في ظل التحديات التي تعصف بالأمة الإسلامية، هل أحاديث النهضة والتحضر توافق إمكانات الراهن؟ وبين الارتماء في النموذج الغربي بكلّه أو الانغلاق عنه، كيف نحقق التوازن في التبادل الحضاري؟ وهل يقود "القلق الحضاري" إلى إرادة التغيير؟ بغرض الإجابة على هاته التساؤلات وغيرها، نظّمت مدونات عمران يوم الخميس 15 أكتوبر 2020، في صفحتها على فيسبوك بثًا مباشرًا لبرنامج ساعة فكر استضافت فيه الدكتور بدران بن لحسن في حلقة بعنوان "مع قلق التحديات... هل من حوافز لسلك سبيل التحضر؟" وفي ما يلي نص الحوار من إدارة أ. شمس الدين حميود.

 أول ما نستهل به لقاءنا لهذا اليوم هو الاطلاع على الإنتاج العلمي للدكتور بدران. 
 
 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، ربما أن عيب الجزائرين أنهم قليلوا الكتابة والتأليف وأنا مثلهم، فإنتاجي متواضع جدا، لكن لله الحمد والمنة على أن قيض لي الوقت والجهد لكتابة بعض المؤلفات: 
أنجزت في فكر النهضة للأستاذ مالك بن نبي رسالتين للماجستير والدكتوراه واحدة بالإنجليزية والأخرى بالعربية. 
رسالة الماجستير نشرها مركز البحوث لوزارة الأوقاف في قطر سنة 2000، ورسالة الدكتوراه نشرت سنة 2011 من قبل المعهد العالمي للفكر الإسلامي حول الأسس السوسيوثقافية لمنظور مالك بن نبي في بناء الحضارة. 
بعدها أنجزت ثلاثة كتب: 

  1. تأملات في البناء الحضاري (وهو مجموعة مقالات امتدت لأكثر من عشر سنوات). 
  2. الدين ودوره في تحقيق العمران (وهو عبارة عن المحاضرة التي ألقيتها في اسطنبول سنة 2017).

وفي الطريق كتاب بعنوان "أسئلة النهضة" أبثه كمحاضرات وأضمن فيه ما أتلقاه من نقاشات، قد يكون جاهزا في شهر يوليو القادم، هو وكتاب آخر أنشر مقالاته على شكل مقالات أسبوعية في جريدة البصائر لجمعية العلماء المسلمين بعنوان "ليتفكروا" حول الصلة بين الدين والعلم، في ضوء هيمنة النموذج المعرفي الغربي وإشعاع فوضاه كما يقول مالك بن نبي. إضافة إلى عملي على المباشر في مشروع النهضة بعدة دول من بينها ماليزيا وتونس وتركيا وقطر ومستقبلا قد تكون الجزائر، لِمَا لا؟!

بتحريره الفكر الإسلامي من الأيديولوجية..كيف يفتح فكر مالك بن نبي الآفاق؟ 


 في بداية حديثك أستاذنا الفاضل، ذكرت مالك بن نبي والمؤتمرات التي اشتغلتم عليها مؤخرا، وهذا ما يقودني لسؤالكم عن تقييمكم لهذه المؤتمرات. وهل يدفع الأمر للتفاؤل أم هل هو خطوة أولية في مشوار الألف ميل؟

 الاهتمام بمالك بن نبي وفكره أمر يدعو إلى التفاؤل والاستبشار، لأن الأستاذ مالك -رحمه الله- صاحب منظور غير تلفيقي يصلح لهذه المرحلة التي بدأت فيها أمتنا تتلمس الطريق نحو إنجاز نهضة إسلامية، فقد مرت مرحلة الدعوة والصحوة، وحركة التجديد خلال القرنين الماضيين بكثير من المراحل، بعضها كان يسعى للإقناع بأن الإسلام يصلح لكل زمان ومكان، وأنه هو الحل لكل مشاكل البشرية، أما الآن فهذه المفاهيم أصبحت من المسلمات، سواءٌ عند النخب أو العوام.
لذلك فنحن الآن بحاحة إلى نقلة أخرى نحو مرحلة البناء الحضاري، خاصة وأننا سوسيولوجيا نعاني من التخلف ليس في المرجعية وليس فقدانا للإرادة إنما فقدان لإمكانيات تحويل هذه الأفكار إلى نهضة على أرض الواقع، والأستاذ مالك بن نبي أوجدَ هذه الأطروحة التي حاول أن يركز فيها على البحث واقعيا على المشكلات التي تؤخر نهضتنا وتجعلنا نسلك طريق التحضر من جديد بعد أن سجلنا ماضيا مجيدا.
ولكننا الآن نعيش واقعا حضاريا متخلفا، إلى أي مدى يمكن أن نخرج من هذه الوضعية التي هي غير وجودية ولا يمكن أن تستمر إلى الأبد، إنما هي نتيجة حتمية لأسباب محددة عشناها من قبل. والاهتمام بفكر مالك بن نبي هو الاهتمام بالفكر الخلدوني أي الاتجاه الذي يحاول اكتشاف السنن والقوانين التي تنظم حياتنا بمختلف أبعادها، وتسخير هذه السنن للعودة من جديد إلى قوتنا، والبحث في الشروط التي ينبغي توفيرها لنستعيد دورنا المنوط بنا في هذا الكون، خاصة وأن مالك بن نبي وفكره يحرران الفكر الإسلامي من الأيديولوجية، والدغمائية والبكائيات والنظرة الحدّية ويفتحان الآفاق أمام كل التجارب الإنسانية.

