أحدثت التكنولوجيا نقلة كبيرة في مجال السيارات ذاتية القيادة، وعندما نتكلم عن السيارات ذاتية القيادة تبرز سيارات تسلا في الواجهة.،غير أن الحوادث التي وقعت لتلك السيارات يجعلنا نطرح السؤال عن مدى الأمان والسلامة وعن مستقبل سيارات تسلا ذاتية القيادة.

ماهي السيارة ذاتية القيادة؟ فوائدها، وكيف تعمل؟
 

  السيارات ذاتية القيادة أصبحت واقعا، في غضون سنوات قليلة يمكن لسياراتنا اصطحابنا إلى أي مكان نود الذهاب إليه ونحن مسترخون داخلها.
    السيارات ذاتية القيادة يمكنها التحرّك على الطريق دون تدخل من الإنسان وذلك بفضل نظام الملاحة المدمج فيها، وقد استطاعت شركة تسلا بيع ثلول من هذه المركبات، حيث أن هذه المركبات ستسهل على الناس حياتهم وتجعلها أكثر راحة خاصة أن دراسة حديثة أظهرت أن أكثر من 90 بالمئة من حوادث المرور ناتجة عن الخطأ البشري، وغالبا ما تكون هذه الأخطاء كارثية وهنا يأتي دور السيارات المستقلة ذاتية القيادة، حيث من خلالها يمكن تقليل الحوادث وحفظ حياة كثير من الأرواح.
    وتعد التطورات في التكنولوجيا وظهور الذكاء الاصطناعي أحد أهم الأسباب التي حولت السيارات ذاتية القيادة إلى حقيقة واقعة، ولا يمكن استخدام السيارات ذاتية القيادة إلا بوجود ثلاث تقنيات:

1-مستشعرات إنترنت الأشياء: 
 

  بظهور إنترنت الأشياء هناك العديد من أجهزة الاستشعار المتاحة اليوم والتي تجعل السيارات ذاتية القيادة حقيقة واقعة، ثمّة مستشعرات لمراقبة المناطق المتأثرة وتحديد الاصطدام الأمامي و الرادار والكاميرا والموجات الفوق الصوتية معا لجعل ملاحة السيارات ذاتية القيادة ممكنة.

2-اتصال إنترنت الأشياء:
 

  تستخدم السيارات ذاتية القيادة الحوسبة السحابية للعمل وفقا لبيانات المرور والطقس وخرائط والسيارات المجاورة وظروف السطح وغيرها، مما يساعد على مراقبة المحيط بشكل أفضل واتخاذ قرارات مستدبرة، كما يجب توصيل السيارة ذاتية القيادة بالأنترنت حتى لو كان بإمكان أجهزة الحاسوب المتطورة حل مهام الحاسوب الصغيرة محليًا. 

3-خوارزميات البرامج: 
 

  يجب تحليل جميع البيانات التي تجمعها السيارة لتحديد أفضل مسار عمل وهي الوظيفة الرئيسية الخوارزميات عمل البرنامج، وهو الجزء الأكثر تعقيدًا في سيارات ذاتية القيادة حيث أنه يجب اتخاذ القرارات بشكل متقن.
وبدمج هذه التقنيات بعضها مع بعض نحصل على المنظومة الكاملة لعمل السيارات ذاتية القيادة.

مستويات التكنولوجيا ذاتية القيادة: 

    وضعت (SIII) الجمعية العالمية لمهندسي البرامج والتقنين وذوي الصلة بصناعة الفضاء والسيارات والمركبات التجارية إطارا للتفكير في أنظمة القيادة الذاتية وهم يصنفون التكنولوجيا ذاتية القيادة إلى ستة مستويات، من الصفر الى خمسة ولا يتم تصنيف كل مستوى أنه قيادة ذاتية.
ووفقا لـ (SIII) وضعت المستوى من 0 إلى 2 ميزات دعم السائق، بينما يتم تصنيف المستوى من 3 إلى 5 على أنها تتمتع بقدرة ذاتية.

