حاورتها أ. نسرين 

يوم الخميس 22 أغسطس/أوت بثت صفحة عمران في فيسبوك لقاءً مباشرًا يدور موضوعه حول «الهوية العربية واللغة في عصر سوشيال ميديا»، يُمكنكم مشاهدة البث كاملا (عبر صفحة فيسبوك)

 

ضيفة اللقاء أ. أسماء سلمان مؤسسة مشروع "أوراق عربية" وهي منصة مختصة باللغة العربية وشعارها "لنجعل اللغة العربية أسهل وأكثر متعةً"، ستُحدثنا اليوم عن موضوع مهم جدا وهو الهوية اللغوية واللغة العربية في عصر سوشيال ميديا.
 السلام عليكم ورحمة الله،  أ. أسماء نشكرك على حضورك معنا، هلا عرفتنا بنفسك وبالمشروع؟ 

الشُكر لكم أنتم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، بدايةً أود أن أشكر القائمين على مشروع عمران العظيم على هذه الاستضافة الكريمة التي ستبقى لها مكانة عزيزة في قلبي لأنها أول فرصة أُتيحت لي للحديث عن مشروع أوراق عربية وعن فكرته وأهدافه، فشكرًا جزيلا لكم، كما أود أن أشكر عمران على دعمه للشباب، في الواقع منذ الأيام الأولى لانطلاقة المشروع كان مشروع عمران المُشجع الأول والداعم، فشكرا جزيلا.

 يسُرني أن أتحدث اليوم عن هذا الموضوع المهم وهو «الهوية العربية واللغة في عصر سوشيال ميديا»، وأنا فخورة جدا بأن يكون "أوراق عربية" أنموذجا للحديث عن هذا الموضوع، وإذا أردنا أن نتحدث عن الهوية اللغوية بإيجاز وبسرعة -لأننا إن أردنا أن نتحدث عنها بالتفصيل فالموضوع يطول والحديث لا ينتهي- فإنّ مفهوم الهوية اللغوية هو الانتماء أو الشعور بالأمان الذي يمنحه الانتماء إلى المجتمع أو إلى فئة تتحدث لغة واحدة مشتركة، فعلى سبيل المثال هناك جماعات تُعرف بنفسها بناءً على انتماءها اللغوي وليس بناءً على انتمائها الجغرافي؛ مثل المتحدثين بلغة (ويلث) يعرفون بأنفسهم على أنهم ويلزيون أو ويلشيون ولا يقولون نحن بريطانيون، فيرمزون إلى أنفسهم بحسب اللغة التي يتحدثونها، واللغة هوية بطبيعة الحال لأنها تفرض نمطًا معينًا من السلوك والتفكير والثقافة، ولذلك نسمع مرارًا وتكرارًا إذا تحدثنا عن الترجمة أنّ المترجم الجيد هو المترجم المُلم بثقافة اللغة التي يترجم منها وثقافة اللغة التي يترجم إليها لأنّ اللغة هي وعاء الثقافة بلا شك، وقبل الحديث عن الثقافة التي تمثلها اللغة، هناك شيء آخر تمثله اللغة وهي في الحقيقة حاجة أساسية تلبيها وهي حاجة التعبير والتواصل الإنساني، وهي أقدم حاجة موجودة مع وجود الإنسان على هذه الأرض، وهنا أيضا يبرز لنا مفهوم جديد وهو مفهوم اللغة الأم المرتبط ارتباطًا وثيقًا بالهوية اللغوية.

 ومن أحد تعريفات اللغة الأم؛ أنها اللغة التي يلجأ إليها الإنسان وقت الشدة والأزمات، لأنّ لغة الإنسان الأصيلة هي رمزه وهويته والوسيلة التي يحقق بها الغاية الأساسية من الوجود الإنساني وهي التواصل الاجتماعي، ونظرة تأمل في مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام تُعطينا أملا كبيرا، فهي مبشرة جدا، حيث أن هناك توجها واضحا نحو الكتابة والتعبير باللغة العربية على هذه المنصات، وربما جرى هذا التحول من الانبهار بالتعبير والتحدث بلغة أجنبية مثل الإنجليزية أو الفرنسية إلى التعبير باللغة العربية بسبب رغبة الناس ورغبة الشباب بإبراز وتعزيز الهوية العربية لديهم، وربما حدث هذا التحول إبان الثورات العربية والربيع العربي حيث نذكُر أنّ اللافتات التي رُفعت رفعت باللغة العربية ولم ترفع بلُغة اخرى، وأيضا الهتافات والصيحات التي سمعناها قد سمعناها باللغة العربية. 

