" أين نحن من….؟  "هذا السؤال الذي يكاد يكون صياغة العامّي والنخبوي على حدٍ سواء في صورة تسهم في تضخيم المرجع أمام المتاح من الطاقات. الأمر الذي له سلبياته وانعكاساته، فحين تركز الأمّة على إخفاقاتها انطلاقا من إنجازات غيرها يصبح الأمر مدعاة لليأس وباعثًا للتشاؤم، وتتضاءل بذلك الهمم والقدرات والمواهب المُبدعة.

نعم!، قد تتعدد التشخيصات وتتنوع الأزمات على مختلف مجالاتها، لكن إذا درسنا الأمر من زاوية بعيدة عن جو المنافسات والمقارنات نلحظ أن هناك تقدمًا ملموسًا على السلم الحضاري، سنجد أن الباحثين وصلوا لتصنيف وتحديد لهاته المرحلة رغم كل الانتكاسات مطلقين عليها مرحلة النهضة، كخطوة متقدمة لما شهدته المرحلة السابقة في إطارها المفاهيميّ -أي مرحلة الصحوة-، الأمر الذي ينبني أساسا على مجموعِ المقومات والأفكار والوسائل والتحديات.

إن مرحلة الصحوة قد استوفت أهدافها، وآتت أكلها في شكل تيار جارف من الطاقات التي تهدف لنهضة أمتها.  والحاجة الآن ملحة إلى الانتقال لمرحلة اليقظة، لاستثمار هذه الطاقات والجهود والأفكار وفق رؤية استراتيجية لتندفع الجهود كلها في مسار النهضة.

وعليه يجب أن توجّه بوصلة الاهتمام للالتفاف حول الأفكار القابلة للانبثاق عن مشاريع قد يسهم تعزيزها وإيلاؤها الدعم في تطويرها نحو مؤسسات تعزز وتشارك بدورها في نهضة الأمة.

ولادة المشاريع هذا ما على الشباب الساعي للنهضة  والمؤسسات أن يركزوا عليه، ذلك أن القاعدة باتت مهيأة للتشييد، والأفكار مُهيكلة ومصمّمة بشكل قابل للتطبيق، هذا مع عدم إهمال المعيقات والنقائص، وشحّ المراكز المستقطبة لمثل هاته الطاقات كعائق يستحق الدراسة والإحاطة وإحلال خطة مقاومة له.

بعد رحلة بحث واستقراء وجدنا أننا بحاجة لحاضنة مشاريع ذات صيغة احترافية تنهض بهاته الأفكار وتُحييها، من خلال دراسات شاملة ودقيقة ومتخصصة لكل الأطروحات ونسبة نجاحها وتذليل المصاعب أمامها، وذلك ما تسعى له منصة "عمران" بكل بساطة.

نعم، نستطيع أن نقول بكل ثقة أنه بات لكل تلك الأفكار والمشاريع حاضنة حقيقة تسهم في دراسة ومرافقة وتعزيز الأفكار المشاريع الشبابية لحين بلوغها الأهداف المرجوة. بحيث استطاعت فلسفة منصة عُمران أن تلخص معادلة التغيير الحضاري في جزئين رئيسين: "أين نحن الآن" شارحةً فيها المقومات والأزمات و" إلى أين سنصل؟" تفصل فيها المراحل وتوقيتها وتحديد المقاومة وكيفية مقاومتها؟

كما أنها وضعت برنامجًا متكاملًا ورؤية ضخمة تحضن تيارًا شبابيًّا يضم الملايين من أصحاب المشاريع والمؤسسات التي تحتل الريادة في إطار جغرافي يضم كامل الأمة الإسلامية من مشارق الأرض ومغاربها.

هاته المنصة تطرح أفكارها وخدماتها على صعيد احترافي يعتمد أساسا على المرافقة والتدريب والتطوير للمشاريع اليانعة، وكل ذلك من طرف خبراء ومتخصصين من مختلف بقاع العالم، في مختلف شبكات التواصل (أون لاين) الأمر الذي يسهل على الشباب ويصبغ نوع من الديناميكية والفاعلية على المشاريع دون التقيد بمكان أو خبرات أو جغرافية معينة.