واجه العالم اليوم تحديا كبيرا بسبب تفشي وباء من سلالة جديدة من مجموعات فيروسات كورونا، يدعى عالميا المرض التاجي (Covid 19)، وأصاب هذا المرض العديد من الأشخاص في أنحاء متفرقة من العالم. 

تستمر حسابات المرضى والوفيات حاليا بلا توقف. ويعد تحديا أمام منظمة الصحة العالمية التي تعمل جاهدة للوصول إلى إختراع لقاح لهذا المرض.

 ظهر الوباء أول مرة في مدينة يوهان الصينية في كانون الأول. حينها الكل كان منشغلا بأمور أخرى، ولم يخطر ببال أحد أن الوباء سيزور العالم كله دون سابق ترحيب.

في الوقت الذي كانت فيه الصين تحصي مصابيها من الوباء وتعد موتاها، كان البعض يؤلف مشاهد فكاهية عن الأمر، والبعض الآخر ظن أن ما فعلته الصين بأقلية مسلمي الأيغور من انتهاكات ومجازر جماعية كان كافيا ليسلط عليها هذا الوباء قصاصا من رب السماء.

يمر الوقت بسرعة وتقف الصين موقف الحازم من الوباء، وذلك بإتخاذ إجراءات احترازية وقائية لعزل الوباء، وحصره في مدينة يوهان وقد نجحت في ذلك، بحيث إستطاعت محاصرة الوباء والقضاء عليه في غضون ثلاثة أشهر.

في الوقت الذي أعلنت فيه الصين عن إحتوائها المرض والسيطرة عليه، بدأت تظهر إصابات في دول أخرى كإيطاليا وإيران وألمانيا وفرنسا وغيرها من الدول بهذا المرض المخيف، الذي أجبر حكومات الدول التي أصابها الوباء فيما بعد بالإعتراف العلني والمسبق بعجزها عن مواجهة الوباء المستجد، وصرح معظم ممثلوا هذه الحكومات بفقدانهم القدرة عن كبح الوباء وضبطه. 

ويظهر ذلك من كلمات رئيس الوزراء الإيطالي بقوله:

  نحن نعلن عجزنا الكامل عن مواجهة هذا المرض ويبقى الرجاء الأخير في السماء، ورافق عباراته هذه دموع الضعف والإنكسار أمام الوباء المستجد، وكان هذا الظهور كافيا ليلخص حجم المأساة، ويعلن الاستنجاد بالعالم أجمع في طلب المساعدة.

فيما بعد لم نعد نسمع ونرى إلا أخبار الوباء وإحصائياته من مرضى ووفيات، عبر القنوات الإخبارية، شاشات التلفزيون، الحصص المباشرة، البرامج المفتوحة التي تستضيف أخصائيين في المجال للحديث عن الأمر. وكل تلفزيونات العالم جعلت التغطية حية ومباشرة، لنقل الجديد بالجزء من الثانية. ببساطة العالم مضبوط بتوقيت كورونا.

منظمة الصحة العالمية دقت ناقوس الخطر في أكثر من بقعة من العالم، خاصة التي تمكن منها الفيروس، وحصد العديد من الأرواح والكثير من الإصابات. 

ليعلن مسؤول الصحة العالمية في النهاية أنه لا جديد في مختبرات العالم، ولا دواء للمرض لحد الآن، ما على الجميع سوى إلتزام الإجراءات الصحية وتعليماتها، إلى حين إكتشاف لقاح، والذي لن يكون متاحا إلا بعد سنة من ظهور المرض. 

 عجزت نظم صحية متطورة ومتفوقة جدا في المجال الطبي عن مواجهة الوباء بسبب عدد الإصابات الذي فاق كل التوقعات، وعدد الوفيات الذي أذهل الجميع، بحيث عجزت المستشفيات عن إستقبال وإيجاد أماكن لكل المرضى، وخاصة قسم الإنعاش الذي يستقبل الحالات المستعصية التي تمكن منها الفيروس وأنهكها، مما اضطر الطواقم الطبية إلى إتخاذ إجراء في الأمر، تمثل في إعطاء الأولوية للأصغر سنا في العناية والتمريض. كما استحدثت مستشفيات طوارئ في عدة أماكن محل إنتشار الوباء لتخفيف الضغط على المستشفيات الحكومية.

