سبق لنا أن ذكرنا، أن البشرية بمجموعها تتطلع للحرية والكرامة والعدل والعيش الكريم، تلك هي مطالبها الكبرى؛ فكيف يُجيب الدين عنها في كتاب الله عز وجل؟
1- ما هي التصورات الحاكمة للنسق في العمق عن الإنسان والحياة؟
في العمق تأتي أول القضايا الكبرى التي تستند على مفهوم الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح[1] وفيها أن الدين جاء رحمة للعالمين؛ فما البسملة والفاتحة، ولا سلام المؤمن على غيره من البشر بقوله "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" بعبث، بل هي أمر مقصود، فبسم الله الرحمن الرحيم لها مدلولها، والحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم لها مدلولها، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته لها مدلولها، وما وصف مهمة الرسول بأنها رحمة للعالمين بقول عابث، فعلى بساط الرحمة تتحرك بقية المعاني القرآنية، والرحمة عطاء وليست أخذ، وهي عطف وليست قسوة وهي تتجسد في بناء قيمي واسع.
لقد علمنا من لحظة الخلق أن الإنسان مكرم، مُنح ملكة العلم، وأُعطي حرية الاختيار، وعليه تترتب المسؤولية عن القرار، كل ذلك في الملأ الأعلى، وحرمانه من أي هذه الخصائص الوجودية هو اعتداء على الإرادة الإلهية في خلقه.
وهو بعدها أُبلغ أن له إلها يعتني بكل الموجودات بموجب الرحمة، وإن هذه الرحمة سابغة تشمل كل الخلق وكل البشر كافرهم ومؤمنهم، وأٌبلغ أن سبب إرسال الرسل والكتب، هو قيام الناس كل الناس بالقسط، وأن مهمة الرسول تبليغ الرحمة للعالمين، وإقامة القسط بينهم، وأن مهمة البشر مجتمعين هي اعمار الأرض بما يقتضيه من وقف الفساد ووقف سفك الدماء بينهم، وإن الله أراد الناس مختلفين، وحتى لا يلتبس الأمر على المسلم، أخبره القرآن أنه مهما حرص فأغلب الناس لن يكونوا مؤمنين، وأن البشر المختلفين في أعراقهم ولغاتهم مطلوب منهم التعارف، وتبادل المنافع والتعاون على قضية العدل، وقرر لهم أن من يعمل سوءً يُجزى به، وأن قوانين الله في الكون لا مبدل لها، وأن سباق البشرية يكون بأحسن العمل، وأن الكافر والمؤمن كلاهما ينال العطاء في الدنيا ولا يبخس عمله، وأن أساس عهد المؤمن مع الله إقامة تلك الأسس واقعا في حياة البشر، وأن الذكر والأنثى من نفس واحدة، وأنهما مجتمعين لهم مهمة اجتماعية مشتركة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لصيانة النظام، وإن مطلب الزينة والجمال مطلب رباني.
فكيف سيحقق القرآن معادلته في المجتمع المنشود، كيف سيتعايش المختلفون، وكيف سينسقون حركتهم لتعمر الأرض ويتوقف الفساد، ويتوقف سفك الدماء؟ كيف ستؤثر هذه الأسس على قيم العيش البشري المشترك ما هي هذه القيم التي تعكس الاتساق مع قيم العمق ومطالبه؟
2- ما هي قيم التساكن والعيش المشترك بين البشر التي تعكس قيم العمق في النسق؟
هنا يطرح القرآن نتائج كل مقررات العمق بالتمييز التام بين مستوى حالة السلم وحالة الحرب، فحالة السلم هي الأساس بين البشر وحالة الحرب استثناء، والبشر يعيشون بالتراضي والتعاقد وعليهم احترام العقود والتعهدات مع المؤمن والكافر، فقواعد العيش المشترك ينظمها التعاقد والعرف، هذا بين المؤمنين فكيف بعلاقتهم بغير المؤمنين بالإسلام، هنا يأتي قول الله فاصلا لأي جدل.
إن البعض يطرح إسلاما ميكانيكيا خاليا من الروح، حيث يريد بناء علاقة مع الآخرين ولا تسكنها مشاعر الود ولا البر، ومبنية على العدل القانوني، الأمر الذي كان نتاجا لصراعات بين البشر، لكن ما شرعه القرآن يحث على وضوح اتساق قيم التساكن مع قيم العمق بلا تناقض أو اختلاف!
1." لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ(8)" (سورة الممتحنة)
2." إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9) "(سورة الممتحنة)
إن العيش المشترك والذي هو الأصل الذي تقوم عليه الحياة ينبني على ذراعين ممدوتين لكل البشر، وهما البر والقسط، فما هو "البر" حتى تستبين الصورة ولماذا قدم؟
والبر نوعان: صلة، ومعروف، و البر هو المعروف، معروف القول أي طيب الكلام وحسن المنطق، والتودد بجميل القول، وهذا يبعث عليه حسن الخلق، ورقة الطبع، ومعروف العمل أي عون في النائبات، بالمال واليد والجهد، وهو يبني المجتمعات.
