من خلال هذا المقال المتواضع أردت فقط أن أقارن مقارنة بسيطة بين ما كان يعيشه العالم يوم أمس من حرية وسعادة وطمأنينة، والحالة التي أصبح عليها بسرعة مفاجئة بسبب وباء فيروس كورونا.
خلال الأيام القليلة الماضية، كان العالم يعيش حالة من الحريّة والهناء والسعادة والطمأنينة، إلاّ بعض الدول التي عاشت وما زالت تعيش الاضطهاد والرّعب والتقتيل من مُخالفيها ديانةً واعتقادًا، أو مِمّن يحكمونهم مخافة إزاحتهم من كرسي الحكم، ورغم هذه الأمور الايجابية من الحرية والسعادة. وغيرها ممّا ذكرتُ إلاّ أنّ كل دولة تُساير مشاكلها في مختلف الميادين منها الاجتماعية والسياسية والتعليمية والصحية. في إيجاد حلول ناجعة لهذه المُعضلات الحقيقية التي بها تَرقى وتَسمو وتتحضَّر كل دولة على حِدَا لتكون سيدة غيرها، وفجأة ظهر أمر خطير من قلب "وهان" المدينة الصينية التي ضرب أكثر شعبها، إنه "كورونا" نعم فيروس كورونا أو " covid-19"، الذي تكاثرت وتفرّعت عنه أقوال، فقال الدِّينيون إنه جند من جنود الله أرسله لينتقم من الصين والهندوس لِمَا فعلوه بالمسلمين هناك، ما لبثوا يُردّدون هذا الكلام حتى تفشّى فيهم أي (المسلمين) فقالوا إنه بلاء وابتلاء من الله تعالى، أَلاَ يتّضح أنَّ هذا القول نقيض نفسه؟ وقال آخرون ممّن يدّعون الفهم في السياسة والقانون الدولي وغيره. إنه مُؤامرة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، لاكتساح والسيطرة على اقتصاد العالم في بيع مستلزمات علاجه وتلقيحه أو نظيره (التلقيح).
انطلاقًا من هذا الرأي وذاك، لا يمكننا الجزم قطعًا عن حقيقة هذا الفيروس المدمر إلاّ بعد عودة العالم إلى أصله وطبيعته. ومن خلال ما نعيشه اليوم ونشاهده الآن على جُلِّ القنوات الفضائية منها المحلية أو الدولية، أو عبر شبكات التواصل الاجتماعيِّ، أو الصفحات الخاصة للحديث عن covid-19، أو ما صرّحتْ به منظمة الصّحة العالمية، أنه فيروس خطير ووباء وجائحة، ضرب العالم كله واكتسحه من جميع جوانبه وانتشر بسرعة البرق الخاطف وبوثيرة منتظمة.
شلّ حركة العالم العربي والغربي وضرب اقتصاده وأمات سُكّانه وأفزع وأرهب صغيره وكبيره ذكره وأنثاه، وبرز عيوبه في ميدانين حيويين رئيسيين هما التعليم والصحة،
ومن هذا فرصة للدول بأن تراجع أوراقها في هذين القطاعين ببناء المستشفيات ومراكز التطبيب والايواء وتوفير وسائل التشخيص والعلاج.
ومن الناحية التعليمية ببناء المدارس والاهتمام بالجامعات ومراكز التكوين والتدريس، والعمل على إيجاد وتفعيل استراتيجيات ناجعة وأكثر فعالية للنهوض بهذا القطاع، وارجاع هيبة ومكانة المعلم والاستاذ واعطائهم حقوقهم.
وبسبب هذا الفيروس أبانت حكومات الدول عامة، وحكومتنا خاصة على ساعديها والمسؤولية الملقاة على عاتقها في حماية شعبها وأبناءها في التصدي ومحاربة هذا الوباء بالتدخل الاستعجالي بفرض حالة الطوارئ الصحية (الحجر الصحي)، على السكان في المكوث داخل البيوت، وبنشر التعليمات الوقائية المتعلقة بالنظافة والتطهير وأساليب التعقيم للحد من هذا الوباء الفتاك، كما قامت كذلك بنشر وإعداد برامج وروابط الكترونية لمتابعة التلاميذ لدروسهم عن بعد وفي بعض القنوات التلفزيونية.