سيسمح إنترنت الأشياء للشركات بزيادة فرص الوظائف والأعمال لديها في مجالات الحساسات والبرمجيات والتكنولوجيات للأجهزة المختلفة التي يمكنها التواصل وتبادل البيانات مع الأنظمة والأجهزة الأخرى عبر الإنترنت.

هذا سيزيد من الابتكار ويجعل الكفاءة أكثر في جميع مجالات الوظائف والأعمال من التصميم وحتى التصنيع. ويساعد ذلك أيضا في معرفة تغير المناخ ويقلل من انبعاثات الغازات.

إذا كنت لاعب تنس وتحب التصميم مثلي، فربما تكون قد سمعت بالفعل عن مضرب التنس المتصل بالإنترنت الذي يستخدم أجهزة استشعار داخل المضرب لتحديد تأرجحك، ولماذا تستمر في ضرب الكرة خارج الملعب. ربما سمعت عن (Commuter x Jacquard، وهو سترة تتصل بهاتفك الذكي عبر البلوتوث تذكرك بالهاتف الذي تركته خلفك؛ وعن طريق تمرير يدك على كمك، يمكنك تشغيل أغنية أو تخطيها؛ في حين أن النقر على شريط الكتف يؤدي إلى التقاط صورة.

يتضح مما سبق كيف يمكن للشركات اعتماد إنترنت الأشياء (IoT) لزيادة قيمة الأعمال لديها إلى أقصى حد وذلك من خلال استخدام أجهزة الاستشعار والبرامج والتقنيات الأخرى في أجهزتها.

إن كيفية استخدام هذه التكنولوجيا المتقدمة التي بدأت تنتشر بسرعة لتقليل هدر الطعام من خلال تحسين سلسلة التوريد. وهناك أمثلة رائعة على الإمكانات التي تقدمها ووفقًا لتقرير للأمم المتحدة، فإن ما يصل إلى 30٪ من الأغذية في العالم تُفقد أو تُهدر قبل وصولها إلى المستفيد، أي ما يعادل حوالي (750) مليار دولار.

 تقدم شركة (Globe Tracker) الدنماركية، المتخصصة في مراقبة حاويات الشحن المبردة، حلاً للمراقبة والتحكم عن بعد في ضياع الطاقة وفشل المعدات أثناء تنقل الحاويات عبر العالم. من خلال نقل بيانات الوقت الفعلي الخاصة للتتبع من الحاويات المبردة وأجهزة الاستشعار الخاصة بها، حيث يتم مشاركة هذه البيانات الخاصة بالحاويات المبردة مع عملائها، عبر سلسلة التوريد، من المرسل إلى المستلم. وهذا يمنع فقدان البضاعة أو تلفها، ويتم حفظ جزءً من الطعام المهدور حول العالم كل عام والذي يقدر بـ 1.3 مليار طن.

الحياة في ظل الجيل الرابع (G4) و(5G) والهواتف الذكية

لقد غير الهاتف الذكي و(G4) بالفعل الطريقة التي نتواصل بها ونستهلك ونعيش، في حين أننا مع 

(5G) سندخل الجيل القادم من الاتصالات عبر الجوال. إلى جانب مجموعة من الحلول التكنولوجية الجديدة الأخرى مثل إنترنت الأشياء والحوسبة المتطورة والذكاء الاصطناعي (AI) والتعلم الآلي، تعمل ( 5G) على دعم الثورة الصناعية الرابعة بنفس الطريقة التي يعمل بها البخار والكهرباء والسيليكون على دعم الثورات الصناعية الثلاثة السابقة. حيث يوفر (G5) أساسا متينا لهذا التحول ويجهز الصناعة بالقوى الخارقة مثل السعة والسرعة ووقت الاستجابة بسرعة البرق،. بفضل الاتصال الأسرع والأكثر موثوقية، يمكن للمصانع تحويل أعمالهم رقميًا وتصنيع منتجاتهم بطرق أكثر ذكاءً.

من خلال كونها شبكة معرفة بالبرامج، ستحل (5G) محل الحاجة إلى الكابلات عن طريق العمل على السحابة بدلاً من ذلك. حيث سيكون لديه قدرة أفضل مائة مرة من 4G وسيُحسن بشكل كبير سرعة الإنترنت. وستكون أوقات الاستجابة أيضًا أسرع بكثير مع 5G. حيث تستجيب شبكة 4G لأوامرنا في أقل من 50 مللي ثانية بقليل. مع 5G سيستغرق حوالي مللي ثانية - أسرع 400 مرة من غمضة العين؛ بالنسبة لعالم يعتمد بشكل متزايد على الإنترنت في العمل، فإن تقليل التأخير الزمني أمر بالغ الأهمية.