تحتاج البشرية إلى عنصر البر وحسن الخلق؛ فطرق التعامل بين الإنسان وأخيه الإنسان، هي ما يجعل حياة الناس إنسانية، وتستحق العيش، فالأشخاص حينما يزورون بلدا ما، فهم لا ينسون تجربتهم مع البشر، خيرا كان أو شرا، إذن البر عمل صالح يؤثر في النفس ويقرب البعيد، فكم يؤثر الخلق الحسن في معاملات الناس، إذ شهدت العديد من المناطق عبر العالم تنورها بالدين الإسلامي وتعلقها بتعاليمه بسبب حسن الخلق والمعاملة.
إن قضية العدل والمساواة بين الخلق هي أهم ملفات السلم الاجتماعي، والقرآن يطرح البر قبل القسط "أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ" (8)، لأن حياة البشر في عمومها ليست محاكما وقضايا، بل تجاور، وبيع وشراء، ومواساة في البأساء والضراء، وفي تلك المساحات الواسعة من التساكن البشري تسكن قضية البر، وتحميها عند النزاع قضية القسط.
إن البعض يطرح إسلاما ميكانيكيا خاليا من الروح، حيث يريد بناء علاقة مع الآخرين ولا تسكنها مشاعر الود ولا البر، ومبنية على العدل القانوني، الأمر الذي كان نتاجا لصراعات بين البشر، لكن ما شرعه القرآن يحث على وضوح اتساق قيم التساكن مع قيم العمق بلا تناقض أو اختلاف، فبرغم اختلاف البشر إلا أنهم يسعهم العيش تحت مبدأين أساسين البر والقسط، وبالتالي تتحقق كرامتهم الوجودية وعبر التعاقد والتراضي والوفاء بالعهود، هكذا إذن تستقيم الحياة وتنضبط ويتم اعمار الأرض ووقف الفساد وسفك الدماء.
3- ما هي قواعد التواصل والدعوة بين البشر المختلفين في داخل النسق؟
إن البشر في عيشهم المشترك واختلاف أديانهم وأفكارهم، تدور بينهم حوارات فالكل يحب أن يقنع غيره بما يراه، وفي أعلى درجات الحوارات المستمرة بين البشر، يأتي حوار أهل الأديان، فما هي طبيعة هذا الحوار في القرآن، وكيف وجه الله رسوله لإدارته والتفاعل معه؟
أربعة آفات تعتري الدعاة من مختلف الملل وتهدد السلم الاجتماعي يجيب عنها القرآن: "فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ* لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ"[2] ، " مَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ ۖ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ"[3]،" وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ"[4] إذن، فالسيطرة والتجبر ودعوى الحفظ والوكالة، تلك هي أمهات المشاكل عند الدعاة، فهي كلها تصب في حرمان الإنسان من حق وحرية الاختيار وهي أصل التكليف، وأصل فكرة الثواب والعقاب، والآية "وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا..." تقرر أن الله أعطاهم حرية الاختيار، ولو شاء سبحانه وتعالى سلبه منهم لفعل البدء.
وعلى ذلك فالتحكم في قراراتهم وإجبارهم ليس مشروعا ربانيا، وعلى المبلغ عن الله أن يعلم ذلك، وبكل وضوح، ولذلك يقول القرآن للرسول والدعاة من بعده "وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ[5]"، فعندما يعي الدعاة من مختلف الملل تلك الحقائق يصبح طريق الدعوة مفتوحا والحوار البشري ممتدا، وهنا تأتي توجيهات القرآن الكبرى للدعاة المؤمنين.
1/ التنزل لمستوى المخاطبين بدون دعوى استعلاء: " وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ" [6]
2/ الاحتكام إلى الدليل والبرهان: " قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ"[7]
3/ استحضار الحكمة وإتباع الموعظة الحسنة: " ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ"[8] ( سورة النحل ).
4/ قاعدة قبول النتيجة: " لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ"[9]
5/ فإن انزلق الحوار للمسابات، وجب الخروج منه للمحافظة على السلم الاجتماعي.
• " وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ" [10]
•"وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ"[11].
تخيل معي لو أن الدين الذي يقرر في عمقه كرامة الإنسان وحريته، وطالبه في قواعد التساكن بالبر والقسط، جاء في مساحة الدعوة فأجاز إكراه الإنسان وقيده، لاختل النسق، ولكنه من رب العالمين"وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا"[12]، ها نحن قد إكتشفنا مستوى ثالثا منضبطا فماذا عن المستوى الرابع وهو الحرب؟
4- ما هي ضوابط الحرب إن قامت وكيف ترجع المجتمعات للسلام؟
ماذا إذا انزلق المجتمع إلى أتون الحرب؟ ما هو موقف الإسلام من هذه المساحة؟ وما علاقتها بالمساحات الثلاث السابقة؟ وكيف عبر عنها القرآن؟
أولا: التدافع بين البشر مطرد فالحرب شكل من أشكال التدافع: "وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ"[13]
ثانيا: إن أفضل وسائل وقفها الإعداد الأقصى لها لإقناع الخصم بعدم المجازفة بإعلانها:
•"وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ"[14]
ثالثا: الحرب مكروهة عند الله، " كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ"
رابعا: النفس البشرية تكره الحرب، " كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ"
رابعا: القتال للدفاع عن النفس مشروع، "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ"
خامسا: العدوان يصد بمثله، " فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ"
سادسا: إن اقتنع الخصم بخطأ المسار عاد الأمر للسلم، "وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ".