وهذه الرغبة الحقيقية لإبراز الهوية العربية دفعت الكثير من الأفراد والمؤسسات للاهتمام باللغة العربية أكثر، ونحن نشهد بين الفينة والأخرى مبادرات وحملات تنطلق للتشجيع على التعبير باللغة العربية، ومن بين هذه المشاريع مشروع أوراق عربية.

 

نُهنئك باسم عُمران وجمهوره على هذا المشروع، ونَشكرك على هذا التعريف الموجز، هل يمكن أن نتحدث أكثر عن المشروع وعن أهدافه؟

نعم بكل تأكيد، "أوراق عربية" مبادرة تهدف إلى إحداث تغيير في الطريقة التي تعودنا عليها  لتدريس اللغة العربية، هدفنا الرئيسي هو إثراء المحتوى العربي وتحبيب الناس اللغة العربية، وإضافة المتعة والمرح إلى مواضيع فقدت ارتباطها بالمتعة منذ وقتٍ طويل، فمع الأسف تكوّن عند الناس منذ عقودٍ طويلة تصور واحد للغة العربية، أنّها حكرٌ على أصحاب التخصصات الشرعية والتخصصات العربية، وباتت اللغة في كثير من الأحيان تفقد عصريتها وجاذبيتها وهذا شيء ليس صحيا ولا طبيعيا، فاللغة بطبيعتها عصرية وتحتمل التطور والتكيُف ونحن في حاجة مستمرة إلى استخدامها في جميع السياقات وفي جميع المناسبات، فلذلك نحن في "أوراق عربية" لا ندعي أننا نقدم اختراعا جديدا للبشرية، ونحن لا نعيد اختراع العجلة فما نأتي به ليس جديدا، قواعد اللغة العربية ليست في حاجة إلى براءة اختراع! ولكن الجديد الذي نقدمه هو الأسلوب الذي نتطرق به إلى مواضيع اللغة المختلفة.

 

 يعني نستطيع أن نقول أنّ الفكرة التي انطلق منها هذا المشروع تصحيح التصور الخاطئ بأنّ اللغة العربية قد أصبحت حكرا على  فئة معينة وأصبح تدريسها مُملًا؟

 نعم بالضبط، فكلما ذكرنا اللغة العربية أو المتحدثين بها إلا وكانت خلفيتهم متدينة، كما تستخدم في صياغات الوعظ والإرشاد الديني فقط، فنحن نهدف إلى تحبيب الناس في اللغة العربية حتى يتعلموها بشكل أفضل وتعود المُتعة إلى دروسها، وبالتالي نحقق المزيد من المتحدثين بها.

 

