تعرف العجلة بأنها فعل شيء بلا مهلة ولا تفكر؛ فالمستعجل لا يترفق ولا يتفكر لحظة فيما هو الأحسن والأسوأ، وهي في الحقيقة صفة توجد في حياة الإنسان وغيره بالنظر إلى الصورة الطبيعية.
 
إنّ العجلة تعدُّ من السلوكيات الإنسانية الضارة، والواجب علينا البعد عنها والتروي عند فعل أي شيء فضلًا عن أن العجلة تؤدي بالإنسان إلى أن يظل موصوفًا بأنه صاحب خلق سيء: فمن استعجل في عمل ما لا يستطيع إنهاءه في الغالب كما يريد بل يفشل في تحقيق أهدافه المنشودة.
 
وعلى العكس من ذلك، في الحقيقة يأتي الأمر على الاستعجال في أعمال الخير والصلاح، فلا يحسن ارتباطه بالعجلة  التي تورث الندامة، فالمسارعة في الخيرات أمر  جيد محمود ومطلوب،  مصداقًا لقوله تعالى: "أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ"؛ فإذا أراد رجل أن يستعجل في الخير فهو محمود على ذلك ويجزى به مثوبة من عند الله تعالى، وإذا ما كان الاستعجال في أعمال الشر والسوء فهذا من الشيطان. أما أعمال الخير فهي من توفيق الله تعالى، وتجلب السعادة لأصحابها وتكون عواقبها بالنجاح والفلاح والتوفيق أيضًا. 
 
مما لا شك فيه ولا ريب أن المشاكل المتعددة التي يواجهها الإنسان لا تُوجد إلا ولها حلول أكيدة. وعلاج المشاكل الناتجة عن العجلة كذلك ميسور، وهو أن تصبر أيها الإنسان وتتأنى في العمل لأن من تأنّى نال ما تمنى، كما في قوله تعالى "إن الله مع الصابرين" وهذا يمكنك من إنجاز ما تريد تحقيقه بشكل سهل وجيد، وقد تؤثر العجلة في بقاء حياة الإنسان. 
 
ومن هنا، تبرز أهمية الصبر، وأضرب لكم مثالًا في رجل يقوم بعبور الطريق السريع وقطعه دون التروي والانتباه فإنه من المحتمل بشدة أن تصدمه السيارات المسرعة في طريقها، وربما يؤدي به ذلك إلى الموت، وستتولد لديه الحسرة والندم والألم الدائم وسيؤثر ذلك على حياته بشكل دائم.
 
نستنتج مما سبق: إنّ الصبر ضروري في الأعمال المهمة. وفي الحقيقة نرى أن العجلة لا تثمر إلا الندم والتحسر والتأسف على ما جرى، وعلى الإنسان أن يتمهل في أفعاله، وأقواله وأن يتأنى فيها دون استعجال؛ لأنّ العجلة تورث الندامة والتحسر، وفي ذلك يقول الحكماء "في العجلة الندامة، وفي التأني السلامة"