إن الرفاهية التي وصلت إليها المجتمعات الحديثة تدل بوضوح على درجة التقدم التي بلغها إنسان هذا العصر، من خلال استخدامه للتكنولوجيا في أبسط أمور حياته اليومية، فمن ربط مختلف الأشياء والأجهزة بالأنترنت استطاع أن يوفر على نفسه الكثير من المال والجهد والوقت، لكن هناك تباين في هذا الوضع، فالإنسان في الدول الغربية أصبح يعيش الرفاهية المفرطة تكنولوجيا وإن كان الأمر لا بد منه بناءً على ما يفرضه الواقع اليوم، وفي الجهة المقابلة الإنسان في الدول المتخلفة لا زال بعيد عن هذا الواقع للأسف، ويحتاج الكثير ليصل ويحقق التوازن مع نظيره في الغرب، وبالنظر إلى الوضع العام في الدول المتخلفة قياسا باسمها، فإن الأمر سيكون له تأثير كبير وواضح على واقع هذه الدول والذي لن يكون سوى بوابة لتخلف أكبر وتبعية دائمة.

 ما هي إنترنت الأشياء؟

  “ Internet Of Things إنترنت الأشياء هو مفهوم متطور لشبكة الإنترنت بحيث تمتلك كل الأشياء في حياتنا قابلية الإتصال بالإنترنت أو ببعضها البعض لإرسال وإستقبال البيانات، وأداء وظائف محددة من خلال الشبكة العنكبوتية. و ببساطة إنترنت الأشياء هو الواقع الذي بدأ البعض يعيش الكثير من جوانبه حالياً، حيث أن بعض الأشياء التي نستخدمها أصبح لديها قدرة الإتصال بالإنترنت، مثل الساعات، التلفزيونات، إسوارات اليد، النظارات وغيرها.

ما هي “الأشياء” في إنترنت الأشياء؟

كل شيء نستعمله في حياتنا اليومية ويمكن ربطه بالإنترنت، يدخل ضمن مفهوم إنترنت الأشياء مثل الملابس، الأثاث، الأواني المنزلية، أعضاء الجسم، الشوارع، بل وحتى الحيوانات!

يتضمّن إنترنت الأشياء (IoT) أو كما يُشار إليه بإنترنت كلّ شيءٍ (Internet of Everything (IoE كلَّ الأجهزة التي تستطيع العمل على شبكة الإنترنت والتي بإمكانها جمعُ وإرسالُ ومعالجةُ البيانات التي تلتقطها من بيئتها المحيطة، مستخدمةً حساساتٍ ومعالجاتٍ بالإضافة إلى وسائط اتصالٍ. وتُدعى غالبًا بالأجهزة المتصلة أو الذكية لأنها تستطيع التواصل مع الأجهزة الأخرى المرتبطة بها بعمليةٍ تُعرف باتصال آلةٍ بآلة machine-to-machine ، والتفاعل مع المعلومات التي تُجلب من الجهاز الآخر. ويستطيع البشر التفاعل معها لتهيئتها وإعطائها تعليماتٍ أو الوصول إلى البيانات، ولكنها تقوم بمعظم علمها دون تدخلٍ بشريٍّ.

تطبيقات إنترنت الأشياء:

يعتبر نطاق تطبيق تقنية إنترنت الأشياء واسعًا جدًا في الحياة اليومية، ومن أهم هذه الأمثلة والتطبيقات:

  • الأجهزة الذكية والقابلة للارتداء.
  • الكشف عن تصاعد الأدخنة في الأماكن القريبة، وإطلاق صافرات الإنذار بناءًا على ذلك.
  • الكشف عن المخزون الخاص بمواد التصنيع، وذلك بالإعلام عما شارف على الانتهاء مثلًا.
  • الترتيب التلقائي للمواعيد اليومية للأشخاص.
  • الإعلام عن وجود خطرٍ محتملٍ في بيئةٍ ما.
  • مراقبة مدى توفر الوقود في محطات التدفئة والتنبيه في حال قرب الانتهاء.
  • الإرشاد إلى أماكن وجود مواقفٍ للسيارات عند البحث عن ذلك تلقائيًا.
  • إمكانية الاطلاع على بعض الظروف الطبيعية السائدة في مكانٍ ما بواسطة الشبكة، كنوعية التربة وجودتها مثلًا. 
استخدامات إنترنت الأشياء

العديد من الدول تستعد في الفترة القادمة من عصر التكنولوجيا لتطبيق إنترنت الأشياء على نطاق واسع ولعل أهم هذه المجالات نذكر ما يلي:

  • الاتصالات: قطاع الإتصالات السلكية واللاسلكية الأكثر تأثرًا وانخراطًا بإنترنت الأشياء؛ إذ ستقوم إنترنت الأشياء بدور فعال في الاحتفاظ بكافة البيانات المتعلقة بهذا الشأن، ويُلزم بموجبه كافة الأجهزة الذكية بمختلفِ أنواعها سواءً كانت حواسيب شخصيةٍ أو هواتفٍ ذكيةٍ بوجوب الاحتفاظِ بوجود اتصالٍ موثوقٍ به مع شبكة الإنترنت لضمان استمرارية العمل بفاعليةٍ عاليةٍ.
  • الرعاية الصحية: تعتبر الرعاية الصحية من أكبر المجالات الممكن تطبيق إنترنت الأشياء عليها، إذ يمكن مراقبة المرضى عن بُعد وتسجيل حالاتهم ضمن السجلات الإلكترونية، كما يمكن تفعيلها أيضًا في الأجهزة القابلة للارتداء لفرض الرقابة على التمارين الرياضية وأسلوب النوم للمرضى وغيرها من العادات الصحية، بالإضافةِ إلى ما تقدّم؛ فإنه من الممكن أن يساهم في إنقاذ الكثير من الأرواح عند الإبلاغ عن وجود خطرٍ مسبقٍ على صحة المريض قبل وقوع الوفاة.
  • البيع بالتجزئة: يعتبر المستفيد في هذا السياق من إنترنت الأشياء كل من المستهلك والتاجر في آنٍ واحدٍ، حيث يقوم التاجر بمراقبة البضائع المتوفرة لديه في المخزن وعمليات البيع والشراء، أما المستهلك فيتم تزويده بآخر ما تم توفيره من بضائعٍ تثير اهتمامه في المتاجر التي اعتاد على ارتيادها.
  • المصانع والشركات: يعد القطاع الصناعي قطاعًا لديه الإمكانيات الوفيرة في دمجِ IOT أنترنت الأشياء في أبعاده، وقد يتمثل ذلك باستقطاب البيانات الخاصة بالماكينات الموجودة في أقسام المصنع والمواد والمعدات المتراكمة على الرفوف في المستودعات، ويتمثل دور إنترنت الأشياء هنا هو مراقبة الموارد المتوفرة من حيث احتمالية نفاذها ووجود المشاكل فيها وغيرها؛ ويترتب على ذلك ضمان أداء الأعمال بكل كفاءةٍ وفاعليةٍ وتوفير التكاليف التي كان من الممكن أن تُنفق على المخاطر.

تساعد إنترنت الأشياء أصحاب القرار في اتخاذ القرار الأمثل من بين مجموعة القرارات المتوفرة لديهم، ورفع مستوى استراتيجية الأداء والإنتاجية في المصانع مع تقديم خدمة أفضل للعملاء، ورفع نسبة الإنتاجية، بالإضافة إلى توفير الجهد والوقت والمال والحيلولة دون وقوع المشاكل والتصدي لها.