إذاً يمكن أن ننطلق من هذا للإجابة عن سؤال: من أين جاءت فكرة المشروع؟

 فكرة المشروع مختلفة قليلا عما ذكرته سابقًا، شخصيا قادني القدر إلى اللغة العربية وخدمتها، ولم يخطر ببالي أبدا أنّي سأعمل في هذا المجال رغم اعتزازي وحبي للغة العربية منذ صغري، ولكنّي  درست اللغة الإنجليزية في الجامعة، أكملت الماجستير في اللغويات التطبيقية باللغة الإنجليزية أيضًا، وبعد التخرج من الجامعة وإنهاء الماجستير رأيت بمحض الصدفة إعلانا على فيسبوك عن جامعة في اسطنبول تُعلن عن حاجتها لأعضاء هيئة تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها، ولا أدري ما الذي دفعني إلى تقديم الطلب، لأننا اعتدنا أنّ المؤسسات والشركات تنظر للمؤهلات العلمية بالدرجة الأولى والأخيرة، وأنا لا أحمل تخصصا باللغة العربية والقصة طويلة، لكن في النهاية قدمت الطلب وقُبِلت وانتقلت للعيش في اسطنبول للتدريس وكل هذا حدث في أسبوع واحد، ولم أجد وقتا حتى لتجهيز نفسي أو أن أعيد قراءة بعض المصادر والمراجع في اللغة فكانت الأمور سريعة جدا، وهناك بدأت قصة الشغف والحب للغة العربية، واسطنبول هي مدينة الحب أصلا، رُبما تحبب الإنسان بكل شيء يعمله، فمنذ دخولي إلى هذا المجال لم أستطع أن أخرج منه، حينما قررت في البداية الذهاب إلى اسطنبول والعمل هُناك، ظننت بأنها ستكون مرحلة مؤقتة ثم سأرجع ربما إلى تدريس اللسانيات باللغة الإنجليزية في الجامعة، لأنني هكذا كنت أخطط منذ بداية دراستي الجامعية، ولكنّي لم أستطع أن أترك هذه اللغة الجميلة العظيمة.

 إنّ تدريس اللغة العربية في اسطنبول لم يكن واقعا ورديا  كما يتخيل الكثيرون الآن؛ فقد واجهنا -كأساتذة لغة عربية في الجامعة وفي جامعات أخرى- الاصطدام بواقع مرير وهو شح المواد الإثرائية الموجودة على إنترنت والتي تساعدنا وتسهل من العملية التعليمية وتضيف كثيرا من المرح والمتعة والتنوع إلى الدروس التي نقدمها، أنا أتحدث بسبب معرفتي باللغة الإنجليزية، وبسبب اطلاعي على المصادر المتاحة لمعلم اللغة الإنجليزية، فالمصادر المتاحة لأستاذ اللغة العربية قليلة جدا، فهي إن وجدت -حتى لا تغضب منا بعض الجهات التي تقوم في الواقع بإعداد هذا المحتوى- فهي إما أن تكون مغلقة تماما أمام الأستاذ لاستخدام جامعات ومؤسسات مغلقة، أو أن تكون فردية غير ناضجة غير مكتملة ولا تتسم بالشمولية، ولا يجد الأستاذ ما يبحث عنه أو لا يجد كل ما يبحث عنه، وفي غالب الأحيان أيضا كما تحدثنا عن احتكار اللغة العربية لبعض التخصصات تكون هذه المواد غالبا بطابع إسلامي أو طابع موجه لمتعلمي اللغة العربية لأسباب تتعلق بدراسات إسلامية أو شرعية وإلى غير ذلك، فمن هنا جاءت فكرة أوراق عربية، وهي بذرة صغيرة بدأت منذ سبع سنوات تقريبا، ولكن العمل الحقيقي عليها بدأ منذ سنتين ونصف إلى أن رأت النور قبل شهر.

هذا يعني أنكم  انطلقتم من أجل توفير المصادر خلال تدريس اللغة العربية، هل يمكن أن نعتبر "أوراق عربية" مشروع موجه إلى الأساتذة؟ أم توجد شريحة أخرى موجه لها ما دام لديها تواجد على منصات سوشيال ميديا؟

نعم هذا صحيح، في البداية الفكرة كانت من أجل الأستاذ، ثم تحولت وكبُرت لتسع أكبر قدر من النّاس، مع بداية هذا المشروع، من المنطقي والواجب أن يكون حاضرا على منصات التواصل الاجتماعي، فنحن إن أردنا أن نوصل هذه الرسالة وهذا المحتوى إلى النّاس فلا يمكن أن نبقى على رفوف المكتبات، فالناس الآن على سوشيال ميديا أكثر من  أي مكان آخر، وكان من المنطقي أن نُنشئ هذه المنصات على فيسبوك وعلى إنستغرام وجميع المنصات الأخرى.

