تأتينا الكثير من الأفكار الفريدة والمميزة لإنشاء شركات قيمة تحقق تطوراً مجتمعياً إقتصادياً و أحلاماً شخصية، لكن تُعاني معظم المؤسسات الناشئة مشكلة واحدة متعارف عليها يتسبب عدم التطبيق الجيد لها وإهمالها في فشل المشروع.. وهي التمويل! 

عن الحاجة إلى «إدارة الأموال بكفاءةٍ»!  

إن فكرة التمويل تتمحور في أنه نظام مالي يهتم بإدارة الأموال بكفاءة من خلال جمع أموال أو رأس المال كاملاً لتغطية النفقات المتوقعة[1]، ففي الغالب لا يمتلك المستهلكون وشركات الأعمال والحكومات الأموال المتاحة لتغطية هذه النفقات أو سداد الديون أو إكمال معاملات أخرى ما يؤدي بهم إلى الاقتراض أو بيع الأسهم للحصول على الأموال التي يحتاجونها لإجراء عملياتهم. 

من جانب آخر يوجد أصحاب مال مدخرون ومستثمرون يريدون حفظ أموالهم أوتحقيق عوائد ربحية بإستخدامها بشكل أمثل في تمويل المشاريع وأخذ أسهم من الشركة أو بإقراض هذه الأموال لمن يحتاجها لأجل حفظها لوقت آخر. 

 

ويشمل التمويل بعض المواضيع الأساسية كالقروض، والتوفير، ووضع الميزانيّة، والاستثمار، وغيرها . وهناك نوعان رئيسيان من أنواع التمويل هما:[1]

  1. تمويل الاقتراض: يُشكّل الأموال التي يوفرها مقرض خارجيّ، مثل: اتحاد الائتمان، أو البنك، أو منظمات البناء. 
  2. تمويل الأسهم: يُمثّل الأموال التي يتم الحصول عليها من داخل الشركة مقابل الأسهم .
كيف أختار المصدر المناسب للتمويل؟

تبحث الشركات الناشئة عن اختيار مصادر جيدة للتمويل، فكيف نختار الجهة المناسبة وما أنواع المصادر التي يمكن أن تمول مشاريعنا الخاصة؟ سنتطرق في هذا التقرير إلى عدة مصادر للتمويل مع ذكر مميزات وعيوب كل منها، من ثم يمكنك إختيار ما يناسب مشروعك [2]:

  • التمويل الشخصي أو المدخرات الشخصية 

وهو أكثر الأنواع جاذبيةً وراحة لأنك تستخدم أموالك الشخصية في إدارة مشروعك وتمويله مع تحمل النتائج بحيث لا تكون مديناً لأحد، و من ميزاته أنك تملك السيطرة الكاملة على عملك بحيث يمكنك أن تفعل ما تشاء، هذا بجانب شعور الرضا الذاتي لإستخدام أموالك الخاصة لتمويل الأعمال .. 

أما العيوب فتتمثل في الخسارة الكبيرة للجهد والمال في حال فشل المشروع ، إضافة إلى أنّك عند إستخدام أموالك الشخصية قد تفوتك الإرشادات والتوجيهات القيمة التي يمكن أن تتلاقاها من المستثمرين والممولين ذوي الخبرة الكبيرة الذين من الممكن أن يساهموا في تمويل مشروعك. 

  • الأصدقاء والعائلة

ويتمثل في طلب التمويل من الأشخاص المقربين لبدء المشروع، ويكون هذا المصدر في الغالب مؤقتا وفي الأعمال التجارية لبدء العمل فقط حتى الوصول لمرحلة يمكن بعدها لصاحب المشروع أن يعتمد على نفسه أو يبحث عن أنواع أخرى من التمويل.. 

ما يميزها أنها تكون سريعة في جمع المال ومرنة لكنها خطرة من ناحية تخطيطية، فالأقارب قد يوفرون المال حتى دون تقييم صلاحية المشروع نفسه بشكل جيد ودراسة جدواه، وبالتالي قد لا تجلب أي أرباح بإستثناء رأس المال الأول!

  • التمويل الجماعي 

يتضمن ذلك تمويل العمل عن طريق أخذ مبالغ صغيرة من رأس المال من عدد كبير من الأشخاص (عادةً عبر الإنترنت).

 

 

تستفيد كصاحب عمل من هذا النوع من التمويل من الشبكات الواسعة التي تستخدمها لأصدقائك وعائلتك وزملائك عبر منصات التواصل الاجتماعية المختلفة للحصول على معلومات حول مشروعك، وذلك بهدف جذب مستثمرين جدد.. 

