حاورها علي الحمد

 

نظّمت صفحة عمران في فيس بوك يوم الخميس 29 أغسطس 2019م بثا مباشرًا استضافت فيه أ. أسماء الكيالي للحديث عن "خُرافة ريادة الأعمال"، يأتي هذا البث في إطار "لقاء الرواد" الذي تُنظمه الصفحة أسبوعيا، وتفتح فيه مجال التفاعل مع الجمهور والإجابة على أسئلته. (رابط البث المُباشر على فيسبوك  - رابط يوتيوب

نتحدّث عن موضوع شيق دائما ما يُفكر فيه شبابنا، وأصحاب الأفكار والمشاريع، وأصبح من أولويات من يهتمون بتأسيس مشروعات صغيرة أو متوسطة.
نستضيف أ. أسماء الكيالي، أهلا وسهلا بها في صفحة عمران، نُرحب بك باسم جمهور عُمران وكلّ المتابعين، سنتحدث في هذا اللقاء: ما هي ريادة الأعمال؟ كيف سأكون صاحب مشروع؟ كيف أتغلب على التحديات؟
فلتتفضل أ. أسماء الكيالي لتُحدثنا قليلا عن ريادة الأعمال.. 

أهلا وسهلا.. سأبدأ عكسيا لو أذنتم لي، أتحدث أولا عن المغالطات التي نعرفها ووصلتنا من خلال الإعلام والقراءة في سوشل ميديا، ثم نعرف ريادة الأعمال تعريفا أكاديميا بحُكم تخصصي الأكاديمي، كما نعرفها من خلال الخبرة الشخصيّة والتعامل مع المشاريع. 

سأتحدث عن ست مغالطات نعرفها عن ريادة الأعمال، لكنها في الواقع بعيدة كلّ البعد، وسأصحح كل واحدة منها على مدار الحديث، من يشاهدنا تبدأ الصورة تتوضح له شيئًا فشيئا عن مفهوم ريادة الأعمال، وضمنيا سنتحدث كيف تؤسس مشروعك؟ وعن فريق العمل ورأس المال وغيرهم.

توجد إحصائية عالمية من الجيد أن نذكرها في بداية هذه الحلقة عن أهمية المشروعات الصغيرة، وهي تقول أنّ 65% من الناتج المحلي في أوروبا يعتمد على المشروعات الصغيرة والمتوسطة، أما الولايات المتحدة الأمريكية فبنسبة 45%، كما أن 81%من الوظائف في اليابان تتوفر من المشروعات الصغيرة حصرًا، هذه الإحصائيات تؤكد على أهمية المشاريع، ومثلما تفضلتِ، كيف يُمكننا أن ننتهي من المغالطات الرائجة عن ريادة الأعمال؟ 

 

لماذا يتوجه العالم إلى ريادة الأعمال؟ ذلك لتحقيق ثلاثة أهداف عالميًا وهي: 

1- إنعاش الاقتصاد والناتج المحلي للدول. 

2- خلق الوظائف.

3- ازدهار المجتمعات. 

كيف تتحقق هذه الأهداف؟ عندما يُبنى الاقتصاد على المصانع والشركات، فإن إنهيار أي شركة يؤثر بشكل سلبي على الاقتصاد، بالتالي انهيار شركة هو انهيار مدخول كبير للاقتصاد المحلي، لكن بالمقابل لمّا تتحدث عن مشاريع إنتاجية، فنحن نتحدث عن مشاريع صغيرة تكبر وتكبر لتصبح شركات، عندما تخسر المشاريع الصغيرة يخسر موظف أو موظفين، فنتحدث عن مبلغ قليل جدا في المديونية، لكن بالمقابل إذا نجحت هذه المشاريع وحققت حجما من الاستثمارات والتبادلات فإنها تؤثر بشكل إيجابي على الدولة. 

أما بالنسبة إلى خلق الوظائف، فإن المصنع مهما كبر واستوعب مئات الموظفين، فإن الشركات تتدرج، فتبدأ باثنين ثمّ عشرة ثم عشرين، وقد تفتح في دولة أخرى فرعا لها، فنحن نتحدث عن توسع جغرافي كبير جدا. والجيد في هذه الشركات في إمكانية دخول مختلف التخصصات العالمية التي تصلنا عادة متأخرة، لهذا توجد الكثير من التخصصات التي دخلت بلادنا حديثا. 

أما الفائدة الثالثة لريادة الأعمال، عندما نشير إلى ازدهار المجتمعات فنحن نتحدث عن التحسين، عن منتجات جديدة تسهل علينا حياتنا، أبسط الهاتف المحمول، لم يكن يتخيل أي واحد منّا أنه بإمكانه التحدث إلى آخر وإن لم يكن معه، مثل لقاءنا هذا أيضا، والذي كان من المستحيل قبل 30 سنة من الآن، ولكن الآن كيف تيسرت حياتنا بتوفر إمكانية الوصول للكثير من الناس بأداة بسيطة. 

فتحت عندنا في الأردن وزارة الاقتصاد والريادة، ومن المفروض يتم تسهيل إجراءات تسجيل الشركات ونشأتها، كما تُعطى مساحات المخاطرة للشركات الناشئة، وهذا هو المفهوم الأساسي لريادة الأعمال، بأن يخاطر الشخص بوقته وماله وجهده حتى يحقق الفكرة التي يحلم بها. 

