من يستقرئ التاريخ الإنساني منذ بدايته إلى اليوم يدرك أن بعثة المصطفى صلى الله عليه وسلم أتت لتغير مجرى هذا التاريخ، فقد خاطبت الرسالة المحمدية الناس أجمعين عربا وعجما لقوله عز وجل (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [سورة سبأ الآية: 28].
 رغم مكائد المشككين وصد المحاربين لنور الوحي، أبت مشيئة الله سبحانه وتعالى إلا أن تكون هذه الرسالة إيذانا بميلاد حضارة عظيمة، حضارة خرجت إلى الحياة بوادٍ غير ذي زرع وأحدثت معها ثورة روحية وفكرية وأخلاقية وسلوكية انطلقت من قلب المجتمع المكي، ثم امتدت بعد ذلك إلى جميع بقاع العالم من الأندلس غربا حتى تخوم الصين شرقا، لتحرر الإنسان من ضلال الشرك وتهديه إلى رشد التوحيد، وتخرجه من ضيق الحياة الفانية إلى سعة الآخرة الباقية، ومن جور الأنظمة الوضعية إلى عدالة التشريع الإسلامي. ويكفينا  أن الله عز وجل قال في شأنها (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) [سورة آل عمران الآية: 110]


السير على خطى الرسول المختار وتقفي أثره لن يكون بسرد وقائع تاريخية مجردة وحسب، وإنما عملا جادا يحلل المنهج النبوي ويربطه بالحاضر لاستيعاب ما آل إليه وضع الأمة اليوم، ثم يتطلع لمستقبل-نصنعه نحن بأيدينا- عبر استرجاع الرؤية التي امتلكها محمد صلى عليه وسلم وجعلته يمضي بعزم وثبات لتشييد حضارة الإسلام غير آبه بما يحيكه المتآمرون والحاقدين. 


إنها رؤية إنسانية آمنت بالتغيير واستمسكت بحبل الله المتين طيلة المسير. اجتمع الاجتهاد والجهاد مع الأخذ بالأسباب عند محمد صلى الله عليه وسلم فصارت تلك النظرة الاستشرافية واقعا حقيقيا اليوم، الشاهد عليه ملايين المسلمين الذين توحدهم"لا إله إلا الله محمد رسول الله". 
يقول تعالى مخاطبا نبي الهدى (قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [سورة يوسف الآية: 108] فأين أتباع محمد صلى الله عليه وسلم من السير على بصيرة؟ وكيف السبيل إلى الخروج من غياهب التخلف في ظل الحاضر المستلب والمستقبل المرهون؟
اعتبارا لما سبق ونتيجة لما تواجهه الأمة الإسلامية اليوم من تحديات وما يتعرض له الإسلام من حرب ممنهجة تريد النيل من منظومته القيمية وإفراغه من بعده الحضاري، ارتأت 12 مؤسسة أن تنظم ملتقى فكري دولي إلكتروني على مدار ثلاثة أيام كاملة بعنوان: ميلاد حضارة. 

شركاء

 

ما هو ملتقى ميلاد حضارة ؟

ميلاد حضارة ملتقى فكري دولي يجمعُ بين نُخبةٍ من العلماء والدُعاة والمفكرين من مختلف دُول العالم بتقنية التحاضر عن بُعد، للحديث عن معالم المنهج النبوي التي أذِنت بقيام الحضارة الإسلاميّة، ومدى الحاجة إليها في ضوء التحولات التي تعصف بالعالم أجمع والعالم الإسلاميّ خاصةً، وما نشهده من تنامي ظاهرة الهجوم على الإسلام، ما يساهم في استنباط وبلورة المعالم الكُبرى التي يسترشد بها العاملون في مشاريع النهضّة الإسلاميّة. 

إشكالية الملتقى 

كيف نُوقظ الوعي الحضاري للأمة ونربطه بالمنهج النبوي الذي أَذِن بميلاد حضارتها؟
 تتمحور إشكالية الملتقى حول استفهامات أساسية أهمها:

  • هل الجيل الأول لميلاد الحضارة توفرت له ظروف ذلك الإنجاز دون كد وجهد؟ وكيف ساهم وجود قائد عظيم مثل الرسول صلى الله عليه وسلم في تحقيق ذلك الإنجاز؟  
  • هل يمكن تجاوز مرحلة سرد الوقائع وذكر الماضي المجيد إلى تغيير الرؤية نحو الواقعية العلمية والعملية؟ وكيف يمكن إيقاظ الوعي الحضاري للأمة وربطه بجيل ميلاد الحضارة، جيل الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة، وصولا إلى آخر خلافة إسلامية؟ 
  • هل الظروف الحالية هي التي تتحكم في رسم خريطة واقعنا ومستقبلنا؟ أم أن وعي هذا الجيل بأهمية الرجوع إلى المنبع كفيل باسترداد الدور الطلائعي للحضارة الإسلامية؟ 
  • ما دور دعاة ومفكري الأمة في هذه المعادلة؟ وما أهم المشاريع النهضوية المعول عليها في معادلة التغيير المرتقبة؟

