أعلن د. عبد الرزاق مقري الأمين العام لمنتدى كوالالمبور للفكر والحضارة في صفحته الرسميّة عن متابعته تحضيرات المؤتمر الخامس الذي سيُنظم أيام 18-19-20-21 ديسمبر/ كانون الأول من هذه السّنة 2019م في ماليزيا، بهدف مناقشة «دور الرؤى التنموية في تحقيق السيادة الوطنية، وذلك بإشراف من رئيس المنتدى رئيس وزراء ماليزيا د. محمد مهاتير.
يأتي هذا المؤتمر ضمن الرؤيّة الجديدة للمنتدى «نحو الشهود الحضاري للأمة»، والذي سيشهد لأول مرة حضور رؤساء دول التحالف الإسلامي (تركيا وباكستان وأندونيسيا وقطر) والعديد من ممثلي الحكومات وقادة الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني من ثلاثين دولة في العالم الإسلامي.
وبعد انعقاد جلسات متابعة مع فرق العمل التحضيرية على مستوى الأمانة العامة، صرح د. عبد الرزاق مقري بأنّ "المؤتمر سيكون حدثا تاريخيا غير مسبوق من خلال جمعه للقوى الرسمية والشعبية لأول مرة، ومن مستوى وتنوع وسعة الحضور، ومن خلال موضوع المؤتمر والنقاشات والمخرجات المتوقعة."
في هذا التقرير نتعرف على منتدى كوالالمبور للفكر والحضارة، ما دواعي تأسيسه؟ ما أهدافه؟ وما هي المؤتمرات والأنشطّة التي نظمها؟
«لازدهار مستقبل الأمة».. الحوار والإنتاج الفكري
يحاول المنتدى أن يُرسّخ أهمية إعمال الفكر قبل بداية العمل، وذلك حسبما جاء في رسالته التي توضح السعي إلى "إقامة حوار دائم في القضايا الفكرية والحضارية حول واقع الأمة وخياراتها المستقبلية، يستند إلى مرجعية الإسلام، و بقراءة معاصرة شاملة لتوضيح الطريق للعاملين وتوجيههم نحو تحقيق القيم العليا للإسلام ونهضة الأمة وسيادتها".
ويرى المنتدى أن تلك الحوارات ستُساهم في "تقديم أفضل منتج فكريّ حيوي" يواكب احتياجات الأمة المختلفة ليحقق قيم الحرية والعدالة والوصول إلى السيادة والنهضة، كما ورد في الرؤيّة المخطّط لها.
و بالتطرق إلى الأهداف التي يعمل لأجلها، يأتي في مقدمتها تقديم تصورات ورؤى للقضايا الفكرية والحضارية المتعلقة بواقع الأمة وخياراتها المستقبلية، مع توجيه العاملين لما يُحقق تلك الرؤى ويدعم تنفيذها، ولعل من أهم ما يُوفره المنتدى مساحات النقاش وفُرص التشبيك بين الباحثين والمفكرين، ما يساهم في إنضاج الموقف الفكري تجاه القضايا الساخنة والهامة التي تواجه الأمة وتؤثر في نهضتها. وتلك المساحات تُبرز شخصيات فكرية وثقافية من شباب الأمة الناشطين والفاعلين، ليكونوا من المساهمين "في بناء فكري وسطي متوازن".
رئيس المنتدى محمد مهاتير مع المدير العام د. عبد الرزاق مقري.
4 مؤتمرات سنوية بمشاركة 30 دولة.. «حصيلة أنشطة المنتدى»
تتضمن الخطّة الاستراتيجية لمنتدى كوالالمبور أربعة مشاريعٍ كُبرى، تهدف في مُجملها إلى توفير ظروف وأطر مناسبة تمكن الرواد والمفكرين من التفكير الجماعي والبحث الممنهج والتشاور الدائم بغرض بلورة المعالم والحلول والبدائل التي تسدد السير في طريق السيادة والنهضة والاستقرار والتنمية وتحرير المقدسات على أسس الحرية والعدالة والديمقراطية والوحدة، وتتمثل تلك المشاريع في: المؤتمر السنوي، الندوة والورشات القُطرية، شبكة الباحثين في الفكر الإسلامي، والجائزة السنوية.
بدايةً مع المؤتمر السنوي، وهو حسب الوثيقة الرسميّة "الجمع السنوي العام والنشاط المركزي للمنتدى الذي يُحدد هويته ويضبط رؤيته وتنطلق منه وتنتهي إليه كل الأنشطة الأخرى"، وقد نظّم المنتدى أربعة مؤتمرات، الأول عن «الرؤية الإسلامية للدولة المدنية» وذلك في شهر نوفمبر سّنة 2014م بماليزيا، بهدف مراجعة معاني وروح الإسلام في نظرته لدوره وموقعه في حياة أتباعه من جهة وحياة الانسانية كافة من جهة أخرى، وتم ذلك في حوارات بين عقلاء الأمّة للوصول إلى تفصيل دقيق لمعنى الدولة المدنية وحقيقة المسافة بين هذا الاصطلاح وجوهر الرؤية الاسلامية للحكم والدولة..
