في يوم كانت فيه الشمس في أبهى صورها حرارتها التي تدفئ الجميع، كان هناك على الأرض رحلة للحياة، أربعة أشخاص لا بل كان الخامس على قيد الحياة، أما السادس فكان يحاول بنا الهروب بعيدا عن حفرة الموت في خمسة عشر يومًا، كانت الحياة مختلفة تمامًا عن تلك التي قرأتُها في الصحف والمجلات والتي سمعتها من نشرة الأخبار.

المال! نعم المال الذي كان يتسابق الشخص السادس والسابع والثامن والعاشر وحتى الحادي عشر من أجل الحصول عليه كان الأمر بالنسبة لي كـ أفلام mbc2 نحن الممثلون أو نحن البضاعة بصورة أصح، التي يحاول أصحاب الأرقام الفوز بهم من أجل الربح. 

في نهار مظلم وخراب شنيع يحط المدينة كان لا بد من الفرار الآن، الموت في كفة والحياة في كفةٍ أخرى، نبدأ برحلة اليوم الأول الذي كنت فيه سعيدة جدًا لا أعرف السبب لكن كان كل ما أعرفه أنني سأنجو من تلك الحفرة مع الروح الخامسة، كانت الحياة في الجهة الثانية حياة سأحيا بها بأمان سأدرس سأنام سأقرأ كل ما أحب وأكتب ما يفكر به عقلي. كابوس أبشع من كابوس المنام! ليته كان منامًا ونستيقظ منه متى ما شئنا. 

في يوم مشمسٍ ودعت أرض مدينتي وسماها وهواء كنت أشعر أنني عندما أخرج لن أعود الفتاة نفسها وها هنا تبدأ الحياة، لا بل تبدأ رحلة الحياة التي حلمُ فيها المئات من مدينتي.  

نعود إلى الحلم ومن فوق تلٍ مرتفع بثياب متنكرة ودخان سيجارة مع الرقم الأول لننزل إلى الأرض المنبسطة، ونرى السيارة بإنتظارنا، هيا هيا قد حان وقت للحياة بعد رحلة إستغرقت 14 يومًا، نظر إلي الشخص الأول: هل تفكرين حقًا بأننا وصلنا؟ كتمتها في نفسي وقلت تراه يمزح ليخفف عني السقوط من التل وضحكت، في لحظة هناك شخص قد مسك يدي بقوة ترى هل أنا في حلم؟ لا أعرف حقًا وأنا أرفع رأسي والدخان قد عم وجهه قال: لن تذهبي! 

 في بعض الأحيان يكون الشخص في أصعب لحظات الألم والضعف التي ممكن يمر فيها إنسان لكن لا ينهار ولا ينكسر لأنه هو قوة لنفسه ويستخدم ألمه ليتعلم منه ويكون قوة له بدل الاستسلام.  

لحظات عُمرٍ إنتهت في هذه الكلمة سقط حلم وماتت روح، بعيداَ عن قوة اليد هناك صوت يصرخ بإسمي، في هذه الثواني لم أفكر في شيء أبدًا كانت روحي بيده تمنيت فقط أن تغمض عيناي وأرحل في رحلة الآخرة ليست هي التي كنت أرجوها يا الله والدموع تنهمر على وجنتي، تمنيت أن أكمل حياتي أن أترك الأثر أن أحقق نجاحي، يا الله أنا بدون عونك لا أكون حطاما يختلف عن حطام متع الحياة.

 نعم رحلة السماء نطقت يارب لكن هذه المرة كانت مختلفةً عن الأعوام كانت من قلب محتاج إلى رحمته وعونه، فجأة، مقابل بعض من الدولارات أصبحت يدي في أمان، قال اذهبي، فرح يتغمده دموع خوف وفرح، ركضت إلى حضن أُمي لأشعرَ بالأمان مشت السيارة مسرعة من الظلام إلى ضوء النور. كلمات تكتب ولا أعرف إن كانت سيصل شعورها إلى من يقرأ الآن، لتعلم أيها القارئ أن هذا الكلمات لم تعبر بصدق عن الحقيقة، كان هذا الحلم مخيف جدًا عن غيره وعن ألوانه، لنعلم أن الله معنا وأنه سند لنا عندما نحتاجه في كل زقاق، حياة مختلفة تمامًا عن الحياة التي من الكوكب الآخر نعم هي الدنيا التي نشقى فيها ولأجل أن نصل سنتحطم ونقف ونتحطم ونقف في مواجهة الحرب! 

نعم إنها الحرب مع الأيام بل الحرب مع النفوس من أجلِ أن ينتصر الحق في يومٍ ما، لم أكن أفكر لي كل هذه الحروف التي أكتبها كنت فتاةً عادية جدًا كان حلمها أن تنجو من الموت، بعدها أصبح لدي قناعة تامة أن كل المواقف التي تسبب لنا الألم وتزعزعنا من الداخل مهما كانت، هي نفس المواقف التي تعطينا القوة ودروس مهم في حياتنا لن ننساها أبدًا وهذا الشيء في يد كل شخص.

 يوجد أشخاص يستسلمون ولا يحاولون الوقوف من جديد، لكن الشاطر الذي يتحدى الموقف ويستغله ليقويه بدلًا من أن يكسره، الإنسان قادر أن يكون هو أكبر داعم ومشجع لنفسهِ في لحظات الضعف.

 في بعض الأحيان الشخص يكون في أصعب لحظات الألم والضعف التي ممكن يمر فيها إنسان لكن لا ينهار ولا ينكسر لأنه هو قوة لنفسه ويستخدم ألمه ليتعلم منه ويكون قوة له بدل الاستسلام.  

قناعتي تامة بعبارة "يعطي الله أصعب المعارك لأقوى جنوده"، لا يوجد إنسان بتحمل شيئا فوق طاقته وهذا مذكور بالقرآن الكريم، بسم الله الرحمن الرحيم {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} 

لكن الفكرة الذي يستطيع أن يتعامل مع الشيء الذي يفرض عليه، في النهاية اقول كن أيها القارئ مِن مَن يحاربون من أجل أحلامهم خطوةً بخطوة ولا تنسى أن الموجودين على قمم الجبال لم ينزلوا من السماء، إنهم من الأرض نعم مِنها حاولوا وحاولوا لم ييأسوا وثقوا في قدراتهم وأنفسهم، ومن الله التوفيق لي ولكم.