مقدمة 
لا شك أن التعليم أساس نهضة الشعوب، بالعلم نشأت الحضارات وتقدمت الحياة في شتى المجالات وأصبح التعليم من ضروريات الحياة وأساس بناء الأجيال ودواء لداء الجهل والأمية، وقد حث ديننا الحنيف على التعليم في كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم. فلا سبيل لبناء مجتمع متقدم وراق يسوده الأمن والسلام إلا بالعلم. وتتجسد أهمية التعليم في غرس القيم الثقافية والاجتماعية والوطنية فى أفراد المجتمع ويتيح لهم القدرة على اكتساب المعرفة ومعلومات متنوعة من حول العالم وينمي قدرتهم على البحث عن المعرفة والمعلومة ويدرب العقل البشري على زيادة الوعي والإدراك، وتنمية طريقة التفكير، وكيفية تمييز الصواب من الخطأ، وكيفية اتخاذ القرار. أيضا يؤثر التعليم فى تحسين ظروف الحياة المختلفة بما فيها المجالات الاقتصادية من خلال تطوير القدرات والكفاءات والمؤهلات لدى الأفراد بما يتماشى مع متطلبات سوق العمل. كما أن العلم هو طريق المجتمع لتحقيق السيطرة في جميع المجالات مثل تحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي في المجتمع، أي الاقتصاد والتجارة والصناعة والزراعة وغيرها في شتى المجالات، العلم.


     تصنيف دول العالم في التعليم


يتم تقييم أفضل دول العالم في مجال التعليم من خلال بعض المعايير والمقاييس الهامة، والتي من أهمها هو نسبة المتعلمين من البالغين وأيضا معدل الالتحاق في المراحل الابتدائية والثانوية وعدد السنوات التي تقضيها المرأة في المراحل التعليمية.
وطبقا لتقرير مؤشر بيرسون للتعليم والمهارات المعرفية والتحصيل التعليمي العالمي؛ وهو الذي بدوره اعتمد تحديد أفضلية الدول بناءً على عدة اختبارات دولية منها:
–    اختبار مدى التقدم في القراءة والكتابة الدولي (بيرلز).
–    اختبار الاتجاهات الدولية في الرياضيات والعلوم (تيمس).
–    اختبارات برنامج التقويم الدولي للطلبة (بيزا).
وقد جاء ترتيب الدول العشر الأوائل على النحو الاتي: كوريا الجنوبية أولاً، اليابان في المركز الثاني، تلتها سنغافورة في المركز الثالث، وهونغ كونغ في المركز الرابع، أما فنلندا فقد تراجعت إلى المركز الخامس بعد أن كانت متقدمة في الأعوام السابقة، وجاءت في المركز السادس المملكة المتحدة، وأعقبتها كندا في المركز السابع، ومن ثم هولندا في المركز الثامن، ومن بعدها آيرلندا التي تبوّأت المركز التاسع، وفي المركز العاشر جاءت بولندا.

نظرة على أهم الأنظمة التعليمية المتقدمة عالميا 


1.    فنلندا 
•    في عالمنا الحديث، يشكل المواطنون المتعلمون المهرة عنصر الأمان في نجاح أي بلد وتقدمها. وقد كان تقدم المجتمع الفنلنديّ إلى الصفوف الأولى بين أغنى دول العالم خلال النصف الثاني من القرن العشرين، ثمرة سعي مواطنيها للحصول على التعليم العام، ولاستثمار الدولة في مجال التعليم كذلك حتي أصبحت فنلندا مثالاً يحتذى بين جميع بلدان العالم في كيفية بناء نظام تعليمي فائق الفعالية، بأقل عدد من أيام وساعات الدوام المدرسي السنوية.
•    يتم إنفاق ما بين 11 و12% من الميزانية العامة للدولة وميزانيات البلديات الفنلندية على التعليم. وتغطي تلك النسبة التعليم المجانيّ قبل المدرسيّ، والتعليم الأساسيّ، والتعليم الثانويّ، والتعليم الفنيّ، والتعليم العالي، والتعليم المستمر، والدراسات العليا، كما تموِّل بصورة جزئية التعليم الحرّ للكبار. ويشكل هذا بدوره العمود الفقريّ للتعلم المستمر مدى الحياة، المتاح لجميع مَن يعيشون في فنلندا.
•    نظام التعليم في فنلندا مجاني أي متاح للجميع، المدارس الخاصة في فنلندا قليلة جدا، فالتعليم في فنلندا حكومي بشكل كامل؛ مجاني حتى مرحلة الثانوية العامة وتموله الدولة، وتضع مبدأ أساسيا وهو حق المساواة في التعليم لكل أفرادها بنفس الجودة دون النظر لأي اعتبارات أخرى سوى المواطنة كما يقوم بتقديم وجبات مدعومة.    
•    تحتل فنلندا مركز الصدارة، أو أحد المراكز الأولى، في كافة دراسات بيسا (PISA)، والتي تنظمها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) كل ثلاثة أعوام منذ عام 2000. ويقيس برنامج بيسا (PISA) قدرات الطلاب البالغين 15 عامًا من العمر في إجادة الرياضيات والعلوم والقراءة. ومن الجدير بالملاحظة أن الفروق بين الحاصلين على أعلى الدرجات والحاصلين على أقلها، من بين الطلاب الفنلنديين، ضئيلة، وأن مستويات القدرات عالية في جميع أنواع المدارس.
