تقرؤون نص مداخلة الدكتور علي القره داغي في ملتقى ميلاد حضارة لنصرة المصطفى صلى الله عليه وسلم من استضافة عمران الحضارة بتاريخ 28 نونبر 2020 عنوانه "الإرشادات النبوية في المسالمة والمحاربة مع قوى الشر".
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبرحمته تتنزل البركات، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً لجميع الكائنات، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين والجزاءات.
أيها الأخوة الكرام أيتها الاخوات الكريمات، أحييكم جميعاً بتحيةٍ طيبةٍ مباركة، وهي تحية الإسلام وتحية الإسلام السلام، فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
يشرفني حقاً ويسعدني صدقاً أن أكون معكم في هذه الأمسية المباركة، حول حضارتنا الإسلامية، وحول الإرشادات النبوية، في المسالمة والمحاربة مع قوى الشر، هذا هو الموضوع الذي سأتحدث عنه بإذن الله تعالى في هذه الفسحة الزمنية.
بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم.. رحمة للعالمين وتحرير من الأغلال
أيها الأخوة الكرام هذا الدين أنزله الله سبحانه وتعالى أساساً وغايةً ومقصداً ليكون رحمةً للعالمين (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)[سورة الأنبياء الآية: 107]، ومن هنا هذه كانت هي الغاية القصوى والمقصد الأسمى في إنزال القرآن الكريم وفي تكليف سيدنا محمدٍ المبعوث رحمةً للعالمين.
هذا الهدف العظيم المحصور في الرحمة يقتضي أن يكون لهذه الرسالة برنامج متميز مختلف عن بقية النظم والشرائع والقوانين السابقة، بحيث تنطلق من الرحمة بالإنسان إلى أخيه الإنسان، ومن الإنسان إلى بقية الكائنات، ولذلك تأتي جميع الخطابات القرآنية موجهةً إلى هذا الإنسان، ليرتقي بروحه لتسمو، وبقلبه ليعلو، وبنفسه لتطمئن، وبعقله ليبدع، وبأخلاقه ليكون هذا الإنسان مقتدياً بالرسول صلى الله عليه وسلم في الخلق العظيم.
إذا كان الأمر كذلك فإن المنهج الأساسي الذي يريد الرسول صلى الله عليه وسلم تطبيقه هو دعوة الناس، الرفق بهم، الإشفاق عليهم، هدايتهم ونشر الخير (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)[سورة آل عمران الآية: 110]، أخرجت للناس "اللام" للمنفعة كما يقول علماء اللغة، لإنقاذ الناس من الشرك والخرافات إلى التوحيد، ومن سجدات كثيرة لغير الله سبحانه وتعالى إلى سجدةٍ واحدة لله سبحانه وتعالى، ولإعطائه الحرية التي هي أعز ما يملكه الإنسان، ولذلك جعل الله سبحانه وتعالى هذا العظيم بهذا المعنى في التوراة والإنجيل، قدمه إلى بقية الأمم بأنه رسول الحرية بكل ما تعني هذه الكلمة، فقال سبحانه وتعالى في سورة الأعراف (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ)[سورة الأعراف الآية: 157]، ثم بعد ذلك يقول والذي يهمنا (وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ)[سورة الأعراف الآية: 157]، أي يضع عنهم جميع التكاليف والعقوبات والواجبات المشددة، أما الأغلال فهي القيود التي وضعت على الناس باسم الدين لأي سببٍ كان.
فيأتي هذا الرسول صلى الله عليه وسلم ليحرر الإنسانية من هذه الآثار ومن هذه الأغلال التي تقيد الإنسان وتجعله مكبوتاً سواءٌ من خلال الاستبداد والاستكبار أو بدون ذلك.
"فقه الموازين" المنهج النبوي في كافة المعاملات
ومن هنا كان منهج الرسول صلى الله عليه وسلم الذي اعتمد عليه هو الموازين " فقه الميزان" في قوله تعالى (وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ)[سورة الحديد الآية: 25]. الكتاب هو الدستور العظيم الذي يحقق لهذه الإنسانية الكرامة والحضارة والقوة والرفعة، والميزان هو الذي يفسر هذا الكتاب ويضع كل شيءٍ وفق الموازين الدقيقة دون تحيزٍ ولا ازدواجيةٍ ولا محاباة، كما قال رب العالمين (وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ)[سورة الحديد الآية: 25].
وما يتعلق بموضوع المداخلة "المسالمة والمحاربة" نجد أن القرآن الكريم فعلاً قام في هذه الآيات الكثيرة التي تتحدث عن القتال والشدة والغلظة، نجد أن كل هذه الآيات إخوتي الأحبة هي في ميزانٍ استثنائيٍ وهو ميزان القتال، أما الميزان الآخر الذي هو الأقوى والأرجح في كفتي الميزان هو ميزان الدعوة، وميزان السلم وميزان التعايش، بل ميزان البر والإحسان، ومن هنا بين الله سبحانه وتعالى في سورة الممتحنة هذين الميزانين بدقة (لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ) [سورة الممتحنة الآية: 8].
