حاوره منير مانع
في إطار «المكاتبات»، ذات الصلة بسؤال النهضة الإسلامية، والتي تتضمن أسئلة حوارية -كتابية- تُطرح على المفكرين والفلاسفة المسلمين المعاصرين في شتى المجالات، نفتَتِح بحوار مع الأستاذ عمّار جيدل من الجزائر، مفكر وخبير متخصص في أصول الدين والعقيدة والفكر الإسلامي، ورئيس تحرير مجلة النور للدراسات الفكرية والحضارية، ومدير مناهج البحث في العلوم الإسلامية.
في مباحث المعرفة، عُرف عنكم نظرية الأبعادية الوظيفية، هل يمكنكم توضيح هذه النظرية أكثر للقارئ الكريم؟
يمثّل البُعْد الوظيفي نظرا في مقاصدِ الموضوع المشتغَل به أو عليه، فيكون مُتبنِّي هذا المقصد مطالباً بالإجابة عن جملةٍ من الأسئلةِ التي تُحدد مسارَه وتؤطّر جُهده بصفة عامة: لصالح من أشتغل؟ ثم لماذا الاشتغال بهذا الموضوع؟ وما الجهةُ التي يصُب فيها هذا العمل؟
والواقع أن سؤالكم بحاجة إلى تأطير؛ هل من فائدةٍ تُرجى أو مقصد يُرتجى؟ فأوّل ما أشتغل عليه وأحيل عليه، هو الإنسان؛ فما النصيب الذي يعود بالنفع على الإنسان من هذه المعرفة؟ فإذا لم يكُن له حظ منها، فإهمالُها من ميدانِ الُمباحثةِ أولى من إعمالِها.
ونقصد بالإنسان في هذا السياق نوعَ الإنسان، إذ يتعلّق التكريم بالنوع الآدمي، قال تعالى: «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ» فالكرامة آدميةٌ وليست إثنيةً ولا ثقافيةً ولا سياسيةً، ولا تتعلق بمتسوياتٍ معرفية أو علمية بل هي لصيقةٌ بالآدمية.
لهذا أُحبّذ التنبيَه إلى الأبعاد الوظيفية للمعرفة التي تعود بالنفع على الإنسان، وهو عنوان التفتيش عن الرحاب الإنساني المشترك اجتماعيا ومعرفيا، فلا يستفرد قلّة من العالم على مقدّرات الأغلبية الساحقة المسحوقة.
هذا شاهد الإنسانية ومراعاة الأبعاد الوظيفية للمعرفة، فمن انطبعت هذه الفكرة في ضميرِه، يستحيل أن يَقبَل جَعْل بِلادَ المستَضعفينَ مخبراً لتجاربِه الوبائيَّة (الصيدلانية أو النووية) أو أن يجعل بلاده مقبرةً لنفياتِه، لأنّ انطباع هذه المعاني في الضمير، يجعلُه يستشعر أنّ الآخرَ الُمخالفَ إنسانٌ له الحقُّ في الحياةِ والكرامة، واكتساب كلّ ما من شأنه أن يُسعِفه لاستجلابِها.
بعد توضحيكم لهذا المفهوم، كيف يمكن تفعيل هذه النظرية اليوم؟
رسالةُ الأبعادِ الوظيفية للمعرفة وتطبيقاتها (التكنولوجيا) ليست خَصيصة دينية بالمفهوم المحافظ للدين، بل هي إنسانية في المقام الأوّل، ومَأتَى إنسانيتِها كونُها منبثقة عن الرؤية التوحيدية الإسلامية؛ فترى كلّ البشر من آدم، وآدم خُلِق في أصل الوضع مؤهلاً للتلقي عن الله عز وجل.
فقد خاطبه التنزيل، ولم يُبدِ حين المخاطبة استفهاماً أو تردداً في الفهم، مما يؤكّد أنّه خُلِقَ بهذه الأهلية (التلقي)، وهذا التلقي بعضُه فطريّ، (صبغة) جُبِلَ عليه الإنسان، ومنها فطريةُ التلقي عن الله، وبعضها مؤدّ له بطريق الرسل، فقال تعالى: «وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ» وقال تعالى: «فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْه»...
والفطريّة بحاجةٍ إلى وقفة، إذ يمكن أن تكون مَدخَلا للتَّفعيل، وأساسا للتواصل الإنساني، لو أحسنَّا توظيفَها والتعاملَ مَعها. والمسلمُ يعلمُ من صريحِ دينِه «كل مولودٍ يولدُ على الفطرةِ فأبواهُ يهِّودانه أو ينصِّرانه...» أي أنّه وُلِد مؤهلاً -كما سبقت الإشارة إليه- فيكون التحوّلُ عن هذا الأصلِ منبثقاً عنِ التاريخِ وفِيه، أي هو نتيجة حاضنةٍ احتضنَت الإنسانَ فحوّلَتْه عنِ الأصل.
