يتميز هذا العصر بالتغيرات السريعة الناجمة عن التقدم العلمي والتكنولوجي وتقنية المعلومات، لذا أصبح من الضروري على النظام التربوي مواكبة هذه التغيرات لمواجهة المشكلات التي قد تنجم عنها مثل كثرة المعلومات وزيادة المتعلمين ونقص المعلمين وبعد المسافات.
يُعد التقويم ركنا أساسيا بالمنظومة التعليمية، يرتبط بالأهداف التعليمية المراد تحقيقها، والمحتوى التعليمي للمقرر، والوسائل والأنشطة وطرائق التدريس التي يستخدمها المعلمون. حيث يؤكد مدى تحقق نواتج العملية العليمية ومدى مناسبة المدخلات والعمليات ومتطلباتها لتحقق نواتج التعلم المستهدفة طبقا للمعايير.
تعد الاختبارات واحدة من وسائل التقويم المتنوعة، بل الأكثر شيوعا، فهي وسيلة فعالة إذا أُحسن بناؤها واستخدامها. كما تدلنا على حاجات المتعلم وسلوكه وتفكيره، فهي إحدى الطرق المهمة التي يستخدمها المعلم ويوظفها لتقييم طلابه، وتعزيز نموهم، والكشف عن قدراتهم واستعداداتهم. والعمل على تنمية تلك القدرات والاستعدادات، وتساعدنا أيضاً على تشخيص الكثير من الظواهر التعليمية، وتحديد مدى نجاح الطرق والأساليب والوسائلذ التي استخدمها المعلم. لذلك، لا يمكن أن ينفصل عمل المدرس عن الاختبارات بأي حال من الأحوال، فالاختبارات جزء لا يتجزأ من عملية التدريس.
كما أن نتائج التقويم ليست مهمة للطلاب فقط ، لكنها أيضاً مهمة بالنسبة للمعلمين، فهي تساعدهم في تعديل أدائهم التدريسي لتحقيقهم أهداف العملية التعليمية، ويوجد قلق لدى الدول والمجتمعات حول مدخلات النظام التعليمي وومخرجاته.ذلك أن مشكلة ضعف التحصيل وتدني الاتجاهات والقيم والمهارات عند الخريجين أهم مصادر القلق التي تواجههم. (محمد شاهين. 2014. 197).
تقدم الاختبارات الإلكترونية خدمة كبيرة في مجال التعليم، بل تعد من أهم الخدمات التي قدمتها التقنية للعملية التعليمية، حيث يوفر هذا النوع من الاختبارات الوقت والجهد على المعلم. وبمقارنة بالاختبارات الورقية، فإن المعلم لا يحتاج إلي وقت كبير من أجل الحصول على نتائج طلابه، كما أنه في نفس الوقت لا يحتاج إلي بذل مزيد من الجهد في التصحيح والرصد والمتابعة والمراجعة، حتى نخرج النتيجة في شكلها النهائي، حيث يقوم الحاسوب بكل هذا الجهد في وقت قياسي، وبنسبة خطأ تكاد تكون معدومة. (أحمد سالم، 2004).
وتُعد الاختبارات الإلكترونية بصفتها أداة للقياس، أكثر فاعلية من الاختبارات التقليدية (الورقة والقلم)؛ فهي تساعد المعلمين على تقييم درجة استيعاب الطلبة، ومشاركتهم، حيث إن استجابات الطلبة يمكن تسجيلها، بما في ذلك الشاشات والروابط والمفاتيح التي يضغطون عليها، مما يوفر قدرا كبيرا من المعلومات يمكن من خلال تحليلها عمل الدراسات، والبحوث، ومراجعة السياسات التعليمية بطريقة سهلة وسريعة؛ أكثر من اختبارات الورقة والقلم والتي تزودنا بنتائج بطيئة جدا لا تساهم في توجيه السياسات التعليمية بدقة . (سالي صبحي، 2005)، (Kearsley, 2000; Bennett, 2001) ، ويعد التقويم المناسب مكونا رئيسا لعملية التعلم الصفي الفعال. (Bridgeman et al., 2003).
مشكلة البحث وأسئلته
تكمن مشكلة البحث في االحاجة إلى التعرف على اتجاهات المعلمين نحو استخدام الاختبارات الإلكترونية في قياس التحصيل الدراسي بمحافظة البحيرة. ويمكن صياغة السؤال الرئيس للدراسة بهذا السؤال: "ما اتجاهات المعلمين نحو استخدام الاختبارات الإلكترونية في قياس التحصيل الدراسي بمحافظة البحيرة"، ويتفرع من السؤال الرئيس، الأسئلة الفرعية الآتية:
1. ما اتجاهات المعلمين نحو استخدام الاختبارات الإلكترونية في قياس التحصيل الدراسي ؟
2. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في اتجاهات المعلمين نحو استخدام الاختبارات الإلكترونية تعزى لمتغير المؤهل العلمي؟
3. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في اتجاهات المعلمين نحو استخدام الاختبارات الإلكترونية تعزى لمتغير سنوات الخبرة؟
4. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في اتجاهات المعلمين نحو استخدام الاختبارات الإلكترونية تعزى لمتغير المرحلة (إعدادي/ ثانوي)؟
5. ما معوقات تطبيق نظام الاختبارات الإلكترونية من وجهة نظر المعلمين عينة الدراسة؟
أهداف البحث
هدف البحث الحالي إلى: التعرف على اتجاهات المعلمين نحو استخدام الاختبارات الإلكترونية في قياس التحصيل الدراسي من خلال الكشف عن:
- اتجاهات المعلمين نحو استخدام الاختبارات الإلكترونية .
- أثر متغير المؤهل العلمي في اتجاهات المعلمين نحو استخدام الاختبارات الإلكترونية.
- أثر متغير سنوات الخبرة في اتجاهات المعلمين نحو استخدام الاختبارات الإلكترونية.
- أثر متغير المرحلة (اعدادي/ ثانوي) في اتجاهات المعلمين نحو استخدام الاختبارات الإلكترونية
- أهم معوقات استخدام نظام الاختبارات الالكترونية من وجهة نظر المعلمين