لطالما وُصفنا كمُسلمين أننا كجسد واحد إذا تألم عضو أصيب الجسد كله بالسهر والحمى، ولكن مضى وقت طويل منذ أن كنا جسداً واحدا، تداعى الجسد وتألمت جميع الأعضاء، اُستئصلت وقٌطعت وتفرقت، فكان ما يؤرق المسلمين في الشرق يؤلمهم في الغرب، والطعن في مُسلمي الشمال تظهر آثار جروحه في الجنوب، فديننا دين الإسلام والوحدة والتآلف لم يكن يوماً من سماته الفرقة والشتات والوقوف بوجه بعضنا البعض.

عند ذكر البغي والإعتداء على الأرض لا يكون منا إلا ذكر فلسطين، فلسطين التي عاشت سنيناً طوالاً في ظلام الاحتلال تنتظر الصباح بكل إنهاك، فإذا بليلها يشتد ظلامه ويطول، فلسطين التي واجب تحريرها يقع على عاتق كل المسلمين بأمر من الله تعالى، فقَضية فلسطين كما هو واضح وجلي تماماً قضية في محتواها إسلامية.

العديد من الدول غير فلسطين تشبع ثراها من دماء الحروب، كل تلك الحروب هي كذلك قضية إسلامية، فما نراه من حروب أهلية ودولية يجب التصدي لها، يجب أن تكون هنالك وحدة إسلامية تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر، يجب أن تتواجد جهات تقف في وجه هذه الحروب والخلافات فقط من أجل الإسلام، لكن للأسف لا هي تقف من أجل مصالح سياسية ولا من أجل منافع جغرافية واقتصادية، بل تقف في وجه هذه الحروب فقط من أجل قوله تعالى (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [سورة الحجرات الآية: 9] فقد أمر الله سبحانه وتعالى بدوام الصلح بين المسلمين ووجوب حقن الدماء، و إن إعتدت إحداهما فيجب الإصلاح بينهما بالعدل والقسط.

نسمع أصوات المدافع ولا نرى صوت العقل:

العديد من دول العالم العربي عانت منذ سنين من الحروب الأهلية والتدخلات العسكرية التي لا حصر لها، ولم تجد الناصح الهادي المرشد المُنفذ لأمر الله تعالى، المُعين والحَريص على وحدة المسلمين بعدما اشتد عضَضُهم ببعضهم ومؤازرة إخوتهم ظالمين كانوا أو مظلومين كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حق المسلم على المسلم أن ينصره مظلوماً ويعينه ويأخذ بيده ويدافع عنه، كما من حق المسلم على أخيه المسلم أن ينصره ظالماً بأن يصوبه ويسدده و يهديه سبيل الرشاد".

الحرب اليمنية وصور التفكك العربي 

في اليمن الوضع يزداد سوءً والقتال في حالة تصعيد على حساب المواطنين الأبرياء والضعفاء، حيث بلغ عدد الجهات المتقاتلة 25 جهة ما بين محارب ومدافع وداعم دائماً في حرب لا آخر لها، ولا بوادر لوقفها حتى الآن. والدول الإسلامية تشكل الفئة الأكبر من حيث الحروب فيما بينهم، وهذا ما سبب الوهن في جسد الوحدة الإسلامية، حيثُ يتصاعد العداء في نفوس الشعوب والحكومات لأسباب لا مبرر لها، فنرى أن صور الإنكسار والكراهية والحقد يتم توارثها بين الأجيال كأي عامل وراثي آخر دون أي دافع حقيقي، ولا صوت للعقل يُسمع ولا يد تنتشل الجميع من هذه الفتن.

الحرب على العراق وتداعياتها مع غياب عربي كامل

والأكثر إيلاماً ما نراه ونسْتشعره في قصة غزو العراق التي هي غاية الظلم ومنتهاه، العراق الذي دُوهمت أسواره وهَدمت حُصونه من طرف قوات التحالف بقيادة أمريكا لأسباب قد تخجل قوات التحالف عن ذكرها، حيث أن القوات غزت العراق وأعدمت رئيسها صدام حسين بحجة أنه يمتلك أسلحة نووية يُمكن أن تُبيد العالم، مع العلم أن هذه الأقوال لا أساس لها من الصحة، وعند تأكد قوات التحالف من ذلك لم تنسحب أبدا وهذا ما يؤكد نيتها المسبقة في الغزو لأغراض أخرى ـ وبغض النظر عن كل ذلك ألا يحل لأي دولة أن تمتلك ما تشاء من الأسلحة للدفاع عن نفسها، وعن ممتلكاتها، أم أن هذه الميزة تظل من حق الرأسماليين الصهاينة فقط؟؟ـ. 

