تعد شركة Oculus VR شركة أمريكية متخصصة في مجال التكنولوجيا وتقنيات العالم الافتراضي، والتي أصبحت الرائدة في هذا المجال في الوقت الحالي، كانت في البداية  قد طرحت أول منتجاتها التجريبية، كشركة ناشئة بعد تمويلها عن طريق حملة تبرع، قام بها الداعمين لتقنيات العالم الافتراضي وذلك في نيسان عام 2012، بحيث تمكنت هذه الحملة من جمع 2.4 مليون دولار، لإنتاج جهاز الواقع الافتراضي الأول أوكولوس ريفت Oculus Rift، وكان المبلغ كافيًا لإنتاج وتطوير هذا الجهاز، وتم إصدار المنتج الاستهلاكي في 28 آذار عام 2016، مع تصميم جديد بالكامل عن النسخ التجريبية يحتوي على تقنيات أكثر تطورًا، عرفت بعد ذلك الشركة نجاحات واسعة وشهرة كبيرة في وسط التكنولوجيات، وأصبحت من أشهر الأعمال الريادية في العالم.

ماذا نعني بالشركات الناشئة؟


الشركة الناشئة (startup company) هي شركة ذات تاريخ تشغيلي قصير. وهذه الشركات، والتي غالبًا ما تكون حديثة الإنشاء، وتكون في طور النمو والبحث عن الأسواق. وأصبح هذا المصطلح متداولًا على نطاق عالميّ بعد فقاعة الدوت كوم عندما تمّ تأسيس عدد كبير من شركات الدوت كوم.

ما يجعل هذا النوع من الشركات مصدر جذب للمستثمرين ورواد الأعمال المؤسسين أنفسهم، هو إمكانية إطلاق الشركة ببساطة عن طريق التمويل الذاتي أو الخارجي بمصاريف قليلة، كما أنّها تتميز بسرعة النمو، وبالرغم من المخاطرة العالية المتضمنة إلا أن العائد المتوقع عالٍ جداً.

وتعتمد هاته الشركات الناشئة على مصادر عديدة للتمويل وأهمها :

  • التمويل الذاتي.
  • المستثمرين الأفراد.
  • شركات رأس المال المخاطر.

تقوم الشركات الناشئة بإيجاد نموذج الأعمال (نموذج للأعمال) Business model قبل إطلاقها، ومن المفترض أن يكون نموذج الربح فريد، لأن الخصوصية والتميز في الفكرة هو أهم أسباب نجاح الشركة ونموذج ربحها الفريد هو أهم وسائلها في الانتشار والنمو.

ماذا عن حجم إسهام الشركات الناشئة في الدول العربية؟

 

إن معظم الشركات الكبيرة الآن والتي تبلغ قيمتها المالية مليارات الدولارات انطلقت في البداية  كشركات صغيرة من بيئة ريادة الأعمال التي باتت اليوم محركًا مهمًا لا غنى عنه في خلق فرص العمل وتحقيق نمو شامل في المنطقة. وباتت الدول حول العالم تتنافس بين بعضها البعض لجذب رواد العمل ودعمهم ماليًا، لتحويل أفكارهم الخلاقة إلى مشاريع إنتاجية مفيدة للمجتمع والمحيط الذي يعيشون فيه، ولخلق فرص عمل للشباب.

 

ينبغي لنا أن لا نقلل من شأن النجاحات التي حققتها الشركات الناشئة في المنطقة العربية، فوفقا لمنصة ومضة (Wamda) الإقليمية لرواد الأعمال، هناك أكثر من 12 شركة ناشئة -من بينها شركة بيت (Bayt)، وكريم (Careem)، وماركا في آي بي (MarkaVIP)، ونمشي (Namshi)، ونيوز غروب (News Group)، وبروبرتي فايندر (Propertyfinder)، ووادي دوت كوم (Wadi.com)- تصل تقديرات قيمتها إلى أكثر من مئة مليون دولار. ومن المنتظر أن تصبح شركة سوق دوت كوم (Souq.com) التي تأسست عام 2005 ويعمل بها نحو ثلاثة آلاف موظف أول شركة ناشئة في المنطقة تتجاوز قيمتها المقدرة مليار دولار.