في الواقع ردود الأفعال والانطباعات الإيجابية والانتشار السريع الذي لم يكُن متوقعا، جعلنا نُعيد التفكير في الشريحة المستهدفة في منصات أوراق عربية، ونحن الآن ننظر إلى عدة شرائح ونعمل على إعداد محتوى مناسب لها، يُوجد الآن محتوى يناسب جميع الناس العرب، ومحتوى آخر سيستهدف غير الناطقين باللغة العربية، وأيضا نعمل على محتوى مناسب للأطفال.

 

جميل، قلتِ أنّ هذا المشروع لاقى استحبابا ورواجا من طرف المجتمع في منصات التواصل الإجتماعي أو حتى في الحياة العادية، لكن، ما هي الصعوبات والتحديات التي واجهتك أو ما زالت تواجهك حتى الآن؟

شكرا لك للتطرق إلى هذا الموضوع، في الواقع التحديات كبيرة وكثيرة، ومن الجميل جدا أنك أسميتها تحديات وليس شيئا آخر، في الحقيقة هناك سر خفي يدفعنا لإكمال المسير في أوراق عربية، ونستمد من هذا السر العزيمة والقوة، ربما هُو بركة اللغة العربية التي تُسيرُنا، ولكن من أبرز التحديات التي واجهتني في البداية هي النصيحة التي يُسديها مُتبرع لا يملك الكفاية من المعرفة والخبرة في المجال، فبعض الناس ماهرون جدا في الإحباط والتقليل من العزيمة، هناك من رأوا في هذا المشروع مضيعة للجهد والمال والوقت.

 نصيحتي لكل صاحب فكرة يؤمن بها ألّا يسمع، وأن يسد أذنيه عن أي تعليق سلبي، فنحن لا نحتاج أبدا إلى أي فكرة سلبية أثناء العمل والإنتاج في الواقع، فإذا كان هناك إيمان بالفكرة، وإذا كان هناك شغف فهذا يكفي. 

كان تحديا صعبا جدا خصوصا في بدايات طرح الفكرة والعمل على المشروع، ولكن تجاوزنا هذه المرحلة، وبالمقابل حتى لا نظلم الطرف الآخر، هناك الكثير من المشجعين، لولاهم لما استطعنا تحقيق هذا المشروع ولو في البداية ولما رأى النور أصلًا، طبعًا أولئك المشجعين من الأهل والأصدقاء وأصحاب المعرفة والخبرة الكبيرة في هذا المجال من رأوا فيه أهمية بالغة، والذين قاموا بتشجيعنا على مدى عامين ونصف كلما هبطت العزيمة قليلًا كنا نتكلم معهم ونسمع منهم تشجيعًا كبيرًا.

 التحدي الثاني هو إيجاد أعضاء فريق يشاركونك نفس الشغف والإيمان بالفكرة والعزيمة، وبالطبع لأي مشروع ريادي ناشئ هناك تحدٍ وهناك عامل اقتصادي مالي مهم  ربما يكون أحيانًا عائقًا في سبيل تحقيق الفكرة، تعاملنا مع هذه التحديات كلا على حده والحمد لله استطعنا أن نكمل المسير، ما زالت هناك تحديات أخرى ولكن العزيمة والإرادة والشغف والإيمان بهذه الفكرة أكبر بكثير من أي تحدي نواجهه في الوقت الحالي.


 

نتمنى لك نجاحا كبيرا لأنّ هذا المشروع حقًا مهم جدًا لمجتمعنا الآن وهويتنا العربية، لقد لاقى المشروع في وقتٍ وجيز رواجًا كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعي، ماهي الأهداف التي تريدين الوصول إليها؟ وما هو المستقبل الذي رسمتِهِ للمشروع؟

في الحقيقة السؤال كبير جدا، منذ سنتين ونصف ونحن نرسم أهدافًا ونعيد رسمها، الأحلام كبيرة جدًا وكثيرة ربما لا حصر لها وتفوق الآن الإمكانيات وتفوق القُدرات لكنها موجودة، ونحن على يقين بأنّ كل شيء سيتوفر طالما توفرت الإرادة والعزيمة، ففي الحقيقة هذه الأفكار التي تراودنا يوميًا هي أفكار كبيرة جدًا وبحاجة للكثير من العمل ونحن ما زلنا في بداية الطريق، لكن من الجيد أن نقوم بالعمل على هذه الأهداف بالتدريج، فنحن الآن بدأنا بالعمل على الأشياء الصغيرة، وإن شاء الله في المستقبل القريب سنبدأ بالعمل على أشياء كبيرة جدا، كانت في بداية المطاف شيئا مستحيلا لكن أصبح تحقيقها أمرا ممكنا.