يجد شبابنا اليوم معاناة، فقد يكون صاحب فكرة ومتحمس ويرغب في تطبيق المشروع، ودائما يلجأ للكتب وفيديوهات فتكون مجرد روتين، لكن كيف أكتب الخطّة؟ وهذا ما تعمل عليه أكاديمية التدريب في عمران، حيث توفر الدورات بما يساعد الشباب في تأسيس المشاريع وإنجاحها. 

تُوجد دراسة تقول أن الشركات الصغيرة تشكل 99% من جميع مؤسسات القطاع الخاص غير الزراعي في مصر، و90% في لبنان، وتؤمن 90% من الوظائف، حبذا لو ننتقل للحديث عن المحور الثاني. 

تعليقًا على الأرقام التي تفضلت بها، هي مشجعة فعلا، لكن يوجد رقم بالمقابل أن 90% من الشركات التي تنشأ في أول سنة تفشل، هذا رقم مخيف وهائل جدا، ومن 10% نصفها فقط من يصمد في السنة الثانية، هذه الأرقام تدعونا للتوقف والتأمل بأنّ الموضوع يحتاج إلى الوقت والتركيز والجهد والمهارات. 

أول خُرافة نعرفها هل الريادي يُولد أم يصنع؟ سؤال كثيرا ما يطرح، ويكون جوابه بأنه يُولد! وهذه خرافة، يوجد جزء من شخصيّة وصفات الريادي التي نبحث عنها تأتي من الجينات، لكن يوجد جزء آخر يأتي بالتعلم واكتساب المهارات وتحفيزها. 

مالذي يُثبت هذا الكلام؟ أمس وأنا أبحث وجدت لو أن مفهوم الثراء والريادة يأتي من الجينات، لما فشلت الشركات العائلية، يستمر منها 30% فقط مع الجيل الثاني، معناه أن صاحب الثروة ليس بالضرورة أن ينقل النفس الذي يملكه لأبنائه وأحفاده، لذا فالريادة لا تُورث والريادي لا يُولد.  

 إذا وجدنا شخصا ناجحا في مصلحة ما أو في شبكة سوبر ماركت أو أي مشروع أو مصانع، ليس ضروريا أنه يستطيع توريث هذا لأبناءه أو أحفاده، يعني ممكن ألا يملك هؤلاء نفسا في ريادة الأعمال ولا يمكنهم القيام بهذا العمل، وهذا ينطبق على كل ما هو موجود. 

 نعم، ينطبق على كل المهارات والصفات، وهذا السؤال أيضًا سئل على القيادي وليس قيادي، وسئل عن مدير وليس مدير، الكثير من الأسئلة طرحت على هذه المهارات، فنحن دومًا نقول أن جزء من هذا يأتي مع الشخصية وجزء آخر يأتي مع التدريب والممارسة والتعلم، وهذا الشيء ليس خطأ، نعطي مثال على مهارات الشخص التي هي مهارة الثقة بالنفس، مهارة التحدث والخطابة التي من الممكن أن يكون جزء منها مرتبطا بالشخصية والجزء الآخر يدرّس ويعلّم، كذلك مهارات التواصل مع الأشخاص، إجمالا المهارات الإنسانية التي تتضمن التعامل مع الأشخاص تجمع الجينات، يعني يمكن أن يمتلك الأب والأم وجميع الأولاد نفس المهارات، بالمقابل توجد مهارات إدارية ومالية يمكن تعلمها، يعني رائد الأعمال يتطلب منه فهم الأمور المالية للشركة، فهم تحليل القوائم المالية، فهم إدارة الفريق وكيف يجمّع أفراد فريقه، ويفهم أيضًا إدارة الوقت والانضباط.

ذكرتِ عدّة صفات يجب أن تتوفر في رائد الأعمال، وأشرب للخطابة، قوة الشخصية، والقيادة، هذا الأمر كله ممتاز، قد يقول أحدهم: أنا أعرف كثيرا من رواد الأعمال وهذه الصفات غير موجودة فيهم، سواءً صاحب منشأة أو مكان العمل وهو ناجح رغم ذلك؟ 

جميل، لا تُوجد مشكلة في النتيجة التي يصل إليها الشخص أو بالطريق التي يصل بها هذا الشخص إلى النتيجة التي نرجوها، فأنا لا أرى أي مشكلة مع الطريق، لكن نحن نتحدث على وجود مقومات عند هؤلاء الأشخاص، لكن بالمناسبة قد يتميز الشخص بمهارات وصفات لكن هي غير واضحة لنا، مثلا واحدة من الصفات التي نحبها في رواد الأعمال "بعد النظر"، الرؤية بعيدة المدى، هذه واحدة من المهارات التي تسمح بتحليل الفرص، وكيفية معرفة الطريق الطويل للمشاريع و دفعها إلى الأمام ، يوجد البعض من رواد الأعمال ممن ينظر للأشياء اللحظية وإلى الأهداف القريبة ولا ينظر إلى البعيد، ويوجد عكس هؤلاء تمامًا، بحيث نجدهم ينظرون إلى المشروع ومستقبله بعد خمس أو بعد عشر سنوات، مثلا هذه المهارة لا تقاس، ولو نريد الآن تحليلها لا نستطيع، لكننا نستطيع تحديدها بالتجربة والمعاملة، وهناك أمور لا نعرفها بسؤال وجواب ولا عن طريق المقابلة، تُوجد صفات إذا لم تضع الشخص في المحك لا يمكننا معرفة حالتها، وفيه أحيانًا صفات ومهارات تعرف عن طريق الإمتحان، أو التحليل، فنحن يمكن أن نساعد الجمهور الذي يتابعنا عن طريق مواقع تساعد في تحليل الشخصيات يجدونها في رابط التعليقات. 