بالرغم من هذا الظلم الواضح والمعروف للجميع، لم نرى دولة إسلامية واحدة قامت بالتدخل وتقديم الدعم للدفاع عن أخوة الدين، ورفع الروح الإسلامية، مع أن الأمر هنا أولى بالتدخل، إذ أن المعتدي ليس من ديننا في شيء، ولَماَ سمحنا لهم بالاعتداء على أطراف جسدنا تأكد لهم وهَننا، وعدم قدرتنا على جمع شتاتنا والوقوف من جديد لأخذ حقوقنا بالقوة. 

والكثير من الدول الأخرى التي ظهرت في الصورة والتي لم تظهر تعاني من نيران الحروب، وقد خارت قواها فعلا وترتجي قشة لتتَعلق بها، مثل ليبيا الدامعة وسوريا الغارقة في الحرب الأهلية التي أدت إلى تشرد الكثير من مواطنيها على مدار تسع سنوات، وأصبحوا الآن يعيشون كلاجئين في دول الجوار، يفتقرون حتى لأبسط مقومات الحياة والكرامة، والكثير من دول العالم الإسلامي لا تكاد تخلو من الحروب الأهلية المستمرة التي هي أساس كل تمرد وأكبر مصدر فتنة يمكن للعدو استغلاله. 

كيف لنا كل هذه القسوة؟؟ قسوة الالتفات عن الأخوة المشردين، قسوة الالتفات عن أولئك الذين فارقوا الحياة تحت الأنقاض، قسوة الإبتعاد عن الإلتزام بإصلاح ذات البين وتحقيق مقاصد الإسلام السامية، منذ متى ودون أن ندري تحولت الحياة إلى هذه المادية وأصبحت الحروب تُشعل وتُخمد فقط لأجل المصالح الدنيوية، لا لأجل إعلاء كلمة الحق أو لأجل نشر الدين والدفاع عنه، أو لإجل إنقاذ أخ شقيق، الكل يرعى مصالحه الخاصة، يرعى حدوده واحتياجاته وفي سبيلها يُقاطع ويُساعد ما تطَوِعْ له نفسه.

وتنوعت الحروب:

لم تقف الحروب والصراعات بين الدول على ساحات المعارك وسفك الدماء والتضحية بالجنود ومن شاء قدرهم أن تكون بلادهم هي ساحة للمعركة، بل تعدى الخلاف والبغض بين الدول إلى المُقاطعات الدولية والسعي لإنهاء المُعاملات التجارية بين الدول، وعند النظر قد نجد أن الدول المُقاطعة تخسر في بعض الأحيان، ولكن لا بأس في سبيل قطع أي أواصر مع دولة شقيقة وإسلامية، أي بغض هذا وأي تشت هذا الذي وصلت إليه هذه الدُول، متى ستلين القلوب وتعود العقول إلى رشدها، ألسنا مُسلمين؟ أليس من المفترض أننا نُحب بعضنا في الله ، ولأجل الله نجْتمع، ونفترق عليه ليُظلنا بظله يوم لا ظل إلا ظله؟؟.

نرى في هذه الفترة عزم المملكة العربية السعودية على قطع التعامل تماماً مع تركيا، حيث دخلت المقاطعة الآن أسبوعها الرابع، حيث شملت جميع المنتجات التركية، وتُشن ضدها الكثير من الحملات الصحفية التي تدعو الشعب لمقاطعة المنتجات التركية بدعوى أنها تستخدم جميع هذه الأموال لدعم الحروب في سوريا وليبيا، ودعمتها في ذلك العديد من الدول العربية مثل الإمارات والمغرب وغيرها ـ و لكن ألا تقوم السعودية بتعزيز الإمدادات العسكرية للجهات المحاربة في اليمن؟؟ـ، ومن قبل تركيا كذلك قطر التي تمت مقاطعتها من قبل مصر والبحرين والإمارات والسعودية بدعوى أنها تدعم الإرهاب؟؟.