من الضروري تطوير سيارات أكثر أمانًا وذكاءً. حيث تحصد حوادث المرور على الطرق أكثر من 1,35 مليون شخص كل عام، وتتسبب في ما يصل إلى 50 مليون إصابة على مستوى العالم. أما مع 5G، فيمكننا تقليل التصادمات والإصابات على الطريق مما له أهمية اجتماعية واقتصادية كبيرة. حيث من خلال ربط الذكاء بين الأجسام المتحركة المختلفة والتحرك بسرعتها، يمكننا منع الحوادث.

 لقد رأينا بالفعل بعض الفوائد المبكرة من خلال استعمال أنظمة مساعدة السائق المتقدمة (ADAS)، مثل أنظمة التحذير من الاصطدام الأمامي ونظام التحكم في ثبات السرعة. وستنمو هذه الفوائد بشكل كبير عندما يتم توصيل المركبات مع السيارات الأخرى ومع كل شيء حولها لغرض مشاركة المعلومات وانتقالها فيما بينها.

الجيل الخامس (5G) عنوان التحول التكنولوجي القادم

بحلول نهاية عام 2025، يتوقع أن يكون للجيل الخامس (2,6) مليار اشتراك يغطي ما يصل إلى 65٪ من سكان العالم. وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن يصل عدد اتصالات إنترنت الأشياء الخلوية (الأشياء المادية المتصلة بالإنترنت) إلى 5 مليارات في جميع أنحاء العالم، ارتفاعًا ب1,3 مليار مقارنة باليوم. وفقًا لماكينزي، وإذا كان صانعو السياسات والشركات على صواب، فإن القيمة الاقتصادية التي تولدها إنترنت الأشياء على مستوى العالم يمكن أن تولد ما بين 3,9 تريليون دولار إلى 11,1 تريليون دولار سنويًا بحلول عام 2025. ومثل العديد من التحولات الضخمة الأخرى في الاقتصاد والتكنولوجيا، يعد هذا أمرًا رائعًا وفرصة لتبني تقنيات جديدة والمضي قدما نحو تطوير أكثر.

الخصوصية والعولمة والمنافسة محركات رئيسية للرقمنة 

تعد العولمة والمنافسة المفرطة والحفاظ على الخصوصية بعض المحركات الرئيسية للرقمنة، جنبًا إلى جنب مع نضج التكنولوجيا. حيث هناك زخم ملحوظ في السوق وهذا يعني فرص جديدة للمؤسسات، ولكنه في نفس الوقت يثير أيضًا العديد من المخاوف منها: 

  • الحاجة إلى زيادة المرونة.
  •  الأمن. 

فنظرًا لأنك تدير المزيد والمزيد من البيانات، التي تعتبر حساسة لإنتاجيتك، فإن الأمان سيكون مهما للغاية. علاوة على ذلك، تواجه الشركات ضغطًا متزايدًا لتحسين سلامة العمل وتقليل إنتاج الكربون. ويحدث هذا في وقت واحد مع الحاجة إلى زيادة الإنتاجية.

باختصار، يجب على الشركات والصناعات أن تفعل أكثر وأفضل بمدخلات أقل. حيث إن احتضان تقنيات وأفكار الثورة الصناعية الرابعة، التي توفر الوصول إلى البيانات والرؤى لتحسين عملك، سيكون أمرًا حاسمًا للبقاء على قيد الحياة على المدى الطويل. 

وفي الواقع، هناك تكلفة كبيرة مرتبطة بالانتظار السلبي على الهامش. حيث ستشهد الشركة المصنعة متعددة الجنسيات التي فشلت في مواكبة التطور عدم كفاءة وتوقف عن العمل يؤثران على الإنتاج. حيث أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى خسائر تقدر بمئات الملايين من الدولارات، بالإضافة إلى خطر السقوط أمام المنافسين الآخرين.

ومع ذلك، فإن التحدي الأكبر في عصرنا هو تغير المناخ وجهود الاستدامة التي أصبحت من أولويات الأعمال. حيث في الوقت الحاضر، يتم تحديد الأعمال الفائزة من خلال قدراتها على تقليل بصمتها الكربونية. مرة أخرى، تلعب الابتكارات التكنولوجية دورًا مهمًا غالبًا ما يؤدي اعتماد نموذج أعمال أكثر ذكاءً وأكثر ارتباطًا إلى تحقيق كفاءة الطاقة كأثر جانبي.

 من المتوقع أن تقلل التقنيات الرقمية مثل الجيل الخامس وإنترنت الأشياء من الانبعاثات العالمية بنسبة تصل إلى 15٪ بحلول عام 2030 والتي ستكون حاسمة في مكافحة تغير المناخ.

كيف نحقق أقصى استفادة من الموجة التالية من التقنيات؟ سأقتبس من مديري Börje Ekholm، حيث يقول: "فلنبدأ في التفكير في التأثير الذي يمكن أن يحدثه عملك على بقية العالم". هذه فكرة مذهلة حقًا وعقلية يجب أن تلهمنا لاتخاذ القرارات الصحيحة، والتي ستؤدي بدورها إلى إنشاء أعمال أفضل وأكثر استدامة وكفاءة في كل جانب.