يعد العلامة عبد الله كنون واحدا من الأعلام المغاربة الذين عنوا بتفسير بعض سور كتاب الله عز وجل، ومن مؤلفاته في هذا الصدد كتاب "تفسير سور المفصل من القرآن الكريم".
ومما لا شك فيه أن لكل مؤلف منهجا يشترك فيه أو يتميز به عن غيره، وبالنظر إلى تفسير سور المفصل نجد العلامة عبد الله كنون سلك منهجا في تفسيره، نحاول التطرق إليه في هذا المقال. 
 

الشيخ عبد الله

ملامح تفسير العلامة عبد الله كنون للقرآن الكريم


أـ اعتماده على الاختيارات المغربية في القراءة القرآنية:

من المعلوم أن المغاربة صارت لهم اختيارات، منها: قراءة الإمام نافع برواية ورش، "هذا الاختيار المغربي للقراءة القرآنية والمذهب الفقهي يقصد قراءة الإمام ورش عن نافع..."(1)، وعندما نرجع إلى مقدمة تفسير العلامة كنون نجده يشير إلى هذا الملمح، حيث يقول: "ثم إن قراءتنا المعتمدة هي قراءة نافع برواية ورش التي قيل: إنها السنة، ولكنا نشير إلى غيرها عند الاختلاف".(2)

ب ـ إعماله الترجيح والتوضيح عند التشعب:

هذه الطريقة نجدها في قوله: "وقد كان لنا بعض الترجيحات والتوضيحات التي اعتمدنا فيها النظر عند تشعب الرأي"(2) ، وضرب لذلك أمثلة يرجع إليها من أراد التوسع في الأمر. 

ج ـ القول بظاهر الآيات والتعضيد بالمأثور من التفسير:

وفي بيانه لهذا الأمر (الضابط) يقول رحمه الله: "فإننا في تفسيرنا هذا لم نمل عن ظاهر الآيات ولم نصرفها عن وجهها ولم نعتضد بغير المأثور في بيان المعنى المراد...".(2)

د ـ اقتصاره على المفصل من القرآن الكريم:

ويقصد رحمه الله بالمفصل: "ما يأتي بعد المثاني من قصار السور، سمي بذلك لكثرة الفصل فيه بين السور بالبسملة..."(2).
    وجعل ابتداء سور المفصل من سورة الحجرات، "وابتداؤه على الراجح من سورة الحجرات إلى الختم، وهو أقسام ثلاثة (طوال) من الحجرات إلى عبس و(وسط) من عبس إلى الضحى و(قصار) من الضحى إلى الناس" (2).

ه ـ الاستفادة من مفسرين مشارقة ومغاربة:
   

وهنا يبرز انفتاح صاحب "تفسير سور المفصل" على مختلف الاجتهادات التي عنيت بتفسير كتاب الله تعالى، ومن ذلك ما عبر عنه بقوله: "وألم تفسير الشيخ محمد عبده (3) لجزء عم بعناصر الفكرة التي ذكرتها، وكذلك عبد القادر المغربي (4) في تفسيره لجزء تبارك ..."(2)

و ـ محاولة تبسيط القرآن الكريم لعامة الخلق:

في هذا الصدد نقف على قول محافظ خزانة عبد الله كنون، إذ يقول: "وهكذا من خلال هذا التفسير نجح العلامة سيدي عبد الله كنون في تقريب القرآن إلى الأذهان وتبسيط المهم من خطاب دعوته في سرعة ويسر"(2)
 

زـ التركيز على الأسس التي قامت عليها دعوة الإسلام:

وفي ذلك نجده يعبر عن هذا المعنى بقوله: "مركز على الأسس الثلاثة التي قامت عليها دعوة الإسلام، وهي تصحيح عقيدة التوحيد بتطهيرها من الشوائب، وتزكية النفوس بالأخلاق الفاضلة والقيم العليا، وإعداد المسلمين لقيادة الإنسانية إلى ما فيه صلاح معاشها ومعادها"(2)، من خلال قوله هذا نلحظ البعد الإنساني في فكر ومنهج العلامة كنون رحمه الله حيث جعل من غاية تفسيره خدمة الإنسانية. 

ي ـ الخلو من الاصطلاحات العلمية والأقوال المتعارضة:

يقول صاحب النبوغ المغربي: "وأدنى ما كنت أتصوره لتحقيق هذه الغاية، تفسير في مثل حجم القرآن مرتين أو ثلاثا على الأكثر، سهل العبارة خال من الاصطلاحات العلمية، والأقوال المتعارضة" (2). 

على سبيل الختم:

لقد حاولت استخراج بعض مما يمكن اعتباره ملامح من منهج العلامة عبد الله كنون، وذلك استنادا إلى كتابه الموسوم بـ "تفسير سور المفصل من القرآن الكريم" عسى أن يكون فيما عرضته نفع لكل من نظر فيه متعلما، وأن يكون لي منه نفع حين ينظر إليه الباحثون المتخصصون فأنتفع بعلمهم، ورأيهم السديد، والله الموفق لكل خير.