المستوى الصفر: تتفاعل السيارة مع مدخلات السائق حتى وان كان يستعمل أجهزة استشعار حركة المرور المحيطة مثل نظام التنبيه بالنقطة العمياء وتحذير مغادرة المسار، إلا أنه لا يزال لا يملك القدرة على القيادة الذاتية أو التصحيح أو مواجهة التهديد.

المستوى الأول: يمكن للسيارة أن تتدخل قليلا في القيادة محاولة الحفاظ على السلامة فنظام حفظ المسار يعمل على توجيه السيارة .

المستوى الثاني: تتواصل الميزات بعضها مع بعض ويمكن تنشيط أكثر من ميزة في وقت واحد مثل نظام تثبيت السرعة التكيفي لإبقاء السيارة على مسافة معينة من السيارة التي في الأمام أثناء توسط السيارة في مسارها. 

المستوى الثالث: يمكن للسيارة أن تقود نفسها في ظروف محدودة لكن يجب أن يبقى السائق على علم و استعداد لتولي المهمة، وقد تم اختبار نظام يسمح للسائق برفع يديه عن عجلة القيادة السيارة أثناء الزحام ويتولى السياقة عندما يخف الازدحام.

المستوى الرابع: يمكن للسيارة أن تقود نفسها في حلقة ثابتة في طرق معروفة ولا يطلب لركاب تولي القيادة في أي وقت، وقد تحتوي هذه السيارات على عجلات قيادة ودواسات، وتخضع سيارات المستوى الرابع إلى اختبار ات محدودة لكن لم يتم الموافقة على استعمالها حتى الآن في أي دولة.

المستوى الخامس: يمكن للسيارة أن تقود نفسها تحت أي ظروف وأي طريق ولا تحتوي هذه السيارات على عجلات قيادة ودواسات، لحد الساعة وأنظمة هذا المستوى مازالت نظرية فقط.

نظام الطيار الآلي الذي تعمل به سيارات Tesla والقيادة الذاتية الكاملة:
 

  طالما ارتبطت السيارات ذاتية القيادة العلامة التجارية تسلا، وتم استخدام تقنية القيادة الذاتية في العديد من سيارات تسلا في أواخر 2014 م لنوع أكس بنسخة محدودة القدرات التي تتطلب تدخل السائق في بعض الأحيان،ومع التطور الدائم للشركة تم التقليل نتدخل السائق.
    طورت تسلا نظام الطيار الآلي الذي هو مجموعة من ميزات نظام متقدم لمساعدة السائق مثل تمركز الطريق، التحكم في سرعة المرور، ركن السيارة ذاتيا، التغييرات التلقائية في الطريق، التنقل شبه المستقل والقدرة على استدعاء السيارة من المرآب ، وضمن كل هذه الميزات يكون السائق مسؤولا وتتطلب السيارة إشرافًا مستمرا، حيث يقلل نظام الطيار الآلي العبء عن السائق.
وقد تم تجهيز سيارة تسلا بثماني كاميرات خارجية واثنا عشر مستشعر وكمبيوتر ضخم يوفر مستوى أمان للإرشاد أثناء الرحلة.
 

  نظام الطيار الآلي متاح على شكل حزمتين يمكن الاختيار بينهما؛ القيادة المستقلة جزئيا والقيادة المستقلة تماما، لكن المميزات المفعلة حاليا لا تسمح للسيارة العمل بشكل مستقل تماما بل تتطلب متابعة مستمرة من طرف السائق، وحتى يتم تفعيل ميزات القيادة الذاتية المستقلة تماما يجب قطع آلاف الكيلومترات، وموافقة من الجهات الرقابية الأمر الذي يتطلب وقتا في بعض الأنظمة التشريعية، ويبقى تفعيل الميزات رهن التطوير الدائم للسيارات تسلا. 

