حاوره شمس الدين
في جلسة الرواد ليوم 27 يوليو/جوان 2019م، إستضافت صفحة عمران الأستاذ إحسان العزيز للحديث عن مخيمات كنوز للتربية القيادية (لمشاهدة البث كاملًا من هُنا)، حيث يتجدد موعد لقاء الرواد كل خميس لمدارسة موضوع يهم الأمة ونهضتها من شتى الجوانب.
الحمد لله الذي بلغنا هذا المقام، بسم الله منزل القرآن والصلاة والسلام على خير الأنام، يضرب لكم عمران موعدا كلَّ خميس في لقاءٍ للرواد، نتناقش مع الأساتذة الأفاضل والجمهور الكريم في بعض القضايا التي تعنى بالأمة الإسلامية ونهضتها.
إنّ وضع الأمة الإسلامية وحالها يبقينا مشغولين ومهمومين بحثًا عن سبل نصرتها وبعثها من جديد، عبر مختلف الخطط الإستراتيجية أو المشاريع النهضوية التي تساهم في التجديد والعمران الإنساني وفق ما يقتضيه الواقع، ولعل من أبرز من يشتغل في هذا المسار المنظمات والمؤسسات التي تهتم وتنشد إقامة الأنشطة والدورات الموسمية لمساعدة مختلف فئات المجتمع على حسن إستغلال الأوقات، وهذا بتأهيلهم وتنمية قدراتهم وترسيخ القناعات الصحيحة للبناء التربوي.
وبحلول فصل الصيف تطل علينا العديد من الفعاليات والملتقيات والمبادرات التي تصب في هذا المسار، اليوم بحول الله موعدنا سيكون للحديث عن مشروع كنوز للتربية القيادية، مع مديره التنفيذي مدير مؤسسة مثابرون للعطاء الأستاذ إحسان خليل العزيز.
حياكم الله وجميع مشاهدي صفحة عمران، مرحبا بكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرصة جميلة أن أكون معكم.
بارك الله فيكم، يشرفنا كثيرا استضافتك معنا أستاذنا العزيز، في البداية وبالعودة إلى ما تحدثنا عنه في المقدمة، في تقديركم ما ضرورة الاهتمام بالنشء وفق برامج وخطط تهتم بالبناء الشخصي والقيادي، بصفة عامة، لماذا نحن بحاجة إلى هذا الأمر؟
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى من اهتدى بهداه، مشروع كنوز للتربية القيادية مشروع تربوي في محتواه وريادي في مبتغاه، تكمن أهميته في كونه يسعى إلى معالجة أزمة رئيسية تمر بها أمتنا وتعاني منها بلداننا بشكل عام، وهي أزمة القيادة، وتتجلى في اتجاهين: إنعدام الرموز والقدوات أو القيادات الصالحة والنافعة والمتربية، أو تصدر وكثرة الرموز والقدوات والقيادات الفاسدة والمستبدة.
موضوع التربية القيادية يحاول أن يعالج هذه الأزمة بإيجاد قدوات صالحة نافعة ومتربية، وهذا الموضوع ليس بجديد في الحقيقة، وقد قال الشاعر قبل الإسلام حتى: “لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم“، إذ يعيش المجتمع فوضى بدون قيادات ورموز وبدون رواد مؤثرين فيه، وفي نفس الوقت “لا سراة إذا جهالهم سادوا”، إذا كان من يسود هم الجهلة، المستبدون والظلمة فلا معنى للقيادات الصالحة إذا كانت منزوية ولا تستلم زمام الأمور، مشروع كنوز للتربية القيادية يعمل على تربية النشء ليكونوا روادا مؤثرين في مجتمعاتهم، ومتربين في ذواتهم.