جميل جدًا أستاذة، في الواقع العربي، من سيقتنع بهذه الأفكار؟ ربما من يزاول الآن العمل ليس محصورا فقط في من درس الثانوية والجامعة والماجستير والدكتوراه، ربما يكون هذا الكلام من باب التنظير! فهل لدينا نحن مؤشرات على أنّ من يحلل شخصيته ومن يقوم بالتخطيط، من يتبع هذه الأمور، والتي ربما تعتبر تنظيرا في نظر رجل الأعمال أو رائد الأعمال الذي هو متمكن من عمله ويأتي نهاية الشهر أو نهاية العام لحساب أرباحه؟

طيب، يمكن القول أن تجربتنا مختلفة قليلًا، فأنا من الناس التي تؤمن بأن الطبخة لكي تجهز يجب أن نتبع وصفة معينة، ولكن لما تطبق الوصفة بمقاديرها وبحذافيرها هل من الضروري أن تكون طبختي مثل طبخة أمي أو صديقتي؟ لا، تُوجد نكهة مختلفة، من الممكن أن معيارا ما قد ضاع مني، درجة الحرارة لم تكن مناسبة، كما يمكن لو طبقت كل شيء بحذافيره وأخرج بطبخة مختلفة عن الأخرى، لكن نحن في الأخير ماذا فعلنا نحن الثلاثة؟ اتبعنا نفس الخطوات، نفس المقادير، واتبعنا نفس المسار المشهور أو المتداول، فنحن نتحدّث بالعادة أنّ هؤلاء الأشخاص يمكن أن يتركوا كل الأرقام وكل الإحصائيات، يعمل بطريقته الخاصة ويؤسس مشروعه، ولا توجد هناك مشكلة.

وأرجع لأقول، الطريقة لا توجد بها أية إشكالية، فيمكن أن أطبخ بطريقة وأنت تطبخ بطريقة والمهم هي النتيجة. 

لما نتحدث للجمهور عن تجربة ناجحة ونقترحها كطريقة، معناه يمكن أن نختصر عليك الطريق قليلًا، معناه أنه ليس من الخطأ لو جربت، لكن لو أنت ماض في طريقك وأمورك طيبة، فمن الأحسن أن تبقى في طريقك التي تسير عليها، على أن تأخذ بالمقومات والأساسيات المتعارف عليها.

الآن سننتقل إلى النقطة الثالثة من سلسلة خرافات ريادة الأعمال..

تحدثت في موضوع الدراسة، هل من الضروري أن أدرس إدارة أعمال لكي أصير رائد أعمال؟ هل من الضروري أن أدرس ماجستير أو MBA لكي أفتح مشروع وأصير ناجحا؟ هذه من المغالطات التي تنتشر في تفكيرنا، لا يعني إذا تحصلت على MBA أني سأمتلك مشروعا ناجحا والعكس صحيح، فالأهم أن نوازن بين الأشياء.

 أنا ممن لم يكن تخصصهم إدارة الأعمال، لكن لما بدأت أعمل في تخصصي لم أجد نفسي فيه، وبالصدفة تعرفت على ريادة الأعمال والإدارة، ووجدت نفسي فيهما، فالذي وجدته هو أني أمام خيارين، غير أني لم أكن قد اتخذت قرار فتح مشروع في هذا المجال، فقلت أدرس كورس في ريادة الأعمال أو أدرس ماجستير في الأعمال، وفي النهاية كان قراري أني أحتاج ماجستير لأن كل حياتي عملت لها تحديث واشتغلت في ريادة الأعمال والتسويق ودرّست بالجامعة. 

 لكن أنا بقرار حياة أخذت MBA الذي يكون في العادة لوظيفتين:

 1 أن تغيّر مسار حياتك إلى ريادة الأعمال كما حدث معي، ليس لأني أريد أن أفتح مشروع، لأن من الخيارات أن أصل إلى التسويق وأن أدرس بالجامعة، فالدراسات العليا كانت تفيدني.

2 إذا كنت متمرسا في مهنتك وتنوي فتح مشروع، لكن من المهم أن تعرف قليلًا عن الإدارة، فهنا ما عليك سوى أن تأخذ دورة تدريبية أو ماجستير بالتخصص الذي يهمك.

موضوع المقارنة بالنسبة لي للدراسات هو مقارنة شخصية، يعني ليس شرطا أن تنطبق عندي وتنطبق عندك وتنطبق عند غيرك، فما يهمني أنّ كل واحد يحلل ظرفه والواقع الذي يعيشه وما هي الخيارات المتاحة أمامه، فيمكن أني أحتاج دورة لكي أفتح مشروعي و هذا ما لا ينطبق على غيري. 