والبر هو القمة، هذه الكلمة البر أي الإحسان هذه تستعمل مع الله، حتى وصفٌ الله نفسه أنه هو البر الرحيم، وتستعمل كذلك مع الوالدين ويستعملها القرآن الكريم مع غير المسلمين من المسَالمين، وإنما الميزان الآخر وهو ميزان المحاربة حينما نلجأ إليها كما يقال آخر الدواء الكي، وعند الضرورة القصوى فحينئذ لا بد أن يكون له ميزانه وهو ميزان القوة بالتأكيد، والاعداد والشدة والغلظة ولكنه مع العدل وقواعده ومبادئه. في ضوء فقه الميزان لا يمكن أن يكون هناك تعارضٌ أبداً بين جميع الآيات التي تتحدث عن الدعوة واللين والبر والإحسان (فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا)[سورة طه الآية: 44]، وغير ذلك من عشرات الآيات لأنها هي عند ميزان التعامل والدعوة إلى الله وهو ميزانٌ دائم.
أنا لست مع هؤلاء الباحثين الذين يميلون نحو النسخ لهذه الآيات القرآنية أو أنهم يقولون أن قضية الدعوة أو قضية السلم مرحلية، أبداً، قضية الدعوة وبناء الإنسان هي الأساس وهي التي تبقى، فكانت هذه المرحلة الدعوية كما كانت في مكة ظلت كما هي في المدينة المنورة، لم تتغير موازين الدعوة وموازين التعايش ولذلك أول ما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة قام بوضع دستور سمي بصحيفة المدينة، تتكون من اثنتين وخمسين مادة، سبعٌ وعشر منها تتحدث عن حقوق غير المسلمين من اليهود والوثنيين، صدقوني أيها الإخوة الكرام عند دراستي لهذه المواد وجدت أن جميع ما يسمى اليوم بحقوق المواطنة متوفرةٌ في هذه المواد التي تبلغ سبعاً وعشرين مادة، وخمسٌ وعشرون مادة هي لبيان الحقوق والواجبات بين المسلمين، لم تتغير موازين الدعوة أبداً، وإنما جاء أمرٌ آخر جديد وهو قضية الحرب التي لا شك أن لها موازينها وأن لها اعتباراتها وقواعدها وضوابطها، فمن هنا حقيقةً ميزان المسالمة هو الأصل، وهو ميزان الدعوة وهو ميزان الرحمة، وهو ميزان الخلق العظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما ميزان الحرب فبالتأكيد هو الاستثناء لكنه أيضاً ميزانٌ معتبر يقوم على ضوابطه وعلى أصوله، ولذلك أيها الإخوة الأحبة في هذا المجال نجد أن الإسلام أولى العناية القصوى في جميع الأحوال كما قلت لحرية الإنسان وكرامته حتى في أول آية نزلت من القرآن الكريم كانت أساس لمرتكزات الوعي الحضاري الذي هو شعار ملتقانا.
فالحَضارة تبنى على أساس القراءة الشاملة للإنسان وللكتب وهذا ما نزل به القرآن الكريم حينما قال (اقرأ) ولم يقل شيئاً آخر، وعلماء اللغة يقولون أن الفعل المتعدي (اقرأ) حينما يحذف منه المفعول به يراد به كل شيءٍ مفعولٌ له، أي اقرأ كل شيء اقرأ الكون المفتوح، اقرأ الكتب، اقرأ الإنسان.
وبداية تصحيح النظام التعليمي الذي كان سائداً في السابق وكان دائراً ما بين قراءةٍ دينيةٍ كما كان الحال عند الرهبان، أو قراءةٍ فلسفيةٍ دنيوية محضة كما كان لدى فلاسفة الإغريق واليونان، أما الإسلام يقول لا، (اقرأ كل شيء) لأن الإنسان أساساً خلقه الله سبحانه وتعالى في الأرض لتعميرها (هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا) [سورة هود الآية: 61]، أي طلب منكم التعمير.
في ظل العبودية الشاملة التي تشمل هذه القراءة الحضارية، التي تأتي في أول أمرٍ تنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم يشترط فيها شرطان فقط هما:
- الشرط الأول أن تكون هذه القراءة الشاملة في ظلال الربوبية حتى لا يطغى العلم كما اليوم
- الشرط الثاني الذي اشترطه الله سبحانه وتعالى أن تكون هذه القراءة في ظل كرامة الإنسان وحريته (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ) [سورة العلق: 2-3]، لأن القراءة إذا تكفل الحرية لصاحبها فإنه لا يمكن أن يصل إلى الإبداع لأنه ينشغل بنفسه كما هو الحال في معظم العالم العربي من الاستبداد والدكتاتورية التي تقتل الإبداع والفكر لأن الإنسان يخاف على نفسه وعرضه وشرفه، كما أنه لا يهيأ له في البلاد، لا أقول عن كل البلاد ولذلك علماؤنا هنا في معظم العالم العربي لا يبدعون، وحينما يذهبون إلى الغرب يبدعون.
