المعلومة بين المعرفة والمهارة 
قال تعالى :"والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون" الآية 87 من سورة النحل.

يولد الإنسان لايعلم شيئا مما يدور حوله بسبب عزلته من أجل التكوين الجسدي في رحم الأم وبعدما يصبح مهيّئا للعيش في هذا الكون، في حينها تبدأ عملية التنفس ورحلة البحث عن المعلومة ليصل بها إلى المعرفة و المهارة.

ماهي المعلومة؟

لغة:مشتقة من مادة عَلِمَ، أي أدرك طبيعة الأمور.
أما اصطلاحاً فإن المعلومات تعني "الحقائق التي تغيّر من الحالة المعرفية للإنسان."
وبما أن المعلومات متنوعة منها "النمائية، الإنجازية، التعليمية، الفكرية، البحثية، المثيرة، السياسية، الفلسفية..." فقد نوع الله لنا الوسائل المعينة على اكتسابها كالسمع والبصر والفؤاد (العقل) ليكون قادرا على الإستخلاف في الأرض على علم ووعي، فيسمع الأصوات ويحللها ويرى الأشياء ويتأملها وتخطر له الخواطر فيجسدها، ومنه فإن التحليل والتأمل والتجسيد محطات ومراتب يصل إليها الإنسان على الترتيب ومنا من يتوقف عند إحدى المحطات، فبعد طول تحليل ينتقل الإنسان إلى التأمل وبعد طول التأمل والتحليل يقفز إلى التجسيد وهذا أرقى ما يصل إليه الإنسان وقد لمح النبي صلى الله  عليه وسلم إلى هذا في قوله: "إنّما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق(وفي رواية حسن الأخلاق)" أخرجه أحمد في المسند (8729) ابن سعد في الطبقات (1/193)، ومالك في "الموطأ" (2633، ط/ بشار).و ابن عبد البر في "الاستذكار" (8/ 280) و(صححه الألباني في السلسلة الصحيحة)

والخُلق الكريم هو ما حلله الإنسان وتأمل فيه و جسده في حياته ليرفع من درجته.
ولكن ما هي المعرفة والمهارة وما علاقة المعلومة بهما؟
أولا لابد من التعرف على معنى المعرفة والمهارة.
جاء معنى المعرفة في المعجم الفلسفي لإبراهيم مدكور على أنّها: "ثمرة التقابل والاتصال بين الذات المدركة وموضوع مدرك" يعني فهم المعلومة.
أما معنى المهارة في معجم المعاني فهي: "التمكن من إنجاز مهمة بكيفية محددة وبدقة متناهية، وسرعة في التنفيذ" يعني تطبيق المعلومة. وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وصل إلى أعلى المراتب في التعامل مع المعلومة ألا وهي المهارة فقد جاء صراحة في قول أمّنا عائشة رضي الله عنها حينما سئلت عن خُلٌق النّبي صلى الله عليه وسلم قالت :" كان خلقه القرآن، يغضب لغضبه ويرضى  لرضاه" أخرجه مسلم في صحيحه. 

فالنبي صلى الله عليه وسلم هو النموذج الأول و الأعلى الذي أخرج القرآن الكريم من دفّتي المصحف إلى دفّتي الحياة وانتقل من القراءة "اقرأ" إلى العمل بما علِم وفي الأخير نستخلص أن كل المعلومات التي نتعلمها خاصة بالقراءة إذا بقيت معرفة فهي معلومة ميتة و إذا تحولت إلى مهارة فهي معلومة حيّة.