كتيراً ما شدني موضوع الكتاب، وأحببت معرفة ما هو رأي الشعوب الأخرى بالعرب..

طبعًا أنا أقدّس عروبتي وانتمائي إليها بشدّة، وفخورة بها... وأعرف أنه ممكن أن يُكتب عن العرب في هذا العصر كل ما هبّ ودَب ( للأسف الشديد)، ولكن في هذا الكتاب أعتقد (من وجهة نظري الخاصة) أن الكاتب كان عادلًا في الكتابة، فكان يجرح ويداوي في نفس الوقت.

الكاتب عاش في اليابان أربعين عاما حيث كان مدرسا للغة العربية، يسرد لنا بعضا من أفكاره التي كانت تراوده عندما كان يلف العواصم العربية ومنها القاهرة ليدَرس اللغة العربية.

إليكم بعض المقتطفات عن هذا الكتاب

1- كان يشعر بتوتر في المدينة، كان يرى وجوه الناس وهم يمشون في صمت وكأن أحداً يطاردهم… الصفوف الطويلة والطوابير أمام الجمعية ومواقف الحافلات.

 ويقول أن هذا التوتر له أسباب عدة ومنها المعاملة السيئة، فعندما يعامل الناس معاملة سيئة يصبح التوتر هو السمة السائدة في الشعب. 

 ولعل من أهم أسباب التوتر هو غياب "العدالة الاجتماعية"، فلا وجود للقانون والديمقراطية وحقوق الإنسان، كل هذه الأمور بلا أهمية، إنما هي كلمات تردد على مسامع العامة دون تطبيق، فالظالم يزيد في ظلمه بلا قانون رادع والمظلوم يزداد قمعه.

2- ويتكلم الكاتب عن القضية الفلسطينية وعن أيام النكبة عندما أصبحت الأونروا تعطي مساعدات مالية للاجئين. يتحدث في رواية عن فتاة إسمها أمل هي لاجئة فلسطينية… أخذت تبحث في كيس المساعدات عن ملابس لها فلم تجد إلا تنورة قصيرة لا تناسب ثقافتها ودينها وزوجين من البلاطين الفيزون.. وبما أنها لا تجد قوت يومها فكان عليها أن تقبل بمبلغ قليل من المال.

 إنها لا تحتاج إلى مساعدات من هذا النوع، لأن الذي اغْتُصِبَ هو ثقافة وعادات وتقاليد وهوية وطن... إذن فالمساعدات هنا لا معنى لها فالمهم قبل المساعدات هو التفكير في ثقافة الآخر.

3- يقول الكاتب أن الشخصية العربية تحمل تفكيرا نمطيا واحدا مثل فكرة الحاكم الواحد الذي يبقى طوال حياته يحكم الشعب.

4- في البلاد العربية لا يجد الفرد نفسه إلا في الإنتماء إلى عشيرة أو بكسب شهادة عالية أو وظيفة أو منصب وذلك لإثبات نفسه، وبما أن العدالة الاجتماعية تغيب عنهم فهم لا يشعرون أنهم مسؤولون عن الممتلكات العامة فيخربون الحدائق والطرق والشوارع ظنا منهم أنها ممتلكات الحكومة وليست لهم.

5- في المجتمعات العربية ترى قمع الحريات، غياب العدالة الاجتماعية (حيث يفرض الأب سلطته على الإبن، والمعلم على الطالب، والمدير على الموظف) وعدم تحمل الفرد مسؤوليته تجاه بلده وكأنها ملك للحكومة وليس ملكًا له.

6- تكلم عن الصحراء وكم هو معجب بشخصية أهل الصحراء، فهو لا يعتبرهم جهلاء أو أُمّيّين

 بل يعتقد أن حياة الصحراء علّمتهم الحكمة والصبر على قسوة المعيشة، ‎ويقول أن قسوة الطبيعة علمت البدوي التوحيد، فمهما كانت قاسية معه ودمرت جسده فلا تستطيع تدمير عقيدته وأخلاقه، ‎والبداوة علمتهم القوة ولكن القوة الأولى هي قوة الله ثم قوة أنفسهم.. عقيدتهم نقية وسلسة لا يسعون نحو التملك والتنمية.... عندهم الماء والنار والعشب هي ملكية عامة لأنها من الله، ‎الشرف عندهم عقيدة، يحمون ويوقرون الضيف، عندهم شجرة النسب عظيمة.

وأنا أقول له الآن وبعد تحول الكثير من الأوضاع في عالمنا العربي، ولمعرفة بتاريخنا الذي كان في مقدمة الأمم فإننا نتغير ونستعيد هَيمنتنا من جديد وسنلغي بإذن الله كل ما قيل عنا وذلك بعودتنا للتمسك بديننا أخلاقنا.