لم يعد يخفى على ذي نظر تآمر أعداء الإسلام وهم يحرّفون مقاصده عن مواضعها، حتى أصبح كل من أطلق لحيته أمام غيره كمن أطلق الرصاص على غيره، وكل من حمل مسبحته في يده كمن حمل سلاحه على كتفه، وأما من تجاوز إلى المساجد الأعتاب فهو لامحالة على قائمة الإرهاب، فصنعوا من المسلم قنبلة ذرية أخرى ذراتها لا تجتمع إلا لينشطر غيرها، فصارت العواطف الدينية مثار ثورة وإدانة وسخرية وإهانة، فتجاوز المساس بالرموز الدينية الأحياء إلى من هم تحت التراب، بهدف دفن كل أثارة للدين، كما حصل مع الشيخ الشعراوي رحمه الله، غير أن صفحته البيضاء كانت أنصع من أن تصيبها لوثاتهم الدنيئة، في حين انفسح المجال لكل أفّاك أثيم ليتقرب إلى كل ذي كرسي مستبد، وظّفته القوى الغربية ليكون لها من العبيد، حابسة كلمة الحق في حناجر أهل الحق، وبات كلّ من تسامى عن كل ذلك الخراب مسمى بالإرهاب.
وهم بكلّ ذلك توهموا أن التاريخ يمكن أن ينسى أنهم قد جعلوا من الحروب مفاتيح لتحقيق السلام، فكان انبعاث حضارتهم في قارتهم الجديدة بإبادة وحشية للهنود الحمر، في حين كان انبعاث حضارتنا الإسلامية بمن بعث رحمة للعالمين عليه الصلاة وأزكى التسليم، قال الله عز وجل عن رسوله الكريم: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ" (الآية 107 من سورة الأنبياء).
ووضعوا لأجل تحقيق تلك المرامي الخسيسة، خططهم التي حادت بالمسلمين عن جادة دينهم وهم في غفلة عن خط غاياتهم، وأسقطتهم في أسافل تخلفهم ومن تلك الخطط أنها :
- أوهمت بعضهم أن التدين هو زهد في الدنيا، وأنه لابأس إن كان المسلم مقيما تحت صومعته أن يقيم تحت رحمة ومشيئة غيره، إن شاء أطعمه وإن شاء جوعه، وإن شاء آمنه وإن شاء روّعه، بينما الإسلام دين جعل كلّ الأرض محرابًا للمؤمن، يتبوّأ منها حيث يشاء من أمر دنياه وآخرته، ليكون عبدًا لله وفي الآن ذاته سيدا في كونه.
- جعلت الإسلام مجرد دين لتسيير الاقتصاد والمجتمعات يتجرد فيه المسلم من صميمه الروحي ويتحول إلى مادة استهلاكية تتحول حولها حياته إلى حلبة يتنافس فيها الأقوياء مع الضعفاء ليظفروا بلقيمات أو قطعة أرض، أو دراهم معدودات، لاتزيدهم إلا إغماءً حسيًا، وتهوي بهم في غيبوبة بعيدة عن الإنسانية، فيصبح الإيمان بالغيب بعدها محض حماقة وغباء، والقيم الإسلامية غير صالحة إلا لمن ضيعوا مصالحهم من السفهاء، فتتحقق غايتهم ولا يجدوا حينها من يحمل قيم الإسلام الروحية والأخلاقية والإنسانية التي تتدافع مع قوى ظلمهم ولا تتقاطع مع دوائر ظلاميتهم.
- ربطوا السياسة الدولية ما بعد الحرب العالمية الثانية بمنظمات كالأمم المتحدة، ومحكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية ومنظمة العمل الدولية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي وغيرها، غير أنها لاتكيل بمكيال واحد، فتلتزم مثلا بإدانة بعض الزعماء دون غيرهم، بل وتشرعن لتثبيت الطغاة على عروشهم، ممارِسة استبدادًا خارجيًا يدعم استبدادهم الداخلي، ما يجعلنا كمسلمين بحاجة إلى حماية أنفسنا بأن نؤسس منظمات حقيقية تحقق ما رجوناه من تلك المنظمات الوهمية.
- تدخلوا في منظوماتنا التربوية وفرضوا برامج تحاول زرع ماهو دخيل على قيمنا وهويتنا، فهناك من حاول حذف البسملة من الكتب المدرسية كما فعلوا في الجزائر، وهناك من طرد تلميذات لإقامتهن الصلاة داخل المدرسة، وهناك من دسّ في نصوص الكتب المدرسية سموم ثقافات غربية، لكي يتشربها فكر الصغار وكأنها ثقافة إسلامية عادية.