شكرا جزيلا أستاذ، التربية ظاهرة طبيعية في الجنس البشري عموما، هي كما سماها علماء التربية "فن أنسنة الكائن البشري" وهي ضرورة مجتمعية لتشكيل شخصيات الأفراد في الإطار القيمي والعقائدي الذي يعبر عن كينونة هذا المجتمع ويحقق غايته، إنطلاقا من هذه المفاهيم وبالإضافة إلى كلامك الذي تفضلت به، ما هي الأهمية التي أدركتها إدارة كنوز لتجعل من التربية محورا أساسيا توليه اهتماما وتجعله هدفا لها؟
إضافة إلى ما ذكرناه في أهمية القيادة، نرى أنّ جيل النشء في انحدار شديد جدا وفي بُعد عن المفاهيم والمبادئ والأسس التي يقوم عليها ديننا، هذا الجيل بدأ يُخطف من بين أيدينا، بدأ يسرق من داخل الحصون، من البيوت وحتى من غرف النوم، وأصبح أداة سلبية على المجتمعات، بعد الهجمة الشرسة عليه في مواقع التواصل وفي المواقع الإلكترونية بشكل عام.
أهمية هذا المشروع في أنّه سينقذ 2 بالمائة من هذا الجيل، طبيعة الإنسان بشكل عام أنّه يُقاد إلّا نسبة قليلة من هذا المجتمع هو الذي يقود ويؤثر، نحن هدفنا أن نصل إلى هذه النسبة من واحد إلى إثنان بالمائة من هذا الجيل، حتى يكونوا هم الرواد المؤثرين في جيلهم، كل واحد منهم في بيئته، إذن تكمن الأهمية في أمرين: إدراك وإنقاذ هذا الجيل الذي يسير نحو هاوية سحيقة، وفي أنّ الأمة تحتاج إلى قيادات يجب أن يكونوا متربين، وأفضل فترة للتربية هي في السن الذي نستهدفه.
قبل الحديث عن مخيمات كنوز، يا حبذا لو تقدموا تعريفًا بسيطا بالمشروع، لمن لم يطلع عليه سابقا.
مشروعنا تربوي يستهدف فئة الفتيان من الذكور والإناث، من سن 11 إلى 18 سنة، فئة من 11 إلى 14 والأخرى من 15 إلى 18 سنة، نستهدف الفئتين في ثلاثة ميادين: القناعات، الاهتمامات والقدوات.
القناعات نقصد بها الأشياء الراسخة التي من الصعب تغييرها في الأذهان وفي الفكر وفي العقل، هذه القناعات هي التي تنبني عليها المشاعر والسلوك، وبالتالي تنبني عليها حركة الحياة، فنحن نركز مع هذا الجيل على موضوع القناعات لأن الكثير منها مغروس في أذهانه سلبًا، عن نفسه، الدين، المجتمع، وعن الكون بصفةٍ عامة، نُحاول أن نستبدلها كلها بقناعات إيجابية.
أما جانب الاهتمامات فإنّا ندرك جميعا أنّ الاهتمامات البسيطة هي التي تشغل حياتنا اليوم، بالتالي نحاول في كنوز أن نوجد للنشء إهتمامات كبيرة تتعلق بنفسه أولا، وبأن يكون ناجحا ومُهتما بهموم بلده، والأهم من ذلك أن يكون مرتبطًا بقضايا الأمة، وما يحدث اليوم فيما يسمى صفعة القرن خير دليل على أنّ الشعوب لا تدرك خطورة هذه المسألة، لأن اهتماماتها ليست القضية المركزية للمسلمين "فلسطين" أو قضايا الأمة الكبرى.
ثالثا وأخيرا، نحاول أن نربط النشء بالقدوات سواء كانت مجتمعية أو اقتصادية أو علمية أو سياسية، هذه القدوات الصالحة والنافعة والتي أثبتت جدارتها ونجاحها في مجالها، نأخذ من كل ميدان قدوة، ومن كل قدوة ما تتميز به.
إذن أستاذ إحسان ما تم ذكره من قناعات واهتمامات وقدوات، هي المحاور الكبرى لمشروع كنوز صحيح؟
نعم بالضبط هذه الأصول التي نتحرك ضمنها، داخل كل محور من هذه المحاور هناك أهداف عامة، وتحتها أهداف تفصيلية، استغرقنا في كتابة محتوى وأهداف هذا المشروع ما يقارب عامًا كاملًا، درسنا الكثير من المناهج والكتب التربويّة وكذا المشاريع.
من المتعارف أنّ المتربي دائما مسكين لا يتقن السياسة ولا الإدارة ولا التجارة، هذه النظرة السلبية المأخوذة عن التربية، في المقابل الناجح السياسي والاقتصادي هو في الغالب غير ملتزم ولا متدين.