ولكن هل يمكن أن نَقصُر الفطرةَ عليها؟ نعم هي مدخل مهم، ولكن البحثَ يفرِض وقفاتٍ توضيحية.
لأنّ التوحيدَ بقدر انطباعِه في النفسِ يكون الإنسان إنساناً (مؤنَسًا بالله، مؤنِسا لنفسه ولما ولمن حوله)، ويفقدُ من أُنْسِه (أي يتحوّل إلى مُوحشٍ) بقدر ما يفقده من انطباعِ التوحيد في الضمير، من هذا المنطلقِ يكون التوحيدُ تفتيشاً عن الإنسان، الإنسان الكامل، أو بعبارة أدقّ، الإنسان الذي يسيرُ نحو الكمالِ في سعيٍ يستغرقُ الأنفاس.
والإنسان الكامل الذي طلب الإسلامُ الاقتداءَ به، هو سيّدنا محمد -صلى الله عليه وسلّم-، قال تعالى:«لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ»، وهو إنسانٌ تحلّى بأعلى مراتب الفطريَّة وأكملِها، وفي كلّ فرد من بني البشر من الفطريّة والأهليَّة ما يُيسّر له استعادتَها إذا ضيَّعَتها الحاضِنة الفكرية أو التربوية أو الفلسفية.
فيكون السعي لاستعادة الإنسان الأصلي الثاوي في كلّ واحد منا، هو أساس برنامجِ البعدِ الوظيفيّ للمعرفة وتطبيقاتها، فطريّ في عقلِه (فلا ينتظر نتائج من غير مقدّمات)، وفطريّ في بدنِه (دائم العناية ببدنه تنميةً واستدامةً للصحة)، وفطري في غريزتِه، وفطريّ في دينِه.
فيكون السعيُ الفرديُّ والجماعي المنبثقُ عن برامج مؤسسات صناعة الوعي عاملاً على استعادة الإنسان الفطري (الإنساني) بحسب ما افتقده من مكوّنات فطريته، فتكون الدعوة إلى ذلك متباينةً ومختلفةً بحسب ما ينقصُ الإنسان في إنسانيته، ولهذا كان المطلوب بالنسبة للناشئِ في بيئة بدائيَّة (الديانات البدائية) مختلفا عمّا يُعدّ لمن نشأ في بيئة اسكندنافيّة.
مما عُرف عنكم كذلك الاطلاع الواسع على مؤلفات بديع الزمان سعيد النورسي ـرحمه الله ـ، كيف يمكن أن نستفيد من مشروعه لاسيما في ظل الرهانات المختلفة التي تعيشها الأمة اليوم؟
تصعب الإحاطة بما كتبه الأستاذ النورسي، وتكفي بهذا الصدد الإشارةُ إلى بعض العيِّنات النافعة في السياقات الراهنة.
أولا: الإصلاح المنهجي في الظروف الراهنة: وتوحيد القبلةِ بنَشْر درس القرآن ومدارَسَتِه لأنّه السدُّ المنيع دون التخريبات المادية والمعنوية الداخلية والخارجية، ومقتضاه التوجُّه بالكل للأستاذِ الوحيد والأوحد (القرآن الكريم)، اتجِّه إليه بكلّك في كلّ أحوالِك، سيبعث فيك حبّ تقديمِ التضحياتِ الجسام بل والتلذّذ بها خدمة للخلق طلبا لمرضاة الحق.
ثانيا: الأمراض التي أصابت الأمة، أشار الأستاذ النورسي في خُطبة ألقاها بالجامعِ الأموي (شتاء 1911م) وهي "الخطبة الشامية"، إلى جملةٍ من الأمراضِ التي أصابت الأمة، أوُّلها حياة اليأس الذي يجد فينا أسبابَه وبعثه، ثانيها موتُ الصدقِ في حياتِنا الاجتماعية والسياسية، ثالثها حبُّ العداوة، رابعها الجهلُ بالروابط النُّورانية التي تربِط المؤمنين بعضَهم ببعض، خامسها سريان الاستبدادِ سريانَ الأمراض المُعدية المتنوعة، سادسُها حصْر الهِمة في المنفعةِ الشخصية.
قدّم الشيخ علاجا لهذه الأمراض الفتّاكة، التي مازلت مُستحكمة في أمتنا، مقتبِسا علاجَها من صيدلية القرآن الكريم. وكلّ عاقل عارِف بأوضاع أمتّنا يعلمُ قطعا صِدق هذا التشخيص، وأهمية العلاج المستفاد من القرآن الكريم.
