في ظل الموجات الاقتصادية الأخيرة التي أثرت بشكل كبير على قطاع الشغل، وفي ظل الظروف المعيشية المزرية وجنوح الشباب إلى اليأس، وانتشار واسع للبطالة ، كذلك الفشل الذريع من جانب التخطيط وإدارة المشاريع الناشئة، كان لا بد من البحث عن آليات تساعد في خلق فرص عمل جديدة لدفع الاقتصاد وإنعاشه وتطوير آلياته، وبعد بحث وتقصي وُجد أن المشاريع الناشئة تلعب دورا هاما في تغطية هذا العوز الإقتصادي، وسد ثغراته من خلال توفير فرص العمل وتجنيد الأفكار والأموال في مشاريع حية تطور أداءه، فقد أوضحت دراسات حديثة أجرتها إحدى المنظمات الدولية أن هناك مليار وظيفة بين عام 1995 إلى عام 2005 من نتائج الشركات الصغيرة فقط، وتتسم هذه الوظائف بأنها وظائف تتطلب عمالة مدربة ذات كفاء عالية.

لكن ما الذي تحتاجه هاته الشركات الناشئة حتى تقوم وتكبر وتتطور، هل من وسيلة تعتني بالأفكار والمشاريع الصغيرة وتحتضن جهودها وتطور من أدائها؟

حين نتحدث عن كيان أو وسيلة تحتضن وترافق وتطور من أداء المشاريع فإن أنظارنا ستتجه نحو حاضنات المشاريع، والتي يتم 
غالباً رعاية برامجها من قبل الشركات الخاصة أو الكيانات والمؤسسات العامة، مثل الكليات والجامعات. والهدف هو المساعدة في إنشاء وتنمية الشركات الصغيرة من خلال تزويد منشئيها بالدعم الضروري والخدمات المالية والتقنية. 

وفقا لرابطة حاضنات الأعمال الأمريكية يقدر عدد حاضنات الأعمال في أمريكا بـ900 حاضنة 27% منها ترتبط بالجامعات والمعاهد التعليمية بينما تصل هذه النسبة في الصين إلى أكثر من 95%، حيث تلعب الحاضنة من خلالها الدور المحوري كقناة ربط بين الصناعة والبحث العلمي.

تدعم حاضنات الأعمال تطوير الشركات الناشئة من خلال تزويدها بخدمات الدعم الاستشاري والإداري. 
وفقا لرابطة حاضنات الأعمال الأمريكية، يتمثل الهدف الأساسي للحاضنة في إنتاج شركات ناجحة وقابلة للحياة من الناحية المالية يمكنها البقاء على قيد الحياة بمفردها. ركزت الحاضنات المبكرة على شركات التكنولوجيا أو على مجموعة من الشركات الصناعية والخدمية ، لكن الحاضنات الأحدث تعمل مع شركات من صناعات متنوعة.
تختلف الحاضنات في استراتيجياتها. يقع بعضها في فضاء مادي حقيقي يهدف إلى تعزيز التواصل بين رواد الأعمال والمدربين، آخرون يعملون على أساس افتراضي.

ففي دراسة عن التأثيرات التي نتجت عن إقامة الحاضنات التكنولوجية في البرازيل، وخاصة تقييم الأثر الاجتماعي ودورها في تنمية المجتمع ونوعية رجال الأعمال الذين تخرجوا من الحاضنات، والتي يرجع تاريخ إنشاء أول حاضنة فيها إلى عام 1984 حيث توضح الدراسة التي أجريت على 62 حاضنة، وهي الحاضنات العاملة فعلياً في البرازيل، أن الشركات المقامة داخل الحاضنات ينقسم أصحابها من حيث النشأة إلى أربعة أقسام:
33% من هذه المشروعات أقامها أفراد تركوا القطاع الحكومي.
33% من هذه المشروعات أقامها أعضاء هيئة التدريس وطلاب عاملون بالجامعات.
17% من هذه المشروعات أقامها أفراد خرجوا من القطاع الخاص البرازيلي.
17% من هذه المشروعات أقامها أفراد جاءوا من الشركات التي رعتها واحتضنتها الحاضنات من قبل وتركوها لإقامة مشروعات خاصة بهم (Spin-off(.

