قبل أيام جاءت لي ابنتي تشتكي من معلمتها وقالت: صارت معي اليوم مشكلة مع المعلمة فلانة، وطردتني خارج الفصل.
أنا (بغضب): لا أحب هذا الأسلوب، ومهما حصل من الطلاب فعلى المعلم امتلاك نفسه.. ما هو سبب المشكلة؟ أجابت إبنتي لا أعرف، هي دائمًا هكذا تصرخ وتغضب من لا شيء.
أنا: لا يوجد إنسان يصرخ ويغضب من لا شيء، قالت إبنتي طلبنا منها أن تخفف علينا مادة الإختبار فثارت علينا غضبًا.
أنا: هل صدر منكم شيء اتجاهها؟ إبنتي لا، هي دائمًا تريد أن تشعرنا أن مادتها مهمة، وهي ليست مهمة، وليس من حقها أن تجعل المادة أصعب علينا، ودائمًا تأتي حصصها في نهاية الدوام فإما نستأذن أو نكون قد استُهلكنا من التعب فلا نشارك كثيرًا.
أنا: إذن أنتم أشعرْتموها أن مادتها سخيفة ولا وزن لها، وأهملتمُوها، وبعد كل هذا تريدون منها أن تجعل لكم الاختبار سهلا. إبنتي: نعم وليس من حقّها أن تتكلم معنا بهذه الطريقة.
أنا: إذن ليس من حق المعلمة أن تعطيكم اختبار في المادة التي درّستها في الحصص، وليس من حق المعلمة أن تتكلم معكم بهذه الطريقة، وليس من حق المعلمة أن تقيِّم الطالب المقصّر وترصد له علامة غير كاملة. إذن ما الذي يحق لهذه المعلمة؟ أن ترى اهمالكم وتبتسم، أن تجعل الاختبار كما تريدون وإلا فلا.. وتتقبل عدم اهتمامكم بكل صدر رحب، وبعد كل ذلك إذا لم ترضخ لطلباتكم سيتم الشكوى عليها من قبل أمهاتكم.
أيّ تعليم هذا؟ وأي عصر نعيش فيه؟ إنه أكيد عصر البطيخ، أصبحنا نعيش في وقت يُملي الطالب على المعلم قوانينه؟ نعم أعرف أن هناك معلمين ليسوا أكفّاء، وممكن أن يكون هذا سبب لاهتزاز قيمة المعلم في المجتمع.
أيتها الأم الفاضلة قبل أن تربي أبناءك على قانون خذ حقك بيدك علّميهم أن عليهم واجبات كما لهم حقوق، علّمي أبنائك أنهم مسؤولون عن تصرفاتهم وسلوكهم وكلامهم وأخلاقهم داخل الفصل، علميهم أن للمعلم قيمة... وليس لشكواهم قيمة حين لا تلبى طلباتهم.
أصبح الموضوع مضحكًا ومبكي في نفس الوقت، لأن أي كلمة قد يتفوه بها المعلم سيتم الشكوى عنه، وكأنه مخلوق ملائكيّ لا يجب أن يخطيء، أو مخلوق فضائي مُبرمج على هوى الطلاب، ولكن دعونا نكون نحن الأمهات اللاتي يُعدِدن جيل يحترم المعلم ويعطيه قدره كما كان في السابق، مع حفظ حقوق كلّ من الطالب والمعلم، وحفظ قانون الرسول الكريم " ليس منّا من لا يرحم صغيرنا و يوقّر كبيرنا"
فالموضوع على عاتق كل من المعلم والطالب… لنعيد علاقة السلام بين الإثنين.