ثالثا: نظامُ التعليم، وفق أنموذج مدرسةِ الزهراءِ، وهي المدرسة التي تُصالح بين أهل المدرسة الدينية والمدرسة الحديثة وأهل الزوايا التكايا وتجعلُهم يتحدون -في الأقل- في المقصد، وذلك بما تحدث فيما بينهم من الميلِ وتبادل الأفكار. وبهذا ندفع ما نشاهده ونعيشه من تنافر بينهم، ونقطع الطريق على استثمارها في الإساءةِ إليهما (العلوم الدينية، والعلوم الحديثة).
رابعا: العمل الإيجابي البنّاء: تبنّى الأستاذ في آخر درس له العمل الإيجابي البنّاء مسلَكا أساسيّا في مواجهة أحداث العصر، وللعملِ الإيجابي البنّاء عند الأستاذ، معنى خاص له أبعادُه الوظيفية والمعرفية، تفرض محبّة هذا المسلك، محبّة الخَلق والسعي إلى خِدمتهم، وإهمالِ معاداة المعانِدين وتهويلاتِهم أو تهويناتِهم من حيث أصل التوجّه إلى الخدمة الإيمانية الإنسانية، ومَبناه الباعثُ الأصلي الذي هو الإخلاص.
وتحرّك الأستاذُ في التأكيد على هذا المبدأ بناءً على معرفتِه الدقيقة بحال الوسط المستقبِل للفكرة داخلياً وخارجياً، والتحليل المُشار إليه ما زال صحيحا قابلا للتفعيل، وقد أُسس ذلك بناء على معرفته بمراد القوى الغربية المهيمنة، وتنبيهِه على أثر الصراعِ السياسي في البلاد الإسلامية، محذّرا من الأمراض المزمنة التي أصابَت الإنسانية والأمة الإسلامية، وخاصة الأنانيَّة وحبَّ النفس، واشتهاء قضاء حياة جميلة في ظل مباهج وزخارفِ المدنية الجذابة، وضياع الأمنِ والاستقرار، وشيوع التخريبات الخارجية والداخلية، وهذا يفرض التحلي بالمبادئ الباعثة على العمل الإيجابي البنّاء، رأسها الإخلاص التام، وتوحيد القبلة، والإيمان بالآخرة، والحذر من الغرور.
وبناء على هذا التحليل حدّد الأستاذ المهمّة المستعجلة، عُمدتها استعادةُ صلة الرحم بين مكوّنات المجتمع، ووضع سدّ منيع ضد التخريبات، والتحرّر من أَسرِ الدنيا، والحذرُ من مهاجمة العلماء المخالفين، وتعاون الجميع على مساندةِ الدين.
وهذا لا يقوم به إلاّ من تحلى بصفات أصحاب الهمّة الذي يقومون بهذه المهمّة، قلبُها التحلي بالإخلاص التام، والمسكونيةِ بالخدمة الإيمانية، وعدم قبول التحكّمِ والتسلّط، وتحمّل الصعاب، والحفاظ على الأمن والاستقرار، وترك دواعي الحسدِ والمنافسةِ والأحاسيسِ النفسانية التافهة.
لكل نهضة لها جزئيات لابد لها من المعالجة أو تجديد فيها، ولا شك أن التناحر الكلامي بين فرق المسلمين، قديما وحديثا، يُعد من عوائق النهوض، كيف يمكننا أن نفكك داء التعصب والفرقة في نظركم؟
الواقع أن النهضة تركّز في المقام الأول على الأصول الباعثةِ على النهضة، وما الانشغال عنها إلا نتيجة تغوّل الجزئيات المشوّشة على الكليات الجامعة (الأصول)، وأصل الأصول كلّها في نهضة الأمة، هو الإيمان المتحرر من تفاصيل المدارس الكلامية (التي لها مسوّغاتها الموضوعية في سياقاتها التاريخية)،
لهذا يكونُ أهم ما يشغل بال الرساليِّ المعاصر، هو التركيز على المعانِي الثاويةِ في الإيمان الباعثةِ على النَّهضة الحضارية الإيمانية المعاصرة.
إنّ للإيمان في معارفه الـمُنْشِئَة له (معارف الإيمان) دور فعّال في التربية الفكرية، وأنّ لِمَعَارِفِه المُستفادة من التفقُّه في معارف الإيمان (المعارف الإيمانية) أهميّة في التربية الفكرية على تَفَهُّم رأي المخالف المذهبي.
إنّ الإيمان أمان على الفكر، وله به صلة وثيقة، فهو أمانٌ في الاستدلال، وأمانٌ من حيث توافقه مع مختلف مستويات البشر المعرفية، فضلا عن استيعاب الأمانِ جملة ميادينِ الفعل الإنساني، وبقدر تحقّقِه معرفياً وامتثالاً تحقق المقاصد الإنسانية من الإيمان، لهذا كانت التربية الفكرية على أنّ الفكر أمانةٌ مستمدة من إيمان أمَان في نفسه، والذي بتمكّنِّه من الوجدان يبعث الحَرَكِيَة الحضاريةَ في شعابِ الحياة.
