شهدت ريادة الأعمال والمشاريع الناشئة قفزات كبيرة في أنحاء العالم خلال السنوات الأخيرة، حتى أصبح العالم يتوقع أن تكون ثورة تنقل العالم إلى عصر جديد من العلوم والاقتصاد على غرار الثورة العلمية والثورة الصناعية في القرون الماضية. 

أحد أهم خصائص المشاريع والشركات الريادية الناشئة هي أنها سريعة النمو، وأنها تنمو بتأثير إبداعي غير منضبط بقوانين وسياسات، حتى توصل أصحاب الشركات الكبيرة مؤخرا إلى نتيجة مفادها أنهم حتى يأتون بأفكار إبداعية، لا بد لهم من عمل تغييرات بنيوية في شركاتهم تجعل سلوكهم وبيئتهم مشابهة لسلوك وبيئة المشاريع الريادية الناشئة. 

ولكن من المؤشرات الواقعية، ما أشارت إليه العديد من الدراسات تثبت أن بعض المشاريع تفشل في سنواتها الاولى فقط، حيث نشرت مؤسسة "إدارة الأعمال الصغيرة" SBA تقريرًا يوضح أن حوالي نصف المشروعات لا تستمر أكثر من خمس سنوات وحوالي الثلث فقط ينجح لفترة لا تزيد على 10 سنوات، وتقريبًا يستمر 80% من المشروعات لأكثر من عام ثم تغلق أبوابها. 

 كما وأكدت الدراسة أنّ 50% من الأعمال تفشل في عامها الأول، و95% تفشل في خلال أول خمس سنوات. أرقام رهيبة تدفع بالبحث عن أهم الأسباب التي جعلت المشاريع تفشل وتتجه نحو طريق مسدود، وفي هذا التقرير سوف نعرج على بعض الأخطاء التي يقع فيها رواد الأعمال خلال بداياتهم...

 ضياع السوق 

العديد من المشاريع تطلق للجمهور من دون التحقق من وجود السوق، أو أن المنتجات والخدمات المقدمة تلبي احتياج معينا أو تسد نقصا من نقائص ومتطلبات الحاجيات اليومية فيجد صاحب المشروع نفسه أمام سوق فارغة والطلب على منتجاته قليل، لأنه لا يشبع رغباتهم، كما أن العديد من المشاريع تدخل في حيز مشبع أيضا فتجد بأن المنافسة قوية في ذلك المجال وأن السوق مشبع أصلا فتؤدي بالمشروع إلى الفشل، لذلك وجب دراسة السوق قبل دراسة المشروع نفسه.

مشاكل في الخطة التشغيلية 

من بين الأخطاء التي يقع فيها أصحاب المشاريع الصغيرة هي عدم وضع خطة تشغيلية  لأول عام جيدة ملائمة ومناسبة  للمشروع فتجد فريق العمل تائه في العمل ونقص في الموارد البشرية داخل المشروع، وكم ستبلغ التكاليف لإدارة المشروع من رواتب الموظفين إلى مصاريف ونفقات التسويق وغيرها من المصاريف التشغيلية التي لا يخطط لها أصحاب المشاريع في البدايات، فتصبح سببا من الأسباب التي تؤدي إلى فشل وإفلاس المشاريع.

التمويل الصغير 

هذه هي النقطة المهمة والسبب الهام الذي يقع فيه أغلب أصحاب المشاريع وهي إدارة المالية وحساب التكاليف لا يكون بالأمر الجيد فتجد أن التكاليف تقتصر فقط على الأصول أو الأثاث والبضائع لكن لم يحسبوا حساب تمويل الرواتب للموظفين والتسويق وغيرها من المصاريف التشغيلية، وبالتالي سيكون التمويل صغيرا لا يغطي حاجيات الخطة التشغيلية للمشروع .

الموقع السيء 

العديد من المؤسسات تتموقع تموقعًا سيئا في البدايات، وتدخل إلى اسواق مشبعة اصلا فلا تجد زبائن وعملاء لمنتوجاتهم أو أنها تجد صعوبة بالغة في الوصول إلى العملاء المستهدفين، لذلك باتت دراسة موقع المشروع قبل التأسيس ضرورة حتمية فهو يشكل عاملا أساسيا للوصول إلى الزبائن بسهولة. 

التمسك بالخطة نفسها وعدم وجود مرونة في التخطيط 

بعض المشاريع تتمسك بخطتها الأولى من دون تجهيز خطط بديلة وقت الأزمات، فتجد نفسها تواجه صعوبات كبيرة لإدارة الأزمات سواء الداخلية أو الخارجية، فإن اقتضى الأمر لتغيير بعض المنتوجات من أجل مواكبة الأحداث والتغييرات لا تستطيع التغيير لضعف الخطط، فهذا الثبات سيء في العديد من الظروف.

التوسع السريع جداً 

بعض المشاريع من الوهلة التي ترى فيها ناجحا باهرا خلال السنوات الأولى لها من التأسيس، تظفر بعقود جيدة ومثمرة وتزداد نسبة المبيعات، فيجد القائمين على المشروع أن فرص النجاح رائعة وعاشوا هذا النجاح لفترة  فتوسعوا توسعا سريعا غير مدروس، ودخلوا أسواقا وأماكنا جديدة من دون دراسة. 

 أدى هذا إلى نتائج كارثية جعلت المشروع يخرج كليا من السوق، وكم من مشروع سمعنا عن توسعه الكبير، ولكن بعد سنوات قليلة وجدنا أن المشروع بدأت خدماته تزيد وحصته السوقية التي كان يسيطر عليها بدأت تتناقص تدريجيا إلى أن أدت إلى إفلاس المشروع. 

ضعف الموارد البشرية وقدرات الموظفين

كم المؤسسات فشلت وذلك بسبب المشاكل الداخلية للمشروع، ومن بين هذه الأسباب ضعف الطاقم الإداري والبشري للمشروع وقدراته لا تناسب حجم السوق ومتطلباته، فتجد أن المشروع يقدم خدمات سيئة وضعيفة تؤدي به إلى فقدان السوق وثقة العملاء، فاختيار أجود الموظفين والقادرين على تقديم أفضل الخدمات ضروري لتوفير خدمة جدية للزبائن، من أجل كسب العملاء والتوسع في السوق.