والاهتمام بفكر مالك بن بني ليس مقتصرا على العالم العربي فحسب بل هو شائع في كل العالم الإسلامي، وعلى سبيل المثال اهتمام إخواننا الأتراك بكتابي الذي أنجزته حول هذا الموضوع، وهذا يبشر بأن الأتراك حقيقة قد فهموا دور فكر مالك بن نبي في إعادة بعث الحضارة من جديد، وفهموا دورهم أيضا في تطبيق أطروحته عليه رحمة الله. 

الدروس المستفادة من جنة الأرض "الأندلس"
 
 

في زيارتكم العلمية إلى بعض الحواضر الإسلامية سابقا؛ قرطبة على سبيل المثال، بقدر ما تُحرك الأشجان وتكشف عظم الإسلام في نفس الوقت بقدر ما تثير التساؤل عن سؤال الحضارة الذي تهتمون به. 

 في زيارتي إلى الأندلس، منذ أن وصلت وأنا أبكي إلى أن غادرت، بكيت بكاء الباحثين عن الحضارة، لا الباكين على أطلالها، في قرطبة وإشبيلية وغرناطة سترى عدّة أفكار من بينها أن: 

  1. العقل المسلم عقل مبدع، علميا واجتماعيا وثقافيا وفي كل المجالات، خاصة عندما تتفحص التفاصيل في هندسة المياه والحدائق والبنايات ستدرك الإبداع لا محالة، وهذا ما يجعلنا نتخلص من عقدة النقص وآفة القابلية للاستعمار. 

قصر الحمراء

قصر الحمراء بغرناطة

2. سبب انهيارنا داخلي وليس خارجيا، طبعا يبقى العدو عدوا، يتيح لك فرص انهزامك ويستثمر فيك ويكيد لك، لكننا عالقون في أزمة سياسية في تراثنا الإسلامي أبت أن تحل إلى اليوم، وبالتحديد عدم قدرة المسلمين منذ 14 قرنا من تحويل مبدأ الشورى إلى مؤسسة وتحويل العدل إلى المحكمة وكذلك بقية المبادئ! المبادئ موجودة والجميع يتغنى بها، لكننا نحتاج الآن من خبرائنا التفكير حول كيفية الخروج من هذه الجبرية السياسية إلى الشورى، والاستفادة من الخبرة الإنسانية المعاصرة فلا ينبغي أن يكون لنا عقدة من الديمقراطية أو التداول السلمي أو الانتخابات، وإذا كانت الأمة حية فإن لها قدرة على استيعاب العناصر الأجنبية وتحويلها إلى عناصر إيجابية، لأن المرجعية متعالية، فالقرآن والسنة مرجعيتان غير قابلتين للتحريف. 

 3. المجتمع الإسلامي لن يحل مشكلة التنظيم الاجتماعي، فبالرغم من ذلك التطور الكبير بقيت القبيلة هي المؤسسة المهيمنة، حتى في قرطبة وإشبيلية وغرناطة حيث بلغت الدولة أوج تحضرها ولكن لم تحول التنظيم الاجتماعي، اُنظر مثلا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما هاجر من مكة إلى المدينة أسس البنيان الاجتماعي قائما على مبدأ التآخي، وهذا لا يدعو إلى نبذ القبائل والتخلص منها، فهي مكون طبيعي والله -عز وجل- خلقنا شعوبا وقبائل، ولكن ينبغي أن نرتقي إلى مستوى القيم وقيمة المؤاخاة وليست الأخوة فقط، ولعل دلالة التسمية بالإخوان عند الإمام حسن البنا -رحمه الله- كانت ذات أثر عميق وإحياء لقيمة المؤاخاة التي جاء بها الإسلام. 
4. العلم إذا لم يرتبط بالمجتمع وبالعمل وتحويله إلى سياسات ومؤسسات فعالة، وذلك بأن نعطي العلم مكانته في عالم صناعة القرارات والأدوار القيادية نحو نهضة وتطور الأمة، ولا يكون مجرد شهادات نحقق بها "البريستيج"، أو من أجل أن يقال فلان دكتور وفلان مهندس، وعمليا يفكر بمنطق شخص لم يدخل المدرسة. 
تقريبا هذه أهم الملاحظات والأفكار التي سجلتها من خلال رحلتي إلى الأندلس، لكن أعظم ما في الأندلس هو "الجمال"، أرض جميلة جدا، ولو لم تكن قد خُلِقَت جنة لكانت الأندلس تكفي لتكون كذلك.