ومبنى هذه الأطروحة على التوحيد بوصفِه مبدأً، ورؤيةً، وسيرورةً، وأفقاً، في السيرِ الفكري ومقتضياته التربوية، وهذا له متطلبات، تتجلى في كونه معتقداً يتطلّب إنساناً موَّحِداً موحَّداً، فيستغرق التوحيد المعرفةَ والاستخلاف.
الإيمان الذي يتحقَّقُ به القلب وينطبع في النفس، عامل رئيس في التربية الفكرية، إذ به يستشعر المؤمن أنّ الفكر أمانة وإعماله (التفكير) أمانة، وبهذا يمنح الفكر الوجهة (استقبال القبلة) ويدفع إلى إعماله فيما ينفع النوع الإنساني.
درس العقائدِ بحاجة إلى التجدّد من هذه الحيثية، وهو سعيٌ علمي جادٌ يفرِض إعادةَ النظرِ فيه من جهة كون الإيمانِ مبدأً عمدتُه الأمن، والأمانة، المؤسِّسة للرؤيةِ التوحيدية، التي تجعلُ إصلاحَ الإنسانِ وظروف عيشه أفقاً ورسالةً تستوعب الأنفاس، ومن ثمّ كانت مساراً فكرياً تربوياً تنموياً يُراعي خدمةَ مصالحِ الإنسان الموالِف والمخالِف في العاجلِ والآجل، فيكون الإيمانُ وظيفةً تنموية إنسانية، تمثّل رسالة الحق إلى الخلق، وليست رسالة الشرق إلى الغرب.
لقد تفطّن أبو حامد الغزالي إلى ضرورة إحياء العلوم الدينية مستجيبا لمتطلبات زمانه، هنا أستاذنا الكريم كيف يمكن أن نحيي العلوم الإسلامية من منظوركم؟ وما هي آليات الإحياء؟
تتمحور جهودُ المصلِحين المجَدّدين على استعادةِ ما ضاعَ من قيمِ الإسلام العملية، ولعلّ رأس ما شغل المسلمين، وخاصة عموم المشتغِلين بعلومِ الشريعة، العنايةُ بعلوم الشريعة أو العلوم الدينية وإحياؤها، وهنا نتساءل، هل كان إحياؤُها إحياءً لعلوم الدين أم للعلوم الدينية، إحياء العلوم الدينية مع الميل عن إحياءِ علومِ الدين في الضمائرِ كان سبباً في التنافس حينا، والتناحُر في أحيان كثيرة، تجربة حجّة الإسلام أبي حامد الغزالي كانت لأجلِ أن نحيي الدين في الضمائر، فيكون باعثاً على الحياة، وباعثاً على تكوينِ الإنسان الرسالي المسكونِ بخدمة الخلق مرضاة للحق.
آليات الإحياء، لا يقاسُ التدين بدرجة ما تستطيع به غلبة مخالف، أو الإجهاز على جريح فكري، بل يقاس بدرجة حرصِك على خدمة الخلْق (كل الخلق) مرضاة للحق، فإذ لم تنظر للناس- بما فيهم المخالف في الملّة فضلا عن المخالف في المذهب -بأنهم موضوع للتذكير بالله وتيسير معرفته، فالأمر بحاجة إلى إعادة نظر.
يتعيّن أن تكون لهذه المهمّة الأولوية المطلقة، فلا تكن مشغولا بأن تُعْرَف، بل كن مشغولا بتعريف الناس ما بِه يكونونَ أناسي، مُونَسين بالله، مُونِسين بالله، بهذا يُضمَنُ خيرهم لأنفسهم، وخيرهم لمن حولهم، بل ولما حلوهم أيضا.
ما هي رسالتكم للشباب المسلم اليوم؟
ما أشرت إليه من تجربة الأستاذ النورسي والأستاذ الرئيس عبد الحميد بن باديس، بحاجَة إلى دراسة لما فيهما من ثراء التجربة، والمدافعة الميدانية في حبّ مهيمن على النفس، وتضحياتٍ جسام، تتَجاوز الأنانيات، كُنْ لله في سعيك يكون لك الله بالتوفيق، وبقدر ما تكون للهِ يكون لك اللهُ في شعاب الحياة، قوة معنوية ومادية، الشاب المسلم أتصوره مسكونا بخدمة الخلق مرضاةً للحق، أتصوّره بذّالاً في شعابِ الحياة، بانياً لوطنٍ ومؤسساً لحضارة.