أفرجت منصة عمران للمشاريع أخيرًا عن أسماء المشاريع المنتقاة في المرحلة الأولى والتي سيتم مرافقتها في المرحلة الثانية، لتحقيق نهضة الأفراد والمجتمع، والمساهمة في الإقلاع الحضاري للأمة؛ وفي بثٍّ مباشر على صفحة عمران على الفيسبوك أعلن مدير منصة المشاريع الدكتور أيمن مزياني عن قائمة 21 مشروعًا تحصّل على أعلى تقييمٍ من لجنة الإنتقاء؛ من أصل 400 مشروع سجل في منصة المشاريع، في هذا التقرير نسلط الضوء على تلك المشاريع المنتقاة.
بعد ثلاثة أشهر من الإنتقاء والتمحيص.. عمران للمشاريع تفرج عن قائمتها
بعد أزيد من ثلاثة أشهر من إعلان منصة المشاريع عن بداية مرحلة الإنتقاء، أفرجت السبت الماضي الإدارة عن قائمة ب22 مشروعًا تم اختيارهم من بين 400 فكرة مشروع مسجل، ستقوم عمران بدعم المشاريع المنتقاة ومرافقتها وذلك بعد تصنيفها؛ وتقوم فلسفة عمران على تصنيف المشاريع على حسب الأزمات الرئيسية التي تعالجها أو القدرات الأساسية للأمة، وعلى حسب ذلك عمدت الإدارة إلى تقدير شمولية المشاريع المنتقاة لأفكار وفلسفة عمران؛ من خلال تواجد المشاريع العامة للأمة والتي تعالج الأزمات الرئيسية كأزمة التعليم مثلًُا؛ إضافةً إلى التركيز على المشاريع الوظيفيّة التخصصيّة التي تقدم خدمات علمية بإحترافية عالية وهي المشاريع التي شهدت تواجدًا كبيرًا ضمن هذه المشاريع المنتقاة؛ دون أن تغفل إدارة منصة المشاريع عن إختيار أهم المشاريع التي تعمد على قياس الجودة ورقابة الشفافية في العالمين العربي والإسلامي، بالإضافة إلى الإهتمام بمؤشرات الديمقراطية وتقديم تقارير للحكومات والهيئات، وتوصيّات من شأنها تحسين صورة العالمين العربي والإسلامي.
مشاريع مميّزة لنهضة تعليمية للأمة.
للتعليم حيّزٌ هام من الإهتمام في فلسفة عمران؛ لذا كانت المشاريع التي تهتم بهذا المجال حاضرة في قائمة المنتقاة، بدايةً مع مشروع فصيح لشرح المنهاج التركي للطلاب العرب بالجامعات التركية، وهو المشروع الذي يطمح حسب مديرته خلود الحلبي إلى تغطية احتياجات كل الطلاب العرب الدارسين بالمدارس التركية في أي وقتٍ، إضافةً إلى تحضير دورات اللغة العربية لطلاب الجاليات العربية؛ وكان لمشروع الترجمة التشاركية لصاحبه سالم العوام حضور في القائمة النهائية وهو المشروع الذي يطمح إلى ترجمة مئات آلاف الكتب إلى اللغة العربية.
مشروع العربي الصغير للأستاذة حنان ركبان هو الآخر كان ضمن القائمة وهو المشروع الذي يعمل على تعليم الأطفال اللغات العربية، الإنجليزية، الفرنسية والرياضيات عبر برامج تعليمية خاصة بالحاسوب ويضع ضمن رؤيته تنشئة جيلٍ عربيٍ مبدعٍ عن طريق إستخدام وسائل حديثة لتعليم الأطفال؛ ويحاول محمد بدوي وفريقه عبر مشروع الأكاديمية الدولية للتعليم الاستراتيجي ( IAOS ) إلى بناء أكاديمية تعليمية متخصصة في التعليم وفق أسس ومهارات التفكير الاستراتيجي الحديث؛ من جهتها تسعى أكاديمية حبر لصاحبها الأستاذ عمر عوّاد لدفع التعليم بالمنطقة العربية إلى الأفضل عبر منصة تعليمية مخصصة لطلاب الجامعات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تقدم تجربة تعليمية مخصصة لتلبية احتياجات المجتمع الأكاديمي المحلي في هذه المجتمعات العربية.
الوصول إلى نهضة شاملة.. مشاريع الإبتكار التكنولوجي حاضرة أيضًا
ما يميّز مشاريع العمران أنها إبداعية في الغالب؛ وهذا ما يعمل عليه الدكتور أحمد غنابزية من خلال مشروع خدمة تبيان لتحليل البيانات الذي يدعم فكرة اتخاذ القرارات بالاعتماد على أرضية صلبة من بيانات ومعلومات تتيح لمتخذ القرار قوة المعلومة وتدعمه بصورة مستقبلية لعمله؛ ويحاول المهندس محمد نور الدين من خلال مشروعه Green Water . No plastic إلى حلّ مشكل قارورات المياه عن طريق إنتاج قارورات مياه صديقة للبيئة، كما سيكون scope vision لصاحبه محمد بدوي مشروع لإنشاء مركز متخصص في تقديم الاستشارات والتدريب والتطوير بتركيا .
ثلاثة مشاريع لنهضة الأمة سلوكيًا وأخلاقيًا
من بين مشاريع السلوك والأخلاق التي ستحظى بدعم عمران نجد مشروع سلام التي تديره الباحثة ياسمين يوسف ويشرف عليه الدكتور طارق السويدان؛ ويعمل المشروع على مرافقة الفرد لتحقيق التوازن والسلام الداخلي وتنمية مهارات الذكاء العاطفي وتحسين جودة حياة الفرد عن طريق الإيمان بالله عزّ وجلّ وبأسمائه الحسنى؛ و كثاني مشروع من مشاريع منصة عمران للمشاريع يطمح الأستاذ محمد دهام من خلال مشروع المؤاخاة إلى عالم إسلامي وفق الشريعة الاسلامية السمحة التي تدعو إلى التسامح والأخوة منبذا التعصب بجميع أشكاله.