ما هي أهداف الملتقى؟

يهدف هذا الملتقى إلى الإلمام بأبعادٍ حضاريّة جديدةٍ في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم كمحطات تستنير بها الأجيال الحالية والقادمة لإحداث التغيير المنشود كل من زاويته، من خلال عناصر تتمثل في: 

1-  رصد مرتكزات التأسيس الحضاري من خلال الوقوف عند السمات التي امتلكها محمد صلى الله عليه وسلم ومكنت من وضع الحجر الأساس لحضارة الإسلام. سنقترب من دور الرسول القدوة وأثره الإصلاحي على محيطه والمجتمع الذي بُعث فيه وتعاليمه القيادية التي وجهّت الجيل الأول للحضارة الإسلامية كما سنتدارس ظروف مجيء البعثة المحمدية وكيف دعت الناس كافة إلى الإسلام. 
2- تبيان دور الحافز الحضاري عند الرسول صلى الله عليه وسلم في مواجهة حملات التضييق والمنع والتحقير وفي سعيه للبحث عن بدائل استراتيجية تضمن استمرار رسالة الإسلام أولها فكرة الهجرة النبوية التي أعطت الانطلاقة الحقيقية لمفهوم الدولة الإسلامية.
3- إبراز دور الخطاب النبوي في تحفيز الصحابة على البذل والعطاء خدمةً للإسلام والتطرق لمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم القويم في محاورة الحضارات والشعوب وحنكته في التعامل مع المخالفين والمنافقين في أحرج المواقف وأصعب اللحظات في السلم كما في الحرب. 
4- الاستفادة من المدرسة المحمدية التي احتضنت وربّت الجيل الأول وأعطت للعالم نماذج لشخصيات فريدة، نحن في أمس الحاجة اليوم إلى إحيائها والسير على دربها لتنشئة جيل سوي معتز بهويته، متشبت بقيمه، معطاء رحيم بأمته، شديد غير متساهل مع خصومه.


4 محاور رئيسية و 15 إشكالًا 

 

أولًا: مرتكزات التأسيس الحضاري

  1. الرسول القدوة: من التعظيم التقليدي الموروث إلى حسن التأسي. 
  2. كيف صنع الرسول صلى الله عليه وسلم بالقرآن صحابته؟
  3. الرسولُ الداعية: بما دعا محمد صلى الله عليه وسلم الناس إلى الإسلام؟ 
  4. الرسول المُصلح: كيف عالج الرسول صلى الله عليه وسلم البيئة التي ظهر فيها؟ 
  5. ما هو الفقه المقاصدي للتعامل النبوي مع المخالف في الواقع المعاصر؟
  6. الرسول القائد: ما هي السمات النبويّة القيادية التي رعت الرعيلَ الأول للحضارة الإسلامية؟ 

ضيوف

 كوكبة العلماء والمفكرين المشاركين في ملتقى ميلاد حضارة

ثانيًا: الحافز الحضاري

  1. كيف تُجسد الهجرة السُنن الاجتماعية لانتقال الفكرة من المجتمع إلى الدولة؟

  2. كيف واجه الرسول صلى الله عليه وسلم بالأمل حملات التحقير والسخرية والاضطهاد؟ 

  3. كيف سيّر الرسول صلى الله عليه وسلم التخلص من الاستهزاءِ إلى تعاونٍ عامٍ لبناء مجتمع جديدٍ؟

ثالثًا: الخطاب النبوي الحضاري  

  1.  ما هي الأسئلة الكبرى التي أجاب عنها الرسول لاستنهاض عزائم أتباعه؟ 

  2. كيف واجه الرسول صلى الله عليه وسلم الوثنية وحضارتها المادية؟ 

  3.  ما هي الإرشادات النبوية في المسالمة والمحاربة مع قوى الشر؟ 

رابعا: الجيل الذي رباهُ محمد صلى الله عليه وسلم

  1. متى أعلن النهاية الحاسمة لألاعيب المُخلفين والمنافقين؟ 

  2. ماذا يُريد منّا محمد صلى الله  عليه وسلم؟ 

  3. المشاريع  الاستراتيجية لنُصرة الرسول صلى الله عليه وسلم. 

للإطلاع على صفحة الملتقى والبرنامج كاملًا 

للمشاركة في الحدث على فيسبوك