يقولون لك: انهزمنا لأننا لم نتقِ الله، ولن ننتصر ما دام العدد الذي يحضر لصلاة الفجر لا يساوي عدد الذين يحضرون لصلاة الجمعة! فإذا كان عدد الذين يُصلُّون الفجر كعدد الذين يُصلُّون الجمعة ، ماذا سيحصل؟ هل سيرسل الله لنا ملائكة تُـقاتـل معنا؟ أم هل سننتصر تلقائياً؟! ألا ترى أنه كلام لا معنى له؟ ما معنى أننا انهزمنا لأننا لم نتق الله؟! كلامٌ عامٌ غيرُ مُحدَّدٍ ولا يعني شيئاً للإجابة على التساؤل!! فلماذا انهزمنا، ومتى سننتصر؟ 
انهزمنا لأننا لا نعتبر إنجاز العمل وإتقانه من التقوى! انهزمنا لأن عمل طريق بطول عشرة كيلومترات يستمر لسنوات! انهزمنا لأن عملاً ما يكلف على الحقيقة مليوناً فيسرق على هامشه عشرة ملايين! انهزمنا لأن الحاكم جاء على ظهر دبابة، ولا يذهب إلا بدبابة! ولأن الحاكم يمارس دور شيخ القبيلة! ولأن الحاكم يسوس ليبقى لا ليخدم! 
انهزمنا في الحرب:  لأننا ندخُلها بكلِّ ما يملكُ الشرقيُّ من مواهبِ الخَطابهْ بالعنترياتِ التي ما قتلت ذبابهْ
لأننا ندخلها  بمنطقِ الطبلةِ والربابهْ! السرُّ في مأساتنا صراخنا أضخمُ من أصواتنا وسيفُنا أطولُ من قاماتنا. 
خلاصةُ القضيّهْ توجَزُ في عبارهْ: لقد لبسنا قشرةَ الحضارهْ والروحُ جاهليّهْ.. بالنّايِ والمزمار لا يحدثُ انتصار، كلّفَنا ارتجالُنا خمسينَ ألفَ خيمةٍ جديدهْ، لا تلعنوا السماء إذا تخلّت عنكم، لا تلعنوا الظروفْ
فالله يؤتي النصرَ من يشاءْ وليس حدّاداً لديكم يصنعُ السيوف. 

وننتصر عندما يكون إحسان العمل جزءً من مفهوم الحضارة! وننتصر عندما نعلم أن الذي يخوض معاركه بالأماني فاسقٌ عاصٍ لربه! وننتصر عندما يحاسَب الحاكم كما يحاسب أي موظف! وننتصر عندما نلتزم بمواعيدنا ونعتبر التخلف عن الموعد معصية تستوجب التوبة! وننتصر عندما نعتبر أن استغلال الوقت جزء من التقوى لا يتخلف عنها! ننتصر عندما لا تخرب نقطة الشتاء شوارعَنا!!


ننتصر عندما نريد: نريدُ جيلاً غاضباً.. نريدُ جيلاً يَفلحُ الآفاقْ وينكشُ التاريخَ من جذورهِ.. وينكشُ الفكرَ من الأعماقْ.. نريدُ جيلاً قادماً.. مختلفَ الملامحْ.. لا يغفرُ الأخطاءَ.. لا يسامحْ.. لا ينحني.. لا يعرفُ النفاقْ.. نريدُ جيلاً رائداً عملاقا. 
يا أيُّها الأطفالْ..
يا أيُها الأطفالُ أنتمْ –بعدُ- طيّبونْ
لا تقرؤوا عن جيلنا المهزومِ يا أطفالْ
فنحنُ خائبونْ..
ونحنُ، مثلَ قشرةِ البطيخِ، تافهونْ
ونحنُ منخورونَ.. منخورونَ.. كالنعالْ
لا تقرؤوا أخبارَنا
لا تقتفوا آثارنا
لا تقبلوا أفكارنا
فنحنُ جيلُ القيءِ، والزُّهريِّ، والسعالْ
ونحنُ جيلُ الدجْلِ، والرقصِ على الحبالْ
يا أيها الأطفالْ:
يا مطرَ الربيعِ.. يا سنابلَ الآمالْ
أنتمْ بذورُ الخصبِ في حياتنا العقيمهْ
وأنتمُ الجيلُ الذي سيهزمُ الهزيمهْ.