مشروع إعداد الدعاة المتخصصين الذين يتميزون بأثر دعوي بارز وفعال، هذا ما يطمح إليه صاحب المشروع الأستاذ زاهر العبري، سعيًا إلى بلورة مشاريع دعوية تتوافق مع التخصص الدعوي للداعية أو المصلح.
حتى السينما والفنون في عمران للمشاريع.
لم يُهمل المشاركون الفن والسينما؛ حيث سجلت عدة مشاريع في المنصة، يحاول أصحابها القيام بنهضة عربية وإسلامية في هذا المجال، ومن بين هذه المشاريع التي تأكد انتقاؤها للمرحلة الثانية، نجد مشروع رتاج للزخرفة الإسلامية لصاحبه الأستاذ خضر أبو الخصر والذي يحاول من خلاله للحفاظ على الإرث الثقافي المتمثل بالزخرفة الإسلامية على وجه العموم والتراث السوري على وجه الخصوص وذلك عن طريق إحياء حرفة الدهان الدمشقي كحرفة تاريخية في التراث السوري والعمل على نشرها في تركيا من خلال إقامة ورش تدريبية للمهتمين، كما يسعى المهندس محمد الوتاري عن طريق مشروعه عمران سينما إلى صناعة سينما تخدم مشروع النهضة وإيجاد بديل للسينما الهدامة من خلال إنتاج الأفلام والمسلسلات الهادفة.
للإعداد القيادي نصيب في مشاريع المرحلة الثانية.
كمشاريع للإعداد القيادي تصدر مشاريع الرواد؛ نهضوي؛ تمكين؛ عبير الوعي وكنوز للتربية القيادية قائمة المشاريع المنتقاة؛ ويسعى مشروع الرواد للأستاذ زانا قصاب إلى تدريب رواد الأعمال على مهارة إقناع المستثمرين ومضاعفة فرصهم على كسب الإستثمار، أمّا مشروع نهضوي الخاص باليمن السعيد ولصاحب فكرته مجدي الدعيس فيحاول أن يكتب نهضةً جديدة لليمن من خلال إعداد القادة وتفعيل المشاريع في اليمن.
من جهته يسعى مشروع تمكين لصاحبته رقية زويني رفقة فريقها إلى مساعدة التلاميذ في التمكن من الدراسة من خلال دروس دعم خاصة وتطوير شباب اليوم من خلال فتح دورات في تكنولوجيا الإعلام والاتصال، بالإضافة الى إبراز المهارات وتنمية المواهب لدى الأطفال والشباب من خلال برامج خاصة، وينشد الأستاذ عبد الله عبد اللاوي بمشروعه الفكري المتمثل في مؤسسة عبير الوعي للدراسات والتدريب والتطوير على تشكيل الوعي، وبناء وتطوير قدرات الشباب الفلسطيني من خلال تلبية الاحتياجات التدريبية والتثقيفية والتخصصية وفق منهجية علمية حديثة في بيئة تدريبية ملاءمة؛ بدورها تسعى كنوز للتربية القيادية لمديرها التنفيذي إحسان خليل العزيز وبإشرافٍ من الدكتور طارق السويدان على تحقيق التربية القيادية المتوازنة وذلك بالتركيز على الجوانب الفكرية والنفسية وخاصة فيما يتعلق بالقناعات والاهتمامات والقدوات، لإعداد شباب إسلامي الهوية، إبداعي التفكير وسطي الفكر، أخلاقي التعامل، حضاري الإنجاز؛ من خلال برنامج تربوي متوازن يعتمد على طرائق التربية الحديثة ووسائل التدريب الإحترافية ومصاحبة المتدربين الدورية، عن طريق مخيمات تربوية تستهدف فئة الفتيان والشباب للأعمار (11 - 14) و (15 - 18) ومن كلا الجنسين.
مشاريع القيادات المتخصصة في منصة عمران للمشاريع.
أوّل هذه المشاريع مشروع معلمُّون مُلهِمُون الذي يعرّف نفسه على أنّه فضاء طبيعي مفتوح للتعلم والتثقيف يعتمد على الملاحظة والمشاهدة و الممارسة وعيش التجربة الشخصية في التلامس مع الطبيعة، يسعى إلى تنمية مهارات حب الاطلاع والاستكشاف والتفكير الاستراتيجي المتكامل الهادف إلى التنمية المستديمة، من خلال تنمية التفكير في الطبيعة وربطها بالحياة المعاصرة عبر ورشات تكوين وتدريب ومرافقة موجهة لشرائح عمرية مختلفة؛ يطمح المشروع أن يبني خزّان خبرة موثقة بوسائل العصر ويشكل حجر ارتكاز لمجتمع المعلمين من أجل تنمية مهنية مستديمة ويعمل على إدارته فريق عمل يقوده الأستاذ عمر برمان؛ وبدوره يسعى مركز دراسات وأبحاث "مفكر" إلى نشر أبحاث ودراسات مميّزة تختصّ بدراسة الظواهر؛ كما تعمل على تأهيل فئة متميزة من الباحثين الشباب، وتنظيم فعاليات علمية ونشاطات أكاديمية في إطار بيئة مؤسسية تراعي متطلبات الجودة الشاملة، ويعمل على إدارته الدكتور السعيد معطوب مع فريق عمل متخصص.