لماذا أرى أن كل هذه الأحداث المتسارعة فيها خير للبشرية، لأن الأصل في الناس هو 'الخير' و ليس 'الشر' كما يروج الكثير من المحبطين. 

نعم نرى الحروب و التهجير والقتل، ولكن هذا كلها أفعال من عدد قليل مقارنة بأعداد البشرية جمعاء التي تسكن هذه الأرض. 

إن الشر الذي يحدث في العالم الآن هو ليس بسبب كثرة عدد الأشرار... وإنما بسبب ما عندهم من عتاد و عدة و علم يستخدمونه ويستطيعون به إيذاء أعداد تبلغ أضعافا مضاعفة من أعدادهم. 

كم من أحد سمعتموه يقول أن 'الدنيا آخر وقت' وأن القيامة ستقوم؟ وقولنا أن 'القيامة ستقوم' فهل هذا بالنسبة لنا فأل خير أم شر؟

 من منكم سمّع ماذا قال رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام عن قيام الساعة؟ تعالوا معي 'لنسمّع' ما حفظناه وردّدناه: "إذا قامت الساعةُ وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها".

هل تعلمون معناه؟ يقصد عليه الصلاة و السلام أنه و إن جاءت هذه الأحداث العظيمة التي ذكرها الله بالقرآن، فلا تيأسوا، و لا تُحبطوا، بل افعلوا الخير و اعملوا الحسنات و اغرسوا النبات.

إذن ما فائدة أن نغرس هذه الفسيلة؟ فإنها لن تُثمر؟ و لن نر ثمارها؟ و لن نلحق أن نرى خيراتها؟ يبدو الطلب غير منطقي تحت ما يحدث من أهوال وانفجارات وزلازل.... لماذا أغرس الفسيلة؟ لأن الله يطلب منا العمل والسّعي والإحسان، فقال تعالى: "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ"

والله لا ينتظر منا النتائج لأنها منوطة بإرادته هو سبحانه،

فمعظم الأنبياء لم يؤمن معهم إلا القليل ولكن الله أثنى على أنبياءه بالعمل والصبر. 

فأقول لمن يردّد الدنيا آخر وقت، وأنه يوم القيامة قريب فإن رؤية بعض أشراط الساعة لا يعني الخمول والتقاعس ولكن يعني أن نشد الحزام وهو محفز للعمل ونهاية للشر وإحقاق للحق وانتهاء الظلم و الاستعباد. وهناك مقولة شهير للأم تريزا أن الله لا يطلب منا النجاح و لكن يطلب منا أن نحاول!