في ظل هذه الأزمة العالمية التي تعصف بالعالم يجد أصحاب الأعمال والمشاريع أنفسهم في أزمة كبيرة حيث فقدوا القدرة على سداد التزاماتهم الشخصية والعملية، ولهذا أود تقديم مجموعة من النصائح وخاصة لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة:
أولاً: أقول في البداية أن هذه الجائحة رغم حجمها مؤقتة، وستتجاوزها البشرية قريباً بإذن الله تعالى كما تجاوزت أزمات وأوبئة وطواعين كثيرة، فاطمئنوا واستعينوا بالله تعالى فنحن ضعاف وهو القوي العزيز، وفكروا فيما بعد الأزمة من الآن.
ثانياً: في علم اتخاذ القرارات عندما تكون أوضاعك صعبة، وكل الخيارات التي أمامك سيئة، فعندها تكون في وضع نسميه (أقل الأكثر Minimax)، وفي هذه الحالة يكون التصرف الأفضل هو التفكير في البديل الذي يعطيك (أقل) الخسائر على (أكبر) مدى، وليس التفكير في الخسائر قصيرة المدى رغم ضغطها وإلحاحها، وتجدون أدناه بعض التفاصيل في كيفية عمل ذلك.
ثالثًا: سمعتك بنيتها على مدى طويل فلا تخسرها في وقت قصير، فاحرص على زبائنك، وقدم لهم فوق ما يتوقعون، من التسامح في المعاملة، وتقديم الدعم غير المشروط، وغيرها من الخدمات.
رابعا: منتجك أو خدمتك هو صلب عملك، فلا تتنازل عن الجودة والأمان من أجل الربح السريع، ولا تخفض أسعارك فستعطي انطباعاً بتخفيض الجودة، لكن لا مانع من البيع مع تأجيل الدفع مراعاة لظروف زبائنك.
كن رابط الجأش ولا تضعف أمام أهلك أو موظفيك أو زبائنك، وتكلم بإيجابية دوماً، واعمل بجد، وفكر كثيراً، وركز على المستقبل، ولا تعش في الحسرة على الماضي أو الواقع.
خامساً: موظفوك هم من يحملون عملك ويبنوه معك، فاحرص عليهم، وراعِ احتياجاتهم، ولا تتنازل عنهم بسبب الأزمة، فهذا تصرف غير إنساني (ولا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، عاملهم معاملتك لنفسك، فلا يجوز أن تأخذ كل ما تحتاج أنت ثم تعطيهم ما تبقى!
سادساً: هذه فرصة مميزة لبناء الولاء التنظيمي العالي لدى موظفيك، فأشعرهم أنهم معك في السراء والضراء، فيحب أن يفهموا أن العمل إذا انهار فستنهار وظائفهم، وأن هذا بيتهم هم أيضاً الذي يجب أن يحملوه ويحمونه معك.
سابعاً: عامل الجميع بمساواة، فلا تقم بتخفيض الرواتب بأي معادلة أخرى، فإذا خفضت الرواتب إلى النصف مثلاً، فقم بفعل ذلك للجميع، بما فيهم بل أولهم أنت، وأوصل لهم رسالة واضحة أن هذه التخفيضات سيتم تعويضها فور تحسن الأوضاع، فهكذا تتعامل بخلق وتبني الولاء.
ثامناً: فكر بإبداع وابحث عن طرق جديدة للاستمرار، وحاول أن تلبي الاحتياجات الجديدة لزبائنك بالطرق والأوقات التي تناسبهم هم.
تاسعاً: فكر في منتجات جديدة وخدمات جديدة يمكن أن تقدمها الآن وتستمر في تقديمها بعد الأزمة، فخلال هذه الأزمة سينهار منافسوك الضعفاء، ويمكن أن تخرج منها وأنت الأقوى.
عاشراً: كن رابط الجأش ولا تضعف أمام أهلك أو موظفيك أو زبائنك، وتكلم بإيجابية دوماً، واعمل بجد، وفكر كثيراً، وركز على المستقبل، ولا تعش في الحسرة على الماضي أو الواقع، والأهم من هذا كله أكثر من الاستعانة بالله تعالى الحفيظ الشافي الغني المغني الرزاق الرازق الكريم الجواد الواسع سبحانه.