 نظام الدراسة في فنلندا:
•    يوجد في فنلندا ما يقرب من 3000 مدرسة شاملة تضم 550000 طالب، لا يزيد أى فصل فى فنلندا عن 20 طالبا، ويبلغ عدد ساعات الدراسة اليومية من 4 إلى 7 ساعات، عدد أيام الدوام المدرسي 190 يوماً في العام الدراسي.
•    الطلاب يأخذون دروسا في الفن والموسيقى والطبخ والنجارة والحدادة والمنسوجات. يختار الطالب عدد السنوات التي تناسبه لإتمام التعليم تتراوح بين عامين و4 أعوام، ويتم منح المدارس الحرية الكاملة في اختيار نوعية الكتب المستخدمة طالما تلتزم بالإطار العام الذي حددته الوزارة. 
•    لا توجد دروس خصوصية بعد المدرسة. تستخدم طريقة خاصة في كل درس تقريباً لمساعدة أولئك الذين يجدون صعوبة في موضوع معين، وهي إحضار مدرس إضافي لمساعدة هؤلاء الطلبة.
•     لا يضطر الطالب لتغيير المدرسة عندما يبلغ الثالثة عشرة من العمر، وهذا يجنبه المرور بفترة انتقالية يحتمل أن تكون مربكة عند انتقاله من مدرسة إلى أخرى. 
•    يبدأ الطفل مرحلة التعليم في سن السابعة، ممضياً سنوات الروضة بنظام خاص لا يوجد فيها تعليم مباشر، وتقوم فلسفة ذلك على أن الصغار يكتسبون المعرفة بشكل أفضل عن طريق اللعب. 
•    الطلبة يتعلمون في وضع مريح وجو يسهل فيه انتقال المعرفة، وغياب السياسة عن الجو المدرسي، مما يجعل الجميع متكافئين ولا يسمح بترك أي طالب في حالة تخلف عن الآخرين. عندما يدخل الطفل إلى المدرسة، يكون تواقاً لبدء مرحلة التعلم النظامية.
•    كل طالب لديه شيء ما ليساهم به في التعليم، وأنه يجب عدم ترك الطلبة الذين يعانون صعوبة في بعض المواضيع خلف زملائهم، بل توفير الوسائل التي تساعد على إبقائهم في نفس المستوى مع بقية زملائهم.
•    المعلم في أي صف مدرسي يجب أن يكون مؤهلاً جامعياً وحاصلاً على درجة الماجستير، وهذا يعني أن كفاءة التعليم لا تتحقق بدون مدرس كفء.
•    لا توجد اختبارات عامة للطلبة خلال السنوات التسع الأولى، فيما يتم تقييم الأداء بناءً على اختيار 10% من كل شريحة عمرية لإجراء الاختبارات عليها، وتحتفظ المدارس بالنتائج بكل سرية.
•    بعد السنة الخامسة لا يسمح قانونياً بوضع درجات للطلبة، ولا يسمح بالمقارنة بينهم، فالمعلمون يضعون اختباراتهم الخاصة، ولا يأخذونها من مؤسسات خارج المدرسة، ولا تقارن المدارس مع بعضها، حيث تبقى النتائج سرية حتى يطلبها مجلس التعليم الوطني لغرض تحسين التعليم.
•    تحتسب نتائج الاختبارات في التعليم الثانوي والمهني، بصيغة أن 5% متفوقون و 5% في النسبة الدنيا، والقطاع الذي بينهما هو المتوسط، وتستخدم هذه النتائج لدخول الجامعات، وعليها يحدد دخول الطلبة في تخصصات العلوم الطبيعية أو الاجتماعية.
•    لا يوجد سوى اختبار إلزامي موحد في جميع أنحاء فنلندا، يتم عقده مع سن السادسة عشر.
•    جميع الأطفال أذكياء أو غير ذلك يدرسون جميعا في فصل مدرسي واحد دون تمييز.
•    ما يزيد عن 66% من الطلاب يلتحقون بالجامعة و93 % من الفنلندين حاصلون على المدرسة الثانوية العليا.
•    تحتوي فصول تدريس العلوم على 16 طالبا فقط لضمان قيام كل فئة بتجارب كافية.
•    43 % من طلاب المدارس الثانوية يلتحقون بمدارس مهنية.
•    تلاميذ المدارس الإبتدائية يحصلون على 75 دقيقة راحة بين الحصص الدراسية.
•    المدرسون يقضون أربع ساعات فقط بالفصول الدراسية يوميا، بينما يتم تخصص ساعتين أسبوعيا لتنمية المهارات.
•    يتم اختبار المدرسين من الـ10% الأفضل بين الخريجين.
•    يبدأ راتب المعلم الفنلندي من حوالي 30 ألف دولار، ويحصل المعلمون على نفس درجة الأطباء والمحامون. 
•    مخرجات التعليم ذات جودة عالية.

 العوامل التى جعلت التعليم الفنلندي الأفضل عالميا:
•    تعليم متاح للجميع: كل طفل في فنلندا لديه فرص متساوية في التعليم بغض النظر عن خلفيته، ويتاح التعليم الفنلندي الأساسي مجاناً، بما في ذلك التعليم والمواد ورفاهة المدارس.
