-
الصبر ومخالفة الهوى
إن الإنسان دائم السعي إلى الوصول للنسخة الربانية التي ارتضاها له الله -عز وجل- بين جهاد النفس والصبر على المكاره، وبين الاستجابة لنداء الحق -عز وجل- والرجوع إلى القيم البناءة التي تصلح النفس وتخالف هواها، وبين استقامية "إياك نعبد" وتحقيق العبادة الشاملة "وإياك نستعين"، بالتوكل عليه عز وجل في تصحيح مقاليد النفس وكسر هواها، ليدرك أن مفاتيح السعي لتحقيق هذه الغاية هي الصبر كقيمة تصحيحية لمسار يحاكي شموليتها في تحريك الذات لمحاربة الهوى، بحسن الخلق في معانيه الكاملة وصفاته المستقرة في النفس في ضو
متابعة القراءة -
تاريخ النفط
في مدينة باكو الأذربيجانية على الساحل الغربي لبحر قزوين، كان المواطن الاذري "Gasimbey Mansurbeyov" يعمل في استخراج الملح من الآبار الملحية كما كان شائعا في تلك الفترة. وأثناء عمله على أحد الآبار وعلى عمق 18 مترا فقط اكتشف تسرب سائل لزج أسود اللون إلى عمق البئر الملحي الذي يعمل عليه، وبعد تحليل عينة من هذا السائل تبين بأنه زيت عضوي شبيه نوعا ما بالدهن الحيواني. هذا السائل الأسود كان النفط، والمكان أذربيجان، والعام كان 1803 ميلادي.
متابعة القراءة -
حقيقة العبادة في القرآن الكريم والسنة النبوية
ساد بين الناس مفاهيم خاطئة للعبادة، وصُرفت عقولهم، وقلوبهم، وأعمالهم عن هذه الوظيفة التشريفية التي خُلق الله الإنسان من أجلها، وسخر له كل شيء في نفسه وفي الكون من حوله؛ ليقوم بها وفق أمر خالقه، وعند تأمُّل القرآن الكريم، والسنة النبوية، وما تحويه من أخبار، وأوامر، ونواهي، ووعد، ووعيد؛ نجدها كلها تدور حول تقرير ألوهية الله سبحانه وتعالى، وعبودية الإنسان له.
متابعة القراءة -
فقه القدوم على الله (6) الخشية والإنابة.. والاعتبار في آيات الله في الكون والحياة
من أسباب الهداية حسب سنته سبحانه وتعالى، خشية الله عز وجل والخوف منه، فإن خشيته عز وجل تجعل صاحبها أكثر من غيره استعداداً للتذكر إذا وعظ وذكر، وللاعتبار بما يرى من آيات الله في الكون والحياة وما تجري به سنته في أحداث التاريخ، وللانتفاع بالإنذار بعذاب الله في الدنيا والآخرة، والاهتداء إلى الحق إذا هدى إليه وآيات القرآن الكريم توضح هذه الحقائق أكمل توضيح، حتى أنها لتصور لنا ما يعتري الخائفين من الله إذا سمع آيات الهدى تتلى عليهم: قال تعالى: "اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَا
متابعة القراءة -
شعارات أسقطتها الحرب
لم تكن عرَجة النظام الدولي وانتهازيته، وازدواجية معاييره بالأمر الذي يصعب ملاحظته، فقد مر من الأحداث ما يكفي لاستشفاف الحقيقة القبيحة خلف الشعارات المزخرفة؛ وقد تناولتُ في مقالةٍ سابقةٍ بعنوان "مفاهيم متحيزة" قضية تجيير المفاهيم والمصطلحات، والمؤسسات، والقوانين والشعارات الإنسانية عبر هذا النظام، لصالح دول وكيانات احتكرت النفوذ، واستحوذت بحكم القوة على القرار!
متابعة القراءة -
ليس شخصي.. وإنما فكري
إن من أبجديات، أو أساسيات، أو مبادئ النقد الفكري، أو النقد العلمي، أو النقد الأدبي، أو النقد السياسي، أو النقد الاجتماعي، لأي مقال، أو أي منشور، أو أي كتاب، أو أي عمل، أو أي حدث.. أن يقرأ الناقدُ، المقالَ، أو القصة، أو الكتابَ.. بشكل كامل، وبتؤدة، وتدبر، وإمعان نظر في كل كلمة وردت في المقال، وأن يحيط به إحاطة كاملة، وأن يعرف معرفة كاملة النواحي الإيجابية، والنواحي السلبية الواردة فيه، وأن يوازن بينهما، فلا يغلب واحدة على الأخرى.
متابعة القراءة -
الفكر التربوي عند مفسري الغرب الإسلامي: نحو نظرية تربوية إسلامية
نظم فريق الدراسات الإسلامية التابع لأكاديمية بيت اللسانيات الدولية بتعاون مع مركز استبصار للتكامل المعرفي والمجلة المغربية للدراسات الإسلامية الندوة الدولية الموسومة بـــ: "الفكر التربوي عند مفسري الغرب الإسلامي: نحو نظرية تربوية إسلامية" وذلك يومي 11 -12 مارس 2022م، والتي نسق أعمالها كل من الباحثين: الأستاذ محمد العماري والدكتور مصطفى بوهبوه، وقد عرفت الندوة حضورا متميزا بحيث تابعها أزيد من 300 باحث من أقطار مختلفة عبر تقنية التحاضر عن بعد.
متابعة القراءة -
مشروع الفطرية عند الدكتور فريد الأنصاري.. مدخل التحول الحضاري من القرآن إلى العمران
إن أصدق الحديث والقول كلام الله تعالى القائل: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا} [النساء: 87]، فكان بذلك قوله سبحانه واصفا كتابه المنزل: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9]، أصدق قول وأصدق وصف للقرآن العظيم بأنه كتاب هداية. فمن صدق في الاستهداء بآيات الكتاب هدي لأقوم سبيل. ولذلك كان لزاما على من أراد الصلاح والإصلاح أن يكون مبدأ أمره ومنتهاه مع هذا الكتاب الهادي المبين.
متابعة القراءة -
من شروط تحصيل المنح الربانية ـ قصة يوسف أنموذجا ـ
الحمد لله رب العالمين، وبه نستعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين. بعد المحن تأتي المنح، قاعدة من القواعد الذهبية التي يمكن استفادتها من قصة يوسف عليه السلام. فمما هو معلوم أن حياة نبي الله الصديق كانت مليئة بالمحن، ومنها محنة رميه في غيابات الجب. قال تعالى "فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ. وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَٰذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ" [يوسف، 15]. وتوالت بعدها محن أخرى بدءا من بيعه إلى عزيز مصر بدراهم معدودة "وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِين" [يوسف، 20]، مرورا بما أقدمت عليه امرأة العزيز من العمل القبيح المتمثل في حدث المراودة" وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ" [يوسف، 23] وانتهاء بالظلم الكبير الذي لحق يوسف عليه السلام والمتمثل في إدخاله السجن "ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّىٰ حِين" [يوسف، 35].
متابعة القراءة -
الصلاح بين الفطرية والاكتساب
الحمد لله رب العالمين الملك الحق المبين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين. وبعد، قد يتبادر إلى الذهن سؤال من قبيل هل الصلاح فطرة في الإنسان، أم هو أمر مكتسب.
متابعة القراءة