المطاولة راكمت النقاط وحسمت الأمر، فلم يبق بوسع المقاومة إلا الانتصار.

وستسقط كل المخيمات العربية لأن أداتي الحماة - إسرائيل وإيران - انتهت فلم يبق لهما القدرة على إدارة لعبة التخويف المتحالفة في الخفاء حتى لو أعلنا حلفهما لمواصلة لهبة ضرب أهل الإقليم بيد أميركا للأولى وروسيا للثانية. 

ملاحظات موجزة. 

ما أنا واثق منه هو أن كل أسرى إسرائيل سيكونون أفضل سفراء فلسطين للدفاع عن قضيتها وهو النصر الثالث للطوفان. 

فتطبيق الآسرين للأسرى لما نصح به القرآن - التعامل الحسن معهم وإسماعهم القرآن حتى يفقهوا ثورته وأخلاق أهله الذين كانوا المنقذين لهم من العنصرية الغربية في كل تاريخهم

حتى وإن لم يذهب بهم إلى الحد الإسلام فإنه سيجعلهم يخجلون من توحش دواعشهم وحقدهم وسخفهم في التعامل الذي اخسر دولتهم كل ما كانوا يتباهون به: أي القوة العاقلة وثمراتها التي تدعي التفرد بها في الأقليم

لم يبق لهم ما يعتدّون به لا من حيث الردع العسكري ولا من حيث المزاعم القيمية فضلا عن سقوط كل سردياتهم التي تدعي أنهم ضحايا وليسوا معتَدِين بحيث إنهم صاروا الآن محاصرين عالميا بعد أن فقدوا الردع المادي والتعلل الخلقي بالديموقراطية والمظلومية الهولوكوستية.

بل وذهب بهم غباؤهم إلى فضح كل الغرب وحتى الشرق لأن الأول مشارك واضح في كل ما حصل والثاني خاذل أوضح لترك ما حصل يحصل وليس العرب والمسلمون فحسب بل وكذلك زعموا التنافس مع القطب الغربي أعني روسيا والصين: لأنهم تصوروا أن ذلك سيلهي الغرب عنهم حتى يتمكنوا.

وبذلك فإسرائيل التي كانت تحاصر غزة في رقعتها الصغيرة صارت محاصرة من غزة في العالم كله بحيث إن الصهاينة من حيث لا يعلمون بينوا مدى حمق قياداتهم.

وتلك هي العلة التي جعلتني افرح بوصول بن غفير وسموترش للحكم مع نتنياهو الذي لا يقل عنهما حمقا لظنهم أن شباب العرب ليس فيهم من يذكرون بمؤسسي إمبراطورية الإسلام.

والحصيلة من ذلك كله تجعل المسار الجاري حاليا لن يتوقف. 

فلن يستطيع نتنياهو أن يستأنف الحرب 

أولا لأنه ما كان ليوقفها لو كانت له القدرة على مواصلتها 

وثانيا لأن من بقي من الأسرى سيصبح أسرُهم اعسر قبولا من الإسرائيليين وإذا عاند فسيسقطوه ولا يحتاجون لضغط من أحد.

 لكن المشكلة الوحيدة هي من أنذال العرب الذين يخافون من نجاح الطوفان وتكوّن دولة فلسطينية ستلغي عنجهية إسرائيل ونذالة من يحميها من جوارها العربي بسبب نخبة السياسية العميلة وأدعياء الحداثة من خدمهم الذين يسمون نخباً اعني المرتزقة عند مغذيهم بالفتات من موائدهم.

 وعلاجه أنه فيه كل الخير لأنه سيجعل الطوفان ليس محررا من العدوان الخارجي بل مما هو أهم أي التخلص من علل جعله يكون ممكنا.

فكل شباب الأمة بعد الآن استرد ما فقده من رموز البطولات التي كانت منطلق النشأة الأولى للإمبراطورية الإسلام فأثبتت فيه روحا تجعل النشأة الثانية مقبلة لا محالة من إندونيسيا إلى المغرب.