•    معلمون ذو جودة عالية: المعلمون في فنلندا على درجةٍ عاليةٍ من الكفاءة والالتزام في جميع المراحل الدراسية، فيشترط حصولهم على درجة الماجستير، إضافة إلى أن تدريب المعلمين يشمل ممارسة تدريس مكثفة، تحظى مهنة التدريس في فنلندا بشعبية كبيرة، وذلك يمكّن الجامعات من اختيار أكثر المتقدمين موهبةً وحماساً. ويتمتع المعلمون باستقلاليةٍ كاملةٍ في عملهم وفي الفصول الدراسية.
•    التركيز على الطالب: يستند تطبيق المناهج المدرسية وتنظيم العمل المدرسي في فنلندا إلى مفهوم التعليم الذي يركز على النشاط الطلابي والتفاعل مع المدرسين والطلاب الآخرين والمجتمع المدرسي بأكمله. وهنالك تركيز خاص على مناهج العمل وبيئات التعلم التي تتمحور حول الطلبة.
•    ممارسات فعالة للتوجيه والإرشاد الطلابي: نظام التوجيه والإرشاد في فنلندا فريد من نوعه، فنظام التعليم الفنلندي بجميع مراحله يستوعب جيداً الدعم الفردي لتعليم ورفاه الطلاب. ويعتبر الإرشاد والتوجيه نقطة قوة في غاية الأهمية وبالأخص عندما يتخرج الشباب ويخرجون إلى الحياة العملية.
•    تشجيع التقييم: تقييم كل من الطلاب والتعليم ومخرجات التعلم في فنلندا مشجع وداعم بطبيعة حاله، حيث يهدف التقييم لإنتاج معلومات تدعم المدارس والطلاب لمواصلة تطويرهم، فالاختبارات الوطنية وقوائم تصنيفات المدارس وأنظمة التفتيش لا وجود لها.
•    المرونة والثقة: يتمتع نظام التعليم الفنلندي بالمرونة، وتستند الإدارة إلى مبدأ "التوجيه المركزي – التنفيذ المحلي." وعلى الرغم من أن التوجيه يجري من خلال التشريعات والمنهج الوطني الأساسي والتخطيط الحكومي الشامل.
2.    اليابان
•    يعد التعليم في اليابان خدمة وطنية عامة وواجباً قومياً يتجاوز أي جهد فردي أو فئوي خاص، وأنه في مناهجه ومقرراته وتوجيهاته يمثل عامل التوحيد الأهم لعقل الأمة وضميرها منذ مراحل التعليم الإلزامية الأولى، إذ لا يسمح فيه بتعددية المناهج والفلسفات التربوية.
•    لم تأخذ اليابان بالنزعات الليبرالية والسيكولوجية الغربية بل ظلت متمسكة بقيم الانضباط الموحَّد في الفكر والسلوك رغم الضغط المعاكس من الاحتلال الأمريكي ورغم النقد الغربي لها. نقطة القوة الأساسية في النظام التربوي الياباني ليست جامعاته، إنما معاهده التقنية المتوسطة التي تمثل عموده الفقري، والممارسة العملية التدريبية هي أهم وأبرز واجبات الشاب الياباني منذ طفولته عندما يقوم بتنظيف صفه ومدرسته إلى ما بعد تخرجه عندما يبدأ من جديد التدريب الوظيفي في برامج إجبارية قبل أي منصب ثابت.
•    يستمد النظام التربوي الياباني أهم مقوماته من طبيعة مجتمعه وروح أمته واحتياجات وطنه، من جذوره ومؤسساته وتقاليده المتأصلة والقائمة بالفعل ولم يدمرها أو يهملها بدعوى قدمها وتقليديتها، ولا يأتي انعكاساً لنماذج تربوية خارجية.
ينقسم نظام التعليم في اليابان بشكلٍ أساسي إلى أربع مراحل هي: 
•    مرحلة التعليم الابتدائي والتي تتكون من 6 سنوات،
•    بعد ذلك ينتقل الطالب إلى مرحلة التعليم المتوسط والتي تتكون من 3 سنوات، 
•    تليها مرحلة التعليم الثانوي المكونة من 3 سنوات،
•    وأخيرًا تأتي مرحلة التعليم العالي، والتي تنقسم إلى التعليم الجامعي المكون من 4 سنوات، أو التعليم المتوسط المكون من سنتين.
يبدأ الطفل مسيرة الدراسة في المرحلة الإلزامية عندما يُكمِل أعوامه الست الأولى حيث يلتحق بإحدى المدارس الابتدائية؛ ليُعد وُيهيَّأ من خلال تعليمه كلًا من: اللغة اليابانية، العلوم الاجتماعية، الرياضيات، العلوم، الموسيقى، الفنون، الحرف اليدوية، وصولًا إلى التدبير المنزلي والتربية البدنية. كما يقوم الطالب أيضاً بحضور صفٍّ أسبوعي عن التربية الأخلاقية، التي تعد جُزءًا رئيساً من نظام التعليم في اليابان الذي يهدف إلى إنتاج طالب متكامل من جميع الجوانب. بعد ذلك ينتقل الطالب بشكل رئيس إلى مرحلة التعليم المتوسط حيث يقوم بدراسة نفس التخصصات السابقة، لكن بشكل أكثر تطورًا، ومُضافاً إليها اللغة الإنجليزية، الرّحلات الميدانية، والنوادي الصيفية، كي ينتقل بدوره إلى مرحلة التعليم الثانوي التي يتم إعداده فيها بشكل صارم وحاسم للذهاب إلى التعليم العالي سواء الجامعي أو المتوسط.
