في أول أيام رمضان، نشرت قناة "عمران" أول حلقة من برنامجها الرمضاني «حضاريون» للدكتور مصطفى المومري والذي يقدّم فيه مفهوم النهضة الحضاريّة بأبعادها النظريّة والإجرائية، يعتبر هذا العمل كبداية لتأسيس المزيد من المشاريع الحضارية الفكرية، العلمية والتطبيقية.
أجاب الدكتور في هذه الحلقة على مجموعة من الأسئلة التأسيسية، نستعرضها معًا فيما يلي:
1- على تعدد الأزمات.. جيل اليوم سابقُ الحضارة وبانيها!
أكد الدكتور المومري في بداية الحلقة أنّ الأمة الإسلامية تواجه العديد من الأزمات: أزمة التخلف، السلوك، الفاعلية، وأزمة الفكر والقيادة، وهي التي يُركّز عليها عُمران في دراسة واقع الأمّة.
ويرى أنّ القاسم المشترك بين كلّ هذه الأزمات هو الإنسان، إذ أنّ التخلف اليوم مردُه سلوكيات إنسان "لا يعبأ بالنهضة"، استدّل بنظرة مفكر الحضارة مالك بن نبي حينما صنف الإنسان إلى: "إنسان سابق الحضارة" المهيأ نفسيًا واجتماعيًا لها، و"إنسان ما بعد الحضارة" المنسلخ المهزوم، وقد استبشر في خضم شرحه للصنفين، أنّ جيل اليوم سابق الحضارة وسيدخلها.
«قبل بدء دورة من الدورات يكون الإنسان في حالة سابقة للحضارة أمّا في نهاية الدورة يكون قد تفسخ حضاريًا وسلبت منه الحضارة تمامًا. »
- مالك بن نبي-
2- حضاريون.. مبتدأ النهوض
يعتبر مُقدّمُ البرنامج الإنسانَ هو الحضارة، غير أنّ "الحضاري" لن يتمكن من بناءها بمفرده بل في وجود مجموعة من "الحضاريين"، والخروج من حالة الركود والانحسار يتطلب "تمكين الإنسان" وإعادة النظر في أخلاقيات وسلوكيات المُجتمع .
«"مشكلة كلّ شعب هي حضارته، وحلها في الارتفاع بفكرته إلى الأحداث الإنسانية والتعمّق في فهم العوامل التي تبني الحضارات أو تهدمها.»
- مالك بن نبي-
3- تعميق فهمك عن الحضارة..
يتعرّف المشاهد على أهداف البرنامج الذي يأتي لتعميق الفهم بالحضارة، مفهومها ومفاهيمها وأبرز المفكرين والعلماء الذين نظّروا لها قديمًا وحديثًا، مُسلمين أو غير ذلك.
في الختام، اعتبر الدكتور أنّ الحضارة ليست كيانا هلاميا، فينبغي على الشباب أن يُتابعوا البرنامج ليتعرفوا على مراحلها، ويتمعَنوا في عوامل قيام الحضارات الحديثة وعوامل سقوط الحضارات البائدة، ويدرسوا أزمات الأمة ويحللوا أسبابها، من أجل استنباط حلول تُساهم في البناء الحضاري.