وكمثال آخر على قدرة الحاضنات في التنمية التكنولوجية فقد قامت دولة الاحتلال بفلسطين بتطوير قطاع التطبيقات والأبحاث والتكنولوجيا العالية في مجالات التكنولوجيا الحيوية والاتصالات والمعلومات عن طريق حاضنات المشروعات والحدائق الصناعية وارتفعت صادراتها من المنتجات التكنولوجية من نصف بليون دولار عام 1990 إلى 7 بليون دولار عام 1997، والتي تمثل ثلث صادراتها.
قامت عدة دول حديثاً بتوظيف حاضنات الأعمال في مجابهة مشكلات اقتصادية أو صناعية أو اجتماعية محددة، وتذكر Barbara Harley المديرة التنفيذية للجمعية الأمريكية للحاضنات (NBIA) أن حاضنات الأعمال المتوسطة يمكن أن تستخدم في حل مشكلة محددة مثل مشكلة البطالة أو تغير نشاط شركات ضخمة، (وتظهر هذه المشكلة بوضوح أثناء عمليات خصخصة القطاع المملوكة للدولة مثلاً) ويمكن لنا أن نتذكر مثالاً قريباً على ذلك وهو انهيار شركة الطاقة الأمريكية الشهيرة (إنرون) العام الماضي والذي أدى إلى فقدان أكثر من 30 ألف وظيفة في أقل من شهر، هذه المشكلة لا تظهر فقط عند إغلاق مصنع أو شركة أو عند إغلاق قاعدة عسكرية أو وجود وحدات إدارية غير مستغلة، أو أفول أحد المناطق الصناعية وهبوط النشاط التصنيعي أو التجاري بها، ومحاولة إحياء هذه المناطق من خلال خلق مشروعات جديدة تنتج عن وجود هذه الحاضنات.


إذا بحثنا في وطننا العربي والإسلامي عن مدى إسهام ودور الحاضنات في إنعاش المشاريع سنجد أمثلة عديدة ومخرجات مهمة، نذكر على سبيل المثال حاضنة "آي تي يو سيد" ITU Seed"
بحيث تأسست حاضنة الأعمال هذه في عام 2011 بدعمٍ من "جامعة إسطنبول التقنية" Istanbul Technical University ، وهي تعمل مع رواد الأعمال في مراحل ما قبل الاحتضان والتسريع ومراحل الاحتضان، كما تنظّم مسابقةً سنويةً بعنوان "بيج بانج" Big Bang. تعمل "آي تي يو سيد" مع كلّ القطاعات، من الكيمياء وصولاً إلى الإلكترونيات وتكنولوجيا المعلومات والتقنيات الحيوية biogenetics. ومن أبرز رواد الأعمال والشركات الناشئة التي تخرّجت من هذا البرنامج، "أبليكالاب" Aplikalab التي طوّرَت أول شبكة اجتماعية عالمية على الأجهزة المحمولة في تركيا باسم "هو نير" Whonear، ولها مخرجات واسهامات ممتازة في عدة مشاريع شابة. 

 أما إذا كنت تبحث عن منصة تعنى بالوطن العربي والإسلامي فلن تجد أفضل من منصة عمران والتي تعد كمشروع حاضنة إلكترونية مهم ومميز في الوطن العربي والإسلامي لما تطرحه من خدمات ومرافقة واستشارة وتشبيك بين أصحاب الأفكار وأصحاب رؤوس المال، المميز في عمران أنها منصة ذات خطة كبيرة تصبو نحو إنجاح المشاريع في كامل أنحاء الوطن العربي والإسلامي، بهدف استنهاض الحضارة وإحياء همم الشباب، لا تعد منصة عمران منافسا في ساحة رواد الأعمال وأصحاب الحاضنات بقدر ما تسعى أن تكون شريكا مكملا، من خلال ما تسعى له لبناء علاقات مع مختلف الحاضنات في العالم العربي والإسلامي. 
إن ما تقدمه المنصة من خدمات واستشارات ذات جودة عالية وقيمة مضافة يعد من أهم العوامل التي تجذب أصحاب المشاريع و الممولين على حد سواء، كما أنها المنصة الوحيدة والمرجع الوحيد في الوطن العربي الذي يحتضن مختلف التيارات حول العالم.