وأهم ما يميز جمالها أنه جمال باهر لا يماثل السطحية التي نراها في تلك العمائر الحديثة المصمتة الفاقدة للروح، وكارودي عليه رحمة الله في كتابه حوار الحضارات (في فصله الأخير) يقول: "في العالم الإسلامي كل الفنون تقودك إلى المسجد والمسجد يقودك إلى الصلاة"، والأندلس -سبحان الله- كأنها قطعة تدعوك إلى التسبيح والتأمل في ملكوت الله.  

النهضة الحضارية تحتاج رؤية واضحة ومشروعا شاملا يُوحد الجهود

 لو انتقلنا إلى أول محور من محاور لقائنا وهو الوعي السياسي التحضري، قد يرى البعض أن الحديث عن النهضة الحضارية في العالم الإسلامي، ما هو إلا حديث لدغدغة العواطف، وأن الأولوية للاهتمام بالمشاريع الفردية، ومعالجة الأزمات الفكرية. ما رأيكم في هذا؟ وما أهمية تشكيل الوعي بالاستئناف الحضاري؟
 هناك طريقتان لتحقيق النهضة: 

  1. طريقة "باف لوف" من خلال التجربة والخطأ.
  2. طريقة وضع رؤية متكاملة لإنجاز مشروع. 

الحديث عن النهضة الحضارية هو أننا نمتلك رؤية واضحة نحو هذه النهضة، بحيث أننا نعلم ماذا نريد أن نفعل لننهض بالوضع سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، وأن تكون كلها قطعا متكاملة لتشكل صورة واضحة عن مستقبل الأمة المزدهر. أما أنك تنشغل بالتربية في معزل عن السياسة، أو بالاقتصاد في معزل عن التربية، أو بالثقافة في معزل عن السياسة، فكأنك تشتغل كرجل مطافئ.
العالم الإسلامي منذ خروج المستعمر وهو يتخبط في حلقة مفرغة،  بسبب أنظمة السلطة التي تعمل لتسيير الأزمات، إذ أنها تخطط لخمسة سنوات، تحل مشكلة المياه، فتظهر مشكلة السكن، فمشكلة البطالة، ثم مشكلة الصناعة وهكذا "لا ظهرا أبقت ولا أرضًا قطعت"، أو كالتي نقضت غزلها أنكاثا من بعد قوة.
صحيحٌ أن بعض الخبرات قد تراكمت، لكنها تبقى خبرات جزئية، ولهذا نظرا لعدم وجود رؤية متكاملة ومشروع حقيقي تجد أن بعض المنجزات تضاد بعضها البعض ... على سبيل المثال أذكر أنه قد بعث لي أحد الإخوة رسالة مفادها أن هناك مجموعة في الجزائر تنظم معرضا للصناعة يقدم جائزة مالك بن نبي للتصنيع، وهذا أمر جيد، إلا أنه  في نفس الوقت نجد وزارة الثقافة تشتغل بفكر مضاد لمالك بن نبي، فإذا كانت الثقافة تمشي نحو اليمين والصناعة نحو اليسار ينتج لنا نشاز لا يجعلنا نحقق أي انجاز، بل يرجعنا للصفر في كل مرة.
الحديث عن النهضة هو تأطير لكل الجهود حيث تكون متناغمة وتخدم بعضها البعض لتعجل بعملية الخروج من التخلف، وأن نضع أهدافا كبرى في سياقها لتأتي الأهداف الجزئية كتوفير السكن والوظيفة. وعندما نتكلم عن النهضة الحضارية ليس معناه أن نهتم بالغذاء والسكن والصحة والوظيفة والرياضة، وإنما ينبغي لجهودنا وأفكارنا وأعمالنا كلها أن تسير في اتجاه واحد. 
وأذكر أيضا لأنني عندما ذهبت إلى ماليزيا طالبا جديدا، كنت أتحدث مع مشرفي حيث سألني "كيف ترى ماليزيا؟"  أجبته أن ماليزيا كأنها أوركيسترا، كلٌ يعزف لحنّا معينا، والمايسترو يتولى توجيه الجميع بالطريقة التي تضمن إنتاج نغم مطرب وقطعة موسيقية واحدة. كذلك هو مشروع النهضة الحضارية، إذ يتطلب توحيد الرؤية وتوحيد الجهود نحو اتجاه واحد لنخرج من بوتقة التخلف. 
ومما أفلحت فيه الحضارة الغربية هو أنها جعلت عملية التطور والنهوض عملية قصدية لا عملية عشوائية، كما يحدث عندنا في الدول العربية، من عملية ترقيعات للأزمات الحاصلة وليس البحث عن الحل الجذري، والحديث عن هذا إحساس بالأزمة، والإحساس بالأزمة دليل على أننا أحياء. 