هناك قصة ستيف جوبز والكثير من المؤسسين ورواد أعمال لمشاريع سابقة، في بداية حياتهم لم يكملوا دراساتهم وهذا الأمر الذي يعرفه الناس من هذه القصص، لكن لا يريدون تكملة باقي القصة، فمثلًا ستيف جوبز، حقيقة لم يكمل دراسته..

تجربتك أنت كامرأة عربية ونحن في مجتمع عربي، ربما موضوع عمل السيدات طبعًا هذا لا يوجد فيه إشكالية، لكن بصراحة أنا أريد قبل الانتقال إلى الحديث عن ستيف جوبز والتجربة التي عاشها وربما دائمًا شبابنا يستلهم منها البطولات، أريد أن تحدثينا ما هي العقبات التي واجهتك كسيدة عربية عندما قررت أن تدخلي في عالم ريادة الأعمال؟

واجهت مشكلتين بصراحة، المشكل الأول هو أني لما انطلقت في المجال كنت صغيرة -سنة ثانية جامعي-، فكانت المشكلة أني صغيرة وطالبة جامعة ولم يعتبروني في مقام الثقة والمسؤولية التي أحملها، فكنت مضطرة لعمل الكثير من الأشياء لأقنعهم. 

العائق الثاني، على الرغم من أني كنت في دولة مسلمة والحجاب منتشر فيها، لكن البنات المحجبات في مجال الأعمال كنّ قلائل، فنحن كنا في القاعة نجلس محجبات، فينظر لنا على أساس أنّ هناك شيء غريب، فلما كنت أخبرهم أني سأفتح مشروع يستغربون، فهم لم يكونوا متوقعين أن يكون عندي مثل هذا الاهتمام.

 يمكن أن ينحصر في البداية عالم الأعمال على الرجال في تاريخه القديم، لذلك أتت الثورة العمالية في فرنسا وبعدها دخلت المرأة على هذا العالم، لكن الآن لا أحس صراحة أنه مازال هناك عوائق في بعض الدول، بل هناك تسهيلات للمرأة لاقتحام مجال الأعمال من قروض وتمويل ودعم من الأمم المتحدة. 

سألتك هذا السؤال ليس عبثا، لأني أشاهد جمهورك غالبيته من النساء فهي رسالة مباشرة أن اعملن على تأسيس مشاريع وتأسيس مؤسسات ونحن معكم.. 

إن شاء الله، مع أني أحس أن المرأة في هذا المجال مميزة قليلًا، لأن المرأة مشهورة بالتسويق وهي تستطيع أن تعمل أكثر من مهمة في نفس الوقت، وعندها فكرة التشبيك، فكرة كيفية ربط الأشياء مع بعض، فعندها هذه القدرة إذا وظّفتها في الأعمال يكون أداؤها ممتازا، فمن المستحسن أن تستفيد المرأة من هذه المهارة الموجودة عندها.

 نذهب الآن لستيف جوبز..  

الذي حدث مع جوبز والقصة التي لا تعرفها غالبية الناس، هي أنه فعلا قد دخل المدرسة ودخل الجامعة ثمّ درس أول فصل تخصص هندسة مدنية إستجابةً لرغبة والديه، لكنه مع أول فصل أراد الانسحاب، و لكي لا تغضب عائلته، قرر بدل التوقف من الجامعة بأن يتقن مادة الخط ويتعلم فنون الخطوط ورسمها وأشكالها، وللآن شركة آبل مشهورة بتأثرها بمادة الخط التي أبدع فيها ستيف جوبز، فالموضوع هو صحيح أنه لم يكمل في تخصصه الجامعي ولم يأخذ شهادة ولكنه أخذ مادة أثرت عليه مستقبلًا.

بعيدًا عن الجامعة ، ستيف جوبز لفّ العالم وتعلم البرمجة من الهند، فصحيح أنه وغيره لم يتبعوا الخطة الأكاديمية التي هي مدرسة وجامعة ودراسات عليا، ولكنهم أخذوا العلم بطريقة ثانية، ونحن لا توجد عندنا مشكلة في التحصيل، فأين وجدت العلم عليك بأخذه، فلا مشكلة في التعلم المنهجي والذي أسميه أنا بالتعلم الذاتي، فأن تبحث عن المعلومة وتجدها أكثر تأثيرا من أن يُلقنها لك آخر.

 

ننتقل إلى الخرافة الثالثة، حيث نظن أنّ من يرغب في أن يكون رائدًا للأعمال ينبغي أن يمتلك فكرة لمشروع، وهنا جانبنا الصواب. 

لما نتحدث عن كلمة رائد بمعزل عن الأعمال، فنحن نقصد بها السباق الذي يأتي بشيء مميّز، ولم يُوجده أحد من قبل، لكن لمّا نُشير إلى رائد الأعمال فإنّ ذلك ارتبط عندنا بالربح والخسارة، فإن أردت أن أكون رائدا للأعمال ينبغي أن أمتلك فكرة للمشروع وأحقق الربح والمال، يوجد هنا مفهومين جديدين ينبغي أن نتعرف عليهما. 