من مزاياه أن الفكرة قد تنتشر من خلال الحصول على هذه المجموعة الكبيرة من المستثمرين والذين يمكنهم أيضاً المساعدة في جمع الأموال.. هذه الطريقة تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين قبل الحصول على النتائج وذلك يعتمد على التسويق الجيد للفكرة والقدرة على الإقناع. 

  • المستثمرون المميزون 

 وهم مجموعة من الأثرياء الذين يقدمون التمويل مقابل الحصول على أسهم في الشركة أو العمل، و يعمل بعض هؤلاء المستثمرين في شكل مجموعات ويقومون بعمليات تقييم وعرض قبل التمويل بينما يعمل معظمهم بشكل فردي.

 ما يميز هؤلاء المستثمرين قدرتهم على تقديم النصائح والإرشادات القيمة وذلك لخبرتهم عادةً في المجال الذي يراد الإستثمار فيه، هذا مع إمكانية وضع شروط مرنة ترضي الطرفين، لكن من عيوبه أنك قد تضطر إلى التنازل عن سيطرتك الكاملة على المشروع.

  • رأس المال الإستثماري 

إن أصحاب رأس المال الاستثماري هم المستثمرون الذين يقدمون مبلغًا كبيرًا من المال في مقابل الحصول على حقوق الملكية في الشركة، ويحصلون على عوائد عندما تعلن الشركة عن نشاطها العام أو يتم الاستحواذ عليها من قبل شركة أخرى. 

مثل هؤلاء المستثمرين يدورون حول المال، ولا يستثمرون إلا في الشركات التي لديها إمكانية توفير عوائد جيدة على استثماراتهم.. 

من محاسنه أن أصحاب رؤوس الأموال لا يقومون بالمجازفة بالتمويل فحسب، بل يمكنهم تقديم الخبرة والإرشاد للمساعدة في تطوير الأعمال. 

كما يمنح تمويل رأس المال الاستثماري الشركة مصداقية فورية ويفتح أبوابًا أخرى لشبكة واسعة من الأفراد المهمين، مثل المستثمرين والشركاء في المستقبل. 

لكن من عيوبه أنك قد تضطر إلى التخلي عن جزء كبير من مشروعك مقابل مقدار التمويل الكبير المقدم.

  • القروض المصرفية

تعتبر مصدر تمويل الأكثر شعبية للعديد من الشركات الناشئة. وذلك لوجود خيارات تمويل مختلفة حسب إحتياجك وأيضاً عملية التمويل تكون سريعة إذا كنت مؤهلاً، والأهم أنك لن تضطر للتخلي عن سيطرتك الكاملة للمشروع. 

قبل التقدم بطلب للحصول على قرض بنكي، من المهم التأكد من أنك على دراية جيدة بالخيارات المختلفة المتاحة، وأسعار الفائدة التي تأتي مع كل خيار.

أما عيوب هذا المصدر فتكمن في أنه يتطلب الكثير من الوثائق، والتي يمكن أن تكون متعبة وتستغرق وقتا طويلا. كما يحتاج إلى تثقيف نفسك حول الخيار الأفضل المتاح لك؛ خلاف ذلك، قد ينتهي بك الأمر إلى اختيار صفقة من شأنها أن تضر عملك في نهاية المطاف. وأيضاً في القروض المصرفية يجب سداد الأموال سواء نجحت الشركة أم لم تنجح، مما قد يؤدي إلى فقدان جميع ممتلكاتك وأكثر.

  • قروض إدارة الأعمال الصغيرة (SBM) 

وهذا ينطوي على تمويل من إدارة حكومية مكرسة لمساعدة الشركات الصغيرة على النجاح. تساعد SBA الشركات الصغيرة في الحصول على رأس المال وتضمن منح نسبة مئوية معينة من العقود للشركات الصغيرة. 

يساعد هذا النوع على تحسين العلاقة بين المقرضين والمقترضين. كما يزيد من فرص الحصول على قرض بنكي إذا تمت إدارة قرض SBA بشكل صحيح.. يكمن عيبه في أن إرشادات التأهيل صارمة.

أخيراً لإختيار مصدر التمويل المناسب يجب عليك أولاً الدراية التامة بإحتياجاتك المالية ومؤهلاتك وحاجتك للتمويل، كما يجب عليك مراجعة إحتياجات ومتطلبات كل مصدر ومعرفة عيوبه ومميزاته.. نتمنى لكم دوام التوفيق.