أهم ملامح وخصائص النظام التعليمي اليابان
•    استطاعت اليابان أن تجمع بين شعبية التعليم وأرستقراطيته العلمية الفكرية، بمعنى أن التعليم أتيح للجميع في قاعدة الهرم التربوي لتزويد الأمة بالأيدي العاملة المتعلمة لكنه اقتصر في مستوى القمة على القلة المتميزة عقلياً والمتفوقة في مواهبها لتخريج النخبة القيادية والقادرة على مواجهة التحديات. 
•    لم تأخذ اليابان ولم تنبهر باللغات الأجنبية المتقدمة، وحسمت معركة اللغة تعليمياً وحياتياً منذ البداية. فمن المعروف أنه لا يمكن لأمة أن تبدع علمياً إلا بلغتها الأم، ولا يستمع العالم لأمة تتحدث بلغة غيرها.
•    وفّق النظامُ التربويُّ اليابانيُّ بين مركزية التوجيه ولامركزية التنفيذ في معادلة متوازنة. تعد مهنة التدريس من المهن المربحة اقتصادياً، فمن بين كل خمسة يابانيين يتقدمون لمهنة التدريس يفوز واحدٌ منهم فقط بشرف المهنة وامتيازاتها المعيشية. وقد أدى ذلك إلى الحفاظ على مستوى نوعي متفوق للتعليم الياباني، أدى بدوره إلى تنمية نوعية العملية التربوية بأسرها.
•    يتبع نظام التعليم في اليابان مسار 3.3.6، ويركز على منهج التعلم الذي يعتمد على العمل الجماعي وحل المشكلات بدلاً من التعليم المباشر، ويتعلم الطلبة مناهج دراسية تتعلق بالرياضيات، والعلوم، وعلم الأخلاق لدرجة توازي مناهج الأخلاق العلومَ الأكاديمية؛ مما انعكس إيجاباً على سلوكيات الأفراد في المجتمع. 
•    وتتوقف سمعة المدرسة على أدائها الأكاديمي والسلوكي؛ فعلى سبيل المثال إذا ما قام أحد الطلبة بتجاوز القانون، فيتوجب على المعلم المشرف والهيئة التعليمية في المدرسة تقديم اعتذار رسمي للسلطات، ويرى بعض المحللين الأمريكان أن تبني أمريكا لنظام التعليم الياباني سيؤسس جيلاً قوياً يخضع لمؤسسة تعليمية قوية، ويحد من المشكلات التي تعاني منها المدارس الأمريكية.
•    تعد اليابان حيث مدينة طوكيو ثالث أفضل مدينة في العالم للطلاب الجامعيين كما حصلت جامعة كيوتو وجامعة طوكيو على المركزين 38 و39 في تصنيف أفضل 50 جامعة في العالم.
•    يوفر التعليم في كل مراحله، بدءًا من مرحلة الحضانة والمرحلة الابتدائية وصولًا شخصية قوية للطفل، وتنمية مهاراته الاجتماعية، الأمر الذي يسهم في تحقيق نتائج جيدة أكاديمياً، ويعود بالنفع على الوظائف المرموقة التي يلتحقون بها بعد التخرج.
3.    سنغافورة
•    تعد تجربة التعليم في سنغافورة من التجارب الرائدة وهي تجربة راقية ومميزة حيث خصصت الدولة 20% من الموازنة السنوية للتعليم وتدعم كل من التعليم الحكومي والخاص وأن التعليم إلزامي للأطفال ويعاقب الأباء إن لم يتم تسجيل الأطفال، وكما يهدف التعليم إلى بناء شخصية الطفل واكتساب المهارات وكذلك تنمية المواهب لديهم وتطوير قدراتهم لتمكينهم من المشاركة بقوة في سوق العمل. 
•    تملك سنغافورة نظاماً يتبع مسار 2.2.6، ومناهج دراسية معدة بصورة جيدة وبمقاييس تتماشى مع أساليب التعليم الحديثة وطرق القياس والتقويم. وقد خضع النظام السنغافوري للعديد من حركات الإصلاح وكان أبرزها في عام 1997 حين أطلقت الحكومة حركة إصلاحية عرفت باسم (الأنموذج المركز على القدرة)؛ من أجل إنشاء مدارس جديدة عرفت بــ(مدارس التفكير). وركز هذا الأنموذج على أربعة محاور، هي: الاستناد إلى نوعية جيدة من المعلمين، واستقلال المدارس، وإلغاء نظام التفتيش، وتقسيم المدارس على أربع مجموعات. وفي عام 2006 طبقت سنغافورة الحركة الرابعة من الإصلاحات تحت نظام جديد عرف بــ (تعليم أقل، تعلم أكثر)؛ وبفضل هذاين النظامين حققت سنغافورة نجاحاً باهراً في الامتحانات الدولية واحتلت مراكز متقدمة بين الدول.