وكانت أكثر الدول تضررا في أوروبا ايطاليا تليها ألمانيا ثم فرنسا ثم بريطانيا ثم إسبانيا. فيما باقي الدول تضررت لكن ليس بدرجة الدول المذكورة سابقا. في آسيا كانت ايران أكثر الدول تضررا، وفي افريقيا الجزائر ثم تليها مصر، وفي أمريكا كانت الولايات المتحدة الأمريكية أكثر تضررا. 

كيف انتشر المرض أول مرة؟

 وللعلم فإن شخصا واحدا من مدينة يوهان الصينية استطاع ان ينقل الفيروس إلى خارج بلده، ويتعلق الأمر بامرأة قامت بإعداد حساء خفاش ويقال أن الخفاش تم حقنه بالفيروس، لينتقل فيما بعد للمرأة، التي نقلته هي الأخرى بدورها إلى أشخاص آخرين، ومنها بأت الدوامة التي تحولت فيما بعد إلى كابوس ينشر المرض والموت في كل مكان ولا زال لحد اليوم.

أهم أعراض المرض ومسبباته: 

تعد الحمى وإرتفاع درجة حرارة الجسم والسعال الشديد المصحوب بجفاف في الحلق أهم أعراض المرض، بالإضافة إلى إرهاق ووهن عام يصيب الجسم مما يجعل الشخص حامل الفيروس يسقط على الأرض أحيانا.

ويمكن للأمراض المزمنة أن تزيد من خطورة المرض على الجسم مما تصعب مقاومته، وبالتالي الموت المحتم، بالإضافة إلى كبر السن يجعل المريض عرضة للوباء بسبب ضعف مناعة الجسم، وللعلم فإن كبار السن كانوا أكثر الهالكين بالوباء في أوروبا وأمريكا.

يتم انتقال الوباء عن طريق ملامسة الحامل للفيروس أي شيئ، أو عن طريق اللعاب من خلال الحديث وجها لوجه، أيضا المصافحة والتقبيل وغيرها من الطرق البسيطة لإنتقال المرض. لذلك كان من الواجب عزل الشخص المصاب في مكان لوحده، وتعقيم الأماكن والأغراض للقضاء على الفيروس. والحث على التباعد الجسدي، والتزام البيوت والإنصياع التام لإجراءات الحجر الصحي.

وقد لجأت كل الدول إلى غلق الحدود وتوقيف الملاحة الجوية والبحرية والبرية إلى إشعار آخر. وهذه الإجراءات كانت عامة وطبقت تقريبا في كافة دول العالم.

وما تم ملاحظته فيما بعد أن البعض لم يلتزم بالإجراءات ضنا منه أن الأمر ليس بهذه الخطورة، والدرجة من التهويل، البعض الآخر وصل إلى حد الإستهزاء وتأليف نكت في الأمر للسخرية والضحك، وهذا ما جعل عمر الأزمة يطول، ولا يزال المرض يفتك بالأرواح لحد اليوم بسبب وجود مثل هؤلاء الأشخاص عديمي المسؤولية والوعي. 

وهنا يجب تدخل السلطات لوضع حد للأمر، وفرض القانون بقوة على الجميع. 

وكما يقال " درهم وقاية خير من ألف قنطار علاج". 

وفي ظل الجائحة يجب أن لا ننسى الفقراء الذين لا معيل لهم، وذلك بمساعدتهم ماديا ومعنويا، أيضا يجب مواصلة الإهتمام بتعليم الأبناء من طرف الأباء في البيوت، وعلى الدول تطوير التكنولوجيا بما يتناسب والظرف حتى تتيح للجميع القيام بالخدمات العادية اليومية عن بعد من دراسة، تكوين، اجتماعات وغيرها من النشاطات حتى لا يؤثر هذا المرض على الوضع العام.

أهم الاحتياطات الواجب اتخاذها:
  • إحترام مسافة التباعد الإجتماعي.
  • ترك الرحلات إلا للضرورة القصوى.
  • ملازمة البيت في أيام الإغلاق الكامل.
  • غسل اليدين بمعقم اليدين والصابون أو بمطهر كحولي.
  • إعلام السلطات المعنية في حال ظهور أعراض المرض لتوفير الرعاية الصحية.       
  • الإلتزام بأوامر الحجر الصحي التي أقرتها الحكومة وسلطات الصحة العمومية.
  • إستخدام المناديل عند السعال والعطاس لمرة واحدة ورميها مباشرة بعد أول إستعمال لتفادي نقل العدوى.
  • تناول طعام صحي.