أولا، إن أردت أن أكون رائدا فمن الممكن أن أكون كذلك في الجانب الاجتماعي كما في الأعمال، ما معنى رائد اجتماعي؟ يواجه المجتمع مثلا مشكل اجتماعي،فأجد له حلا وأساهم في معالجته، أوجد مبادرة أشبك مع النّاس، أستهدف الفئة التي تواجه المشكلة، هنا أنا كرائد اجتماعي أخدم مجتمعي بحل المشكلة التي يواجهها، أجدّ الحل وأقدمه. بالنسبة لي، هذا المفهوم جدا مميّز، تخيل لو كل أحد في حيّه، مؤسسته، مدرسته أو جامعته، لو يكون لكل فرد أثر إيجابي في محيطه، ويتعاون الأفراد فيما بينهم، ونوجد الحلول مع بعض، من المحتمل أن نجد حلولا للكثير من المشاكل التي لم تستطع حكوماتنا حلها، فأنا كمواطن صالح من الجيد أن يكون لي أثر مجتمعي مفيد لي أيضا. 

أما المفهوم الثاني، فأنا كرائد أعمال لا يُشترط أن يكون لي مشروع خاص، بل يُمكن أن أكون رائدا داخل وظيفتي، وهذا مفهوم القليل من يعرفه، فقد أكون رائد داخل مؤسستي التي أشتغل فيها لثماني ساعات، وفي نفس الوقت أكون صاحب فكر وعندي أفكار إبداعيّة وأعمل على حل المشاكل التي تُواجهها المؤسسة، وأنال التقدير والامتياز، كما يُمكنني أن أطرح فكرتي، هذا هو المفهوم الرائع في الدول الأجنبيّة، حتى يُحفزوا الأفراد لتوليد الأفكار، وأنا أحيي دولة الإمارات، تابعتها وهي تنظم مسابقات للموظفين وتُقدّم جائزة الموظف المميّز آخر السّنة، كما يحفزون الموظفين على حل المشاكل التي تواجهها المؤسسات، ويقدمون جوائز ماديّة ومعنويّة، وذلك لأنّ الحل قد يُكلف المؤسسة كثيرًا باللجوء إلى شركات أخرى، فعندما تُحفز الموظفين لحلّها وهم الأدرى بواقع مؤسستهم ومشاكلها، لو ينتشر عندنا هذا المفهوم في الشركات، فكم سيتحفز الموظف وهو ذاهب لدوامه، ويشعر بدوره في المؤسسة، وأن انتاجيته أعلى، وحتى التواصل بين الموظفين يتحسّن. 

يتحدث البعض أنّه يتمنى لو يتوظف في شركة كبيرة مثل غوغل، حبذا لو يشتغل ويكتشف البيئة التي يعمل فيها الموظفين، وما هي المساحات المتاحة لهم للتفكير والإبداع، وكم يتاح لهم من الوقت للتفكير في الحلول، وفي النهاية هم مُطالبون بإيجادها، عندنا العكس نتيجةً للضغط، فيكتفي الموظف بأداء ما عليه، دون الاجتهاد، علينا أن ننتبه لأهمية هذين المفهومين. 

حسب معلوماتنا، فإنّ دول الخليج تتميّز بذلك وحتى الأردن، وللعلم فإنّ النظام الذي تحدثتِ عنه موجود في مشروع عمران أيضا وفي فرق العمل التي تجتهد لإيجاد الحلول والإبداع فيها.
تكلمتِ عن الاهتمام بالموظفين، وتنميتهم وتطويرهم، والمساهمة في زيادة ابداعهم، هذا يدخل في نطاق مسؤولية قسم الموارد البشرية، وكل المؤسسة حقيقةً، حديث شيّق جدا لو نكسب الوقت ونتحدث عن الخرافة الرابعة. 

الخرافة الرابعة أنّ رائد الأعمال يعمل مشروعه فقط من أجل المال، صحيح من الجيّد أن يربح الواحد منّا ويجني المال، لكن للعلم فإنّ الأرقام العالمية تقول أن معظم من يكونوا رواد الأعمال، بسبب رغبتكم في إرضاء ذواتهم وتحقيقها وضمان الاستقلال الوظيفي، فدافعهم الأساسي ليس المال، لذا من الأفكار الخاطئة الرائجة عندنا، أنّه إذا لم يُعجبك مديرك، اترك وظيفتك واستقل بمشروعك الخاص، إن فعلت فستفقد أولا استقرارك المادي المريح، والذي يُكسبك المال لتستقل بمشروعك، ثانيًا، وأنا أؤمن بأنّ الوظيفة وعلى قدر سيئاتها، فإن فيها من المهارات ما لا يُمكنك تعلمه إلّا منها، أنا طلابي لما يتخرجوا أوصيهم بأن يشتغلوا سنة أو سنتين على الأقل، هناك يتعلم المهارات التي لن يتعلمها إلا في وجود فريق، ونظام مؤسسي، فكيف يُمكنك أن تؤسس فريق عمل وأنت لم تجرب من قبل العمل في أي فريق؟ كيف تتفاوض؟ وأنت لم تشتغل من قبل على أي عقد. فأنا ممن يؤمنون بضرورة تجريب العمل الوظيفي، ومن الخطأ أن يستقيل الفرد بُمجرد أن تخطر في باله فكرة، إذن، نؤكد على أن رواد الأعمال ليسوا مهووسين بالمال، وإن كان هدفهم أن يحققوا الربح، فلا أحد يتعب على مشروع دون أن يرغب في تحقيق الربح، ولكن الدافع الأساسي هو تحقيق الذات وتحقيق الاستقلاليّة. 