- أقاموا ثورات ضد البيت المسلم والأسرة المسلمة، وأشعلوا فتيلها بجمعيات لحقوق المرأة، وحلقات تلفزيونية تحريضية، قسمت الكرة الأرضية بخط وهمي آخر رسم جغرافيا للرجل وأخرى للمرأة، في حين رسولنا عليه الصلاة والسلام قال: "إنما النساء شقائق الرجال".
وقال صلى الله عليه وسلم: "أكمَلُ المؤمنين إيمانًا أحْسَنُهُم خُلُقًا،وخِيارُكُم خِيارُكُم لنِسائِهِم".
فحاولوا هدمًا لكيان الأسرة المسلمة أن تنازع المرأة الرجل في قوامته، وتنافسه بما فضله الله عز وجل عليها، فضيعت أنوثتها وصارت تائهة تبحث طيلة حياتها عن هويتها الفطرية، إضافة إلى الضغوط الاقتصادية التي طوقوا بها الرجال ليعزفوا بسببها عن الزواج.
"بعد انهيار الإتحاد السوفياتي، بدا النظام العالمي الليبرالي أكثر قوة من أي وقت مضى، ولكن اليوم، بعد مرور ربع قرن، أصبح مستقبل النظام موضع شك، والواقع أنّ عناصره الثلاثة ،،الليبرالية، والعلمانية، والحفاظ على النظام ذاته تواجه اليوم تحدّيات لم يسبق لها مثيل في تاريخه الممتد طوال سبعين عاما” هذا ماقاله ريتشارد ناثان رئيس مجلس العلاقات الخارجية بالولايات المتحدة الأمريكية.
فمع ظهور الليبرالية كمفهوم غربي، سرعان ماتلقَفته الشعوب العربية لإشباع نهم الجاهزية، وكأن الوثنية تحولت من عبادة الأصنام الى عبادة الأفكار الغربية، فلا قول إلا ماقالت الدول الغربية، ولا فعل إلا بما أمرت، ولا خير إلا فيما فعلت، حيث استجابت دولنا العربية الاسلامية دون أي محاولة لنقد عمليات التحول الليبرالي، من حكم سُلطوي إلى نظم قائمة على التعددية السياسية، والانتخاب الحرّ للحكومات، وكأنّ الحرية أصبحت لصيقة التعدّدية السببية، فحينما كثرت أوجه الأسباب البشرية رافقتها تعددية لأوجه الحرية، ولم تطرح تلك الدول العربية أي تساؤلات حولها رغم أنها صناعةٍ بشرية قد تصيب وقد تخطئ، ومن قبيل ذلك التساؤل:
1.هل يمكن أن تسقط مع الليبرالية العدالة؟
2.أي سلطة يمكن أن تكون الأحق بالاتباع سلطة الأغلبية، أم السلطة المادية، أم سلطة العرف، أم السلطة الشرعية؟
3.ألا يمكن أن تكون الليبرالية مجرد غطاء للطغيان والعنجهية البشرية
وما خلفياتها التاريخية وحيثياتها الواقعية؟
4.ما هو البديل الذي يمكن أن يكون عن الليبرالية؟
أما مجرد الارتماء بين أحضان أي فكر جديد فهو تعميق للوعي الطفولي، وحجب ما يمكن استقباله من متغيرات كبيرة.
فحمل مثقفي العرب لشعار الليبرالية هو تصور منقوص لفكرة تنام في مهدها بهدوء، لتستيقظ فتهز كل ماحولها من بنى فكرية تحتية، فمن المهم طرح تساؤلات تُشكّك حتى في الحرية كما طرحها ستيوارت ميل حين انطلق من مُسلّمة ليبرالية تفترِض أنّ الإنسان كائن حر فقال :"ولكن هل الإنسان عاقل ويعرف مصلحته في كل المجتمعات؟ وهل هو دائمًا عاقل في نفس المجتمع؟ وهل يجوز بيع السم والسلاح؟ أو أن يبيع أعضاءه؟ أو أن يقتل نفسه؟ وهل تدخّل الدولة لأجل ذلك هو تحجيم لحرية الفرد؟ أم هو حماية لمجموعة أفراد؟"
ولهذا التفكير الحر يقتضي التساؤل وإخضاع الديمقراطية للمساءلة :
1. لو فرضنا تصويت البرلمان على قانون يمنع من التعرض للمقدسات الإسلامية، كالمساس بالذات الإلهية أو حرق المصحف الشريف أو شتم الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام
فهل تقدم إرادة البرلمان كسلطة شعبية في نطاق الديموقراطية أم تقدم حرية التعبير على أنها قيمة مطلقة إنسانية؟
2.وماذا لو اختار الشعب تحكيم الشريعة الإسلامية؟ أليس ذلك أيضا من صميم الديموقراطية؟
