المنتج، المشروع، العمل، المهمة، الموظف.. كلها مفاهيم وأدوات تعيش دورة حياة واضحة المعالم ومحددة الزمن، فلا يوجد في هذا العصر ما يستمر دون نهاية، وحتى الفكرة لها زمن تعيش فيه أفضل فتراتها وينتهي بها الحال نحو الزوال والأفول وعدم الاستخدام، أو حين تظهر فكرة تناقضها، وتساهم في إلغاء وجودها من الأساس.
ولكي تتمكن من وضع استراتيجية قادرة على تحقيق أهدافك بمشروع العمل، يجب أن تنتبه لدورة حياة أهم عنصر في إطلاق مشروعك، وهو المنتج (الخدمة) نفسه، ويستخدم هذا المفهوم في كافة الأعمال الإدارية وعند حساب التكاليف وأثناء التخطيط وقياس الزمن، ويساعد العاملون كذلك في قسم التسويق والمبيعات وخدمة العملاء على اتخاذ القرارات المتناسبة مع حجم السوق.
وتمر دورة حياة المنتج بأربع مراحل رئيسية، وفي كل مرحلة مجموعة من الخطوات والعمليات التي تسهم في إنجاحها وتحقيق المطلوب منها، وهي:
- ميلاد فكرة المنتج.
- نمو المنتج وتوسع السوق.
- النضج واستقراره واستمراره.
- الإنخفاض والتمهيد لزواله من السوق.
ميلاد المنتج
من المؤكد أن أي عمل ينطلق من فكرة ما، ولا يمكن لهذه الفكرة أن تكون ذات جدوى واستخدام على نطاق واسع إن لم تُعبر على منتج أو خدمة لمجموعة من الأفراد، ولذلك تخضع الفكرة لمجموعة من المؤشرات والمعايير لقياس جديتها وجدواها. كما يمكن للفكرة أن تعبر عن احتياج ما، ويرجح دائما اهتمام الناس بالأفكار التي تقدم حلول لمشكلة أو مجموعة مشاكل يعاني منها المجتمع، كما هو الشأن في المشاريع الابتكارية startups التي بدأت تغزو السوق التجاري في هذا الزمن.
نمو المنتج
لا يمكن اعتبار أن منتجا ما قادر على الصمود في السوق إذا لم يصل لمرحلة النمو، وهي الخطوة التي تجيب على تساؤلات واجتهادات صاحبه في مرحلة الفكرة والتخطيط له، ودراسة الجدوى التي تجعله منتجًا قابلا للمنافسة وتلبية رغبات العملاء والزبائن عمومًا وهي الإجابة المقنعة على نجاح المشروع وفكرته، ومن مظاهر النمو توسع حصتك في السوق، تطور مواصفات وقيمة المنتج نفسه، وجود تغذية راجعة إيجابية تسهم في تطوره بشكل متدرج نحو الأفضل.
نضج المنتج
يصل المنتج بعد مرحلة نمو ناجحة إلى مستوى يجعله ينفق على نفسه بأقل التكاليف، ويتحول من منتج بحاجة إلى التسويق إلى منتج قابل للتسويق إلى منتجات وخدمات اضافية أخرى للشركة بغرض مضاعفة الربح، وبالرغم من وجود استقرار ونمو متصاعد في السوق، إلا أن المنافسة ستشتد وسيخضع المنتج لامتحانات عديدة. وهنا تكمن أهمية ودور قسم الأبحاث والابتكار بالمشاريع والمؤسسات، وقد تعود بعض المنتجات إلى بناء الوعي لدى الزبون، في حال وجود مشاكل في تسويقه بعد مرحلة النضج مباشرة.
زوال المنتج
من الطبيعي أن يزول أي منتج بعد استنفاذ مقومات وجوده وحل مشكلات جمهوره، وإن لم يستطع مواكبة تحولات العصر في استخدام التكنولوجيا والنظريات الحديثة في هندسة المجتمعات للمستقبل بعقود من الزمن، ومن الذكاء أن تضع نهاية دورة الحياة وتخطط لها قبل أن يضع السوق حدا لذلك، حيث تزيد تكاليف الانعاش ونفقات الإحياء على منتج ميت حينها.
وعند معرفتك لزوال المنتج وابتعاده عن تلبية احتياجات الناس، سينفعك هذا المقال في التخطيط لمشروعك وإصدار للمنتج والخدمة مستقبلا، حيث تطلقه وتقدمه كما تريد بعد مدة، ولك القدرة على ابتكار منتج مثله أو قريب منه أو مناقض ولك القدرة على تسويقه إن كان في ذلك جدوى تجارية ومجتمعية.
وعليك كذلك أن تدرك بأن الابتكار والبحث والتطوير هي أساسيات كل مراحل المشروع وهي القيم التي تحفظ العمل في ظل أسواق متقلبة وقيم وهمية بعضها حقيقي وجزء كبير منها مظلل، قد تهوي بأي جهد كلف الكثيرين أموالًا طائلة دون أي عوائد تذكر ولنا في تجارب نوكيا، جنرال موتورز الكثير من الأمثلة في إعدامها لمشاريع ومنتجات، كانت رائدة لعقود زمنية طويلة.