تسعى العديد من الدول في الوقت الحاضر لمواكبة التطور الاقتصادي وتحقيق ميزة تنافسية تمكنهم من بسط نفوذهم الاقتصادي في العالم، ودولة قطر من بين الدول التي حققت نهضة اقتصادية في شتى المجالات، مما ساعدها على النهوض بالبنية التحتية، وأدى ذلك لخلق اقتصاد قوي أصبح يضاهي العديد من الدول العالمية، وسنحاول في هذه الورقة التطرق لواقع البنية التحتية في قطر من خلال التركيز على عنصر النقل البري في قطر، وذلك بعرض العناصر الآتية:
1. واقع النقل البري في قطر
2. مشاريع البنية التحتية لشبكة النقل البري 2021.
3. حافلات النقل العام
4. سكك الحديد (الريل)
1. واقع النقل البري في قطر
"شهدت دولة قطر خلال السنوات القليلة الماضية نموا سريعا في تعداد السكان، مصحوبا بتوسع اقتصادي قوي، وقد تطلب ذلك إدخال المزيد من التطورات والتحديثات على البنية التحتية لقطاع النقل البري لدعم القطاعات الاقتصادية والصناعية والخدمية المتنوعة، ونظرا للأهمية المتزايدة لقطاع النقل البري في تعزيز نمو وتنافسية اقتصاد دولة قطر، يواصل القطاع جهوده الرامية إلى تطوير بنية تحتية متقدمة تتوافق مع أهداف قطر ورؤيتها الوطنية 2030، فقد خصصت الدولة 95% من استثماراتها الضخمة في البنية التحتية لمشاريع تنظيم النقل البري بهدف زيادة طول الطريق السريع إلى 8.500 كيلو متر، بالإضافة إلى بناء 200 جسر و 30 نفقا جديدا بحلول العام 2020". (وزارة الخارجية، 2021).
إن اقتصاد الدول يتركز على البنية التحتية التي تعد الركيزة الأساسية في تطور البلدان وتقدمها، باعتبار أن دولة قطر قطعت أشواطا كبيرة في احتضان العديد من الأحداث وتنظيمها على غرار كأس العرب الأخير الذي جرى في شهر جانفي، بالإضافة لإقبالها على تنظيم كأس العالم صيف 2022، كل هذه الأحداث تعد دافعا من أجل تطوير البنية التحتية للدولة خاصة في الطرقات وكذا شبكة النقل والمواصلات، من أجل تسهيل تنقل الزوار وكذا المشجعين للفرق العربية والأوروبية.
2. مشاريع البنية التحتية لشبكة النقل البري 2021
"من أهم مشاريع البنية التحتية في العام 2021 افتتاح "محور صباح الأحمد"، الذي يمثل إضافة مهمة لشبكة النقل البري في قطر، وحلقة وصل رئيسية بين جنوب البلاد وشمالها عبر مدينة الدوحة، كما افتتحت جميع الطرق أمام الحركة المرورية، ضمن أعمال الحزمة الرابعة لمشروع تطوير الطرق والبنية التحتية بالمنطقة الصناعية بالدوحة، فضلا عن افتتاح سابع جسر على تقاطع أم لخبا (اللاندمارك) ثاني أعلى جسر في قطر بطول واحد كيلومتر ضمن أعمال مشروع محور صباح الأحمد، وغيرها من المشاريع المماثلة التي تأتي في إطار توفير بنية تحتية متكاملة وشبكة طرق متطورة ومرافق للخدمات في جميع أنحاء الدولة". (قطر 2021.. مؤشرات اقتصادية لافتة ومشاريع عملاقة، 2021).
1.2. الـ5 خليجياً.. قطر تنضم لنظام "التير" للنقل الدولي البري:
"أعلن الاتحاد الدولي للنقل البري رسمياً تفعيل اتفاقية النقل البري الدولي للعبور في دولة قطر بنظام "التير"، لتصبح بذلك خامس دولة خليجية تنضم إلى الاتفاقية، ويساعد انضمام قطر إلى الاتفاقية في خلق ممرات نقل ومواصلات تجارية أكثر فاعلية في منطقة الخليج والعالم، كما يضمن توصيل البضائع وتسليمها من قطر وإليها بشكل آمن وسري، ويعد نظام النقل البري الدولي للعبور بنظام "التير"، التابع للأمم المتحدة، النظام الدولي الوحيد الذي يسمح بنقل البضائع من بلدٍ لآخر عبر بلدان العبور إذا اقتضى الأمر، ويتم نقل البضائع في مقصورات شحنٍ آمنة ومعتمدة من قبل السلطات الجمركية عبر هذا النظام متعدد الأطراف والمعترف به والمدعوم من الأمم المتحدة، وبانضمام دولة قطر يرتفع عدد دول مجلس التعاون الخليجي المطبقة لنظام النقل البري الدولي للعبور إلى خمس دول من أصل ست دول بالمجلس؛ هي: سلطنة عُمان والسعودية والإمارات والكويت. (الخليج أون لاين، 2021).