فلماذا يمكن أن تحكم الفاشية والنازية ولايمكن أن يحكم الإسلام؟
3.في حال فك الصراع بالاحتكام إلى السلطة القضائية بين السلطة التنفيذية والتشريعية المنتخبة، كيف نحتكم إلى سلطة قضائية غير منتخبة؟
4.لماذا الاعتراض على وجود أهل حلّ وعقد من الفقهاء والقضاة كما كان قديماً ؟
إننا ينبغي أن نفهم أن الحضارة الغربية قد تدرجت في بنائها، فبنيت في أول أمرها على الفلسفة اليونانية الرومانية وهي وثنية، وكان ذلك قبل ظهور المسيح، إذ حصروا الوجود كله في المادة، ثم جاءت الحضارة الرومانية ونشروا الفلسفة اليونانية في أوروبا، وفي ظل الإمبراطورية الرومانية عاش المسيح عليه السلام في فلسطين، لأن فلسطين كانت مستعمرة من قبل الرومان، وقد كان يدعو لوحدانية الله عز وجل،بينما ظهور النصرانية كان نتيجة مزيج من الوحي الأصلي "المسيحية" وكذا الوثنية الرومانية ثم الفلسفات اليونانية، فتكونت عقيدة معقدة فاسدة ومتناقضة، جمعت بين إله واحد والتثليث، وتحالف الملوك مع رجال الكنيسة، وقد ظهر بموجبها الاستبداد والطغيان، كما ظهرت خلافات داخلية بين البروتستانت والكاثوليك، ومع هذه الخلافات تفكّكت قوة الكنيسة الكاثوليكية، وأصبحت هناك صراعات داخلية، فظهرت أصوات لمفكرين ينتقدون هذه الديانة النصرانية، ولم يعرفوا للأسف عن الإسلام شيئًا سوى أنه دين يعادي النصرانية، خاصة بما أطلق من حروب صليبية، ولم يجدوا عن ذلك من بديل سوى اللادينية وعدم الإيمان بالخالق والكفر بالأديان، ثم أحيوا الفلسفات القديمة بما يسمى عصر التنوير وأعادوا النظر في نظرية الأخلاق والنظرية الوجودية، وابتعدوا عن الدين خاصة مع شعورهم بالظلم والطغيان من قبل رجال الدين، فعندما قامت الثورة الفرنسية واستقلت أمريكا عن بريطانيا، كانوا يريدون التخلص من تلك الهيمنة لرجال الدين فظهرت العلمانية، وفي ظل هذه الأوضاع بين الأفكار الفلسفية والعلمانية ظهر الإلحاد كخيار آخر ينأى بنفسه عن كل ما لا يقتنع به العقل ويسلّم به المنطق، خاصة وأنهم لايعرفون عن الإسلام شيئا، فظهر فلاسفة ملحدون، وانتشر في أول الأمر في فرنسا في أواخر القرن الثامن عشر عدة فلاسفة أمثال بارون دي هولباخ، ثم انتقل الى ألمانيا في القرن التاسع عشر، وظهر كارل ماركس مؤسس الشيوعية وشوبنهاور وغيرهم، ثم انتشر الإلحاد في القرن العشرين، ومن أشهر فلاسفة الإلحاد في ذلك القرن راسل وانتوني فلوفي بريطانيا، وفي الوقت نفسه تمكن الشيوعيون الملاحدة من الحكم في الاتحاد السوفياتي والصين، ونشروا الإلحاد الشيوعي.
فهناك إلحاد غربي ليبرالي الذي هو أكثر تسامحا إلى حدّ ما من الإلحاد الشيوعي الذي يفرضونه وينشرونه بالحديد والنار كما تفعل وتنكّل الصين بالمسلمين
ثم بعد أحداث 11 سبتمبر ظهرت حركة الإلحاد الجديد ، والتي يركّزون من خلالها على الشرور المترتبة على الأديان، ويرون أن الإسلام كغيره من الأديان هو مصدر لكل الشر في العالم، وبالتالي ينبغي القضاء على الدين للقضاء على الإرهاب، وفي الحقيقة هم لايملكون أي عمق فلسفي وخطابهم أقرب للشعبوية، إذ ينكرون كل ما هو غيبي ويتحمسون لكل أدوار العلم التجريبي، ويجعلون منه المجيب حتى على الأسئلة الغيبية.
5.ومن أدواتهم السخرية من المتدينين للطعن في الدين، كما سبق وذكرنا عن الشيخ الشعراوي رحمه الله
6.إهمال الجانب العسكري في عملية التقدم الأوروبي، فإن قوتهم العسكرية واستعمارهم لبلدان عديدة عامل مهم وأساسي في وصولهم إلى ما وصلوا إليه.