هذا الطرح كان غائبًا، فليس كل من يعمل على مشروع يعمل على الكسب المالي، لكن من الخرافات أيضًا القول بتأسيس مشروع دون الرغبة في كسب المال، وتعقيبا على قولك بضرورة أن يحتك الشباب بالعمل الوظيفي، ففي ملتقى للمؤسسات الصغيرة، قال أحد الأساتذة أنّك إن كنت ترغب في الحصول على الامتياز، فعليك أن تعمل في الشركة وفي كلّ الوظائف في مدة ستة أشهر، فتكون عندك نظرة على وظيفة وميزة هذا المسمى الذي سيكون في مؤسستك. 

صحيح، عندنا شركة جد مشهورة في الأردن، مؤسسها بدأ فيها من أصغر موظف ليصل إلى هرمها، ولما جاءت زوجه لتتعين معه في الشركة كرئيس قسم نظرا لشهاداتها وخبراتها، فهو رفض ذلك، وأعطاها أدنى وظيفة لتصل فيما بعد للمنصب الذي تقدر عليه، هذا يساعدنا في فهم الدورة التي تسير وفقها المؤسسات، وحتى لا نقلل من دور أي موظف في المؤسسة ونعرف أهمية كل واحد. 

من المؤكد أنه التزم بذلك مراعاة للسلم التنظيمي وليس انتقاما من مشاكل عائلية، ننتقل إلى الخرافة الخامسة والسادسة، ثمّ نرجع نهاية اللقاء إلى خلاصات نفيد بها الجمهور الكريم. 

 

الخرافة الخامسة الشائعة أنّ رواد الأعمال لديهم حرية، فيداومون في الوقت الذي يُريدون، وهذا ما أسميه بالحرية المقنعة، لأن صاحب المشروع إن لم يُداوم عليه من الصباح إلى الليل، فمن يُنجح المشروع؟

في تأسيس مشروعي الثاني، صحيح أنّي أداوم على الساعة العاشرة صباحًا، لكن أنا لا أخرج إلاّ بعد الثامنة أو التاسعة ليلًا أحيانًا، لأني في مرحلة تأسيس المشروع، صحيح أني قد أداوم في الأوقات التي تناسبني، لكن تُوجد أيام أتأخر فيها، فأنا كموظف أليس من المفترض أن ينتهي دوامي على الساعة الخامسة؟ لكن، لأنّي صاحبة المشروع فأنا مضطرة لأتأخر إذا جاء عميل ما متأخر، وتوجد الكثير من المحددات. 

يحتاج المشروع في بداية تأسيسه إلى الكثير من وقتنا وليس القليل، فإذا داومت بمنطق الحرية الذي يتحدثون عنا فإنّ المشروع لن ينجح، وبالمقابل لو تمتلك فريق فإنه لن يكون محفزا، إن وجدك تداوم بالأربع ساعات وهم يداومون ثماني ساعات، هذا لا يصح، يجب أن تُريهم بأنّ همك ونفسك في الشغل مثلهم، وأنّك تتحمل المسؤولية معهم، وأنك تعطي من وقتك وصحتك لهذا المشروع، حينها يشعر الموظف بأن لديه مسؤولية أعلى بكثير، ونحن نؤمن بأنّ صاحب المشروع هو الأكثر شغفًا، وأن الموظفين مهما كانوا رائعين فلا يمتلكون نفس شغفك، إلا مع التدريب والوقت والممارسة. 

يعني هي إشارة لصاحب كل مشروع، يجب أن يمتلك شغفا عاليا، ويستطيع إلهام الفريق المتواجد معه بذات الشغف و يصنع الإحساس حتى يحقق التناغم، وبالتالي يضمن نجاح المشروع.

نمرّ الآن للخرافة الأخيرة التي سأصدم بها الجمهور، من المشهور عن روّاد الأعمال أنّ أعمارهم صغيرة، مثلًا: إذا كان عمري عشرين أو اثنين وعشرين سنة، معناه يجب أن أصير رائد أعمال، لأن كلّ الشباب في مثل عمري هم كذلك.

الآن سأصدمهم بالقول أنّ معدل أعمار ريادي الأعمال هو من 37 سنة إلى 40 سنة.

سؤال فضلا، لو وضعنا الشباب في الشريحة العمرية من العشرين إلى الثلاثين، من الممكن أن يكون رائد أعمال لأن سنه مرتبط بالشباب، بعدها ينتقل إلى مرحلة الرجولة فنسميه رجل أعمال؟

الذي فهمته في الموضوع وأنا أقرأ الأرقام وأنظر للعنوان، هو لما تتحدّث عن عمر أقل من الأربعين تجد الكثير من رواد الأعمال صغارا، وفيه أيضًا رواد أعمال أعمارهم تتجاوز الستين أو السبعين، حين نتحدث عن شريحة الأربعين فالرقم ليس سهلا صراحة.

توجد دول بها الشريحة أعلى، 43 سنة في بريطانيا مثلًا.