نريد أن نكسر هذه الثنائية الخاطئة ونوجد أناسا ناجحين في ميادين شتى، وأبرز مثال على ذلك الجيل الأول من الصحابة الذين رباهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وانتقلوا من حال إلى حال آخر وصنعوا أعظم حضارة في أقصر مدة زمنية.
المتابع لكنوز يجد أهدافا سامية قد سطرت، يا حبذا لو نقرب للمتابعين الأكارم تلك الأهداف التي وضعت دون محددات، يعني لو نفصل أكثر؟
ذكرنا المحاور الثلاثة الرئيسة، وهناك عدة أهداف من المخيمات، لدينا هدف رئيسي لا نتنازل عنه يتعلّق بجانب القناعات الفكريّة والمشاعر، لأنّ السلوك هو تحصيل حاصل لما يحمل الإنسان من أفكار وما يتأثر به من مشاعر. القناعات الصحيحة التي نسعى لترسيخها تتعلق بالدين، النفس، وبالكون حولنا، أي العلاقة مع الله، العلاقة مع النفس والعلاقة مع الآخرين. كذلك، من الأهداف تنبيه الفتيان والفتيات لضرورة اكتشاف أهم نقاط قوتهم، لأن كل واحد منهم يتميز عن الآخر بصفات كالنظرة الإيجابية، الإيمان بالنفس وهو الأصل الذي ينبثق منه حتى الإيمان بالله سبحانه تعالى، وعندما ندرك أهمية أنفسنا ولماذا خلقنا الله تعالى؟ ماهي المهمة التي خلقنا الله تعالى لها؟ حينها يقوى إيماننا بالله سبحانه وتعالى وننتفع أكثر في عمارة الأرض كما أمرنا سبحانه "هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا"، هذه المهمة الرئيسة التي يجب ينتبه لها شبابنا من الذكور والإناث، أخيرًا الربط بالقدوات وفق برنامج جميل جدا لربما لأول مرة يُعمل به.
في تفصيل آخر، ومن أجل أن يفهم المشاهدون أكثر، ما الذي تقصدونه بالقناعات الصحيحة للبناء القيادي؟
بناء القناعات يتم وفق ثلاثة محاور: الإيمان الراسخ بالله سبحانه وتعالى، الفهم الشامل للإسلام والذي ينطلق من فهم المقاصد، ثالثًا التمسك بالمبادئ الثابتة للإسلام، وتعرف من مصدريها القرآن والسنة، هذه من أهم القناعات التي لو رسخت في أذهان الجيل سيعرف كل ما يحتاج إليه في الدين، والإيمان بالله هو الأساس للنظر إلى كل الحياة.
ما هي نقاط القوة التي تركزون على اكتشافها وتنميتها في الفئة المستهدفة؟
ذكرنا أنّ أهم نقطة هي الإيمان بالنفس والانتباه إلى المهمة التي خلقنا الله سبحانه وتعالى من أجلها، طبعا قد يقول الكثير أنّها العبادة، لكن هي الزاد لتحقيق المهمة التي ذكرها الله: "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً"، هذه الخلافة مضمونها عمارة الأرض "هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا"، العبادة هي الزاد الذي يقوينا حتى نؤدي وظيفتنا الرئيسية "عمارة الأرض" بأن نجعلها صالحة للعيش وللعبادة.
كذلك أن يدرك أن رضا الله تعالى هو الغاية التي ينبغي أن نتحرك بإتجاهها، حينها تصغر كل غاية دونها، سنجيد العمل ونتقنه، سنبذل ما نستطيع، سنخلص وسنصدق، كل هذه الأفعال تترتب على الغاية التي نتحرك بإتجاهها.
أخيرا، نحرص على أن ننبه ونلفت أذهان هؤلاء الجيل، أن ديننا الإسلام هو دين يصلح ومصلح للحياة، وهو منهج لهذه الحياة "أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ"، الله سبحانه هو الأعلم بما يصلح لنا.