يُوادون من حاد الله ورسوله:

لم تقف الأمور بين العرب والمسلمين على هذا الحال فقط، بل وبعد أن تمادوا في الاحتراب فيما بينهم، وتمادوا في قطع العلاقات وتوجيه الاتهامات لبعضهم البعض، أصبحوا الآن يوادون من حاد الله ورسوله، نعلم أن ديننا الإسلامي هو الأشد تسامحاً وإنسانية بالمقارنة مع الأديان الأخرى، ويبيح لنا المعاملات مع الأديان الأخرى بما يتوافق وديننا الحنيف، بل وحمايتهم وتحريم دمائهم وأموالهم ـالمُحرم ماله ودمه من غير المسلمين هم المعاهدين والذميين والمستأمنين ـ فيما يُقابل حالياً مفهوم اللجوء السياسي. 

ومن المعروف والشائع عند الجميع أن النبي الحبيب عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم قد توفي ودرعه مرهونة ليهودي مُقابل 30 صاعاً من شعير، فيُباح للمسلمين التعامل مع أهل الكتاب وكذا الزواج من نسائهم، ولكن ما انتشر بين المسلمين واليهود حالياً يفوق التعامل المحدود إلى أن أصبح وداً ولمن؟؟ لمن يُحادون الله ورسوله نهاراً جهاراً، منذ القدم ومعلوم لدى الجميع العداء الصهيوني للمجتمعات العربية والإسلامية بصورة عامة، وهم بالضبط من لم لم يدخلوا في حرمة الأموال والدماء، فالمُعادي من غير المسلمين لا تحرم دماؤه ولا ماله. 

المؤسف أن كل ما حدث من حروب بين المسلمين فيما بينهم، حل محله مودة لمن لعنوا على لسان داوود وعيسى والنبيين عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم، من قال عنهم نبيهم فيما معناه أنهم "حياة أولاد أفاعي" من ضُربت عليهم الذلة والمسكنة ولحقهم غضب من الله تعالى، من نُبذوا على مر السنين والعقود وعلى الذِلة التي لا حصر لها الواردة في القرآن، بحيث يجد المتتبع للتاريخ وضوح الذل والهوان الذي عاشه اليهود على مر السنين، الإبادات الجماعية في حقهم، وإجْلائهم من العديد من الدول على مر القرون، استعبادهم واستخدامهم كعبيد وخدم في روسيا، من لا يملكون من العالم ولا قطعة متر مربع يأتون ويحتلون بلادنا، ويَستثمروا في خيراتنا وبكل سهولة ويسر ويكسبون ولاء قادتنا.

أصبح الأمر شبيه بالمنافسة، من يُطبع مع الكيان الصهيوني أولاً يحصل على رضا الولايات المتحدة، التي هي ليست سوى الراعي الرسمي للكيان الصهيوني. 

أول الدول العربية التي قامت بالتطبيع مع إسرائيل هي جمهورية مصر العربية من بعد نكسة 67 وإن استمر توتر العلاقات فيما بينهما حتى حين، وأبرز الدول العربية التي قادت موجة التطبيع مع إسرائيل في القرن الحادي والعشرين هي دولة الإمارات العربية المتحدة والتي فاقت حد التمادي في ود الذين يُحادون الله ورسوله، الدولة التي تترك جُل العالم الإسلامي وما يُعاني من فقر وضعف وعلى قوتها تبني أول معبد هندوسي وتقوم بتدشينه، الدولة التي تترك العالم الإسلامي بكل حروبه الداخلية والخارجية وما يتعرض له المسلمون من تعنيف وتنمر واضطهاد وإبادة، وتبني البيت الإبراهيمي بدعوى التوحيد والسلام والتآلف، ما هذا السلام الذي يتحدث عنه العالم؟؟؟ أسلامٌ غير الذي نعرف ؟؟!!!. ومن ثم تلتها البحرين في إبرام اتفاقية السلام الإسرائيلي البحريني.

السودان من دولة راعية للإرهاب.. إلى دولة تُطبع مع الاحتلال!!