وما لم نؤمن مسؤولين أو مواطنين -متعلمين أو عوام- أنه ينبغي أن يكون لنا مشروع واحد يجمع كل الجهود ويسرع عملية خروجنا من التخلف، فإننا سنبقى نراوح الزمان والمكان. 


 
 هذا التفصيل والتوضيح من قبلكم على أن الأمر كما هو متعلق بالتكامل في الجهود، هو متعلق أيضا بالتركيز على الجزئيات، يدفع البعض من الذين يتحدثون عن خطاب النهضة والحضارة، ويقولون أننا بحاجة الآن إلى خطاب أقرب لواقع الأمة والوطن الواحد، في رأيكَ أستاذ بدران هل خطاب النهضة ملتزم بمفردات تحول دون الوقوع في هذه الدوامة، وفي أن ينعته البعض بالتعالي وبالنظرية دون العملية؟

 تساؤل مشروع وكلامك صحيح جدا، لكن ينبغي أن نعي أن النظر بلا عمل عبث، والعمل بلا نظر عبث أيضا، سواء من تاريخنا أو من تاريخ غيرنا، مثلا في الحضارة الغربية نجد أن غاليلي وفولتير ومونتيسكي كان وضعهم للنظريات الكبرى التي تأسست عليها الحضارة الغربية أسبق لتوفير السكن والوظيفة والصناعة والعمارة والهندسة، ونلحظ أن المبادئ التي نشأت على أساسها هذه الحضارة مبادئٌ قام بها فلاسفة كبار ماتوا قبل أن يشهدوا ذلك التطور التكنولوجي والعلمي والاقتصادي. 
أيضا ما حدث في تاريخنا الإسلامي، نجد أن حضارتنا نشأت على قواعد الوحي الإلهي، فهل كان الوحي خبزا أو لباسا أو سيارات؟! لا على الإطلاق بل كان عقيدة ورؤية وفكرة ونظرية وخطة وسياسية، بعد أن غُرِسَت في المجتمع وعمل على تعميمها النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة -رضوان الله عليهم- أنبتت وآتت أكلها دولة قوية وحضارة عمرت لعدة قرون وستعود بإذن الله لأن مصدرها ربّاني وما كان لله فهو دائم. 
كذلك ما جاء به سيد قطب -رحمه الله- في كتابه خصائص التصور الإسلامي الذي تمت محاربته ووصفه بالإرهاب، لأنه حقيقةً يعطي التصوّر الأصلي لما يجب أن يكون عليه الإنسان بعد أن يتشبع بقيم الإسلام، أن يكون عبدًا لله فقط حرا عادلا، هذه هي المفاهيم الصحيحة التي جعلت الفرد المسلم يفجر ينبوع البشرية، ويسود العالم بقيمه ومبادئه السمحاء، ويصنع الأسطرلاب، ويبني مراصد الفلك، وجعلتهم يشيدون عمائر الأندلس وسمرقند، ويعمرون مكاتب بغداد، ويشهدون حضارة قوية تليق بالوحي الإلهي.
بعبارة أخرى الذين يقولون أننا بحاجة إلى خطاب شعبوي يفيد توفير المأكل والمسكن والملبس، هم محقون في ذلك لكن في سياق محدد، فأنت لمّا تعلم المواطن العربي مبدأ آداء الواجب، فيؤدي واجبه وهو مطمئن أن حقه سيصل إليه، وتعلمه ضرورة قيام العدل في المجتمع فإنه حتما سيجد وظيفته فلا يستطيع غيره سرقتها بالرشوة، ولا يضطر الشباب للهجرة غير الشرعية نحو شواطئ الغرب بحثا عن حياة أحسن.
صحيح أن التنظير للنخبة ولقادة المجتمع الذين كانوا يسمون في التاريخ الإسلامي "أهل الحل والعقد" الخبراء، وقادة السياسة، صناع الفكرة والرأي، ذوي الكفاءات في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها ... أما عامة الناس فينبغي أن يعيشوا تلك المبادئ عمليا في حياتهم اليومية. على سبيل الإسقاط مبدأ الكرامة الإنسانية التي شرعها الله -عز وجل- لن يؤمن بها ذلك الرجل الذي تجاوز الثلاثين عاما من عمره ولم يجد فرصة للزواج أو للعمل، ينبغي أن يراها بأم عينيه أمامه في الواقع، وأن تزيل مشاكله من خلال وضع خطط مدروسة للتنمية، أما أن تعمل دون رؤية فلن يجدي ذلك نفعا، وخير دليل هو الأنظمة العلمانية في العالم العربي التي تتولى السلطة منذ 70 سنة دون أن نرى إنجازًا يستحق الذكر. 