إذن الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم جاء بهذه الأسباب الحضارية، بهذه الوسائل التي تحقق الحضارة وهي قضية السِلم والدعوة والرحمة والقراءة الشاملة في ظل أمرين متوازيين هما باسم الرب وتحت ظلال كرامة الإنسان وحريته.
لسنا في حاجة إلى من يعلمنا الحرية فنحن صانعوها!
ومن هنا أنا أستطيع أن أقول إن هؤلاء الذين صدعوا رؤوسنا مثل رئيس الفرنسي، بأننا نريد قيم الحرية، نحن أرسلنا لهم رسالة نقول لهم فيها بأن الحرية حقيقةً خرجت أول ما خرجت من عند المسلمين، في الوقت الذي كانت الكنيسة تحكم بلاد أوروبا وغيرها وتمنع العلم وتمنع التفكير كنا نحن أصحاب هذه الحرية التي اليوم تستعملونها ضد هذا الرسول العظيم صلى الله عليه وعلى آله وسلم، الذي يسيئون إليه وهو حقيقةً رسول الرحمة ورسول الحرية.
وما دمنا إخوتي الكرام نتحدث في واقعنا عن حالة أمتنا الإسلامية وبخاصةٍ في ظل الإساءة لسيدنا الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك تمزيق القرآن الكريم في بعض الدول ورأينا هذه الهجمات الشديدة فنحن نقول لو كان للمسلمين اليوم دولةٌ قويةٌ كما كانت في السابق لما كانت هذه الدول تحارب المسلمين داخل أوروبا وخارجها، لأننا نحن اليوم مفرقون ممزقون، وحتى بعض الدول تتفق بصراحة بل تشجع بعض الدول الأوروبية للضغط على الأقلية الإسلامية ولمَنعهم الحرية وأخطر من ذلك أن بعض المؤسسات الدينية تشجع وتقول إما أن تلتزم الأقلية المسلمة بقيم الحرية في فرنسا أو تخرج وتترك وهذا هو شعار اليمين المتطرف يعني أقصى شعار لليمين المتطرف تطالب به بعض الرموز الرسمية في دولنا العربية، فكيف لا يتشجع ولا يتحمس هؤلاء، ولكنني أود أن أقول بأن أزمة الرسوم والأفلام المسيئة وتمزيق القرآن الكريم أحدثت اضطراباً في العالم.
إذا كانت الأمم المتحدة قد صنعت أساساً للحفاظ على السلام والأمن الدوليين في العالم ، فالمطلوب اليوم أن تتدخل في هذه القضية، ولا شك أن هذه الهجمات ليست لله بالتأكيد، وليست لمصلحة الشعوب الأوروبية، لأنها تحدث اضطراباتٍ ومَشاكل، كما أنها ليست في مصالح العالم الذي أصبح كقريةٍ واحدة، وإنما هي في الحقيقة لأغراض سياسية وتاريخية ودينية.
التأصيل الشرعي في هذا المجال وفق فقه الميزان يكون بمزانَين ميزان الأقلية المسلمة وميزان الأقلية في العالم الإسلامي.
ميزان الأقلية المسلمة: لا شك أن هذه الإساءات والاستهزاءات في أنها تسيء إلينا جميعاً.
أنا قلت حينها لو ضربت وأوذيت وأُخذ مالي، وفعلوا ما فعلوه لمَا تأذيت بمقدار ما يساوي إلى مقام حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، هكذا كل مسلمٍ يحس بذلك، ولكن بلا شك أن الرسول صلى الله عليه وسلم لن تنقص قيمته أبداً بكل ذلك، فالله سبحانه وتعالى قال له ( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ)[سورة الشرح الآية: 4]، والله قال لشَانئيه (إإِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ)[سورة الكوثر الآية: 3].
أحد إخواننا في الاتحاد العالمي قام بعملية جميلة جداً. قال بدأ بمكة المكرمة. متجهاً نحو المشرق والمغرب والشمال والجنوب. فوجدنا أنه اسم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينقطع عن الكرة الأرضية دقيقةً واحدة. لأنه هناك آذان في كل دولة، فلم نجد أي انقطاع داخل هذه الكرة الأرضية الكبيرة فهذا هو معنى "ورفعنا لك ذكرك". وحينما جاء هؤلاء المستهزئون الله سبحانه وتعالى أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بشيءٍ يجب أن نقتدي به فقال سبحانه (فاصدع بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ المشركين إِنَّا كَفَيْنَاكَ المستهزئين)[سورة الحجر الآية: 94].
