تحرير: ميريك دوسيك

تواجه منطقة الشرق الأوسط حالة من عدم اليقين الجيوسياسي، ومع ذلك فإن التحولات في التكنولوجيا والأنظمة الاقتصادية والاجتماعية توفر فرصًا للتقدم، لذا يجب على القادة في المنطقة التركيز على ست أولويات رئيسية في التكنولوجيا والنمو الاقتصادي وحماية البيئة والمساواة.

نظرًا لأن العالم يتغير بفعل التطورات الزلزالية في التكنولوجيا والمناخ والحاجة إلى أنظمة اقتصادية واجتماعية أكثر شمولاً، فهناك خطر حقيقي يتمثل في أن يفوت كثيرون في الشرق الأوسط الفرص التي توفرها هذه التحولات الضخمة، نظرًا لعدم اليقين الجيوسياسي الحالي الذي يلف المنطقة.

في الوقت نفسه، ندخل عامًا تترأس فيه دولة عربية أو شرق أوسطية مجموعة العشرين لأول مرة، حيث توفر رئاسة المملكة العربية السعودية لمجموعة العشرين فرصة مناسبة لتسليط الضوء على هذه الاتجاهات بشكل أكبر لجميع أصحاب المصلحة في مستقبل المنطقة. ويجب أن يركز أصحاب المصلحة في المنطقة معًا على ست أولويات رئيسية لدفع عجلة التقدم، والتي تتمثل في: 

1. تشكيل حوكمة التكنولوجيا

مع واحدة من أعلى معدلات تبني الإنترنت في العالم ومع تزايد عدد السكان المتمرسين في مجال التكنولوجيا، تعمل الثورة الصناعية الرابعة على تغيير المنطقة بوتيرة غير مسبوقة، وتمثل البيانات المتغير الأساسي الذي يمكن أن يوسع فرص الأعمال إلى أسواق رقمية أكبر ويطلق العنان للنمو الاقتصادي المنسق في جميع أنحاء المنطقة. ومع ذلك، فإن الافتقار إلى بروتوكولات التمكين لتسريع التدفقات عبر البيانات والمشهد التنظيمي المجزأ في المنطقة يعيق الإمكانات الرقمية الحقيقية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

من خلال اتخاذ شبكة المنتدى الاقتصادي العالمي للثورة الصناعية الرابعة كأساس، ستعمل المراكز التابعة في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة على تطوير وتجريب وتوسيع نطاق أدوات الحوكمة التي تركز على الإنسان، لتسخير إمكانات التقنيات الناشئة بشكل كامل للنمو الاقتصادي في المنطقة.

2. الاستعداد لمستقبل الوظائف في الوطن العربي

نظرًا لأن الثورة الصناعية الرابعة تخلق ضغطًا جديدًا على أسواق العمل وأنظمة التعليم، فإن التعلم مدى الحياة ومبادرات إعادة الصقل المستمرة أمران حاسمان للسماح للقوى العاملة الحالية والمستقبلية بالبقاء قادرة على المنافسة في مستقبل العمل، وللشركات للحصول على المواهب الماهرة التي تحتاجها لضمان استدامتها على المدى الطويل.

من خلال الاستفادة من مسرعات سد فجوة المهارات في عُمان والإمارات العربية المتحدة والمساهمة في تحدي ثورة إعادة تشكيل المهارات في المنتدى لتدريب مليار شخص وإعادة تأهيلهم بحلول عام 2030، يهدف مستقبل الوظائف في العالم العربي إلى تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص لتحفيز التغيير المنهجي وتعزيز فرص العمل مدى الحياة في جميع أنحاء المنطقة.

3. مقياس ريادة الأعمال الاجتماعية

للتغلب على الحواجز التقليدية وتسخير التقنيات الناشئة لتلبية الاحتياجات الديناميكية لعدد متزايد من السكان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فإن الشركات الناشئة لها تأثير اجتماعي بعيد المدى وهي تملأ الفراغ الذي خلفته الحكومات في مجالات مثل التعليم والصحة والطاقة. ومع ذلك، نظرًا لعدم وجود نظام إيكولوجي داعم إقليمي أساسي، فإن تأثيرها لا يزال محدودًا في محيط محلي.

بناءً على عمل المنتدى الاقتصادي العالمي مع مجتمع الشركات العربية الناشئة المائة، فإن مسعانا هو إنشاء نموذج إقليمي لريادة الأعمال الاجتماعية لتوسيع نطاق قيمتها وتضخيمها للمجتمع عبر جميع الأطياف.

4. إطلاق العنان لقدرات المرأة العربية

كما حدده تقرير الفجوة بين الجنسين الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، فإن تسريع دمج المرأة في القوى العاملة وتسخير فرص التكافؤ بين الجنسين يمكن أن يضيف 2.7 تريليون دولار إلى اقتصاد المنطقة بحلول عام 2025.

من خلال الاستفادة من عديد من الإصلاحات المحلية في هذا السياق، والتي كانت مصر مثالاً رائدًا لها مع أول مسرع لسد الفجوة بين الجنسين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، نهدف إلى توسيع نطاق هذه الجهود على المستوى الإقليمي وتصميم سياسات جديدة يمكن أن تحقق حول التغيير المجتمعي لفتح الشمول الاقتصادي الكامل بين الجنسين في نهاية المطاف.

5. تشديد الرقابة على البيئة

تعد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من أكثر مناطق العالم إجهادًا مائيا وستتأثر بشدة بتغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة، بينما تواجه في نفس الوقت مشاكل مزمنة من النفايات والتلوث، هذه الأزمة ملحة وتتطلب تغييرًا جذريًا من أجل تجنب تأثيرها الضار على المنطقة وعلى الأجيال القادمة.

استجابة لهذه الضرورة، نريد تعزيز الإشراف البيئي في جميع أنحاء المنطقة وتقديم حلول مبتكرة وخلاقة لمواجهة العواقب الوخيمة لتغير المناخ. في هذا الفضاء على سبيل المثال، فإن العمل الرائد لمشروع "Scale 360" ​​لديه مهمة فريدة لتسريع الانتقال إلى الاقتصاد الدائري من خلال ابتكارات الثورة الصناعية الرابعة.

6. الالتزام برؤية جديدة للتكامل الاقتصادي

على الرغم من أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان (ميناب) واحدة من أكثر المناطق اكتظاظًا بالسكان في العالم، فإنها تساهم فقط بنسبة 3.4 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وتقدر الفرص الاقتصادية غير المستغلة بحوالي 2.7 تريليون دولار.

وتعزى هذه الفجوة بشكل رئيسي إلى القطاع الخاص المتخلف، الذي تعوق إمكانياته الحقيقية حواجز التجارة ونقص التعاون الاقتصادي بين البلدان.

نظرًا لتزايد الرغبة الحقيقية في الاتصال، وأيضًا في سياق الفرص الرقمية التي توفرها الثورة الصناعية الرابعة، فإننا نجتمع مع مجموعة من قادة الأعمال الإقليميين والدوليين ذوي التوجه المستقبلي لتصميم ونشر الحلول التي يمكن أن توسع الوصول والتنقل إلى المستثمرين والمواطنين من أجل ازدهار اقتصاد ميناب في السنوات القادمة.