تنطلق اليوم الأربعاء 22 يوليو/جويلية 2020م على الساعة الحادية عشر بتوقيت مكة المكرمة الجلسة الرسميّة الافتتاحيّة لندوة مالك بن نبي الافتراضيّة، والتي تُنظّمها مؤسسة مالك بن نبي للبحوثِ والتطوير بالتعاون مع مُدوناتِ عُمران وقناة الأنيس الفضائيّة. 

يحضر الافتتاح أ. معاذ ميحي المدير العام للندوة، د. بدران بلحسن الباحث في فكر مالك، وأ. علي الحمد مسؤول العلاقات في عمران، إضافةً إلى أ. فيصل بالجيلالي المدير العام لقناة الأنيس وأ. إسلام أقيس مسؤول اللجنة العلميّة. 

وتُختصر إشكالية الندوة في سُؤالين جوهريين: ما هي أبرزُ معالم المشروعِ الفكريّ لمالك بن نبي؟ وماهي الرؤيّةُ الفلسفيّة التي قدمها مالك بن نبي لمسألة التحضّر؟ 

"إنّ المُشكلة التي اِستقطبت تفكيري وإهتمامي منذ أكثر من رُبع قرن وحتّى الآن هي مُشكلة الحضارة".

لا نكادُ نتطرّق إلى مسائل الحضارة دُون أن نعرُج على المفكّر "مالك بن نبي" بمساره المتميّز الحافل الذي نقل "النهضة" من بُرجها العاجيّ الذي تحتكره النخبة المثقفة إلى دراسة تحليليّة للواقع ومشروع فكريّ حقيقيّ. 

فيلسوف الحضارة..من عمقِ الأفكارِ إلى فاعليتها! 

الألقاب لا تمنحُ جِزافًا، إذ لم يختلف اِثنان في وسم مالك بن نبي بفيلسُوف الحضارة؛ المفكّر الجزائري الذي وُلد بمدينة قسنطينة سنة 1905م، حصل على الثانوية سافر لفرنسا سنة 1930 ليتخرّج منها مساعد مهندس كهربائي، له مؤلفات عديدة ساهمت في تشكيل ملامح الفكر الإسلامي الحديث حيثُ اِهتمّ بدراسة مشكلات الأمة اِنطلاقا من رؤية حضارية متكاملة باستقراء التاريخ، الوعي بالثقافة ومُستصحبًا لمقوّمات الأصالة ليرتكز نتاجُه على تراص لفعاليّة الإنسان مع عُمق الأفكار ووفرة البيئة. 

وإن تعذّر أن تتوافق المبادئ والقِيم الإسلاميّة مع أُسس الحضارة الغربيّة المتفشّية عالميًا بسيطرتها السياسيّة والاقتصاديّة، لكن هناك ضرُورة يفرضها الواقع المُعاصر للجمع بين الرؤيتيْن رغم التضاد الصارخ بينهُما.

فلا يُمكن فهم فلسفة مالك بن نبيّ وتكوين معرفةٍ حقيقيّة بنتاجه الفكريّ ومنظومته المفاهيميّة دُون تفصيل نظريّته في الحضارة والإحاطة بها فهمًا ومعرفةً.

طبعة أولى وكوكبة فكريّة مرموقة

ولهذا الغرض تنظّم مؤسسة مالك بن نبي للبحوث الفكريّة والتطوير ندوة مالك بن نبي الدوليّة الافتراضيّة، ستكون بالشراكة بين مدونات عمران ورعاية إعلامية من قناة الأنيس الفضائية، على مدار شهر كامل ابتداء من 23 جويلية 2020 لغاية 23 أوت 2020.

ضيوف الندوة هم مفكرون وباحثون مهتمون بالفكر الحضاري للأمة، على غِرار: د. عمار جيدل من الجزائر في "قراءة في المشروع الفكري لمالك بن نبي"، "أزمة الشرعية السياسية في الحضارة الإسلامية في فكر مالك" مع محمد المختار الشنقيطي من موريتانيا. "سننية التاريخ في فكر مالك بن نبي من التأصيل النظري إلى البرهان التطبيقي" مع د. حسين بوبيدي من الجزائر. 

كما سيشهد جمهور الندوة حضور الفيلسوف التونسي د. أبو يعرب المرزوقي للحديث عن "الدولة في الإسلام نظرية وتاريخا"، وكذا د. الحاج دواق في "الإطراد الثوري والإطراد الحضاري في فكر مالك بن نبي"، ودكتورة رقية بوسنان لرصد "حضور الدين في بناء الحضارة"، أما د. الطيب برغوث فسيتناول المفكر باعتباره "أنموذجًا للمفكر الرساليّ المنشود". كما يتطرق د. عبد الملك بومنجل إلى "إشكال الموقف من الحضارة الغربية"، وأما عن "حضور فكر مالك بن نبي في جنوب شرق آسيا".يرصده د. بدران بلحسن، وتحظى الندوة بمداخلة من المفكر السوري د. عبد الكريم بكار ود. حذيفة عكاش. 

 مُساهمةً في التعريف بهذه القامة الفكريّة الشامخة ومؤلفاته القيّمة وتعمّقًا في فهم أسس مشروعه الفكريّ لتيسيره والاستفادة منه، ولكشف الستار عن التحديّات المعاصرة فيما يتعلّق بمسألة التحضر كمُحاولة لقراءة مُغايرة للبحث عن إجابات فيما قدّمه مالك بن نبيّ.

 ويُمكن تصنيف جميع محاضرات الندوة وفقَ مِحوريْن:  

  • المحور الأوّل: مالك بن نبيّ ومشروعه الفكريّ.
  • المحور الثاني: فلسفة الحضارة من خلال رؤية مالك بن نبيّ.

وسيتمّ عرض مُجريات الندوة من خلال بثٍ مشترك بين صفحات مدونات عمران ومؤسسة مالك بن نبي للبحوث الفكريّة والتطوير وقناة الأنيس الفضائية على فيسبوك، تمام الساعةِ العاشرة والنصف بتوقيت مكة المكرمة. 

تأتي الندوة لتأكد أنّه لم يعد من المجدي أن نقدّم الحلول العائمة وأن نحتفي بأصحاب الفكر حتّى نروّج لنظرياتِهم ونمجّدهم فقط ، فجيلُ اليوم يحتاجُ أن يتعرّف عن كثب على ما كتبه أصحاب الخبرة في مجال الصراع الفكريّ المحتدم بين الشرق والغرب.