• اسم الكتاب: ماذا يريد العم سام؟ What Uncle Sam Really Wants
  • الكاتب: نعوم تشومسكي.
  • تصنيف الكتاب: قسم العلوم سياسية وإستراتيجية.
  • أُصدر الكتاب سنة 1992م. 
  • عدد الصفحات: 111 في النسخة الاصلية و 160 و 103 في النسخة المترجمة.  

 

يتحدث نعوم تشومسكي في هذا الكتاب بشكل عام عن السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية مع مختلف دول العالم وجُمّع من المحادثات والمقابلات بين عامي 1986 و1991.

بداية المؤلف نعوم تشومسكي هو مفكر وكاتب وأكاديمي أميركي، واشتهر بنقده الحاد لما يسميه "الليبرالية المتوحشة" وللسياسة الخارجية لحكومات بلاده، وخاصة تدخلاتها العسكرية منذ الثلث الأخير من القرن العشرين.

اشتهر بانتقاده للولايات المتحدة الأمريكية في مختلف كتاباته وتصريحاته من أبرزها هو رؤيته لسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط حيث يقول أن هجمات 11 سبتمبر اشتهرت فقط لأنها فعل خارجي ضد الغرب، مشيرا إلى أنه لا أحد يتذكر أن هناك 11 سبتمبر وقعت عام 1973 حين رعت الولايات المتحدة انقلابا دمويا في تشيلي.

 

بالعودة إلى كتابنا (ماذا يريد العم سام) ينقسم إلى أربعة أبواب:

الباب الأول: 5 أهداف من بينها التطرف الليبرالي 

تحدث فيه الكاتب على الأهداف الرئيسية للسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية واعتبر تشومسكي أن هناك أهداف محددة تعمل الولايات المتحدة على تحقيقها وهي:

  1. حماية المجال: بعد الحرب العالمية الثانية استوعب صناع القرار أن الولايات المتحدة هي المنتصر الوحيد لهذا عملت على خلق نظام عالمي جديد والحفاظ على مكانتهم، واتفق المخططون على ضرورة الحفاظ على سيطرة الولايات المتحدة ولكن كان الخلاف حول الكيفية. 
  2. التطرف الليبرالي 
  3. المجال العظيم: يشمل هذا المجال نصف الكرة الأرضية الغربية، غرب أوروبا، الشرق الأقصى، المستعمرات السابقة الإمبراطورية البريطانية، الفكرة تكمن في أن هذا المجال يجب أن يخضع لمتطلبات الاقتصاد الأمريكي وفي سياستهم الخارجية لكل مكان دوره المخطط له، فالدول الصناعية مثل الورش العظيمة التي تعمل تحت إشراف الولايات المتحدة، أما دول العالم الثالث فهي مصدر امدادات للخامات وأيضا أسواق للمنتجات.
  4. استعادة النظام التقليدي: أي استعادة النظام اليميني التقليدي وسيادة أصحاب الأعمال مع تقسيم التكتلات العمالية.
  5. الالتزام بالديمقراطية: من أبرز الأفكار التي تحدث عنها نعوم تشومسكي هو أن التهديد الرئيسي للنظام الجديد بالنسبة الو م ا هو " الوطنيين " في العالم الثالث ..المجموعات التي تستجيب لرغبات الشعوب وتعمل على تحسين المستوى المعيشي.
  6. التهديد من قبل المثل الجيد: يقول تشومسكي من الممكن أن تكون الدولة الفقيرة خطيرة بالنسبة للولايات المتحدة، في حالة ما بدأت الإصلاحات الاجتماعية وبدأ العمل خارج المظلة الأمريكية. 

الباب الثاني: التدمير في الخارج

تحت عنوان التدمير في الخارج، على الرغم من أن الولايات المتحدة تصدر فكرة نشر الديمقراطية ودعم التنمية في الدول لكن وضعية الدول في أمريكا اللاتينية توضح أن ما يتم تصديره للإعلام هو عكس الحقيقة.

فحتى مشاريع التنمية في الدول الأخرى هي بهدف خدمة مصالح المستثمرين الأمريكيين عن طريق زيادة إنتاج المحصولات المطلوبة للتصدير، مع خفض للمحصولات الموجهة للاستهلاك.

الباب الثالث: غسيل الدماغ

تحت عنوان غسيل الدماغ، الحرب هي السلام ، الحرية هي العبودية، الجهل هو القوة.

فالمصطلحات السياسية دائما لها معنى أكاديمي اصطلاحي ومعنى آخر على حسب أيديولوجية كل دولة.

وفي الولايات المتحدة تختلف المصطلحات أيضا بين التطبيق والتنظير مثل مفهوم الديمقراطية، اختلف بين تعريفه المعجمي وتعريفه عند أيديولوجية الأقوى، الذي تعتبرها نظاما تتخذ فيه صفوة رجال الأعمال القرارات.

وتحدث تشومسكي عن مفاهيم أخرى وربطها بحوادث وسياسات للولايات المتحدة في مختلف مناطق العالم، مثل مفهوم الدفاع ضد العدوان.

الباب الرابع: المستقبل

يحمل عنوان المستقبل ويقول تشومسكي إنه الوضع يتغير في الولايات المتحدة مع مرور الوقت والتدخل العسكري التقليدي لم يعد حلا واردا والمتاح هو الإرهاب المحدود الذي يتم في الخفاء، أو القضاء على العدو الضعيف بعد حملة بروباغندا هائلة تُصوّر ذلك العدو على أنه وحش ذو قوة لا توصف ولا تقهر. 

ويقول أيضا أنه في ظل الضغط الأمريكي الخارجي بالإضافة إلى تجنيد جهات داخلية لخدمة مصلحة الرأسمالية، هناك بعض النماذج الشجاعة لبعض الدول في جنوب شرق آسيا وفي أمريكا الوسطى والضفة الغربية المحتلة.

في الختام يمكننا القول أن الكاتب حاول أن يوضح فكرة مهمة أن الولايات المتحدة تخشى قيام أي ديمقراطية حقيقية في المنطقة العربية، خاصة مع اندلاع ثورات الربيع العربي وتداعي قوى هيمنتها على العالم..

يمكننا أن نصل إلى إجابة تخص سؤال الكتاب ماذا يريد العم سام؟ 

الولايات المتحدة تهدف إلى ضمان هيمنتها على العالم وبقاء نظامها العالمي الذي أنشأته بعد الحرب العالمية الثانية حيث حسبما قال كينان "50% من ثروات العالم و6.3% من سكانه ومهمتنا الأساسية هي ترتيب نموذج من العلاقات يحافظ على استمرار هذا التفاوت".

فهذه الدولة التي لطالما رفعت شعارات ديمقراطية في نفس الوقت كسرت مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان لتدمير الخارج ومن أبرز سياساتها هي تحالفها مع الحكومات العسكرية التى أقامتها في أمريكا اللاتينية لإخماد أي أمل لإنشاء نظام يحقق رغبات الشعب ويحقق التنمية الحقيقية للدولة.