(ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﻛُﺘِﺐَ ﻋَﻠَﻴْﻜُﻢُ ﺍﻟﺼِّﻴَﺎﻡُ ﻛَﻤَﺎ ﻛُﺘِﺐَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻣِﻦ ﻗَﺒْﻠِﻜُﻢْ ﻟَﻌَﻠَّﻜُﻢْ ﺗَﺘَّﻘُﻮﻥَ)
[البقرة، 183]
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺴﺘﺸﻌﺮ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻠﻬﺎ ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﻟﻬﺎ ﺃﺑﻌﺎﺩﺍ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻷﻣﺔ، ﻭﻧﺤﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻓﺮﻳﺪﺓ ﺗﻌﻄﻲ ﻧﻔﺲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺑﻌﺎﺩ.

  1.  البعد النفسي
  2.  البعد التربوي
  3.  البعد الروحي

ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﻫﻮ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺼﺎﻓﻲ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﻓﻲ محاولتها لتكون طاهرة زاهدة ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ، وﺍﻟﺼﻴﺎﻡ يربيها ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻋﻣّﺎ سواه ﻣﻦ ﺗﺮﻑ وركون للنعيم،  ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﺃﺑﻌﺎﺩﻫﺎ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ، ﺣﻴﺚ ﻧﻼﺣﻆ قوله تعالى: ‏(ﻟَﻌَﻠَّﻜُﻢْ ﺗَﺘَّﻘُﻮﻥَ‏) ﺃﻱ ﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﺘﻘﻮﻥ ﺷﺮّ ﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ والتلذذ بها، ﻣﻦ ضمنها ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﺒﻄﻦ، ﺍﻟﻔﺮﺝ، ﺷﻬﻮﺓ معاصي اللسان، ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ عموما.

ﻓﺎﻟﺼﻴﺎﻡ إذن، ﻟﻪ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻢ يفرضه علينا بغاية تحقيق اﻠﺘﻘﻮﻯ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻓﻘﻂ، ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﺸﺎﺋﻊ ﻭالمعيش عند المسلمين، ﺑﻞ هو شهرٌ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ الدورة التدريبية التي ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑإﻧﺘﻬﺎﺀ الشهر، لكن ﺗﻌﻄﻲ ﺃﺑﻌﺎﺩﻫﺎ ﻭﻣﺪﻟﻮﻻﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺑقيّة أيام ﺍﻟﺴﻨﺔ، ﻓﻼ ﻳﺤﻖ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ نتلّبس التقوى ﻓﻲ ﺩﻭﺭﺓ ﺷﻬﺮ ﻭﻻ ﻧتلبسها ﻓﻲ ﺳﻨﺔ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ! ﺇﻥّ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻧﻤﻮﺫﺝٌ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﻧﻌﻴﺸﻬﺎ ﻭﻧﻤﺎﺭﺳﻬﺎ في حياتنا اليوميّة.

 
 ﻟﻠﺼﻴﺎﻡ ﺑُﻌْﺪ ﺗﺮﺑﻮﻱ ﻓﺮﻳﺪ ﺗﺴﺘﻌﻠﻲ به ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﺗﻬﺎ، ﻭﻟﻮ تمعنّا فيه بنظرات فلسفية يتبين لنا ﺃﻥّ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﻭﻃﻴﺪﺓ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ﻓﻬﻮ ﻳﻌﻜﺲ ﺻﻮﺭﺓ ﺇﺳﺘﻌﻼﺋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻤﻂ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻤﻴّﺰ ﺑﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﺘﺮﻑ ﻭﺍﻹﻧﻐﻤﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺘﻊ الزائلة. ﻭ في حديث رائع، تناول ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ علي عزت ﺑﻴﺠﻮﻓﻴﺘﺶ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺰﺝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﺓ، حيث ﺗﻤﺜﻞ ﺍﻟﺮﻭﺡ "اﻟﺜﻘﺎﻓﺔَ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ"‏، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻤﺜﻞ ﺍﻟﻤﺎﺩة "‏ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓَ ﻭﺍﻟﺘﺮﻑ‏"،. وﺍﻹﺳﻼﻡ ﺟﻤﻊ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻔﺘﻪ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺒﻴﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ، ﻭيعدّ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻣﻦ ﺃﻗﻮﻯ ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺒﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ، ﻓﺎﻟﺼﻴﺎﻡ ﻓﺮﺽ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ اثنتي ﻋﺸﺮ ﺷﻬﺮًا، ﻣﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻃﺎﺑﻊ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻟﻴﺲ ﻃﺎﻏﻴًا ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻭﻻ ﻣﺤﺎﺭﺑﺎً لها، ﻭﻻ ﻧﺎﺑﺬًا ﻟﻠﺤﻀﺎﺭﺓ.
 