نستمر في الحديث حول هذا الأمر، في رأيكم ما هي أهم المهارات اللازمة لريادة الأعمال؟
قد يقول البعض ما علاقة ريادة الأعمال بالتربية؟ وهذا وضعناه متعمدين، أغلب الناس والدعاة والمفكرين أو المشاريع النهضوية والتوعوية يعانون من شح التمويل والدعم، وبالتالي يضطرون لكي يخاطبوا هذا أو ذاك لإقامة مشاريعهم، نريد الخروج من هذه المعضلة.
وضعنا هذا الهدف حتى ينتبه النشء لهذا الموضوع المهم من الآن، ونحن نقصد المهارات اللازمة فقط في ريادة الأعمال، فلا نريد في هذه المخيمات أن نُخرّج رجال أعمال أو يخرجوا بمشاريع تجارية أو اقتصادية!
نريد أن يفهموا حكم المال في الإسلام وأهميته، انتشرت صورة سلبية عن المال بأنّ الفقر مطلوب، وأن الغنى والأموال ستحاسب عليهما، وينشأ الزهد الذي يجعلنا عالة على غيرنا.
ننبه في المخيمات إلى صفات الرزق المذكورة في أسماء الله الحسنى، وهذا مما إستلهمناه من مشروع سلام، أيضا عندنا برنامج لتعليم هؤلاء الفتيان والفتيات ريادة الأعمال بشكل أساسيّات بسيطة، حيث نسعى من خلال مخيمتنا أن يخرج كل فتى وفتاة وهو يفكر بمشروعه الخاص.
الشائع أنّ التربية ترتبط بالبعد الإيماني دائما، ربطها في كنوز بالتنشئة القيادية وتضمين أبعاد أخرى عمل يستحق الإشادة، وهو في الأصل رجوع إلى المنهج النبوي كذلك، كما سبق وذكرت ورجوع لمنهج السلف الصالح الذين اعتنوا بعدة مجالات تربوية، فيما يجد الفتيان والفتيات معاني التربية النبوية؟ يعني لو حددنا أكثر الأهداف والأنشطة التي تُعنى بذلك.
ندرك أنّ التربية هي ليست كما هو متعارف عليها، الزهد البارد والورع والجلوس في المساجد واعتزال الحياة، هذه ليست تربية، التربية التي نعنيها هي ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ربى أفضل جيل على هذه الأرض، بعد الأنبياء، التربية عندنا في كل المحاور الشخصية، وقد وضعنا ضابطا مهما من ضوابط التربية وهو التوازن، بمعنى أن نعطي كل مجال من مجالات الحياة حقه.
سيكون عندنا في مخيمات كنوز برنامج سلام أين نهتم بكيفية تفعيل أسماء الله الحسنى في نفوسنا وفي حياتنا، أيضًا برنامج آخر "أسوة حسنة" يُعنى بالمهارات التي كان يستعملها رسول الله صلى الله عليه وسلم في محطات حياته وهو منهاج تفاعلي مع السيرة النبوية.
يتوفر برنامج للابتكار العلمي، للحساب الذهني، مهارات التفكير وتعلم الرياضيات، رياضة العقل، ولريادة الأعمال كما ذكرنا، إضافة إلى برنامج الكشافة والتعامل مع الطبيعة والاعتماد على النفس والعيش في الخلاء.
كل هذه البرامج تندرج فيما يُسمى بالتربية التي ننشدها في مشروعنا، وتكون متوازنة ريادية وقيادية.
وردنا سؤال فيه: يبدو أن الأهداف التي تم ذكرها رائعة جدا لكن الغايات تبدو عامة، فهل تم تحويلها لأدوات وإجراءات قابلة للقياس خلال فترات المعسكر؟
سؤال مهم، لكن الوقت قصير ولا يمكننا الدخول في التفاصيل، نحن عندنا ثلاثة محاور رئيسة: القناعات والاهتمامات والقدوات، تحت كل محور من هذه المحاور ثلاثة أهداف أو غايات، فبالتالي يصبح لدينا تسع غايات في ثلاثة محاور، كل غاية من هذه الغايات التسع داخلها خمس أهداف تفصيلية.
عندنا في كنوز خمسة وأربعين هدفا تفصيليا، مرفقا بالإجراء ومؤشرات القياس والأداء، هل سنطرحها كلها في المخيمات؟ قطعا لا، لأنّنا لا نستطيع خلال 21 يوم أن نغطي 45 هدف تربوي، والتربية في الأصل تحتاج إلى وقت وتكرار ومتابعة، لكن سنركز على أهم هذه الأهداف.