أما المؤتمر الثاني عن «دور الحرية والديمقراطية في تحقيق الاستقرار والأمن» وذلك أيام 27-28-29 نوفمبر 2015م بماليزيا، والذي انطلق بالمقارنة بين حالة الفوضى التي تعرفها المنطقة العربية والإسلامية على إثر الانتفاضات الشعبية المطالبة بالحريات والديمقراطية من جهة، وتجربة الأمم الأخرى التي وصلت للاستقرار والتنمية بواسطة الحريات والديمقراطية من جهة أخرى، فكانت ترسم إشكالية المؤتمر الأساسية: ما هو دور الحريات والديمقراطية في تحقيق الاستقرار والتنمية؟
«الحكم الراشد وأثره في تحقيق النهوض الحضاري» موضوع المؤتمر الثالث والذي عُقد لأول مرة في الخرطوم عاصمة السودان أيام 17-18-19 نوفمبر 2016م، وهو الموضوع الذي أوصى بدراسته المؤتمر الثاني، يتفرع عن الفكرة المحورية عدة موضوعات وأسئلة تتكامل فيما بينها لبناء رؤية شاملة أثرت إشكالية المؤتمر.
فيديو تعريفي بمنتدى كوالالمبور للفكر والحضارة
المؤتمر الرابع تناول موضوع «الانتقال الديمقراطي: الأسس والآليات» والذي انعقد بمدينة اسطنبول التركيّة في شهر أبريل 2018م، وقد فتح النقاش أمام الباحثين والأكاديميين حول إشكاليتين مركزيتين: الأولى ترتبط بآليات ومسارات التغيير التي يمكنها أن تحقق تحولا حقيقيا لصالح الشعوب. أما الثانية عن كيفية تدبير هذا الانتقال ديمقراطيا حتى يحقق مقاصده ولا يرتد إلى نكوص وإحباط.
شهدت المؤتمرات الأربعة حضور 100 باحث وأكثر من 50 مركزًا بحثيا، ممثلي جامعات العلوم الإنسانية، رؤساء حكومات ووزراء سابقين، من 30 دولة من إفريقيا، آسيا وأوروبا، والجدير بالذكر أنّ المخرج الأساسيّ لأي مؤتمر عبارة عن رؤية تُعرض للرأي العام في مؤتمرٍ صحفي في اليوم الموالي من يوم انتهاء المؤتمر، كما تقوم الوفود بتسليمها لصناع الرأي والقرار في أقطارها، وتنظيم الندوات لشرحها.
المشروع الثاني الذي يعمل عليه المنتدى "الندوة والورشات الحوارية" وهي أنشطة فكرية تعمل على الاستفادة من الزخم الذي يلي المؤتمر ويضمن استمرار النقاش على مستوى أوسع جغرافيا وعدديا، حيث يعالج قضية ساخنة جارية تتطلب مقاربات عاجلة. والورشات خُصصت للنقاش الفكري حول مواضيع تقترحها الأمانة العامة تتعلق بقضايا الساعة، وهي تنظم مرتين في السنة في الأقطار التي يتواجد فيها أعضاء المنتدى، وترسل مخرجاتها للأمانة العامة للتعميم.
والمشروع الثالث المتضمن في الخطّة الاستراتيجية "الجائزة السنوية" وهي خمسة جوائز تسلم للباحثين والناشطين في مجال الفكر الإسلامي كل سنة بمناسبة انعقاد المؤتمر، الجائزة الأول هي الجائزة الأساسية تمنح لعمل علمي يخدم أهداف المنتدى وينطبق مع مسارات الخطة البحثية السنوية ويمنحها د. مهاتير بنفسه، والجوائز الأربعة تُمنح بعد استكتاب المنتدى للباحثين ضمن مسارات محددة وحسب فئات معينة كذلك منها الشباب والنساء..
ختاما، تعتبر شبكة الباحثين في الفكر الإسلامي شبكة عالمية تعمل تحت مظلة المنتدى، وهي تضم العلماء والمفكرين والكتاب والباحثين المقتنعين برسالة المنتدى في مختلف أنحاء العالم، تعتمد على وسائل الاتصال الإلكتروني في تحقيق أهدافها وتساهم في إنجاح المشاريع الأخرى.
ومن أهدافها تمكين الباحثين في الفكر الإسلامي من التعارف والتبادل والتكامل والتعاون والاجتهاد الجماعي بغرض تجديد الفكر الإسلامي بما يتناسب مع متطلبات المرحلة.
للتعرف أكثر على المنتدى يُمكنكم زيارة الموقع الإلكتروني – الصفحة الرسمية في فيس بوك.