الشركات الناشئة في العالم العربي تواصل الازدهار، متوجة هذا العام  بالعديد من الصفقات ذات القيم العالية، منها: استحواذ Amazon على Souq.com  وشراء شركة الانشاءات الكبرى Emaar Malls لحصة الأغلبية في Namshi.com وجمع Careem  لنصف مليار دولار من Rakuten Inc و STC ventures و Kindom Holding Company و Daimler.

أما المستثمرون في المنطقة فيزداد نضجهم أيضاً، إذ تخوض المؤسسات والشركات الخاصة الكبرى المخاطر، وتستثمر في الشركات الناشئة. وقد استثمرت كبرى شركات السفر في المنطقة Al Tayyar Travel Group، وMajid Al Futtaim Group  الشركة الخاصة المتنوعة في شركات ناشئة مؤخرًا.

كما تتعاظم قدرات المستثمرين الرأسماليين وتتزايد أعدادهم، في الإمارات مثلا التي لا تزال مركزًا لهم، وفي لبنان ومصر والأردن أيضاً. وأصدر هذا العام 3 قوائم لتصنيف ألمع الشركات الناشئة في أنحاء العالم العربي. بينما تتألف قائمة أقوى 100 شركة ناشئة في العالم العربي من الشركات التي تنفذ أهم الأفكار المبتكرة، ويدعمها أفضل المستثمرين في أرجاء العالم.

أنجزت مجموعة «فرنسَبنك» دراسة حديثة حيث أوضحت الدراسة أن أكثر من 90 في المئة من الشركات والمشاريع العاملة في الاقتصاد الوطني هي شركات ناشئة ومشاريع صغيرة ومتوسطة ومتناهية الصغر، مما يجعل هذا الاقتصاد يرتكز عليها في عملية نموه وتنميته الاقتصادية والاجتماعية.


الإضافات التي تحققها حاضنات الأعمال للمشاريع الناشئة:


تقدم حاضنات الأعمال على خلق صور ذهنية للنجاح أمام الراغبين في العمل كأصحاب مشاريع صغيرة، حيث أن ما توفره الحاضنة يعتبر عاملاً جوهرياً في نجاح المشاريع الصغيرة.

ويطلق بعض الخبراء في الولايات المتحدة على الحاضنات مسمى "معهد إعداد الشركات" لأن الشركات التي لا تدخل في الحاضنة تعاني من فشل كبير، فقد أوضحت الدراسات أن (50%) من المشاريع الصغيرة في الولايات المتحدة تفشل في خلال عامين من إقامتها، بينما يفشل حوالي (85%) في خلال خمسة أعوام، كما تشير الدراسات أن (90%) من المشاريع التي أقيمت في أوروبا خلال الخمسة عشر سنة الماضية ما زالت تعمل بنجاح منذ ثلاثة أعوام على إقامتها والسبب أنها نشأت داخل الحاضنات.

وتوفر الحاضنات النقاط التالية مقارنة مع بقية الأماكن المتخصصة لتجمع الأعمال والمشروعات:
توفر الحاضنات أماكن ومساحات متنوعة ومجهزة لإقامة مشروعات متخصصة أو غير متخصصة "تكنولوجيا المعلومات، هندسة حيوية..الخ).
توفر الحاضنات برامج متخصصة لتمويل المشروعات الجديدة من خلال شركات رأس المال أو برامج تمويل حكومية، أو شبكة من رجال الأعمال أو المستثمرين.

  1. توفر الحاضنات جميع أنواع الدعم؛ من دعم فني وإداري وتسويقي للمشروعات المشتركة بها.
  2. تدار هذه الحاضنات عن طريق إدارة مركزية متخصصة في إدارة المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
  3. تقوم الحاضنة والمستشارين المعاونين على متابعة وتقييم المشروعات المشتركة بشكل مستمر.
  4. يتم اختيار المشروعات الملتحقة طبقاً لمعايير شخصية وفنية، وبأسلوب علمي يعتمد على "دراسة جدوى" و"خطة المشروع".
  5. تشترك الحاضنات التكنولوجية في خاصية ارتباطها بمؤسسات علمية وجامعات ومراكز أبحاث.
  6. بعض الحاضنات توفر المعدات والأجهزة الخاصة بالحاسب الآلي والتجهيزات المكتبية.

وتعد منصة عمران حاضنة ذات احداثيات واسعة، بحيث تقدم خدمات تطويريّة لمختلف الأفكار والمشاريع الناشئة.