رابع الدول التي سارعت الخطى لاكتساب رضا الولايات المتحدة الأمريكية هي دولة السودان، الدولة التي وفي لحظة واحدة وبتوقيع واحد هدمت تاريخاً كاملاً وشهوته، تاريخ القضية الفلسطينية من منظورها، الدولة التي رضخت لأكبر الإهانات ودفعت التعويضات المالية عن حوادث لم ترتكبها، فقط مقابل رضى الولايات المتحدة، دفعت السودان مبلغاً ضخماً كتعويض للحادثة المدمرة USS COLE التابعة للولايات المتحدة الأمريكية، والتي قامت الولايات المتحدة بنفسها بقتل المتسببين في هذه الحادثة، فلماذا يفعل السودان ذلك؟؟ ومع هذا المبلغ قامت بالتطبيع مع الكيان الصهيوني وبعد ذلك نالت مباركات الولايات المتحدة الأمريكية التي باشرت برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وأصبح من الدول الراعية للاحتلال والفتنة، حيث أن أول بيان أصدرته حكومة السودان بعد التطبيع هو أن حزب الله منظمة إرهابية، أهي فعلا إرهابية أم أنه إرهاب من نفس النوع الذي وُصِف به السودان ـ هو حتماً كذلكـ. هذا ما يحدث عندما تنساق الحكومات والأقليات من الشعوب خلف الماديات، وحيث يبدو أنه لا مفر من ضنك العيش إلا بالارتماء في أحضان العدو.

قمة السودان واللاءات الثلاث المشهورة

في عام 1967 انعقدت القمة العربية التي حملت إسم قمة اللاءات الثلاث، وقد نالت هذا الشرف الخرطوم عاصمة السودان وكان العهد أن لا صلح ولا تفاوض مع العدو الصهيوني ولا اعتراف به أيضا، فأين هي من عهدها؟ وأين تلوذ بِخزيها وكيف ستبرر خيانتها؟

قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ) [سورة الأنفال الآية: 27].

 فليذهبوا ولِيربطوا أنفسهم بأعمدة المسَاجد، عسى أن يحسوا ويشعروا بحجم الخيانة التي ارتكبوها بحق شعوبهم التي وثقت بهم أولاً، وبحق قضية فلسطين العربية.

ألم تعلم حكومات السودان وشعبها هدف إسرائيل من السيطرة على مياه النيل والفرات، وكل الأراضي التي بينهما؟؟، مالي أراهم يساعدونهم على ذلك، ويسيرون خلفهم على قدم وساق، أول مشروع إسرائيلي سوداني برعاية الولايات المتحدة قاموا بالإعلان عنه هو الإصلاحات الزراعية، ألا يبدو الأمر واضحاً؟؟، هل صادف الأمر وأن الرئيس ترامب قد صرح بأن مصر ربما تدمر سد النهضة، أم أنه فعلاً ضوء أخضر لمصر لتفجير سد النهضة، يالهذه الخواتم بتلك الأصابع.

ماذا نقول لرسولنا يوم لقائه؟؟!! 

ماذا سنقول للحبيب محمد عن أمته التي هي أمتنا، أنقول أضعناها واصابنا الشتات والفرقة وحب الدنيا؟؟، أم نقول أن السبب هو التفريط في الكتاب والسنة والبعد عنهما، وضعف الإيمان قد شوشوا على العقول والأحكام؟؟، أم نقول أن هواننا على العالمين هو بسبب البعد عن السيرة النبوية وعدم تتبع المصطفى من خلال الاقتداء بالنبي الحبيب وصحابته؟.

 أم نعتذر ونقول حكوماتنا هي السبب ونحن شعوب مستضعفة لا حول لنا ولا قوة؟؟ أم نقول اتبعنا ساداتنا فأضلونا السبيل؟؟ حقاً ماذا نقول؟ ماذا سنقول في دنيانا لإخواننا الفلسطينيين الذين تتوالى عليهم الطعنات من كل جانب؟؟ أين سَنُخفي خيبتنا منهم؟ ماذا سنقول والحياء يعترينا من رأسنا حتى أخمص أقدامنا؟؟.

 قال تعالى (لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) [سورة المجادلة الآية: 22].

 وختاماً مُبارك للدول المُطبِعة، وهنيئاً لها بيعة نفسها للشيطان وأزلامه.