرد الشركات والمصانع الكبرى، وإسقاط كل ما له صلة بفرنسا وداعميها، والنصرة الشرعية الحقيقة هي العمل بسنته صلى الله عليه وسلم، واتباع منهجه، وطريقه القويم، والامتثال لأوامره واجتناب نواهيه، وإحياء سنته، يقول تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ، وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا )[سورة الحشر الآية: 7].
ولنُصرة رسولنا الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم ورد اعتباره فلابد من عدة أمور نذكر منها:
- وجوب محبته، وتقديمها على محبة النفس والأهل، لقوله صلى الله عليه وسلم: "لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ"، رواه البخاري في صحيحه، عن أنس بن مالك،.
- وجوب التحلي بالأدب معه صلى الله عليه وسلم، بدليل قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ*إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّـهِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) [سورة الحجرات الآيتان: 2 - 3].
- المحافظة على الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، في كل وقت وحين، كحال ذكره، ويوم الجمعة، وبعد الآذان، لنيل الأجر والثواب، لقوله صلى الله عليه وسلم: (من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشر صلوات وحطت عنه عشر خطيئات، ورفعت له عشر درجات)، رواه الإمام أحمد (11587)، والنسائي (1297).
- محبة آل بيته صلى الله عليه وسلم، من أزواجه، وذريته، وأقاربه، لقوله صلى الله عليه وسلم: "أذكركم الله في أهل بيتي"، وكررها ثلاث مرات متتالية. رواه مسلم في صحيحه، عن يزيد بن حيان.
وغيرها من الأفعال الحسنة والأقوال المقبولة التي تدل على نصرة سيدي وحبيبي محمد صلى الله عليه وسلم، فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.