فلخروج من أزمة العمل ينبغي أن نضع الجامعة ضمن إطار حضاري، ليتخرج منها جيل يرى أحقية إخراج الأمة من التخلف، وبعدها لا يلام الطالب الذي يتخرج دون كفاءة واقتدار، بل يلام صانع السياسة الذي يعمل لتسيير الأزمات دون رؤية واضحة. 

ومنه نستنتج أن فقدان الرؤية يؤدي إلى اضطراب المنهج، ويؤدي إلى الدخول في نفق يحتم علينا الخطاب الشعبوي". وخطاب النهضة ليس خطابا شعبويا عشوائيا همه تسيير الأزمات، بل هو خطاب ذو رؤية واضحة نحو هدف واضح لمشروع متناسق متكامل. 

تشخيص أزماتنا بدقة..الخطوة الأولى نحو العلاج

 هل الدعوة إلى البحث في أسباب الغياب الحضاري أمر تجاوزه الزمن والأحداث فصار بيّنًا ومشخصا، والمرحلة الآن مرحلة حلول وعلاجات، أم أن المشكلة لا تزال في سوء تشخيص الداء الذي ألّم بنا، كما يقول مالك بن نبي -رحمه الله- أن سوء تحليل داء الأمة ينتج لنا أدوية مجانبة للنفع والشفاء... في رأيك هل تجاوزنا البحث عن الأسباب أم ليس بعد؟ 
 
 لو شخصنا المرض بالدّقة المطلوبة لوصلنا إلى العلاج، لا أريد أن ندخل دائرة جلد الذات، ولكننا للأسف لم نصل إلى تشخيص دقيق لمشكلاتنا الكبرى والصغرى كذلك، وهذا نتيجة لأننا لم نبدأ من المفاصل الأساسية، وهي بناء الإنسان الذي يفكر بطريقة صحيحة، فنحن نعيش نوعا من التشظي، نجد أن البعض مهاجر عبر التاريخ يبحث عن حلول لأزمات عصرنا في عصور مضت، والبعض مهاجر في الجغرافيا يريد حلولا لأزمات وطننا من أوطانٍ أخرى، والأصل أنك ينبغي أن تعترف بموقعك الحالي زمانا ومكانا، هناكَ تراكم للخبرات البشرية أنتجها الزمن، فلا يصح أن نخترقَ عجلته، وعلى المدى الحضاري، أيضا لا يجوز لكَ أن تنسلخَ من لغتك وديانتك لتستوردَ حلول غيرك، فهل تساءلنا إن كان الغرب يصلح نموذجا يحتذى به في حل أزمتنا، قبل أن نتهافت على محدثاتِ أفكارهم ونسقطها على أزماتنا فتزيد الداء سقمًا. 
لو شخصنا المشكل بدقة لكنا فعلا قد بدأنا خطواتنا الأولى نحو العلاج، بعض البلدان في العالم الإسلامي استطاعت أن تخطو خطوات لا بأس بها نحو التعافي، لا أقول أنها نجحت مئة بالمئة في إيجاد الدواء، لكن أظنها أفلحت في تشخيص العلّة، التجربة التركية على سبيل المثال والتجربة الماليزية، وبالمناسبة أريد أن أسجل ملحوظتين هنا : 

  1. أن هذه الأمة كأحجار الشطرنج، لو تنجو منها واحدة تلحق بها الأخريات، أي أنه لا يمكن لتركيا أو تونس أو الأردن أن تتطور دون أن تلتحق بها باقي البلدان، ما لم تلتحق الأخريات سيكون من الصعب على الدول التي انطلقت أن تكمل المسير بمفردها، وأنت تلاحظ الواقع الجيوسياسي الذي نعيشه هذه الفترة. 
  2. صحيح أنه ينبغي أن نفكر في واقع الأمة، لكن جغرافيا سايكس بيكو أصبحت أمرا واقعا لا نقدر على تجاهله، بل يجب على كل واحد منّا أن يخدم أمته في حدود دولته، كما أشار رائد النهضة الجزائرية الشيخ عبد الحميد بن باديس -رحمه الله- لدوائر الانتماء، فكان يقول أنا جزائري أنتمي إلى دول المغرب العربي، وإلى الأمة العربية، ثم إلى الأمة الإسلامية ثم إلى الإنسانية، فكان يرى أن خدمته للجزائر هي خدمة للأمة الإسلامية.  

وكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أنه من ولد فهو على ثغر من ثغور المسلمين فلا تؤتين الأمة من قبله، وعليه فإنه ينبغي علينا أن لا نحلم بالأمة ودوائر الانتماء الأولى غارقة في الأزمات. 