•    يلتحق الأطفال بالمرحلة الابتدائية في عمر 7 سنوات، وتنقسم المرحلة الابتدائية إلى مرحلتين، الأولى من الصف الأول للصف الرابع، والثانية من الخامس إلى السادس، فى المرحلة الأولى أو مرحلة التأسيس، يتم تدريس اللغة الإنجليزية لكل الطلاب، وكذلك اللغة الأم، كما يتم تدريس الرياضة والعلوم، وكذلك عدد من الفنون والحرف اليدوية والموسيقى، ويتم إعطاء كورسات فى التثقيف الصحى، والرياضيات.يلتحق بعدها مباشرة بالمرحلة الثانوية المتوسطة.
•    بعد انتهاء المرحلة الثانوية المتوسطة يكون للطالب مطلق الحرية في الاختيار بين المدارس الثانوية العليا الحكومية أو الخاصة أو أحد البرامج التعليمية الأخرى، حيث يكون الخيار أمامه متاحاً ليدرس ما يريد وفقاً لاهتماماته، وبذلك يكون النظام قائماً على أن يدرس الطالب ما يحبه وما يقع ضمن اهتماماته، وبعد إنهاء هذه المرحلة، فالتعليم ما بعد الثانوي متنوع أيضاً بين الجامعات والمعاهد التقنية والفنية وغيرها.
•    يعتمد تعليمية وأنشطة متعددة أمام الطفل في الصغر، بما يسهم في اكتشاف ميوله ومواهبه، وتكون الخطوة الثانية إتاحة نظام نظام التعليم في سنغافورة على إتاحة اختيارات وذلك من أجل تشجيع الطفل على النجاح.
•    يتم إجراء تقييم شامل للطالب بعد 4 سنوات من الدراسة، وفي حال وجد ضعف لديه فى أحد المواد العلمية، يتم إعطاء مزيد من الدورات له، قبل أن ينتقل إلى المرحلة الثانية، وفي المرحلة الثانية يتم إجراء اختبار لهم، وعلى أساس هذه الاختبارات يتم اختيار المدرسة التى يتم التقدم لها.
•     فى المرحلة الثانوية ينقسم التعليم إلى 4 مسارات، برنامج تمكامل، وبرنامج سريع، وبرنامج عادي، وبرنامج مهني، ويمنع على أبناء سنغافورة الالتحاق بالمدارس الدولية دون إذن.
•    والبرنامج السريع هو دراسة لمدة 4 سنوات، ويهتم هذا البرنامج باللغات، أما البرنامج العادى فهو من 5 سنوات، ويهتم بدراسة مواد أخرى غير اعتيادية مثل المحاسبة مثلا، أما البرنامج المتكامل فيدرس فيه الطالب 16 مادة من بينها لغتين بجوار اللغة الأم، كما يدرسون الكمبيوتر، والمسرح، والدراما، والسينما، بالإضافة إلى الكيمياء والأحياء والجيلوجيا، والاقتصاد.
•    يلتزم الطلبة بممارسة نشاط واحد على الأقل بجانب دراستهم فى مجال خدمة المجتمع أو الفنون والرياضة، كما يتعلمون الإسعافات والتدريبات العسكرية.
أهم ملامح وخصائص النظام التعليمي في سنغافورة
1.    اكتشاف مواهب الطلاب وتنميتها
•    عمل المسؤولون في سنغافورة على هدف أساسي أسهم في إرساء قواعد جيدة للتعليم إلى أن أصبح من أفضل نُظُم التعليم عالمياً، هذا الهدف يتمحور في اكتشاف مواهب كل طالب على حدة، ثم يتم اختيار برنامج تعليمي له يهدف إلى تنمية هذه الموهبة للوصل إلى ذروتها، وخلق حلقة من الشغف والحب تظل ملازمة للطلاب طوال حياتهم لتطوير مواهبهم.
•    يلعب الآباء دورًا مهماً في متابعة أطفالهم في مرحلة ما قبل الدراسة والتعرف إلى ميولهم واهتماماتهم في تلك المرحلة، وبناءً عليه يتم اختيار المدرسة المناسبة التي تساعدهم على تنمية هذه المهارات.
•    حرية اختيار الطالب لدراسة ما يريد.
2.    الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة التعليمية 
•    تم تخصيص مدرسين ذوي كفاءات وقدرات خاصة داخل كل مدرسة للاهتمام بالطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، كما تقدم المدارس تسهيلات ونظاماً تعليمياً مناسباً لذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة، يعمل على تنمية مهاراتهم وقدراتهم الذاتية.
3.    تنمية مهارات التفكير النقدي
•    تعدّ تجربة سنغافورة في مجال تنمية مهارات التفكير النقدي نموذجاً ينبغي التوقف عنده، حيث أصبح تعليم التفكير ركيزة أساسية لإصلاح التعليم وتطويره وهدفاً أساسياً من أهدافه، وقد قامت سنغافورة بوضع خطط هذا النوع من التعليم بما تبلور من اتجاهات تربوية واستُحدِثَ من إستراتيجيات تعليمية في مجال تعليم التفكير النقدي وتنمية مهاراته.