المشروع لا يقتصر على المخيمات فهي البوابة التي ننطلق منها، ومدته عام كامل، ومن يشارك معنا سنستمر في مرافقته بعد المخيمات بالتواصل والمتابعة.
أخيرًا، نعم الأهداف مفصلة إلى مؤشرات أداء وإلى مقاييس، بل وكل هدف مرفق بالمحتوى التربوي والمحتوى العلمي والفني، وكما ذكرت استغرقنا في الإعداد عاما كاملا.
أستاذ إحسان، من المتعارف عليه أن التربية بالقدوة يُعبَر عنها بتجسيد القيم التي يتربى عليها المتربي في شخص المربي أو غيره من المحيط، كيف سيحقق كنوز بيئة أنموذجية؟
البيئة تتكون من اختيار الكادر، عملنا برنامجا تدريبيا تخصصيا لمدة أربعة أيام نهاية الشهر أربعة، وكان الدكتور طارق السويدان حاضرا معنا رفقة الكثير من الأساتذة التربويين، والتقينا مع مجموعة كبيرة من المربين من شتى الدول العربية والإسلامية.
فأول عامل هو إختيار الكادر المناسب، سواءً كان في الجانب التربوي، الإداري، اللوجيستي أو حتى الكشفي، إضافة إلى ذلك أوجدنا برنامج تطويري متكامل يتضمن التعليمات والنظم التي تنظم العلاقة مع هؤلاء.البيئة ستكون مؤثرة بالكادر الموجود، إضافة إلى البرامج والأدوات المناسبة لتحقيق كل ذلك والمعايشة.
أيضًا إستخدام الرموز في المخيمات، ليس من أجل إلقاء المحاضرات، فنحن في كل المخيمات لن نعتمد على الجانب النظري إلا بنسبة 30 بالمائة، والبقية كلها نشاطات تفاعلية وحركية وغيرها.
الرموز التي اخترناها في كل ميدان من ميادين الحياة، يأتون ليجلسوا فقط مع الفتيان و الفتيات، يتحدثوا معهم يسألونهم، يأكلوا معهم، ويفضفضوا لهم، نحن نحاول أن نردم الهوة الواسعة ما بين الجيل وما بين القدوات في ميدان الفكر والثقافة.
أستاذ إحسان، سؤال عرضي نوعا ما، ما الرابط أو العلاقة أو أوجه التشابه بين مخيمات كنوز والمخيمات الكشفية الإسلامية التي تربى عليها الكثير من شباب العالم الإسلامي؟
المخيمات الكشفية الإسلامية هي جزء رئيسي من برنامجنا، إضافة إلى النشاطات الكشفية الموزعة على 21 يوم، اتفقنا مع الفدرالية الكشفية التركية ومنحتنا مخيما مجهزا بكل ما يحتاجه الكشاف لتنفيذ النشاطات، من أدوات وحتى الملابس. سيكون عندنا برنامج كشفي حقيقي لمدة أربعة أيام يديرها بالكامل قادة لهم اسمهم وتجربتهم في الميدان الكشفي.
الحقيقة أن مخيماتنا أشمل وأعم من الكشافة، فالتخييم الكشفي هو جزء من برامجنا، لكن هنالك برامج أخرى.