ﻳﺸﻴﺮ الإسلام من خلال الصيام إلى ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻵﺧﺮ ﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮ، ألا وهو ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻱ، وﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺜﻞ ﺍﻟﺨﻠﻮﺩ ﻭﻳﺘﺼﻞ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﻻ ﻣﻨﺘﺞ ﻭﻣﺴﺘﻬﻠﻚ ﻣﻔﺮﻍ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻌﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻑ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﺎﺩﻳﺘﻬﺎ، ﻟﻜّﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ رؤية ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ هو  ﺟﻮﻫﺮ ﻓﺮﻳﺪ ﺧﺎﻟﺺ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻛﻤﺼﺪﺭ ﻟﻠﺨﻠﻖ ﻭﺍﻟﺴﻤﻮ، إضافةً إلى ماديته.
 ﻟﻘﺪ ﺗﺄﺳﺴﺖ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﺓ، وهي ﺗﻨﻌﻜﺲ ﻓﻲ ﺃﺳﻤﻰ ﺻﻮﺭﻫﺎ بعبادة ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ، ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭﺍﻟﺸﺒﻊ، ﺍﻟﻨﺼﺐ ﻭﺍﻟﺪﻋﺔ، ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺰﺩﻭﺟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﺍﺕ فقدت ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﻭﻛﺮ ﺍﻟﺪﻫﻮﺭ، ﻭﻣﺎ ﺷﻬﺪﺗﻪ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻣﻦ انشطار ﻭﺻﺮﺍﻉ، ﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺘﺎﺟًا ﻟﻺﺻﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺘﻄﺮﻑ ﻣﻦ ﻛﻼ ﺍﻟﻨﻈﺮﺗﻴﻦ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ، ﻭ قد استطاع ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻥ ﻳﻮﺍﺋﻢ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ باتساق ﻣﺘﻨﺎﻫﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﺑﻌﺎﺩﻩ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﻭحتى ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﻧﻤﻂ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ.
ﺇﻥ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻣﻨﻬﺎﺝ ﻭﻧﻤﻮﺫﺝ ﻳﻌﻜﺲ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻜﺎﻣﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻟﻴﻘﻴﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻛﻠﻬﺎ ﻭﻳﺼﻮﻍ بها ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺑﺮﻣﺘﻪ، نظرة تراعي ﺍﻹﺯﺩﻭﺍﺟﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺍﻟﻨﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ.
ﺇﻧﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻣﻠﺤﺔ ﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻃﺎﺑﻊ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭالحرص على ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﺳﺐ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻐﻄﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻟﻤﻪ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺍﻟﻔﺴﻴﺤﺔ ﺍﻟﻮﺿﻴﺌﺔ ﺍﻟﻮﺍﺭﻓﺔ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ.
 

ﺇﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻮ ﻇﻞ ﻏﺎﺭﻗًا ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﻑ ﺗﺘﻀﺨﻢ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻭﻳﺘﺤﻮﻝ ﻟﻮﻋﺎﺀ ﻳﺤﺘﻀﻦ ﺍﻟﺨﺒﺚ، ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﺗﻀﺨﻢ ﻓﻴﻪ ﻣﺴﻠﻚ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻟﻤﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ حينها ﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ، سيغيب ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭتتلاشى ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﻌﻤﺮﺍﻥ!
 

إنّ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﻤﻄﻴﻦ ﻫﻮ ﺧﺎﺻﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﻤﺘﻔﺮﺩﺓ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ، وﺍﻟﺘﻲ ﻣﺘﻰ ﻣﺎ ﺍﻧﻔﻚ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺣﺪﺙ ﺷﺮﺥ عظيم ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮ.
 ﺇﻧّﻬﺎ ﺧﺎﺻﻴﺔ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻤﺎ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺇﻻ ﻣﻨﻬﺞ ﻳﺆﺻﻞ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﻤﺰﺩﻭﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻛﻠﻬﺎ ‏(ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﺓ‏)، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻨﻬﺎﺝ ﺣﻴﺎﺓ ﻻ ﻣﻨﻬﺎﺝ ﺷﻬﺮ! ﻭﺇﻥ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺗﻬﻴﺌﺔٌ ﻭﺗﺠﺪﻳﺪ ﻣﺮﻛﺰ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺨﺎﺻﻴّﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ.