تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
  • استفحال حالة التخلف في العالم الإسلامي همٌ شغل المفكرين زمنا طويلًا، فبرزت محاولات جادة آتت ثمارًا طيبة حينًا وأقفرت أحيانا أكثر، نظرا لتشابك الهم وتراكبيه المعقدة ليظل إلى يومنا هذا عصيًا على الإلمام بأسبابه الكاملة، ما أنتج ضبابيّة في تصورات الخروج من هذا المأزق التاريخي الملازم لأمتنا منذ سقوط الحضارة الإسلامية المجيدة. في خضم محاولات توجيه الأمة لسبل استرداد موقعها الحضاري، اجتهد مفكرنا الإسلامي د. طارق السويدان في تحرير أول سلسلة كتب متكاملة بعنوان (مستقبل الإسلام)، جاءت بعد مسيرة بحث وانقداح لأسئلة مبتدؤها: ما بال أمتنا تتذيّل الأمم؟ ومُنتهاها: كيف نعود سادةً للأمم وقادةً للشعوب؟ وهي أسئلة رافقت المفكر منذ الثمانينات لتصدر هذه السلسلة التأسيسية العميقة بعد أربعين سنة لردم الهُوّة بين أحلامنا الورديّة وواقعنا البائس، تحصي المداخل الحضارية التي نحسب أنّ العلم بها أوّل خطوة للعمل عليها وولوج الحضارة من أوسع أبوابها.