تمام ما شاء الله، إضافة إلى البيئة التربوية التي تحدثنا عنها، كذلك المربي يعتبر من أهم أركان العملية التربوية كما هو معلوم، وقد ذكر د. طارق السويدان في الفيديو الإعلاني الموجود على صفحة عمران، وكذلك في موقع مخيمات كنوز بأن المشرفين على المخيمات مربون يمتلكون خبرات سنين في مجال التربية، هلا زودتنا بمزيد من المعلومات عن هذه الشريحة ومؤهلاتها؟
أنا عملت في ميدان التربية والمربون أيضا من 10 إلى 15 عاما أو أكثر، فالحمد لله لنا خبرة تؤهلنا للإشراف على هذه المخيمات التربوية، إضافة أنّ الكادر التربوي يتكون من 120 شخص اخترناهم بعنايّة وتكونوا في برنامج تدريبي، إخترنا من يمتلكون خبرة في التربية والتعامل مع هذه الفئة العمرية ذات الخصائص الحساسة، إضافة إلى معيار التنوع من البلدان، الطاقم التربوي يغطي تقريبا عالمنا العربي، عندما يأتي المتربي لن يواجه أي غربة، فسيجد من الكادر التربوي من هو من بلده أو قريب منه، بالإضافة إلى ذلك، وضعنا برنامجا تطويريا مركزا وعمليا وليس نظريا للكادر التربوي، بدأ من نهاية الشهر الرابع ومستمر إلى اليوم، وإن شاء الله قبل المخيم بثلاثة إلى أربعة أيام سننظم محاكاة حقيقية للمخيمات في الميدان.
أستسمحك أستاذ إحسان في التذكير والإشارة للسادة المشاهدين أنه بإمكانهم المشاركة وطرح الأسئلة لنستغل فرصة وجود مدير مخيمات كنوز، متابع يتساءل عن كيفية التسجيل؟
التسجيل مفتوح لحد الآن عبر موقعنا كنوز للتربية القيادية، ولو أن المقاعد أصبحت قليلة، وربما في أي وقت يغلق التسجيل، تجدون رابط التسجيل في صفحتنا على فيس بوك.
متابعة تسأل: إضافة مهارات الرياضيات والحساب الذهني، يبدو هدفا تفصيليا مقارنة بأهداف وفترات المخيم، فما الغاية منه؟
في الأصل البرنامج موجه لتعلم مهارات التفكير، بمعنى تدريب الفتى أو الفتاة على مهارات التفكير، كيف يفكر؟ كيف يتعلم المنطق؟ هذا البرنامج يساند المهمة الرئيسة، سنستخدم ما يسمى بالأصابع السحرية لتعلم الحساب والرياضيات، لكن هذا الموضوع ليس لأجل الرياضيات، إنما لأنه يعلم الفتى أو الفتاة كيف يفكر؟ كيف يقيس؟ كيف يحسب؟ فالمقصود إستخدام العقل وكسر النمطية في الاعتماد على ما هو مكتوب، وعلى الالكترونيات، وغيرها..
هل يمكن اعتبار أكاديمية كنوز تهيئة للفئة العمرية حتى تنضم لأكاديمية إعداد القادة؟ هل هناك علاقة بينهما؟
ليس هناك أية علاقة بينهما، لا تنسيقا ولا إدارة، لكن نحن كما ذكرت سابقا اطلعنا على كثير من برامج إعداد القادة، بما فيها أكاديمية إعداد القادة التي تركز غالبا على الجانب المهاري ولا تتطرق إلى التربية، بالإضافة إلى أنّهم يتعاملون مع شريحة أكبر.
نحن في كنوز نُركز على الاهتمامات والقناعات، وكلما كانت الشريحة العمرية أقل سنا، كانت أجدى نفعا، لأن هذه الفئة يسهل غرس القيم فيها وترسيخ القناعات وتشكيلها، أما بعد سن الثمانية عشر يصعب تغيير القناعات الإهتمامات، لأن الشاب حينها قد بدأ يأخذ قالب الحياة الذي يريد عيشه.
إليكم أستاذ إحسان الكلمة لتقديم إضافات..
إذا كان لي أن أختم فبهذه الكلمات، مخيمات كنوز هي فرصة للإستثمار في أولادنا، امنحوا أولادكم فرصة العمر.
من خلال ما وفقنا الله إليه من تخطيط وإعداد وتدريب الكادر التربوي، قناعتنا أنّ هذه المخيمات ستكون نقطة فارقة في حياة هؤلاء الفتيان والفتيات، الذين سيرجعون إلى أهاليهم بغير ما خرجوا من عندهم بإذن الله.