4.    تطوير نظام التعليم العالي
نظام التعليم في سنغافورة متقدم للغاية، ولكنه أيضاً انتقائي بدرجة كبيرة، حيث إن أقل من 25 % من الطلبة يستطيعون الوصول إلى الجامعة. كما أن الميزتين الأساسيتين للتعليم العالي في سنغافورة هما: الانتقاء والجودة. حيث إن الانضمام إلى الجامعة يخضع لانتقاء عالٍ، يضاف إلى ذلك كون الجامعات السنغافورية مصنفة بين أفضل الجامعات في آسيا والعالم. ومن جهة أخرى، تجذب جامعات سنغافورة في كل سنة عدداً كبيرًا من الطلبة الأجانب في مختلف التخصصات الجامعية.

5.    الاهتمام بالأدوات والتكنولوجيات التعليمية الحديثة
تبنّت وزارة التعليم السنغافورية بالتعاون مع مجلس الحاسوب الوطني (National Computer board, NCB) مشروع ربط المدارس بشبكة الإنترنت. وكان الهدف هو توفير مصادر المعلومات للمدارس. ففي عام 1993 بدأ المشروع بست مدارس. وقد قادت التجربة إلى ربط المدارس والمشرفين على التعليم بالشبكة. كما تم ربط وزارة الإنترنت. بعد ذلك توسَّعَ المشروع ليكفل جميع المدراس. وقد دعمت الحكومة السنغافورية الاستفادة من شبكة الإنترنت. فقامت وزارة المعلومات والفنون بإنشاء خدمة خارطة المعلومات عن طريق شبكة الإنترنت، وهي على شكل دليل لمصادر المعلومات الحكومية. كما وضعت خطة باسم (تقنية المعلومات) لجعل سنغافورة جزيرة الذكاء. ولتحقيق ذلك تبنّت وزارة التعليم خطة إستراتيجية لنشر تقنية المعلومات من خلال التعليم. 
6.    الجودة والانتقاء في اختيار وتأهيل المعلّمين
يُعدُّ المعلم السنغافوري أهم ركيزة في العملية التعليمية وتبذل الدولة قصارى جهدها لدعم المعلمين وتقدير جهودهم من أجل الحصول على تعليم ذي جودة عالية في المدارس. كما يُنظر إلى المعلم، باعتباره العنصر الأهم في منظومة التعليم، إذا صلُح حاله، صلح حال التعليم، ومن ثم تسعى الدول إلى النهوض بمعلميها، والتطلّع إلى الارتقاء بهم، وتلبية مطالبهم المادية والمعنوية، وحاجاتهم المهنية، في سبيل الحصول على أفضل ما عندهم من عطاءات، معرفية، ومهارية، ووجدانية، والنتيجة ملحوظة في تزايد عطاء المعلّم، وصار دوره أكثر فاعلية، ونتج عنه: الإخلاص في العمل، والولاء.    
4.    سويسرا
•    تحتل سويسرا مركزا متقدما فى كافة مؤشرات التعليم بخلاف الجودة، ويتكون التعليم فى سويسرا من 3 مراحل، 8 سنوات للتعليم الابتدائى متضمنا عامين لـ "رياض الأطفال"، وهما عامان غير ملزمين لكن الغالبية العظمى من أولياء الأمور رغم ذلك يلحقونهم به.
•    بداية التميز تبدأ من رياض الأطفال، فالفصول أو المجموعات لا تتم بشكل عشوائى، ولكن يتم تصنيف الطلاب حسب قدراتهم فى التواصل واللغة والاحتياجات، وفى هذين العامين لا يدرس الطالب أى شىء، بل يتم التركيز بشكل أساسى على تحفيز قدراته الإنسانية عبر الألعاب فقط.
•    أما الأطفال الذين يحتاجون إلى "دعم إضافى" فى أحد نواحى الحياة فيتم اتخاذ تدابير خاصة لهم حسب احتياجاتهم، فى التعليم الابتدائى يدرس الطفل لغتين، اللغة الأساسية والإنجليزية، كما يدرس الرياضة والعلوم، والجغرافيا والتاريخ، والأخلاق والأديان. وكذلك يتم تدريس الفنون والموسيقى، وتصميم النسيج، كما يتم الاهتمام بإعطائهم تربية بدنية وصحية، ويتم تدريبهم على استخدام التكنولوجيا والاتصالات، ويتم اعطائهم دروس فى الصحة العامة.
•    لا يوجد منهج موحد فى سويسرا فكل مقاطعة من مقاطعات سويسرا الـ 26 لديها منهج خاص بها، وإدارة المقاطعة مسؤولة عن مراجعة المناهج، كما هى المسؤولة عن تحديد أوقات شاملة للدراسة، كما تساهم الدولة ممثلة فى إدارة المقاطعة مع المدارس فى تقديم رعاية نهارية لأبناء الطبقة العاملة، فيمنحون الغذاء، ومدارس رعاية أسرية.
•    لا يتم منح الطلاب درجات فى رياض الأطفال، أو التعليم الابتدائي، ولكن يتم تقييمهم عن طريق متابعة تطورهم، والتقييم يتناول بشكل أساسى أداء الطفل خلال العام.
•    بعد إتمام التعليم الابتدائي ينطلق الطالب للمرحلة الأولى من التعليم الثانوي، أو الإعدادي فى هذا الوقت، يتم تدريس لغتين (الأساسية والإنجليزية) ويمكن اختيار لغة ثالثة.