 حديثك هذا أحالني إلى نقطة مهمة وهي الزوايا الحادة في النظر إلى واقع الأمة، لا أدري إن كانت هذه التسمية تروق لك، لكن البعض يرى مشاكل الأمة وعوائقها من زاوية حادة، وكل يرى أزمة الأمة من تخصصه، فالمختص في الاقتصاد يرى أزمة الأمة اقتصادية بحتة، والمختص في علم الاجتماع يراها اجتماعية بحتة، والسياسي يراها سياسية. فما تأثير هذه الرؤى الحادة على واقعنا؟ 

 أن تختزل الأزمة إلا فيما تراه أمر خطير جدا قد أشار إليه مالك بن نبي، فقد أشار إلى أن الأمة قد قضت دهرا كبيرا والكل يتعامل بمنطق "لا أريكم إلا ما أرى" إلى أن اكتشفوا أن هذه الأزمات كلها موجودة، والحل هو أن نجد الخيط الرابط بينها، وإلى رؤية كلية ليست رؤية اختزالية، فعندما نقول أن الأزمة حضارية، لا يعني أنه لا توجد أزمة سكن أو أزمة مياه، نحتاج إلى تلك المظلة التي تجمع كل هذه النظرات وتعترف بوجود كل هذه الأزمات لمعالجتها كلها. وقد يكون العلاج بتقديم الحل السياسي على العسكري، وفي دولة أخرى يكون بتقديم الحل الاقتصادي على الثقافي هذا كله يعود إلى متغيرات الدولة وظروفها، لكن ما نحتاج إليه حقا هو تظافر الجهود نحو الحل، ولا ينبغي اختزال المشكل في نظرة واحدة، بل ينبغي أن تكون عندنا نظرة تكاملية تقرب وجهات النظر، لننظر إلى الأزمة من زوايا مختلفة ونسمع لبعضنا البعض، خاصة أننا كمسلمين ندعو دائما إلى الحوار والانفتاح على الآخر، وننسى أن نتحاور مع بعض فنجد السلفي لا يتحاور مع الصوفي أو مع الاخواني، وهذه أم المشاكل، فالحوار مطلوب لأنه ينضج ويقرب المسافات وهو الذي ينتج التفاهم والتنازل عن الاختلافات والتخلي عن النزاعات التي نعايشها، ومنه نخرج برؤية تركيبية توافقية. 
ولن يكون هذا إلا إذا اعتمدنا على العلم وابتعدنا عن الديماغوجيا والإيديولوجيا وصراع الطوائف والأحزاب، وأخضعنا علتنا للمختصين من أطباء الفكر والثقافة وذوي الكفاءات في المجال.

بعبارة أخرى لا يمكن اختزال الجهد في بعد واحد، والطريقة الوحيدة للخروج من الاختزال هي تطبيق قواعد العلم (الاجتماع، الانثروبولوجيا، السياسة...) في معالجة المشكلات، فما تقدم الغرب إلا بعدما خرج من دغمائية الكنيسة ودخل في مقاربات العلم والتجريب والبحث، والحمد لله نحن ليس لدينا كنيسة بل لدينا الإسلام السمح الذي فتح الآفاق أمام العقول لتتجدد، والرهان الوحيد على العلم بمعناه الواسع سواءٌ العلم الشرعي أو التقني أو الطبيعي. 

كيف نوظف مفهومي الأصالة والفعالية للخروج من ظلمة التخلف؟
 

في العالم الإسلامي دائما ما نتلمس الصراع الواقع بين الأصالة والفعالية فهل من سبيل للخروج من هذا الصراع؟ وكيف نفهم كليهما؟ وهل بالإمكان تحقيق فعالية أصيلة؟ 
 
 الأصالة هي الالتزام بالنماذج الأصلية، وبالتحديد بالانتماء للإسلام، أما أنك تهاجر بالتاريخ إلى زمن البعثة، فهذه لا تسمى أصالة. فكما يقول الله عز وجل: "تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون"، وربما من الأزمات التي نعاني منها هو استصحاب كثير من أزمات التاريخ باعتبارها أصالة، وهي ما يسميها مالك بن نبي "الأفكار الميتة"، إذن يجب أن نرجع إلى ما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم- لأنه الوحيد الذي يؤخذ بكلامه وأفعاله دون رد، أما تجارب الأمة الإسلامية فهي دروس من حيث المبدأ ومن حيث ديناميكية المجتمع، نأخذ منها ما يفيدنا مع مراعاة عامل الزمن وأخذه بعين الاعتبار، ينبغي أن نبحث عن حلول لنا اليوم لمشكلات اليوم، لا لما كان يحدث في عصر عمر بن الخطاب، فلسنا ملزمين برئيس ينام تحت الشجرة ويلبس القميص المرقوع كعمر -رضي الله عنه- بل نحن ملزمون باختيار الرئيس العادل الصريح في الحق صاحب الكفاءة والاقتدار على تسيير شؤون الوطن. فاستصحاب القيم التاريخية هو ما يسمى بالأصالة، أما تكرار التطبيقات التاريخية ما هو إلا اغتراب وانفصام في الشخصية. 