مميزات سيارات Tesla:

تتميز السيارات بعدة مميزات منها:

  1. السائق الآلي: تتوفر على 8 كاميرات خارجية و12 مستشعر بالموجات فوق الصوتية وجهاز حاسوب ضخم يوفر طبقة إضافية من الأمان، كل هذه الميزات لا يعني بالضرورة إبعاد الأيدي تماما عن مقود السيارة.
  2. ميزة الكاريوكي: حيث تسمح للسائق اختيار الموسيقى وبلغات مختلفة وتعمل هذه الميزة أثناء التوقف فقط.
  3. وضع الحماية من الأسلحة البيولوجية: تم تجهيز طراز إكس وطراز واي بنظام ترشيح الهواء قبل الوصول لمقصورة الركاب، نظام الترشيح مستوحى من نظام المستشفيات والغرف المعقمة وصناعة الفضاء.
  4. شاشة تعمل باللمس: تأتي مع مجموعة من الميزات مثل تحديد حركة المرور بالإضافة لامتلاكها للميزات العامة مثل التحكم في درجة حرارة الملاحة لكن لا تشبه الميزات الأخرى الموجودة في السوق. 
  5. التعليق الهوائي: تم تجهيز سيارة تسلا بتعليق هوائي ذكي للرفع التلقائي يتغير بناءا على الإحداثيات التي توجد فيها السيارة، كما يسمح بخيار التعليق الهوائي يدويًا عن طريق لوح تحكم تسلا، وتبرز أهمية هذه الميزة في التنقل داخل المدن والتغيرات في الطريق.
  6. وضع الحراسة: يسمح بمراقبة المركبة من أي مكان في العالم من خلال تطبيق تسلا.
  7. المفتاح: هناك العديد من أشكال المفتاح غير تقليدية.
  8. التطبيق: يسمح التطبيق بالتحكم في السيارة من أي مكان في العالم، حيث يرسل التطبيق تحديثات في الوقت الفعلي إذا تم تنشيط وضع الحارس، كما يسمح التحكم في درجة الحرارة والتكييف وغلق وفتح السيارة.
  9. تحديثات عن بعد: غالبا ما يتم تحديثات عن بعد على السيارات من طرف الشركة.
  10. وضع السباق: أحيانا يتطلب السير بسرعة، تسمح هذه الميزة بتصميم بطارية بدرجة حرارة مثالية تسمح للسيارة للوصول إلى أقصى سرعة.
  11. ميزة البلاي: تسمح للمتسابقين السرعة، حيث السيارات ذات ميزة البلاي على بطاريات وثلاث محركات كهربائية يمكنها إنتاج طاقة تقدر بـ 1020 حصانًا، تأخذ السيارة من صفر إلى 60 ميلا في الساعة خلال ثانيتين فقط وهذا يضعها في نفس مستوى سيارات لمبرجيني.
  12. وضع الحيوان الأليف: يمكن تكييف درجة الحرارة لتكون مناسبة للحيوان الأليف داخل السيارة التي تعمل باللمس بالإشعار على خلفية السيارة مما يسمح للمارة معرفة أن درجة الحرارة مناسبة للحيوان.
كيف تعمل شركة تسلا على تطوير أنظمتها؟ 
   

وعلى الرغم من التقنيات المتطورة التي تستخدمها تيسلا في سياراتها إلا أن هنالك بعض المشاكل الخطيرة التي قد أدت إلى حوادث كثيرة، فهل تعمل الشركة على تطوير أنظمتها؟
    السنة الماضية تعرضت إحدى سيارات تسلا لحادث مما أدى إلى احتراقها بالكامل وتوفي ركابها، ووفقًا للتحقيقات فإن الراكبين لم يكونا خلف مقود السيارة وقد أوضحت الشركة أن السيارة من المستوى الثاني ولا يمكن أن تقود نفسها، لكن تم توجيه الانتقادات للشركة على أنها لا تعلم زبائنها على نظام الطيار الآلي، هذا الحادث يأخذنا للحادث 2018 الذي توفي فيه شخص لأنه تم الاعتماد الكلي على نظام الطيار الآلي، وقد تم فتح تحقيق آنذاك وقد رد إيلون ماسك بأن نظام الطيار الآلي لم يكن مفعلا، في نفس الوقت هناك أحد الباحثين في جامعة ديوك الأمريكية قال إن اختبارات الطريق العملية أظهرت أن سيارة تسلا طراز 3 تسير على الطريق مخطط على الأقل لمدة 30 ثانية.
    أيضا في الصين وجهت انتقادات لسيارات تسلا نتيجة الأخطاء في عمليات تحديثات واحتراق البطاريات البرمجة و التسارع المفاجئ أثناء القيادة، إلا أن شركة تسلا تؤكد دائما أن هذه التحديثات والبرامج لا تزال قيد التجربة لذا تنصح دائما بالحذر واليقظة أثناء السياقة ولا يتم الاعتماد التام على الأنظمة المساعدة على القيادة.