•    كما يتم تدريس الأحياء والكيمياء والفيزياء، والجغرافيا والتاريخ، والموسيقى وفنون التصوير والتصميم، وكذلك الاقتصاد المنزلى، وكذلك إعطاء الطالب خلفية مهنية بسيطة.
•    لا يوجد امتحانات ، بل يتم تقييم الطلاب بدرجات من 1 إلى 6، ويتضمن التقييم السلوك الاجتماعى والتواصل مع المعلم والتفاعل ، ولا يتم إصدار شهادة للانتقال إلى المرحلة التالية، بل يكفى هذا التقييم الذى يتم مناقشته مع الأسرة، كما لا يوجد امتحان نهائى لهذه المرحلة، وعادة ما يكون سن الطالب فى هذه المرحلة 14 عاما.
•    المرحلة الثانوية فى سويسرا 4 سنوات، يمكن للطالب اختيار نوعين من التعليم، المهنى أو العام، أما المهنى فيتضمن تدريب فى بعض الشركات، ولا تدرس هذه المدارس تعليم مهني عادي، بل هو تعليم مهني غالبا ما يحصل عليه الطلبة فى جامعات الدول الأخرى، فيدرس الطالب الهندسة بمختلف أنواعها مثل الميكانيكا والكهرباء وخلافه، ويكون بعد تخرجه قادرا على العمل بهذا التعليم في الشركات الصناعية، لكن التعليم لا ينتهي عند هذه المرحلة، فدائما هناك مراحل أخرى تقدمها الجامعات المهنية.
•    أما التعليم الثانوي العام فيستمر أيضا 4 سنوات، ويتم تنظيم اختبارات قبول وتوصية المعلمين فى المراحل السابقة، أما المواد التى يدرسونها فهى 3 لغات، يمكن أن تكون واحدة منهم لغة مندثرة أو غير موجودة، وكذلك الرياديات والأحياء، والكيمياء والفيزياء والتاريخ والجغرافيا، والموسيقى.
•    يدرس الطلاب أيضا الاقتصاد والقانون، كما أن بعض المقاطعات تدرس الفلسفة بشكل إلزامى، ويختار الطالب 8 مواد من أصل 14 مادة لدراستها حسب الاختيار الشخصى، وحسب أيضا ما تطلبه الكليات من مواد يجب أن يجتازها دارسها، لا يخضع الطلبة أيضا إلى اختبارات، ولكن ينتقلون عبر تقرير التقييم أيضا، أما الامتحان النهائى لشهادة الثانوية العامة فيتم فيما لا يقل عن 5 مواد.
الأسس الخمسة  لتطوير أنظمة التعليم
1.    تأهيل الطلاب وإعدادهم لتحقيق أفضل نتائج التحصيل الدراسي
•    تختلف مستويات استعداد الأطفال للالتحاق بالصفوف الدراسية الرسمية، ويرجع ذلك إلى اختلاف المستوى الثقافي والتعليمي لأسر هؤلاء الأطفال والتي تؤثر في تحصيلهم العلمي للأساسيات قبل الانضمام إلى الصفوف الدراسية، حيث نجد أن الطلاب في عمر 5 سنوات في فنلندا والصين لديهم فهم أوضح لأساسيات الرياضيات مقارنة مع نظرائهم في بريطانيا. ولسدّ هذه الفجوة، يُنصح قيام أولياء الأمور بتعليم أطفالهم أساسيات القراءة والأعداد والحساب في سن مبكرة لرفع مستوى الجاهزية لدى أطفالهم، كما يجب أن تراعي الأنظمة التعليمية التركيز على المهارات الأساسية في السنوات الأولى للتعليم قبل الانضمام إلى صفوف التعليم الرسمي.
•    علينا  تولي أهمية كبيرة لتأهيل الأطفال قبل سن السادسة عن طريق إلحاقهم بصفوف دراسية غير رسمية لا تعتمد على التحصيل الأكاديمي المباشر، وإنما تركز على الدمج التأهيلي للأطفال في بيئة تعليمية ترفيهية تعتمد على الألعاب والقصص ليحصلوا على قدر متساوٍ من المهارات قبل مراحل التعليم الرسمي.
منح الطلاب والمدرسين استراحة 10 - 15 دقيقة بين الحصص الدراسية
•    من خلال الدراسات ، وجد أن أربعة من الأنظمة التعليمية الرائدة، تمنح الطلاب فترة 10 - 15 دقيقة بين الحصص الدراسية، ووجدت الكثير من الفوائد في التحصيل الدراسي للطلاب في المراحل الابتدائية والإعدادية بسبب ذلك، حيث يستعيدون نشاطهم، كما تتيح للطلاب فرصة الاندماج الاجتماعي وممارسة بعض التمارين البدنية التي تساعد على استرجاع نشاطهم الذهني استعدادًا للحصة التالية. إضافة إلى الفوائد الكبيرة من بداية اليوم الدراسي الناتجة من التدريبات البدنية التي تساعد كثيرًا على رفع درجة اليقظة الذهنية والتحصيل الدراسي على مدار اليوم.
الاهتمام بذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة 
•    توفير للمتخصصين الفرصة لزيارة المدارس للتعامل مع الاحتياجات الخاصة غير التعليمية للطلا ب عوامل نجاح النماذج الرائدة تعليمياً وأثرها في المنظومة التعليمية.