من دراستي للموضوع وجدت انّ الكثير من رجال الأعمال في مثل هذا العمر مستقرين عقليًا، ناضجين وواعين وعندهم خبرة عملية في مجال تخصصهم، وفهموا السوق الخاصة بهم، هذا من وجهة نظري لمّا حللت الموضوع. 

 أعطيكم أرقاما بسيطة، KFC الشركة الشهيرة عمرها 65 سنة، ماكدونالدز عمرها 52 سنة، فيسبوك مارك لمّا أسسه كان صغيرا، واتساب كان عمر المؤسس 35 سنة، نلاحظ تفاوتا في هذه الأرقام.

أنا اتخيل الذي هو في مثل هذا العمر، واعٍ عقليًا وماديًا، نحن نفترض أنه استطاع أن يؤسس لحياته، وصار عنده مبلغ من المال يستطيع أن يتصرف فيه بحريّة بعيدًا عن كونه ملزمًا بالنتيجة، أنا هنا أطمئن كلّ الشباب والشابات في كلّ الأعمار ألا اقلقوا وأن يفتحوا مشاريعهم، وليس خطأ أن نستفيد من خبرات الأكبر منا ورجال الأعمال الذين يمتلكون قصصا وأشياء ممكن أن نتعلّم منها.

جميل جدًا أستاذة أسماء، بصراحة هذا موضوع غني بالأفكار غير العادية، وردّة فعل الجمهور بالتعليقات جد إيجابية هنالك إعادة بث للأمل، إن شاء الله لا يكون طرحنا هذا عاطفي بل يكون عقلاني، نجزم أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة ستكون قاطرة النمو الاقتصادي في الدول العربية بالإضافة إلى توفيرها لفرص العمل، لما لها من أهمية.
قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يساهم في مكافحة البطالة، في الابتكار، الإبداع و في تحقيق الاكتفاء الذاتي، لماذا تقدمت اليابان؟ أنا ذهلت بهذا الرقم، 81% وظائف مخصصة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، إذًن هي علامة نجاح أي اقتصاد.
الآن أستاذة أسماء بصراحة، بقي عندي سؤال ونختم به هذه الحلقة الممتعة، لكن بعد ما نعود في أقل من دقيقتين ونراجع هذه النقاط الست التي تحدثت عنها.
جميل ما طرحتِ من من أفكار، لا يجب عليك كرائد أعمال أن تتقيد بأمر، يجب أن تكون صاحب شغف وتطوّر من نفسك وأن يكون لديك اندفاع تجاه هذا الشغف، ليس كل رواد الأعمال يبحثون عن الربح المالي، هناك من يبحث عن الربح الاجتماعي، هذه أفكار جد جميلة، الآن الكثير من الشباب العربي عنده أفكار جميلة ودرس وعمل خطوات لكن يعاني من التمويل، وفي هذا اللقاء لم نتكلم بعد عن التمويل، أكيد فيه تجربة مميزة للأستاذة أسماء تسردها علينا، فالآن لو نلخص النقاط الست ثم ننتقل إلى طرح في موضوع التمويل ووضعه في العالم العربي.  

 

أوّل نقطة تحدثنا عنها أن ريادي الأعمال لا يولدوا بالفطرة فهم يولدوا ويصنعوا، هناك خليط بين الجينات والمهارات التي نحن نعمل عليها، وهذا ما يؤكد لنا أن الشخص ممكن يكون رائد أعمال، وأنا من الناس التي تؤمن أن الإنسان قد لا يستطيع أن يكون رائد أعمال ولا يقدر أن يدير مشروع وهذا شيء عادي، ويحتاج المساعدة من أحد في هذا المجال. 

الخرافة الثانية التي تكلمنا عنها هي إذا أردت أن أصبح رائد أعمال، فالواجب أن تكون عندي فكرة، ونحن تحدثنا وقلنا أنها ليست شرطا، فيمكن أن تكون رائدا اجتماعيا أو رائد بوظيفتك، وهذا الشيء مفيد جدًا، ويهمّ مجتمعاتنا. 

النقطة الثالثة وهي حرية رواد الأعمال واستقلاليتهم وأنهم يداومون متى أرادوا ذلك، وقلنا أن هذا الكلام خاطئ لأنّ رائد الأعمال ما يهمه هو نجاح مشروعه.  

النقطة الرابعة هي أنّ رواد الأعمال يشتغلون بدافع المال والثراء، وتحدثنا بأنهم يعملون بدافع الاستقلالية وتحقيق الذات والإرضاء الوظيفي الخاص بهم.

النقطة الخامسة، الشخص لكي يكون رائد أعمال يجب ان يدرس MBA وقلنا لا، قد يدرس الواحد منا ما يريد، ومن المهم أن يعرف تحليل واقعه وأن ينظر إلى الفرص التي أمامه وقد تدعم مشروعه. 

النقطة الأخيرة التي تحدثنا عنها وهي أعمار رواد الأعمال، وهذا ما يعطينا أملا ألا نستعجل، ونبني شخصياتنا على مهل، وأن ننتظر الوقت المناسب الذي نفرج فيه عن مشروعنا فهذه هي النقاط الستة التي تحدثنا عنها.

