المؤلف: جون ميرشايمر 

عدد الصفحات: 225

نوع الكتاب: سياسي 

إصدار 2011 ويتكون من ثمانية فصول بالإضافة إلى الخاتمة في الفصل التاسع. 

في البداية لكي نستطيع فهم الكتاب يجب أن نُعَرِفَ بالكاتب ونفهم توجهه الفكري والسياسي: هو "جون ميرشايمر" أستاذ في قسم العلوم السياسية ومنظّر في العلاقات الدولية، ومثّل معظم علماء العلاقات الدولية في جيله، تأثر ميرشايمر بشدة ب"كينيث والتز"، مؤسس مدرسة العلاقات الدولية المعروفة باسم الواقعية الجديدة، ولكن كان ل"ميرشايمر" طرح مختلف أو ما يعرف بالواقعية الهجومية التي تقوم على فكرة أساسية مفادها أن حاجة الدولة إلى الأمن، وإلى للبقاء، تجعل منها قوة عدوانية لا تتعاون مع الدول الاخرى إلا من خلال التحالفات المؤقتة. 

وعلى الرغم من اعتراف "ميرشايمر" بالحرب كأداة شرعية لفن الحكم، إلا أنه لم يعتقد أنها كانت دائمًا مبررة في الواقع، حيث انتقد بشدة حرب العراق، وكغيره من المنظرين فإن توجه "ميرشايمر" الفكري ينعكس على كتاباته بشكل أو بآخر.

بالعودة إلى كتابنا، يمكننا القول أن "ميرشايمر" حاول أن يقسم طرحه في هذا الكتاب إلى أجزاء بداية مع تعريف الكذب، حيث يقول إنه "حينما يدلي شخص بتصريح ما وهو يَعرف أو يتوقع مُسبقا أنه زائف وذلك على أمل أن يظن الآخرون أنه صحيح".

حاول المؤلف تفسير بعض الأحداث الدولية العالمية وتحليل بعض القرارات التي قام بها الزعماء بالإضافة إلى الإجابة على السؤال التالي لماذا يكذب الزعماء والقادة؟ 

وفي هذا الإطار أشار "ميرشايمر" أن الكذب هو أداة من أدوات فن الحكم وحاول تحديد أصناف الكذب والأسباب التي تقود صانع القرار أو القائد للكذب والتكاليف والفوائد المحتملة.

كل فصل من هذا المؤلَف يُفسر نوع من أنواع الكذب أو الكتمان التي ينتهجها القادة، 

وركز "ميرشايمر" على أن الكذب عادة موجه للداخل أي للمواطنين أكثر منه للخارج، فالقادة لا يلجأون للكذب على بعضهم البعض لعدة أسباب أهمها أمنية وللحفاظ على الثقة المتبادلة، ولكن القائد -حسب المؤلِف- يمكنه أن يكذب على شعبه وفي الأغلب هذه الكذبات أو التصريحات المغلوطة تصب في مصلحة الدولة حسب وجهة نظر القادة.

وأكد الكاتب أن الأنظمة الديمقراطية هي الأكثر توجها للكذب على عكس الأنظمة الاستبدادية وهذا لأن الديمقراطيات تحتاج لتأييد الرأي العام في قضايا كثيرة من الممكن أن تفيد الوطن ولكن لا يفهمها عامة الناس في كثير من الأحيان مما يستدعي تقديم تصريحات كاذبة.

يمكننا تلخيص أبرز أسباب الكذب الواردة في الكتاب وهي:

  • الكذب من أجل الردع وهذا يكون موجها للخارج.
  • الكذب من أجل الدفاع أي الدفاع عن المصلحة الوطنية.
  • الكذب لضمان نجاح المخططات السياسية.
  • الكذب للإبقاء على سرية بعض القرارات والأمور المهمة وهذا النوع من الكذب يكون موجها للداخل، لأنه من وجهة نظر القادة أن العامة لا يفهمون أسباب اتخاذ بعض القرارات ويمكن أن تكون ردة فعلهم غير مشجعة.
  • الكذب للحفاظ على منطقة استراتيجية وضمان سريتها.
  • الكذب لتضليل وإلهاء قادة الدول المنافسة أو الأعداء لضمان عدم التعرض للهجوم كإجراء دفاعي.

وختم "ميرشايمر" الكتاب بفصل أخير يذكر فيها الجانب السيئ للكذب، فالكذب هو تصرف سيئ وغير أخلاقي مهما حاول القادة التغطية عليه والنظر إليه من ناحية إيجابية. وعلى الرغم من صغر حجم الكتاب (160 صفحة بالطبعة الإنجليزية، و222 بالترجمة العربية) إلا أنه لاقى إقبالاً وأصبح موضوع دراسة وبحث منذ نشره، حيث تضاربت الآراء بين من يدعم رأي "ميرشايمر" وبين من ينتقده.

وأجاب على كثير من التساؤلات ومن بينها ما قدمه رئيس التحرير السابق لمجلة "السياسة الخارجية" "مويسيس نعيم" بطرحه "هل الكذب في السياسة الدولية سلوك مشين، أم أداة مفيدة لفن الحكم؟ ومتى يكون مناسبا للقادة الكذب على شعوبهم؟ هل 

هناك كذب أكثر من اللازم، أو أن القليل منه يحدث في السياسة الدولية؟