وللنجاة من كل هذه الأخطار ولإفشال كل تلك المخططات ينبغي :
1/عدم التسليم بأن الغرب هو النموذج بل علينا أن نرسم لنا منهجنا المستقل ومشروع أمتنا بما يتوافق مع قيمنا وشريعتنا الإسلامية، خاصة وأن الغرب نفسه يختلف فيما بينه، فالنمودج الفرنسي يختلف عن البريطاني أو السويسري وغيره.
2/التركيز على صناعة حضارية استشرافية من خلال العودة إلى التاريخ، بحيث نمحو كل المغالطات التاريخية التي قد تعرقل حاضرنا لصناعة حضارتنا، ولا نقع فيما وقع فيه التاريخ الأوروبي القديم، حيث أن النصرانية كانت مزيجا من نظريات فلسفية وثنية يونانية قبل مجيء المسيح ونظريات من وحي المسيح ونظريات عطلت الشريعة كي تتيح لنظريات معرفية وضعية، انتهت بها إلى العلمانية فالإلحاد.
3/حسن القراءة والفهم العميق للتاريخ الإسلامي، فمثلا أن يردوا سبب تخلف الحضارة الإسلامية الى خليفة أموي أو خليفة عباسي متناسين أن الأزمنة القريبة من عصرهم كانت هي أزمنة الرقي والازدهار، في حين يغفلون عن مسؤولية الاستدمار والحروب الصليبية، وكذا مافعلته لأجل نشر الديانة الصليبية من حروب إرهابية وهي التي تتهم المسلمين اليوم، قال المفكر الفرنسي أرنست رينان :
"الاستعمار إنه ضرورة سياسية في الدرجة الأولى ... إن غزو بلد من عرقٍ أدنى من قبل بلد من عرقٍ أعلى لا يدعو إلى الاستنكار ... عندما يكون الأمر بين الأعراق المتساوية فذلك أمر يدعو إلى الاستهجان. لكن تجديد الأعراق المنحطة بأعراق عليا فتلك عناية إلهية للإنسانية"
إضافة إلى تنصيبها لعملاء لها في دولنا الإسلامية يساعدونها على نهب الثروات، والحفاظ على الأنظمة الديكتاتورية التي تتسلط على رقاب الشعوب الإسلامية بكل ما أوتيت من معاول الفساد وعصي الاستبداد.
إقصاء الدين بقيمه الإنسانية السامية من قبل العلمانيين هو معضلة الفكر الغربي الكبرى، الذي ينسحب شيئا فشيئا رغم كل تقدمه العلمي الى الفوضى والانحدار الحضاري، وهذا ماينبغي تجنبه ببناء صرح حضارة قوامها الجانب المادي والروحي معًا.
4/الانتباه الى أن المبالغة في الدعوة للتعايش السلمي والتسامح بين الأديان ينشأ عنه انقسام بيننا، واجتماع بينهم على كلمة سواء، فتفشل ريحنا وتقوى شوكتهم، فيتحقق فينا قول رسولنا عليه الصلاة والسلام:"
"يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها،فقال قائل: ومِن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن، فقال قائل:يا رسول الله، وما الوهن؟ قال:حب الدنيا، وكراهية الموت".
5/إهمال القوة العسكرية والاعتماد فقط على القوة الاقتصادية والعلمية، فإن الدولة المسلحة يمكنها بلحظات الإجهاز على أي دولة مهما كانت قوتها فقط بقوتها العسكرية التي كونتها بصناعة ذاتية للسلاح ووضع الخطط الاستراتيجية.
فسيطرة أمريكا على العالم مثلا لم يكن في حقيقة الأمر بدولارها الذي لايحمل غطاء من الذهب، بل بداية سيطرة الدولار هو سيطرة أمريكا الأقل تضررًا بعد الحرب العالمية الثانية.
ولهذا يقول جاك شيراك:" أن فرنسا لو استغنت عن المدد الذي يأتيها من أفريقيا (وهو سلبهم ونهبهم ولو عن طريق عملائهم) لانحدرت إلى دول العالم الثالث بشكل سريع".
6/محاولة إيجاد ميثاق شراكة بين الحركات الإسلامية في مختلف الدول الإسلامية، بحيث تكون هناك رؤية اجتماعية واقتصادية وسياسية سلمية جامعة ونافعة للأمة الإسلامية، يصعب من خلالها كسرها لاشتداد عودها.
أما مجرد التباكي على سوء وضع أمتنا الإسلامية وتخلفنا ومحاربة الغرب لنا، فهو تخلّف آخر يضاف لنا وحرب أخرى نقيمها على جبهاتنا.