قافلة الدعوة والجهاد سائرة.. فليكن لك شرف المشاركة فيها
ومن المواقف العالقة بذهني قصة ذلك الرجل الذي أخرج الفيلم المسيء لحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندما تاب وجاء للحج، وكان من الصدفة أنني التقيت به عند باب الروضة، فدخل هذا الرجل وبكى بكاءً لم أرى له مثيلا في عمري بكاءً شديداً واعتذارات فبكيت وأنا أيضا فسألني الإخوة الذين كانوا معي. قالوا يا شيخ علي أنت لماذا تبكي؟ قلت والله أنا أبكي لشيء آخر. أنا أقول هذا الذي أخرج هذا الفيلم المسيء لما تعرف على الرسول صلى الله عليه وسلم أسلم.
إذاً أنا علي القره داغي وغيري مقصرون، لو أوصلنا صفات الرسول صلى الله عليه وسلم وشمائله وأخلاقه إلى غيره لأسلم قبل أن يسيء للرسول صلى الله عليه وسلم، أنا أحسست بالتقصير وكأنني ساهمت في هذه الإساءة.
لذلك وضعت مجموعة من الحلول الكثيرة من أهمها بالمناسبة الاستفادة من الوسائل المتاحة في الغرب منها:
- اللجُوء إلى المحاكم الإقليمية والدولية.
- اللجوء إلى المؤسسات والمنظمات الحقوقية والإنسانية.
- الاعتصامات والمظاهرات بقدر الإمكان.
هذا بالنسبة لهم أما بالنسبة لنا نحن المسلمين في الخارج ميزاننا مختلف إلى حدٍ كبير فلذلك لنا الحق في الكثير من الأمور منها:
- المقاطعة.
- لنا الحق في المظاهرات السلمية.
- لنا الحق في الاعتصامات، ولكن دون إضرار وإيذاء بأي أحد، لأن ديننا لا يقبل الأذية، بالاضافة إلى واجب الدول الإسلامية ومنظمة التعاون الإسلامي واجبها بسبعة وخمسين دولة أن تقدم احتجاجات إلى هذه الدول وأن تطالب الأمم المتحدة بوضع قانونٍ لمنع الازدراء بالأديان. وهناك أنا ذكرت حتى الدساتير الغربية والقوانين الدولية تسمح بذلك.
وأكبر دليلٍ على ذلك المحكمة الأوروبية منعت الاستهزاء بالرسول صلى الله عليه وسلم حينما عرضت المسألة عليها، كذلك قوانين الأمم المتحدة من 1948 إلى يومنا هذا تنص على حماية المقدسات والحرية الدينية والشخصية وعدم الاعتداء على حريات الآخرين.
وحتى بعض عقلاء الغرب مثل ميركل قال حريتنا تنتهي عندما تصل إلى قضية الإساءة والعنصرية، فلذلك تستطيع الدول الإسلامية تتحمل واجبها، لكن مع الأسف الشديد بعض الدول الإسلامية تشجع وقد رأيناهم مع الأسف الشديد هذه الأمور هي التي جعلتنا نحن حقيقة نتألم أكثر.
لكن كونوا على ثقة، والذي نفسي بيده أنا مطمئن تماماً بأن الله سبحانه وتعالى سيَصر هذا الدين بعز عزيزٍ أو بذل ذليل، اختم بتذكرة جميلة جداً، عندما كان السلطان ألب أرسلان في جولة تفتيشية في منطقة أرض الروم من مناطق شرق تركيا تقريباً فوصل إليه الخبر بأن إمبراطور الروم جاء بمئتي ألف شخص، فهم وعَزم أن يرجع لكن مستشاره الشيخ الكبير عبد الكريم البخاري أخذ بيده وقال له "لا، لو أنت رجعت سوف تسقط كل الثغور سأرْسل رسالة إلى المسلمين حولنا، ويأتون إلينا" وفعلاً خلال يومين وصل حوالي 12 ألف ومع ذلك السلطان أرسلان لا زال متردداً، فقال له الشيخ "يا سلطان توكل على الله ووجه جيشك وقابلهم الله ينصرك لن يغلب جيشٌ قوامه 12 ألف من قلة" وارتبك مجددا فقال له "لا أقول لك يا سلطان الآن بل أقول لك يا ألب أرسلان كن على ثقة بأن قافلة الدعوة وقافلة الجهاد تسيران بك أو بغيرك فليكن لك شرف المشاركة فيِهما"
فأنا وصيتي أن يكون لنا شرف المشاركة في قافلة الدعوة والجهاد بالقلم واللسان في سبيل الله تعالى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.