أغلب الناس ينظر إلى هذا الوباء على أنه عذاب فقط من الله، وهذا جانب يحتمل الصواب لكن هناك أوجه أخرى غفل عنها كثير من الناس ولكن أكثرهم لا يعلمون.

 "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ" كورونا جاء في هذا الزمن ليكون حجة على الناس جميعا بأن محمد رسول الله فهو أول من أخبرنا بأن الحجر الصحي هو الذي يقضي على الوباء رغم أنه كان أميا فاللهم إنا نشهد أن محمدا رسول الله. 

جاء في القرآن عن حوار سيدنا إبراهيم مع الله "قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ " كورونا جاءت لتطمئن المؤمنين أنهم على الحق، فقد شهد العالم أجمع بأن حديث محمد الأمي القريشي عن العزل الصحي منذ 14 قرنا لا يرويه إلا نبي. 

"إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى" هناك بعض الأحداث عن يوم القيامة نراها في زمن الكورونا حق العين كما أنزلت في كتابه العزيز الحكيم.

"لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ۖ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ" لم نستشعر هذه الآيات كما نفعل اليوم، فلا رئيس ولا ملك ولا جنرال ولا سلاح بإمكانه القضاء على هذا الفيروس الذي أخضع العالم. 

"يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ" لن ينفعك ضده لا أموالك ولا أبنائك أمام هذا كورونا فكيف برب هذا الفيروس. 

 "يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيه" الجميع يفر من لقاء الناس خوفا من هذا المخلوق فكيف بلقاء الخالق الواحد الجبار يوم الحساب؟ 

"قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ"  كثير منا يندم على تضييع صلاة الجماعة بعد أن أغلقت المساجد وعلى العمرة والحج بعد أن أغلق المسجد الحرام ويتمنى أن يرجع به الزمن، قد تكون لك فرصة هذه المرة فاعمل إن اكرمك الله بطول العمر على أن لا تدعو الله بهذا الدعاء بعد هذه المحنة أبدا. 

"وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا" كورونا جاء أيضا ليحصي لنا بعض النعم التي لم نفكر فيها يوما أبدا،  نعمة الإسلام، اذ ليس الكل محظوظين بذلك، فقط 1/6 من سكان العالم مسلمين، أما عن نعم الدنيا فحدث ولا حرج، ويمكن أن تختصر ذلك في أننا صرنا نتمنى العودة إلى حياتنا السابقة التي لطالما كرهناها وعاتبنا القدر عليها وقنطنا من الله وجزعنا على ما كنا فيه من خير واعتبرناه أسوأ من الجحيم.

أوامر دنيوية أغفلناها

الله سبحانه و تعالى لم يأمرنا فقط بتذكر الموت والقيامة والآخرة، بل هناك العديد من الأوامر ذات التوجه الدنيوي. 

  • "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ" كورونا أعطت الأمم حجمها بقدر تقديرها للعلم، نجت الصين وكوريا واليابان لأنها دول تقدس العلم وتلتزم بالنصائح العلمية، وغرقت دول أخرى كإيران والبلدان العربية.
  • "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا" انتشرت الاشاعات والأخبار الكاذبة بشكل كبير وصار ناس يتناقلونها دون معرفة حتى مصدر أو مدى صحة الخبر، والأدهى رغم أننا في أوج وأخطر أزمة صحية عالمية، تسعى بعض وسائل الاعلام للترويج لأخبار ذات هدف سياسي قد تعصف بنا أكثر، وهو الأمر الذي كان سببا رئيسيا في تفشي الوباء في إيطاليا حين غلبت المصلحة السياسية على المصلحة الصحية. 
  •  "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" حين سئل أحد الصحفيين مدرب ليفربول يورغن كلوب عن الكورونا أجاب: اتركوا الأمر لأهله أنا مدرب كرة قدم ولا أعلم هاته الأمور، كلوب أعطى درسا لمن يتحدث بدون علم وللصحفيين الذين يستشيرون من ليسوا من أصحاب العلم. 

كورونا جاء ليذكر الغافلين ويطمئن المؤمنين ويكون حجة على الناس أجمعين.