مبدأ عمل عمل سيارات تسلا:
 

  هناك تطور مذهل في عالم صناعة السيارات الكهربائية ومراكز متقدمة في سوق هذه السيارات فما هو مبدأ عملها؟
   

عمل السيارات الكهربائية مختلف تماما عن السيارات التقليدية، فمحركات السيارات الكهربائية ليس معقدًا مثلا لا يوجد شمعات الاحتراق مثل الموجودة في محركات التقليدية، يتكون نظام السيارة الكهربائية من أجزاء، فهي تعتمد على البطارية القابلة للشحن التي تتكون من العديد من المكثفات التي تحول الطاقة الكهربائية إلى طاقة حركية وهذا ما يجعل الشركات تعمل على تطوير السيارات بطريقتين:

طريقة السيارات المستقلة جزئيا: مزودة بمستشعرات وأجهزة ليزر وكاميرات لفحص الطرق والسير بشكل آلي دون تدخل الإنسان، إلا أن هذه الأجهزة لا تسمح بالقيادة الذاتية في ظروف معينة مثل الازدحام والظروف المناخية لذا يتطلب وجود السائق خلال هذه الظروف.

طريقة السيارات المستقلة تماما: تحتوى على نفس الأجهزة السابقة لكن بشكل متطور يمكّن السيارة من قيادة نفسها في أي ظرف دون تدخل بشري.

عادة تقدم الشركات تطبيقات متابعة لهذه السيارات، فبتوفر هذه الخدمات في المستقبل كل ما نحتاجه هو خدمة متابعة تحركات السيارة والتحكم بها دون وجود سائق.

مستقبل سيارات تسلا في عالم صناعة السيارات ذاتية القيادة:
 

  لا تزال الشركات تعمل على تطوير السيارات مثل نظام "مركبة لمركبة " الذي يهدف إلى مساعدة السيارات بعضها لبعض مثلا أن تخبر سيارة السيارات الأخرى عن وجود حادث أو مشكلة في الطريق لزيادة من أمان وسلامة السيارات الذكية.
    كما يتم العمل على تطوير نظام الخرائط لإعطاء تفاصيل ثلاثية الأبعاد للطريق لتجنب الحوادث المفاجئة، كما تعمل الشركة على تطوير البطارية للتقليل من سعر السيارات ذاتية القيادة.
    هناك جهود تأتي معظمها من شركات أخرى تمتلك الخبرة وإمكانية ضخمة لتقديم سيارات صغيرة وبأسعار معقولة، حيث أعلنت تويوتا أنها تخطط لاستثمار حوالي 35.2 مليار دولار وبيع 3.5 مليون سيارة كهربائية قائمة على بطارية سنوية هذا بحلول عام 2030 م، في حين تستثمر نيسان حوالي 17 مليار دولار وتقديم 15 طراز جديد من السيارات حيث سيشكل نصف مبيعاتها بحلول 2030م.
    كما تعمل شركات أخرى لتكون لها حصة في السوق إلا أن تسلا تبقى أكبر منافس في السوق حيث تخطت قيمتها السوقية كافة الشركات الأمريكية مجتمعة معًا.