فدولة قطر قد عززت من مكانتها العالمية من خلال فتح مجالات برية لضمان خلق تجارة وتبادل السلع من خلال طرق آمنة محمية دوليا، وهو ما قد يساهم في نمو الاقتصاد القطري، بحيث تمثل هذه الطريق إضافة جديدة من أجل سهولة ترويج السلع، وكذا خلق علاقات وحسن جوار مع الدول المجاورة لها.
3. حافلات النقل العام
تغطي حافلات النقل العام والجماعي "كروه" كل أرجاء دولة قطر من خلال شبكة نقل واسعة (حوالي 50 مسارا)، يبدأ تشغيلها من الساعة 4:00 صباحا حتى حوالي 11:00 مساء، حيث تنطلق معظم المسارات من محطة الحافلات الدوحة التي تقع بالقرب من سوق الذهب. (حكومة قطر الإلكترونية، 2021).
1.3. بطاقة كروة الذكية لاستخدام خدمات الحافلات العامة
يلزم شراء بطاقة كروة الذكية لاستخدام حافلات النقل العام التي يمكن شراؤها وإعادة تعبئتها من أجهزة شراء البطاقات الموجودة في مطار حمد الدولي ومحطة الحافلات الرئيسة ولؤلؤة قطر وقطر، أو من خلال المنافذ الموجودة في جميع أنحاء الدوحة، كما توجد ثلاث فئات من البطاقات:
- البطاقة الكلاسيكية بسعر 30 ر.ق. ويمكن إعادة شحنها، ويسترد العميل سعر البطاقة 10 ر.ق. رصيدا عند وصول إجمالي قيمة التعاملات بالبطاقة إلى 300 ر.ق.
- البطاقة اليومية 24 ساعة المحدودة بسعر 10 ر.ق. وتستخدم للركوب مرتين خلال 24 ساعة من وقت الشراء.
- البطاقة اليومية 24 ساعة غير المحدودة بسعر 20 ر.ق. وتستخدم لعدد مرات ركوب غير محدودة خلال 24 ساعة من وقت الشراء. (حكومي، بطاقة كروة الذكية، 2021)
ويتبين لنا من خلال خدمات الحافلات العامة أن دولة قطر قد قطعت أشواطا كبيرة من حيث التنظيم وكذا التسهيل على مواطنيها عند الدفع، ويكون ذلك إما بالاشتراك أي استخدام بطاقة كلاسيكية بحيث يتم شحنها كل مرة، وميزتها أن المتعامل عندما ترتفع قيمة تعامله بالبطاقة 300 ر.ق. يسترد 10 ر.ق، بالإضافة للبطاقات اليومية التي تساعد على الاستخدام سواء مرتين في اليوم أو ليوم كامل، بحيث نجد أن هذه الآلية الخاصة بالدفع قد تخفف العبء على المواطنين من جهة، وتساعد في التقليل من العمال والقابضين من جهة أخرى.
4. سكك الحديد (الريل):
"تسعى دولة قطر إلى تحقيق التنمية الشاملة وهو ما يتطلب في جزء رئيس منه توفير وسيلة نقل جديدة ومستدامة وفعالة للأفراد والبضائع في جميع أنحاء البلاد، وفي ضوء ذلك أسست شركة سكك الحديد القطرية (الريال) في عام 2011 بموجب قرار أميري نصَّ على أن تتولى الشركة مسؤولية تصميم شبكة السكك الحديدية وتطويرها في البلاد ثم إدارتها وتشغيلها وصيانتها فور إنجازها، وتضع شركة (الريل) حلولا ناجحة لتحديات النقل في قطر من خلال مشاريعها العملاقة الثلاثة"، (وزارة الخارجية، 2021) وهي:
- ميترو الدوحة: شبكة سكك حديدية متطورة يمتد معظمها تحت الأرض لربط المجتمعات داخل العاصمة الدوحة وضواحيها.
- ترام الوسيل: شبكة ترام توفر وسيلة نقل مريحة وملائمة داخل مدينة لوسيل الجديدة.
- سكك حديد المسافات الطويلة: يربط مدن الشمال والغرب بالدوحة، وسيكون جزءا من شبكة السكك الحديدية المخطط لها في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وبمجرد الانتهاء من جميع المشاريع بحلول عام 2030، ستشكل هذه الشبكات الثلاث منظومة نقل واحدة ومتكاملة تتيح للركاب التنقل بسهولة فيما بينها. (وزارة الخارجية، 2021).
ويتبين لنا من خلال ما عرضناه سالفا أن دولة قطر ستحاول بمطلع 2030 تحقيق عدد من المشاريع الخاصة بالسكك الحديدية على أرض الواقع، خاصة مشروع ميترو الذي قد يساعد الدولة في فك الاختناق المروري لأن الميترو مساره يكون تحت الأرض، أي عبر الأنفاق مما يسهل عملية نقل الركاب وتوفير الراحة لهم وكذا ربح الوقت، إضافة لشبكة الترام التي تمثل النقل الحضري، وكذا من خلال التركيز على ربط الدولة بسكك حديدية طويلة المسافات وهو ما قد تسعى من خلاله إلى تغطية مساحة الدولة بزيادة وسائل النقل