بالنسبة للفعالية فإن البعض يعتقد أنه عندما يتغرب يصبح فعالا وهذا نوع آخر من الانفصام، فالفاعلية هي القدرة على حل مشاكلك حقيقةً في الواقع، وليست بالدعوة إلى العلمانية؛ فالبعض يظنون أنهم بذلك دخلوا في التحضر، والحقيقة أنه دخل تخلفا مزدوجا، تخلف أولا عن ذاته وعن أصالته (الإسلام)، وتخلف عن واقع وحلول أزماته. 

لاحظ أن القرآن الكريم جاء بمعادلات دقيقة لحسم مقياس الفاعلية في قوله تعالى: "إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين" أي أن الفعالية القصوى للإنسان المسلم تعادل فاعلية عشرة من غير المسلمين، والفاعلية الدنيا تعادل فاعلية شخصين من غير المسلمين، لكن للأسف نزلنا كثيرا عن هذا المستوى لدرجة أن أكثر من مليار مسلم تتكالب عليهم مجموعة من البشر تكاد تعد على رؤوس الأصابع. 
الفاعلية تصنع تربويا بإعادة تشكيل ثقافتنا بدل البكاء على الأطلال وتمجيد الماضي، علينا محاولة التواضع والنظر بعمق إلى مشاكلنا ومحاولة حلها علميا وفق السنن الكونية. 
إذن يمكننا القول: إن أزمة الصراع بين الأصالة والفاعلية هي أزمة انفصام عند من يعيشون في اغتراب تاريخي أو جغرافي. وكما قلت الأصالة هي العودة إلى قيم ديننا والفعالية هي صناعة التاريخ بطرق لم يسبقنا إليها غيرنا، وكما يقول مالك بن نبي إن صناعة التاريخ لها طرق، ولا يمكن أن تكون مبدعا إذا سرت على طريق سبقك إليه الغير. إذا استطعنا تربية الإنسان بطريقة تخلصه من الأمراض الموروثة (الأفكار الميتة) والأمراض المستوردة (الأفكار المميتة)، فإننا سنكون على موعد مع النهضة بإذن الله. 

الإسلام يدعو إلى الإنجاز المادي المسنود بالقيم

 في محور آخر وهو قضية النموذج الغربي والنموذج الموجود نرى كثيرا من الشباب المسلم قد أعفى نفسه من فريضة التفكير وجنح إلى تفسيرات جاهزة ومبررات لتسكين آلام المرض، فيطلق أحكاما شرعية هذا حلال وذاك حرام، وهذا الأمر معتبر ومقبول ولكن الأصل هو محاولة تطبيق نموذج تفكيري للظاهرة أو تحليلها منهجيا قصد التعامل معها، وهذا يقودني إلى سؤال حول ما مدى الحاجة إلى معرفة الغرب لامتلاك النموذج الخاص؟ 

 أصبح التواصل مع الغرب غير اختياري فهو يعيش فينا، بامتداد واسع حتى في خصوصياتنا الدينية، ولذلك فإن تركه يصوغ لنا مفردات العصر بفكره ومنجزاته فيه نوع من العمى، ولا يدعونا إلى أن يكون الغرب قدوتنا المثالية. فمثلما يقول أساتذتنا مالك بن نبي وبيجوفيتش والمسيري وغيرهم، الغرب تجربة حضارية عظيمة بسلبياتها وإيجابياتها ولا يمكننا أن ننكر التطور التقني والعمراني الذي وصلوا إليه، وما استطاعت فعله من تحويل كثير من النظريات إلى وقائع، فهي قد ورثت تراث الإنسانية وطورته على نموذجها الخاص. ولكن هناك خلل في الرؤية الغربية إلى الحياة، فهم يقودون الإنسانية إلى التدمير الذاتي وإلى أن ينتهي الإنسان كإنسان ويتحول إلى وحش أو آلة فاقدة للضمير، وكثير التنظيمات الاجتماعية التي بدأت تظهر والأفكار التي تجاوزت الفطرة والإنسانية سواء في العلاقات الجنسية أو في استغلال الشعوب الأخرى، هناك استنزاف كبير، فهم قد بنوا حضارتهم على جماجم شعوب أخرى، هل من المنطق أن تتبنى هذه الوجهة؟ إذا فما فائدة سعيك لبناء نموذج حضاري راقٍ إذا كان الغرب هو قدوتك النهائية، ومن جهة أخرى نرى أن الغرب ذاته يواجه تيارات نقدية داخلية لما يؤول إليه التفكير الغربي، لكن المشكلة أنهم ينقدون أنفسهم في التفاصيل الثانوية لا في الرؤية العامة، أي أنهم يتغاضون عن العلمانية كمنهج، والمركزية الأوروبية كمرجعية، وينقدون تفاصيل المنتجات العلمية وبعض السياسيات من باب تصحيح الخطأ الداخلي.