•    إن المتابعة الدورية للأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين والتربويين مع الطلاب داخل المدارس تساعد على توفير المتطلبات الأساسية التي تمكِّن الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة من التحصيل الدراسي بشكل متكافئ، عن طريق تنمية مهاراتهم الاجتماعية، والتأهيل الدراسي للمهارات الفكرية والذهنية والحياتية، مما يساعد على الاندماج الكامل للطلاب في الصفوف الدراسية مع عدم شعورهم بوجود اختلاف في مستوياتهم عن نظرائهم. 
2.    تصميم المناهج الدراسية لغرض التطبيق العملي (وبناء السياق التعليمي على أساس التحفيز للإبداع)
•   من الضروري أن تركز المناهج الدراسية الوطنية على تحديد المفاهيم ونواتج التعلم فيما يُترَك للمعلمين الفرصة لتصميم السياق التعليمي الكامل الذي يغذي الطلاب بالمعارف الأساسية أولًا ثم يعرّفهم إلى الأفكار والمبادئ بأسلوب يعتمد على التشويق في اختيار الأمثلة التوضيحية حسب الخلفية الثقافية للطلاب، حيث إنه من الضروري أن يقوم كل معلّم بالتعرف أولًا إلى طلابه لاختيار أفضل الأمثلة التي تساعدهم على فهم المبادئ العلمية، ويتطلب ذلك أن يتم اختصار المناهج الدراسية على تحديد نواتج التعلّم فيما يمنح المعلمون الحرية في أعداد السياق التعليمي الأمثل لطلابهم.
3.    تشجيع الطلاب لخوض التحديات بدلًا من تحفيزهم لاجتياز الاختبارات الدراسية 
•   إعداد وتأهيل المعلّم لتصميم المناهج الدراسية والمشاركة في صنع السياسات هذه هي نصيحتي التي أقدمها للمعلمين والتربويين وأولياء الأمور وجميع القائمين على المنظومة التعليمية في كافة البلدان، اقتداء بالنماذج الرائدة للدول الخمسة، التي تقوم على أساس تشجيع الطلاب لخوض التحديات بدلًا من التحصيل الأكاديمي لاجتياز الاختبارات. ويمكن تطبيق ذلك، إذا أتيحت الفرصة لكل معلم ليقوم بتصميم مجموعة من التمارين القائمة على التحدي والتي تحتوى بشكل ضمني على التحصيل المعرفي للطلاب للمفاهيم الأساسية بدلًا من الطريقة التقليدية التي تتم في معظم الدول الأخرى والتي تعتمد على وضع هدف واحد أمام الطلاب لتحقيق التفوق العلمي عن طريق تشجيعهم لتحصيل أعلى الدرجات في الاختبارات الدراسية. كما تتبع هذه الدول أسلوباً رائدًا في توفير مجموعات من الأخصائيين في مختلف المجالات لدعم الطلاب في التعرّف إلى المفاهيم والأفكار قبل وأثناء وبعد كل موضوع دراسي.
4.    إعداد وتأهيل المعلّم لتصميم المناهج الدراسية والمشاركة في صنع السياسات
•   لقد وجد أن جميع الأنظمة التعليمية الرائدة تتبنى هذه المنهجية في التركيز على إعداد المعلمين ورفع قدراتهم ومهاراتهم في تصميم السياقات التعليمية والأخذ برأيهم في تصميم المناهج الدراسية الوطنية، ضمن نظام إشرافي يعتمد على مراقبة أداء المعلمين في بداية مسيراتهم المهنية للتحقق من قدراتهم على تنفيذ متطلبات المواءمة بين المناهج الدراسية الوطنية والسياقات التعليمية المبتكرة من واقع التحدّيات داخل الصفوف الدراسية. والنتيجة هي وجود جيل من المعلمين لديه حافز كبير للتطور المهني والشعور بدوره ومسؤوليته في إعداد الأجيال.
5.    تطبيق نظام المكافآت لدعم المدارس المتميزة بدلًا من نظام العقوبات
•   يجب أن يكون هناك مستوى الشعور إجابي لدى الجميع بدورهم في تطوير التعليم، ومدى ارتباطهم بالخطط الوطنية لتطوير التعليم ودعمهم له، بينما لا تزال العديد من الدول تتبنى النظام العقابي للمدارس غير المتميّزة وتحصرها في الالتزام بالمعايير ومحاسبتها في حالات التقصير. في جميع الانظمة الرائدة فى التعليم، تقوم المدارس بتقديم تقارير دورية إلى مجالس التعليم تشتمل على الكثير من البيانات والإحصاءات حول الأداء التعليمي لكل من المعلمين والطلاب، وتخضع جميع المدارس للإشراف المحلي ويتم تقييم أدائها بشكل دوري، كما يحصلون على دعم كبير من مديري المدارس السابقين ذوي الخبرة والسجلات المهنية المتميّزة الذين يقومون بزيارات دورية للمدارس لتقديم المشورة والتوجيه للمديرين والمعلمين، إضافة إلى العديد من برامج تبادل الخبرات التي تعزز تطبيق أفضل الممارسات بشكل عملي ونموذجي.