لماذا ينساق الكثيرون خلف الإعلام والمشاهير بصورة عمياء؟! هل سمعت عن تجارب سولومون آش؟ أجرى سولومون آش (Solomon Asch) أول تجارب امتثال في مختبر بكلية سوارثمور (Swarthmore)، شاركت مجموعات من ثمانية طلاب جامعيين في مهمة "إدراكية" بسيطة.

 في الواقع، في المجموعة الواحدة كان جميع المشاركين باستثناء واحد منهم متواطئون مع الباحث، وكان التركيز الحقيقي للدراسة حول كيفية تأثير المشارك الحقيقي الوحيد على سلوك الممثلين. حيث طلب من كل منهم النظر إلى أربعة خطوط ، كما هو موضح بالصورة، واختيار خط من الثلاثة التي على اليمين المذيلة بحروف والذي يرى أنه يتوافق مع طول الخط الذي على اليسار.

 

طلب من الطلبة أن يعطوا الإجابة الصحيحة في بعض الحالات وإجابة خاطئة في حالات أخرى، وتكون المجموعة كلها في وضعية الجلوس، وترتيب الرد للمشارك الحقيقي هو الأخير دائمًا.

بدأت التجربة وكان المشارك الحقيقي يسمع إجابات الممثلين أولاً، والذين يتواطئون بإجابات خاطئة. قام المشارك الحقيقي بالاتفاق معهم في نسبة 37% من المرات بالرغم من علمه اليقيني بأن الإجابة خاطئة، وبالرغم من أنه لا يعرفهم!!

لماذا؟! لأن الاتفاق معهم يجنبه الصدام، يريح ضميره، إذ أنه من المستحيل أنهم كلهم كاذبون، ولأنه يعطيه الإحساس أنه جزء من الكل.

"هل حقا جميع الإعلاميين مخطئون وأنت على حق؟" و"هل تآمرت كل حكومات العالم على شعوبها؟" 

ضجت وسائل الإعلام حول العالم بالفيروس القاتل كورونا، الذي تفشى بين سائر البشر بسرعة غير مسبوقة، وليس له دواء كونه مستجداً في عائلة الإنفلونزا.

 لذلك، نبّهت منظمة الصحة العالمية من خطورته، التي خشيت أن يتحول إلى وباء، لكنه صار جائحة اكتسحت معظم بلدان القارات. لكن هل حقا هو خطير حسبما يسوق له؟

محاكاة افتراضية.. هل كورونا خطير حقًا؟  

لنقم بمحاكاة افتراضية، نفترض ظهور فايروس حاسوبي يخترق ويدمر الأنظمة الحاسوبية، لنطلق عليه اسم كورونت. يقوم هذا فيروس باختراق الأنظمة الحاسوبية وإتلاف اللوحة الأم فيها (Motherboard)، ويجعلها غير قابلة للعمل والإصلاح. وعلى غرار فيروس كورونا العضوي، لنقل أن كورونت انتشر من الصين أولا.

في الأيام الأولى لن تدرك الشركات والحكومة خطورة هذا الأمر، وسوف يستمر الفيروس بالانتشار من جهاز إلى آخر مدمرا كل جهاز حاسوبي يمر به، لكن وبعد أكثر من عشرة أيام ماذا سيحصل؟ 

  • تلف الآلاف من أجهزة الحاسوب.
  • توقف الكثير من شركات البرمجة والشركات التي تعتمد على الإنترنت عن العمل.
  • توقف تطبيقات البيع غير المباشر(التجارة الإلكترونية).

تبدأ الصين بمحاولة السيطرة على الفيروس من خلال اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية، مثلا:

  • حظر شبكة الإنترنت في الصين.
  • مضاعفة إنتاج اللوحة الأم (Motherboard) ليتم تعويضها بدل التالف.

تحذر الصين العالم أجمع من خطر هذا الفيروس، ثم يستهين العالم بهذا التحذير ويعتبره مؤامرة. ما يؤدي إلى انهيار اقتصادي وخسائر مالية تُقدر بمئات الملايين وربما المليارات يوميا!

 لكن لن تتكبد بعض المجالات، مثل الفنادق، وشركات الطيران، وشركات السمسرة، خسائر جسيمة، إنما قد تتأثر التجهيزات اللوجستية، وسيصبح من الصعب أن تزاول الشركات أنشطتها.

أم عن الآثار النفسية، سيشعر الناس بالعزلة والقلق. لأن الإنترنت مصمم بالأساس ليسمح بالتواصل بين الناس، سيتبادر لك عندما تدرك أنك فقدت هاتفك: أشعر وكأنني عارٍ، هل أعرف وجهتي حقا؟ وماذا لو تعطلت سيارتي؟ هل يمكن أن أستعير هاتف شخص ما لأطلب المساعدة؟

يبدأ الإعلام حول العالم بالتحدث ليلا نهارا عن كورونت، تعمل المختبرات والمبرمجين ليلا نهارا لإيجاد مضاد لهذا الفيروس. وتستمر الموجة كاستمرار موجة كورونا، وتصل إلى أن يحظر العالم شبكة الإنترنت في كل مكان. الآن ماذا حدث؟ّ! حرب تكنولوجية غيرت العالم! لكن هل هي حرب حقا؟ هذا ما ينبغي أن نفكر فيه مليا قبل إصدار أي حكم!