ولذلك فمن تصوري الشخصي أن الغرب من الناحية العلمية البحتة تقنيا ساعد البشرية كثيرا، أما من الناحية الأخلاقية فقد أدخل البشرية في متاهة لا خروج منها إلا بالرجوع إلى قيم الإسلام الفاضلة. 

 حديثك دكتور بدران يوجهنا إلى الحد الفاصل بين تضييع الجهد في استيراد حلول الشرق والغرب وبين الانعزال عن العالم ونفي الاستفادة من التجارب الغربية، فلا الاغتراب يفيد، ولا الانعزال يجدي نفعا، بل الأمر عوان بين ذلك. 
 انتهى وقت الانعزال خاصة مع التطور التكنولوجي، فلو تحدث أزمة في بورصة من البورصات الكبرى يتأثر العالم كله، ولو تنشب حرب في أوروبا أو أمريكا يتأثر العالم بأكمله طبعا، هناك تشابك وترابط كبير، فنحن مجبرون على الحضور وتناسي الانسحاب، وينبغي أن يكون هذا الحضور بذاتنا نحن وليس بذات الغير وإلا فلا معنى لتواجدنا في الساحة، وينبغي أن تبرز ذاتك بتشكيل نموذج حضاري على الواقع يضاهي ما وصل إليه الغير.
 
 ما العلاقة بين النجاح المادي والنجاح المعنوي على مستوى القيم؟ وهل الأول مشروط بالثاني أم أن كل واحد منفصل على الآخر؟ وبالنسبة للمسلم هل هو اليوم يرتدي حضارة منزوعة القيم؟ وهل هذا ممكنٌ حصوله؟ 
 قد أخالفك الأمر في جزئية النجاح المادي من دون النجاح المعنوي، فالإسلام أتى من أجل تحسين أوضاع الدنيا، فحل مشكلات الناس، ينبغي أن يتوفر في النجاح  المادي روح معنوية وأن لا يكون خاويا، لا يحمل قيما في الداخل، فالمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي يرويه سيدنا أبو هريرة -رضي الله عنه-، أن الإسلام لم يأت لنكون رهبانا أقوياء، الجانب الروحي مهم جدا، لكن ينبغي أن يظهر أيضا في الجانب المادي، كما كان الخليفة هارون الرشيد يقول إذا رأى سحابة في السماء: "أمطري أنّى شئتِ فإن خراجكِ سيأتيني"، فقوته المادّية بُنِيَت على أساس القوة المعنوية حتى صار الإنسان المسلم نموذجًا. 
فإذا أردنا ان نعود لما كنا عليه من حضارة وقوة، ما علينا إلا أن نشيّد نموذجا واقعيا متشبعا بالأنا الإسلامي الذي يمجِدُ الحق ويدعو إلى الخير، وقوة مبدئك يجب أن تسنُدها قوة يدك، فكما يقال: "إن الله ينزع بالسلطان مالا ينزع بالقرآن" وأحرار الإنسانية وأصحاب الضمائر الحيّة يعرفون المبدأ من قراءته، وهو ما يعطي الرمق الذي نراه لامتداد الإسلام. 

فماذا لو كان للإسلام قوة حضارية، وعرض منتجاته الفكرية كحقائق تلمس باليدين؟ حتما سيمتدّ الإسلام بصورة أعظم وسيعُم مشارق الأرض ومغاربها فكذلك انتشر في الماضي. 

 كسؤال أخير نطرحه عليكم دكتورنا الفاضل، ما دور الجمعيات والتنظيمات في تحقيق نهضة الأمة؟ 
 
 لا تستطيع أمة من الأمم مهما عظُمت قوتها أن تنهض بالأفراد، وينبغي على المسلمين وشباب المسلمين أن تكون لهم تنظيمات طلابية وتنظيمات شبابية ورياضية، فالعمل في روح الفريق هو ما يبني الأمة، ويتضح ذلك خاصة لمن يقرؤون التاريخ الأوروبي وغيره. ويد الله مع الجماعة، والمثل الشعبي الجزائري يقول: "يدٌ واحدة لا تصفق".
في أي جماعة تعمل أو في أي جمعية أو إلى أي تنظيم تنتمي هذا شأنك الخاص لكن ما يجب أن تدركه هو أن التاريخ لا يصنعه الأفراد مهما أوتوا من عبقرية. 

سعيد جدا بحوار اليوم دكتور بدران لأنه حقيقة لامس الجرح وسلط الضوء على عدّة جوانب ومفاهيم كنا بحاجة شديدة لتوضيحها ... فشكرا جزيلا لكم وجزاكم الله خيرا.