 

بالتوفيق لكم أستاذة ولمشروعكم، ننتقل إلى أسئلة المتابعين، هل صحيح أنّ اللغة تُحدد السلوك؟ وليس العكس؟

في الحقيقة هناك نظريات كثيرة تتحدث عن اللغة كمحدد للسلوك البشري، وإذا رجعنا للحديث الذي طُرح في البداية؛ عندما تحدثنا عن أنّ المترجم الجيد هو المترجم الذي يكون على علم بثقافة المجتمع، هذا يعني أنّ ثقافة المجتمع تتغير بتغيُر اللغات، فاللغة نعم تؤثر على السلوك ورُبما المتحدثون بأكثر من لغة يفهمون قصدي، أحيانًا التحدث باللغة العربية يفرض على الإنسان ردات فعل ومشاعر معينة، ربما لا يتقبل الإنسان أفكارا طُرحت باللغة العربية ثم يتقبلها بسهولة إن طُرِحت بالإنجليزية، على سبيل المثال لا الحصر؛ هناك لغات في تركيبها النحوي لا تحتوي على جُمل تُعبر عن المستقبل فأبناء هذه اللغة ربما الحديث عن المستقبل لديهم لا يكون بغزارة كما يتحدث عنه متحدثون آخرون تُمكنهم لغاتهم من الحديث عنه، نعم اللغة تؤثر على السلوك وهذا أمر لا يختلف فيه الكثير.

 

يسأل متابع آخر: هل من استراتيجية برأيك يمكن استخدامها للكتابة باللغة العربية الفصحى بأسلوب واضح وبسيط في وسائل التواصل الاجتماعي؟

نعم هو سأل وأجاب في نفس الوقت بما أنّه تكلم عن البساطة والوضوح، فإن أردنا التعبير عن مشاعرنا كتابة في منصات التواصل الاجتماعي فالبساطة والوضوح هما المفتاح لهذا الشيء، ربما تبسيط الفكرة قدر الإمكان يعني عدم السعي وراء اللغة المنمقة الصعبة، لأنّ هذا كما نقول هو العائق الذي يقف أمام قُدرتنا على الكتابة، فالتعبير أولا بأفكار منظمة ولغة بسيطة ثمّ ننتقل بعدها إلى الأعمق فالأعمق، وهكذا تجري الكتابة بشكل سلس أكثر.

 

شكرًا، وردنا سؤال آخر: كيف نستطيع المشاركة في هذا المشروع؟

أهلًا وسهلًا بكم وبكل من يريد المشاركة في هذا المشروع، لقد خصصنا في الموقع الإلكتروني لأوراق عربية نموذجا للتعبئة؛ إن كانت لديكم أي أفكار أو مقترحات أو أوراق عمل داعمة لمنهاج تدريس اللغة العربية، أو أفكار ترغبون في أن نقوم بترتيبها لكم، فهذا ممكن ومُرحَب به دائمًا وعلى الدوام، وأيضًا نرجو أن تتابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي وهذا في الواقع حافز كبير لنا، فالتفاعل الذي شهدناه في الأيام القليلة الماضية جعل التوقف والتراجع أمرًا مستحيلًا تمامًا، نحن بكم نستمر ومنكم نأخذ العزيمة والهمة.