أستاذة.. توجد دراسة صادرة عن مؤسسة AFC للتمويل، بأنّ المشروعات الصغيرة والمتوسطة تساهم بـنسبة 33% في الاقتصادات النامية وليست المتقدمة، أما المتقدمة تشكل فيها نسبة 45%، والاقتصادات القوية تساهم فيها بنسبة 64%.
لكن في دراسة تتحدث عن التمويل وأهم تحدياته، ذُكِر انّ السائحة العربية ضعيفة جدًا في التمويل، وهناك دراسة على 139 مصرف عربي في 16 دولة عربية، مختصره أن 8% من القطاع المصرفي العربي يدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وهذه نسبة متدنية، 2% في البلدان النامية من تدعم المشاريع، ودول الخليج تدعم بنسبة 13% وهو دون الدعم العالمي.
في ثلاثة دقائق ونختم بهذا الأمر، أستاذة أسماء ما هي نصائحك بالنسبة لموضوع التمويل؟

نرجع إلى الخرافات، يمكن أن نسميها الخرافة السابعة. 

إنّ التمويل ليس تحديا للمشاريع الناشئة بصراحة، يعني لما نبحث لماذا المشاريع الناشئة تفشل في العالم؟ نجد أن التمويل هو أقل الأسباب، وأول سبب لفشل المشاريع الناشئة هو أنّ الفكرة التي اقترحتها لا يحتاجها السوق، فلهذا عليكم أخذ وقت طويل في التفكير عن الفكرة المميزة قبل أن تقلق على التمويل. تأكدوا أن فكرة المشروع يحتاجها الناس أو فئة معينة مستعدة وتريد هذا المنتج، فهذا هو أوّل تحدي عندنا في موضوع تأسيس المشاريع.

التحدي الثاني ليس التمويل بل أن يكون مع صاحب المشروع مال لكنه غير كاف، لماذا؟ لأنهم صرفوه بطريقة خاطئة أصلًا، ولأنهم لا يمتلكون مفاهيم إدارة المالية، لأنهم لم يعرفوا أيضا كيفية التعامل مع المال الموجود معهم، فنحن دائمًا نؤكد إذا معك مبلغ من المال، اعرف كيف تستغله في مشروعك، لكي تتحصل على نسخة من مشروعك فتقوم بتجريبها على السوق، وبناءً على التجربة ومقترحات العملاء، إذا وجدت قابلية لهذا المشروع، وقتها يمكنك التقدم لطلب أي تمويل، وأنا أضمن لكم حصولكم عليه، توجد أموال، ومؤسسات وحتى مسابقات تموّل، فقط هم يبحثون عن فكرة جاهزة يستطيعون ترويجها، وفكرة يكون الناس بحاجةٍ لها، ويبحثون على صاحب مشروع يؤمن بهذه الفكرة ويعرف كيف يسوقها ويشتغل عليها، الآن عندنا نقطتين مهمتين، ليست كل فكرة تموّل. 

التحدي الثالث للمشاريع هو الفريق، فالكثير من الشركات تنهار لأنّ الفريق غير جدير، أو لأنّ الأعضاء لم يتوافقوا، أو لأن اختيارهم خاطئ فتخيّل النسب، نتحدث عن أرقام مرتفعة، والتمويل أخرها.

بالنسبة لي إذا اخترت فكرة أتأكد أنها مطلوبة في السوق، أدرسها جيدًا، أعرف هل هناك أفكار مشابهة لهذا المشروع حتى ولو خارج الدولة، أدرس تجاربها في الدول الأخرى وهنا يأتي مفهوم الابتكار، وهو أني لا آتي بشيء من الصفر، أنا أطوّر على شيء موجود، اعرف من تختاره معك في الفريق، ليس شرطا أبيك أو صديقك، يمكن شخص لم تلتقي به ولكن تبحث عن هذه الصفات والمهارات الموجودة في هذا الشخص الذي يكمل المهارة الموجودة عندك.

 

فأنا إذا كان مشروعي متعلقًا بريادة الأعمال، وأنا أفهم في الأعمال، وأحتاج معي أحد يكون متخصصا في AT، فأنا مضطرة أن أعينه معي، فهذه ثلاثة تحديات. 

بالنسبة للتمويل، نشرت سلسلة على انستغرام تحتوي على أهم المنصات التي تساعد في التمويل، وكيف تستثمر أموالك، ومفهوم الثراء وكيف تدير أموالك، حتى الشخصية بعيدا عن المشروع، فممكن أيضا أساعدكم في هذه المنصات وأبعث لكم أسماءها.

ممتاز، نكون لك شاكرين لو وضعت هذه الروابط حتى يستفيد منها كل من تابع هذه الحلقة أو كلّ من سيتابعها..
كن رائد أعمال مهما كان سنك، لا تخف فريادة الأعمال في انتظارك، قبل أن تدفع الخمسين ألف ادفع الخمسمائة لتخطط وتتعلم أبسط مهارات ريادة الأعمال، كن صاحب شغف، كن قياديا، كن ملهما، ستكون إن شاء الله من الناجحين.
الأخصائية في ريادة الأعمال والأستاذة المميزة أسماء الكيالي أشكرك باسم جمهور عمران الذي تابعنا على مدى ساعة، وقد نهمنا من المعلومات الموجودة عندك.
على أمل أن نلقاكم إن شاء الله في لقاء آخر لكي نستفيد من هذه الخبرة الميدانية والأكاديمية، نستودعكم الله.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

 

 

 

 

​​​​​​