هكذا نجد أن مفاهيم الحرب في الإسلام تتناسق مع بنية العمق وبنية التساكن البشري وبين الدعوة، ومن هنا نفهم لماذا أصرت مدرسة الحرب على فكرة النسخ الموسع وقالت بأن آية السيف (المجهولة) نسخت آيات الرحمة، فلا يمكن العبور لفكرة الحرب المفتوحة على العالمين إلا بهدم النسق القرآني.
فبنية النسق مكونة من القيم، ولتقريب الصورة فالقيم موجهات سلوكية، وسأشبهها بظرف مغلق وعليه اسم القيمة مثلا سنأخذ العدل، وعقل الإنسان أشبه بالمكتبة التي بها رفوف، وظرف قيمة العدل موضوع على أعلى هذه الرفوف دلالة على قيمته العالية، ووظيفته توجيه السلوك الخارجي وضبط الأحكام، ولكن داخل الظرف توجد معلومات وتوجيهات محددة متعلقة بنطاق الأحكام التي تشملها القيمة في ذهن هذا الشخص، وبالتالي فنطاق استخدام القيمة موجود في قالب داخل الظرف وسنسمي هذا القالب الذي في الظرف بالمفهوم لأننا هنا وبغرض البحث سنعتبر أن المفاهيم هي قوالب مرجعية.
هذه القوالب حين تكون غنية وكبيرة، تنعكس على الخطاب والممارسة والقرار، فلو أن ثلاثة أشخاص، كل منهم حمل قيمة العدل كقيمة كبرى وفي أعلى رفوف عقله، وأحدهم كان من بيئة عربية مسلمة والآخر غربي والثالث اشتراكي، سنجدها عند الغربي محتواها ربما يستلزم ديمقراطية النظام السياسي والمساواة الكاملة أمام القانون، وعند العربي المسلم قد تعني فقط المساواة أمام القانون، وعند الاشتراكي ربما هي الديمقراطية الشعبية وحكم طبقات الشعب العاملة، فاشتراكهم في (القيمة الجذر) لا يعني أن مفهوم القيمة كما بينا في المثال متحد، فمفهوم القيمة يختلف عن ذات القيمة، ولذلك فالتشوه يصيب القيمة من حيث مكانتها أو وجودها أو عدمه وقد يصيب مفهومها في الذهن.
لقد سبق وأن تطرقنا لفكرة النسق ولكن داخل النسق تلعب المفاهيم دورا محوريا فهي لبناته أو مكوناته الأولية التي يقيس عليها ويشير إليها عندما يعبر عن نفسه، فعندما يقول الخطيب علينا بالعمل الصالح أو بالإحسان أو بالعبادة أو بطلب العلم والإتقان فيه، هو في كل الأحوال يشير إلى قالب ما في ذهنه مكون من مصاديق تلك الفكرة في الواقع الخارجي، وبالتالي حين يضرب الأمثلة فهو يعبر عن سعة أو ضيق ذلك المفهوم، فإن ضاقت مساحتها ونحن سنسمي ذلك (تقزيما) انخفض أداءه تبعا لها، فمع انخفاض سقف القيمة ومدلولها تتغير ممارسة الإنسان الخارجية وعطاءاته.
فالنسق وحده غير كاف، لأن المفاهيم الكبرى إذا اختلت ولم تعد تعني مدلولاتها المنتجة، يكون فعلها في الواقع مساو لما وضعت له.
بإحكام فهم النسق القرآني القيمي يمكن ضبط سائر فروع المعرفة الإسلامية وأهمها الفقه والفتوى، فحين تتقرر قاعدة الكرامة الإنسانية الوجودية في عمق الفهم الإسلامي القيمي مثلا وتتحول لمبدأ حاكم لما هو إسلامي من الأقوال والأفعال فتكون حينها آثار هذا التقرير كبيرة وضابطة منعكسة على فكرة التساكن البشري والعيش المشترك والفتاوى والقوانين والإجراءات والأخلاق العامة، وعلى فضاء الدعوة وحالات الحرب والسلم، والقيمة عندها قادرة على اختراق كل الأبنية، من تغيير كل المستويات التي تليها وهذا ما يفعله النسق، فالخلل في أي جزء من أجزائه يؤثر على بقية النسق، وهكذا إصلاح أي جزء من النسق يؤثر على البقية أيضاً، وتضخم أي جزء من النسق على حجمه النسبي داخل النسق، قد يوقف النسق عن العمل، كما أن تضاؤله أو غيابه يفعل ذات الأثر، وقس على ذلك سائر القيم.