نجاحنا ليس في إقامة المخيمات فقط، النجاح الحقيقي هو أن نحقق ما ذكرنا من غايات ومن أهداف كبيرة، وحين تتحقق الآثار المرجوة من هذا المشروع بإشاعة وغرس مفهوم التربية القيادية بدل التربية الإنسحابية والانزوائية، التربية لا تكون أبدا في معزل عن المجتمع، ومن توهم ذلك فهو واهم جدا، ربى الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه وسط المجتمع، وما رباهم في بيئة مغلقة أبدا، كانوا يعيشون مع المجتمع وبقوا في في وظائفهم، ويعملون عند سادات قريش وسادات الشرك في ذلك الوقت.
فنحن نريد أن نربي في بيئة المجتمع، نتعامل بما يتعامل به من أدوات ومن مهارات، حتى يستطيع هذا الفتى أن يكون ناجحا في نفس المجتمع الذي سيرجع إليه، لا يكفي أن نربيهم في بيئة مثالية ثم يرجعون إلى بيئة حقيقية، نربيهم في نفس البيئة الحقيقية التي جاؤوا منها ويرجعون إليها رواد وقادة بإذن الله تعالى.
يبدو أن حديثكم قد شوق الكثير لهذه المخيمات، هنالك متابعة تسأل: هل سيتم بث جزء من المخيم أونلاين؟ وهل سيتم تكراره العام القادم؟
بالنسبة للبث سنبث بعض النشاطات فقط ولن تبث كلها، لأن طريقة إدارة المخيم إبداعية، وأجزم أنه لم يعمل بها أي مخيم أبدا، المخيم عبارة عن لعبة تحدي من بدايته إلى نهايته، وفيه منافسة وفيه عملة وفيه تفاصيل كثيرة لا نذكرها، لأننا نرغب أن يأتوا هم ويجربوها.
هل ستكرر المخيمات؟ بإذن الله ستقام مُجددا مركزيا وستكرر في بلدان بعينها بإذن الله، وقد بدأ التواصل معنا في عدد من البلدان لنقيم المخيمات في داخلها، وبالتالي يكون أيسر وأنسب حتى من ناحية الرسوم.
عسى أن تشرفنا أستاذ إحسان بلقاء بعد اختتام هذه المخيمات، للحديث عن أجواءها ونتائجها المرجوة إن شاء الله.
ندعوكم في صفحة عمران أن تكونوا حاضرين لتوثقوا ما يتم من نشاطات وألعاب حركية وبرامج، ثمّ تكونوا معنا في الحفل الختامي الذي سيكون حفلا للتخرج، وليس حفلا لإلقاء الكلمات، سيتخرج الفتيان والفتيات بمشاريع حقيقية فيما يخص الإبتكار العلمي، سيتخرج البعض ومعهم روبوتات صمموها بأيديهم، ويخرج البعض الآخر ومعه مشروع في ريادة الأعمال، والبعض قد رسموا لوحة فنية أو كتبوا قصيدة.
في آخر أيام المخيم سننظم معرضا، يكون بمثابة مشاريع التخرج لهؤلاء الفتيان والفتيات، ستكونون حاضرين معنا أثناء المخيمات وقبل نهايتها إن شاء الله.
نُشير لمن يريد متابعة أي جديد يخص هذه المخيمات، ما عليه إلا أن يتابع صفحة عمران وموقع عمران، وكذا موقع كنوز وصفحته هنا في فيس بوك، نسأل الله لكم التوفيق و السداد.
شكرا لك ولكادر فريق عمران الذي أتشرف بمعرفتهم وبصحبتهم، وأيضا أشكر المتابعين والمتدخلين،
وأقول الباب مفتوح أثناء المخيمات لمن يريد أن يطلع ويلقي نظرة، ويتعرف على المشروع ونشاطاته, وأقول للأولياء إمنحوا أولادكم فرصة العمر ليكونوا قادة في المستقبل، معكم نتشارك صناعة قادة ورموز يستطيعوا أن يقوموا بمهمة النهضة بهذه الأمة.
شكرا للمتابعين لحسن المتابعة وشكرا أ. إحسان الخليل العزيز على مشاركتك معنا، نضرب لكم موعدا يوم الخميس القادم في لقاء الرواد.
عفوا، لا يفوتني أن أشكر الفريق الذي معنا والمتطوعين، وهم كثر، هم القادة المبدعون في هذا المشروع، لهم شكر خاص وأسأل الله أن يكلل جهدهم بالنجاح وألا يضيع لهم تعبا بإذن الله.