يسألكِ أحد المتابعين: ما هي الإجراءات الأولية التي قمتِ بها بعد التخطيط للمشروع لكي يتجسد على الواقع؟

في الحقيقة بدأ الإنجاز عندما لم ننظر للموضوع بشموليته وبحجمه الهائل والكبير، بدأنا بأصغر التفاصيل وهذا ساعدنا كثيرًا في الإنجاز، فقد كنت أفكر في الانطلاق منذ وقت ولكن كنت مترددة جدا، أريد أن أكمل المكتبة والمكتبة لا زالت صغيرة، هكذا كنت أفكر في داخلي، ولكن وصلت لقناعة بأنني إذا انتظرت اللحظة المناسبة التي أشعر فيها بأنّ الموقع أو المحتوى كامل فلن أُطلق الموقع أبدا، لهذا السبب نحن الآن في البداية لكن كان لابد من اتخاذ هذه الخطوة والعمل ما زال مستمرًا.

 

ما هي المرتكزات التي قام عليها المشروع وهل يوجد منهج واضح؟

السؤال كبير جدا، نحن إذا تحدثنا عن مرتكزات هناك منها الثابتة وتوجد نظريات في تعليم وتدريس اللغة العربية، ولكن نحن في أوراق عربية اتخذنا فلسفة عصرية جديدة، واتفقنا على ألّا نأخذ كثيرا من الكلاسيكيات التي جعلت من تعلم اللغة العربية أحيانا شيئا مملا ويفتقر إلى كثير من المتعة ونحن متحررون تماما، وهذا مأخذ قد يأخذه علينا كثير من المتمسكين بتدريس اللغة العربية بالطريقة التقليدية، ولكن إذا نظرتم إلى المحتوى قليلا فربما تدركون أنّ هناك تحررا وطرحا للمواضيع بأسلوب عصري يناسب الاحتياجات التي ظهرت مؤخرا خصوصا على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

هل من سبيل لتأسيس منهاج تعليم اللغة العربية للأطفال العرب الذين يعيشون في غير البلدان العربية ؟ ويكون هذا المنهاج سهل التطبيق على برامج تطبيقات الهواتف الذكية.

نعم، نحن لا نستطيع أن نقول أننا نقوم الآن بإعداد منهاج كامل لتعليم اللغة العربية سواء للأطفال أو لغير الأطفال، وإن كان هذا هدف قد ينظر إليه في المستقبل بعد سنوات، هدفنا الرئيسي هو إثراء هذه المناهج الموجودة أصلًا، هناك جهات متخصصة تعمل على هذا المشروع وهناك مناهج موجودة للأطفال، ما نفعله نحن هو إثراء وتعزيز ومساندة هذه المناهج.

 

جميل أ. أسماء يسأل متابع: هل مشروعكم موجه للجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي أم أنه مشروع مناهج مدارس في الواقع؟

الآن المشروع متاح بالكامل على الموقع الإلكتروني وعلى منصات التواصل الاجتماعي، ولكن في المستقبل قد يكون هناك محتوى خاص بالمناهج المدرسية الموجهة لطلاب المراحل الابتدائية والأساسية في اللغة العربية.

 

تشرفنا بكِ وبمشروعكِ الهادف، هل ترغبين في أية إضافة؟  

أريد أن أشكركم مرة أخرى، وأن أُعبر عن حالة السعادة الغامرة التي تنتابني هذه الأيام، فالاهتمام الكبير والواسع باللغة العربية وبمثل هذه المبادرات الصغيرة التي تخدم اللغة أمر مُبشر، وأنا آمُل في الحقيقة أن يكون مشروع "أوراق عربية" هو بداية لمشوار كبير، وأن يكون حافزا للمؤسسات الأخرى والأفراد بأن يؤسسوا مشاريع مماثلة تخدم هذه اللغة الجميلة العظيمة.

مشكورة أ. أسماء سلمان ونحن أيضا نشكرك على المشروع الرائع وعلى مجهوداتك في إثراء اللغة العربية وإحيائها من جديد بين أبنائها.

العفو، والشكر لكم في عُمران، أنا موجودة عبر منصات التواصل وأُرحب بالأسئلة والتعليقات والاقتراحات من الجميع، أهلًا وسهلًا بكم وشكرًا جزيلًا..