"لولا الترجمةُ كنّا سنعيشُ في مناطق يُحاذيها الصمت!"، كما عبّر (جورج ستاينر) الفيلسوف والمفكّر الأمريكي. لطالَما تناقل المؤَرّخون أنّ من أهمّ معايير نهضة الأمَم السابقة هو اِزدهار الترجمة وجودتها كوسيلة لنقل الفكر والثقافة والمعرفة ووجه لفنّ التواصُل مع الآخر. فماذا لو تحوّل عوزُ النُسخ المترجمَة لأمّهات الكتب العالمية لمشروع شبابيّ!
عقبة ظهرت.. ففِكرة لمعت!
"لاقيتُ صعوبات ببحث نظريّ عن التسويق لقلّة المراجع العربيّة فكان ذلك دافعًا للبحث" هكذا صرّح الأستاذ سالم العوام من سوريا خرّيج كليّة الاقتصاد و الذي يمتلك خبرة عشر سنوات في مجال إدارة الأعمال.
وأضاف أنه هناك أسبابًا رئيسية جعلت سُوق الترجمة راكدًا في المجتمعات العربيّة منها: الجانب المالي، أجور الترجمة وضُعف التسويق.
وعن مشروعه "الترجمة التشاركيّة" يقول: "هي منصّة مختصّة بترجمة الكتب تضمّ العاملين في الترجمة من مترجِمين ومؤسسات و دُور نشر كذا الداعمين للترجمة والمهتمّين بحركتها والمتبرّعين".
تعرف على مشروع الترجمة التشاركية
تدعمُ فكرة هذا المشروع توفير الوسائل والأدوات اللّازمة بتعاوُن مع المؤسّسات والجِهات ذات الصلة، وذلك حتّى يتسنّى للقارئ العربي الاطّلاع على الكتب العالميّة مُترجَمة بلغته الأمّ و لزيادة معدّلات القراءة وجَبر الهُوة بين معدّل الترجمة العربيّة ونظيره من الترجمة باللّغات الأخرى.
هل الطموح واقعيّ؟ أم أن التخطيط أذكى!
"نطمحُ لترجمة آلاف الكتب تلبيةً لاحتياجاتِ المُجتمع المعرفيّة والنهُوض بصناعة الترجمة ورفع جودةِ مُخرجاتها من باب تحقيق النهضة العلميّة " هكذا أجابنا الأستاذ سالم العوام حين سألناهُ عن تطلّعات مشروعه.
مُبرِزًا أنّ (الترجمة التشارُكيّة) إضافةً لتحقيق الرِبحيّة فإنّه يُحقق الفائدة المُجتَمعيّة والأثر النهضويّ،غير أنّ ما يميّزه عن غيره هو جمعه لعوامل عديدة أهمها:
- تنامي سُوق ريادة الأعمال في العالم الافتراضي بشكل عام واِقتصاد المنصّات بشكل خاص.
- اِنتشار ثقافة التمويل التشارُكي والتبرّع عبر الإنترنت.
- التخصص في تقديم الخدمات اللّازمة لسوق الترجمة وتقديم حلول لمشكلاته وهذا لا يتوفّر في شكل السوق القديم.
- السِياق النهضوي المتمثّل في المجال العلمي والثقافيّ ممّا يصبّ في تنامي جمهور المشروع في المستقبل.
- اِستفادة المشروع في تواصُله مع الجماهير.
- من عاطفتها الشديدة – كما يضيف الأستاذ سالم العوام - باعتماده على قيم العطاء والتضامن.
- تواجُد مشروع الترجمة التشاركيّة ضمن حاضنة أعمال يساهم في نجاحه واِستمراريّته.
عُمران.. هل هي مجرّد صدفة؟
كانت معالمُ الفكرة قد اِتّضحت و تبلورت وبقي تحيُّن الفرصة المناسبة التي تكسب ثقة هذا المشرُوع الفتيّ، " باِعتمادُه على كادر مدرّب محترف، و اِستناده لأساس علمي نهضوي أحسستُ أنّه صُمّم خصيصا لفكرتي." يذكُر الأستاذ سالم العوام مشيرًا أن اِختياره لعُمران بعد التويج لخدماته لم يأتِ محض صدفة خالصة بل يرجع لأربعة أسباب رئيسيّة:
- أنه يقدّم جميع خدماته " أونلاين" وهذا ما يذلّل الكثير من الصعوبات بالنسبة لي.
- يوفّر الخدمات اللّازمة لتأسيس المشاريع ومتابعتها وتنفيذها على أرض الواقع.
- يمتلكُ شبكة علاقات واسِعة وقويّة.
- اِهتمامُه بالمشاريع النهضويّة تحديدًا وهو الوحيد في ذلك.