بنى زهران ممداني جزء كبير من سرديته السياسية وبرنامجه الانتخابي على حرب غزة، وتوعّد أكثر من مرة باعتقال نتنياهو حال دخوله نيويورك.

وجود شخص مثله على رأس أهم بلدية في الولايات المتحدة سيشكل منبرًا إعلاميًا وتوعويًا هامًا للتعريف بالقضية الفلسطينية، وكارثة غزة ما بعد الإبادة، حتى لو ذكرها مرة واحدة كل عشرة خطابات.

مصدر إلهام للشباب الأمريكي الذي قالت واشنطن بوست إنه شهد تحوّلًا كبيرًا خلال الحرب، ونشرت دراسة أكثر أهمية تقول إن ستين بالمائة من الجيل الأمريكي الشاب بات يؤمن بسردية الحقوق الفلسطينية على حساب سردية إسرائيل.

مصدر إلهام للشباب العربي الذي يعيش في الولايات المتحدة والغرب عمومًا للانخراط بشكل أكبر في العملية السياسية والانتخابية، والبحث عن مداخل جديدة لدعم القضية الفلسطينية والقضايا الحقوقية عمومًا.

فوزه يكسر حاجزًا نفسيًا مهمًا عند الساسة الأمريكيين، إذ لم يعد الشرط الأساس للفوز هو تلقي التمويل من منظمة اللوبي اليهودي أو الأيباك، بل قد يكون دعم القضايا الحقوقية المدخل الرئيس للفوز. حتى أيباك نفسها قالت إنها ستدرس دعم المرشحين سرًا وليس على العلن.

صحيح أن منصبه كعمدة لا يتصل من قريب أو بعيد بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة، ولكن مثل هذا الفوز وفوز شباب آخرين يحملون نفس التوجه قد يجبر الساسة الأمريكيين على مراجعة توجهاتهم فيما يخص الشرق الأوسط عمومًا، والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص…!