طورت منظمة الصحة العالمية مجموعة من الأدوات من شأنها إجراء تقييم شامل للحالة الصحية على عدة مستويات، ابتداء من المنشآت (العيادة أو المستشفى) إنتهاء بالنظام الصحي للبلد.
وذلك عن طريق مجموعة من مؤشرات الأداء التي تحددها الاستراتيجية الموضوعة وسياسات التخطيط، من هذه المؤشرات على سبيل المثال معدل الوفيات وحالات التلقيح عند الأطفال وعدد حالات الإجهاض عند النساء الحوامل وغيرها.
يأتي ذلك انطلاقا من ضرورة وجود بيانات دقيقة، وفي الوقت المناسب تعطي تقييما مستمرا للحالة الصحية للسكان، من أجل تحديد الأولويات وتتبع التقدم نحو الأهداف والغايات، بما في ذلك أهداف التنمية والتغطية الصحية الشاملة.
يتم الحصول على هذه البيانات من مصادر مختلفة مثل: أنظمة التسجيل المدني وإجراءات المسح القائمة على السكان وتقييمات المرافق الصحية وأنظمة التقارير الروتينية الصادرة عن المرافق الصحية، تسمى نظم التقارير الروتينية الصادرة عن المرافق الصحية بنظم المعلومات الصحية الروتينية أو نظم إدارة المعلومات الصحية، وهي برامج صممت بغرض جمع البيانات الصحية الصادرة عن الأنشطة المتعلقة بتقديم الخدمات الصحية ومعالجة المشاكل الصحية حيث يتم إدخال هذه البيانات من قبل مدخلي بيانات.
يتم أخذ تقارير عن هذه البيانات من المرافق الصحية على أساس منتظم (شهري أو فصلي) من المستويات دون الوطنية (مثل العيادة أو المنشأة أو المنطقة) إلى المستوى الوطني (نظام الصحة).
يعتبر نظام إدارة المعلومات الصحية الروتينية (RHIS) مصدرًا رئيسيًا للبيانات لتقييم أداء القطاع الصحي، حيث تقوم وزارة الصحة بجمع البيانات على أساس منتظم للإبلاغ عن سير تقدم الخدمات الصحية الرئيسية.
ويتم ذلك من خلال مؤشرات أداء توضع حسب خطط التنمية في البلد، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﯽ ذﻟك، ﺗوﻓر ﺑﯾﺎﻧﺎت نظم المعلومات الصحية الروتينية رؤى ﺣول أﻧﻣﺎط الأمراض واﻟوﻓﯾﺎت التي ترشد السياسة والتخطيط لتخصيص الموارد من خلال لوحات معلومات (Dashboards) يمكن عرضها على مستوى العيادة أو المنشأة أو النظام الصحي ككل.
الجدير بالاهتمام هو أن البرامج المخصصة لهذا الغرض كلها مجانية ومفتوحة المصدر كبرنامج (DHIS2) الذي طوره مبرمجين وخبراء في جامعة أوسلو وأشرفت على تطويره منظمة الصحة العالمية. ويتميز إضافة إلى توفير لوحات المعلومات عرض خرائط مكانية عن توزع الحالات المدروسة على مستوى البلد من خلال قاعدة بيانات مجهزة مسبقا باحداثيات كل مناطق العمل كل في البلد ابتداء من المنطقة وانتهاء بالمحافظة.
شخصيا عملت على هذا النظام لمدة ثلاث سنوات من خلال تطبيقه على توزيعات جغرافية كالشمال السوري والأردن واليمن.